يا لهذي البلاد
شعر عبدالسلام الكبسي
مرارةٌ
مَا أشدَّ مَرَارَةَ
هذِيْ
البِلَادْ !!
بلادي
يا بلاديْ
التي
مَنَحَتْنَا الكرامةَ ,
مِنْ قبلُ ,
والشِّعرَ , والحُبَّ ,
والكبرياءْ
ازهريْ
بالرِّجَال ْ
يَا لِهَذِيْ البِلَادِ
يَالِهَذِيْ
البِلَادِ الَّتِيْ تَتَبَاعَدُ
نَأْيَاً ,
عِنْ اللهِ ,
مُنْذُ قَلِيْلٍ ,
وتَقْتَرِبُ اليومَ , نَحْو
التَّطَرُّفِ , بِالقَتْلِ ,
تَقْطُنُ بِزَّتَهَا
العَسْكَرِيَّةَ ,
تَرْجِعُ لِلْخَلْفِ
بِالشُّهَدَاءِ ,
وتَلْتَفُ كَالْحَلَزُوْنِ عَلَى
نَفْسِهَا, بِالمَخَاوِفِ ,
ثُمَّ , تُدنسُ وردتَها
بِغُبَارِ القَبَائِلِ
والساسةِ الأَشقياءِ ,
الَّذِيْنَ يَدُوْرُوْنَ
فِيْ حَلَقَاتِ السِّيَاسَةِ
بِالجَهْلِ ,
والِإحْتِكَارَاتِ ,
والعُنْصُرِيَّةِ ,
والدِّيْنِ ,
يَا لِأَنَانِيِّةِ النَّاسِ ,
إِنِّي فِيْ ذُرْوَةِ الحُزْنِ ,
أُعْلِنُ عَجْزِي عَنْ فِعْلِ
شَيْءٍ ,
تِجَاهَ بِلَادِيْ, بِغَيْرِ
الكَلَامْ
بِلَاْدٌ
" 1 "
فِيْ
بِلَاْدِيْ ،
أَنَاْ نُقْطَةُ اْلْكَوْنِ ، كُلُّ مَكَاْنْ
" 2 "
إِرْتَبِكْ
أَيُّهَاْ اْلْقَلْبُ , تِلْكَ بِلَاْدِيْ
" 3 "
أَيُّهَاْ
اْلْطَّيِّبُوْنَ عَلَى عَرَصَاْتِ بِلَاْدِيْ
أُنْجِدُوْنِيَ ،
فَاْلْطّيِّبُوْنَ عَلَيْهَاْ بِلَاْدِيَ
لَاْ يَعْرِفُوْنِيْ ..
" 4 "
فِيْ
جُواْرِ اْلْمَمَاْلِيْكِ ,
وَاْلْمُلْتَحِيْنَ (
اْلّْصَّنَاْدِيْدِ ),
وَاْلْمُتْعَبِيْنَ اْلْعَبِيْدْ
آهِ ,
مَاْ أَتْعَسَ اْلْأُمْنِيَاْتْ
" 5 "
رُغْمَ
هَذَاْ اْلْبِسَاْطِ اْلْمَدِيْد
ِ
مِنْ اْلْأُمْنِيَاْتِ
لَاْيَرَوْنَ سِوَى نَجْمَة ٍ
وَاْحِدَةْ
(ِنظَاْم)
اَلَّذِيْ
دُوْنَ " صَنْعَاْءْ"
,عَلَى بُعْدِ مِيْلَيْنِ
مِثْلُ الَّذِيْ قَاْبَ
قَوْسَيْنِ مِنْ بَاْبِهَاْ ,
والإِزَاْرِ
الْحَصِيْنْ
فَكِلَاْهُمَاْ يَجْهَلُ
يَاْجُوْرَهَاْ ,
وَبَسِيْطَ الشُّجُوْنْ
البلاد ُ
قلبها
في اتساع ٍ
لكل ربيع ٍ
أعد َّ
بدوني
لكل ِ القلوب ِ هوى ً ,
بإعتناء ٍ كبير ْ
أيها الحب ُّ قل لي :
" أليس لديك َ بدون البلاد ِ ,
الذي يجبر الآنَ ,
قلبي الكسير َ,
يؤثثه ُ بالجمال ْ "
كم أحب بلادي على عيبها
يا إلهي
أيَّاً تكونُ ,
وحيث تكونُ ,
ويا من كتبت عليَّ المنافي
في كل صقعٍ من الأرضِ ,
خذني إلى وطني ,
فحبيبي الوحيدَ هناكَ ,
إلهي ,
لعلك تسمح لي أن أراه ,
قبل الوفاةِ
لعلك تسمح دفني على وطنيْ
آهِ ,
إنيْ , أحب بلادي على عيبها ,
وعلى وجدها ,
وعلى ظلمها , وبلاقع أيامها ,
يا إلهي , أعني عليَّ ,
فأمري رهنٌ بكَ اليومَ ,
رهن بكل غدٍ, مثلما كان من قبل ,
يا لاتساعِ الزمان,
وضيق المكانِ
اسألكَ العطفَ بالعفو,
ياللشهادة ,
والرحمة المشتهاةْ
وطني حيث أجد حريتي
وطني حيثُ تزهرُ كاللوزِ
حريتي ,
وتسودُ العدالةُ ,
تشرقُ شمسُ المساواةِ ,
لي , ولغيري من الصالحينَ ,
علينا , لنا ,
كلنا , دون تفرقةٍ , من تباعد
أعراقنا ,
واختلافِ اللغاتِ , وألواننا ,
والدياناتِ ,
حتى , ولو لمْ تكن ضمن خط
الحقيقةِ ,
بالأكثريةِ منا ,
فحين أجد وطني , تتصالح روحيْ
معي ,
وأموتُ سعيداً بموتي , في كلِّ
حالْ
القَصِيْدَةُ الأَخِيْرَةُ
هَارِبَاً
مِنْ دُوَارِ السِّيَاسَةِ
مِنْ طَلَعَاتِ
العَسَاكِرِ,بِالضَّجَرِ المُسْتَدِيْمِ ,
مِنْ المُخْبِرِيْنِ الِّلئَامِ
,
وكُلِّ صَدَيْقٍ خَؤُوْنٍ
إِلى مَرْفَأٍ مِنْ شُجُوْنِيْ
الكَثِيْرَةِ كَالمَاءِ ,
تَحْتَ غُصُوْنٍ مِنْ الَّلوْزِ
,
أكْتُبُ آخِرَ مَا سَأَكُوْنُ
عَلَيْهِ
مِنْ العِشْقِ
نَحْو بِلَادِيْ
الوطن
غَيْر
هذا المَكَانِ ,
وكُلُّ مَكَانٍ آخَرَ ,
لَيْسَ الوَطَنْ
سَوْفَ نُسْجَنُ ,
حَتَّىْ نَمُوْتُ , بِلَا ثَمَنٍ
,
أَوْ شَجَنْ
دمّون
ساكتٌ ,
مثلَ آلامِ " دَمُّوْنَ
"
مثلَ مآتمَ دمونَ ,
مثلَ مدامع دمونَ ,
مثلَ الصراخِ المريرِ بليلٍ ,
لدمونَ ,
دمونَ إنّا يمانونَ ,
إنّا لأهلنا دوماً , محبونْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق