شعر عبدالسلام الكبسي
الشعراءُ
دون َ ميعاد ِ
يجتمعون َ
و دون َ وداد ٍ
يعيشون َ ,
ثم يموتون َ قبل الأوان ِ
بلا ضجة ٍ ,
و بدون َ حداد ٍ أيضاً ,
هُم ْ الشعراء ْ
صَعْلَكَةٌ مُعَاصِرَةٌ
يَكْذِبُ الشُّعَرَاءُ عَلَيْنَا
,
بِحُلْو الكَلَامِ ,
يَخُوْنُوْنَ نَرْجِسَ
أَيَّامِهِمْ بِالتَّذَكُّرِ ,
فَوْقَ الرَّصِيْفِ ,هَوَاهُمْ
يُقِيْمُ ,
ولا يَقْرَأُوْنَ حِرَاكَ
الحَيَاةِ المهيبِ,
ووَاقِعَ يقظتهِ فِيْ
المَلَايِيْنِ ,
مِنْ بَشَرِ الكَلِمَاتِ ,
يُجِيْدُوْنَ
فَنَّ التَّسَكُّعِ فِيْ
الطُّرُقَاتِ ,
ولَعْنَ الوَطَنْ
أيها الشعراء
أَيُّهَا
الشُّعَرَاءُ
الَّذِيْنَ هُمُ الآنَ ,
تَحْتَ العَوَاصِفِ ,
بِالشَّوْقِ ,
يَمْضُوْنَ حَتْمَاً عَلَيْهِمْ
,
ويَحْتَرِقُوْنَ لِأَجْلِ
البَشَرْ
ايْقُظُوْا الكَلِمَاتِ
بِصَوْتِ الحَقِيْقَةِ ,
نَحْو الوِجُوْدِ الأَبَرْ
دُوْنَ ذَلِكَ ,
فَالشِّعْرُ لَيْسَ سِوَىْ
مُمْكِنَاتِ الصُّوَرْ
إِنَّنَا, إِنَّ ذَلِكَ حَقَّاً
,
نَعِيْشُ الزَّمَانَ العَصِيْبَ
بِكُلِ تَفَاصِيْلِهِ ,
فَالكَلامُ الجَمِيْلُ
يُسَّلِّمُ بِالوَرْدِ ,
لَكِنَّ ثَمَّةَ مَنْ لايَرِدُّ
السَّلامَ ,
وثَمَّةَ مَنْ هُو يَكْذِبُ
, بِاسْمِ النُّبُوَّاتِ ,
ثمّةَ مَنْ لَمْ يَزَلْ
ضَاحِكَاً ,
حَيْثُ لَمْ يَنْصِتْ الآن ,
أَوْ يَسْتَمِعْ بَعْدُ ,
لِلْنَّبَأِ المُسْتَطِيْرْ
لا تصدق مَنْ يكذبون من الشعراء
إِنْ
تصدقت َ يوماً ,على أحد ٍ ,
لا تقل ْ لأحد ْ
لا تصدق مَنْ يكذبونَ من الشعراء ِ اللئام ِ
الذين تهافت َ واحدهم ْ ذات َ شعر ٍ هزيلٍ جدا ً,
بمدح ِ الطغام ِ ,
وقال : ألستم ْ خير البطاح ِ
وأندى بطون القبيلة ِ , راح ِ
ومد ّ يداً ,
لينال المددْ
ثم ألقى إلى الريح أوراقَه ُ
في سدى ً لا يُحد ّ ْ
و مضى دونها في نكد ْ
شاعر جبانٌ
كانَ
ثمةَ شابٌ هنا ,
يكتب الشعر ,
أقسم يوماً بأن لا يقاتل في الحرب ِ
حتى يقول الذي لا يقال ُ على لِسْن ِ مَنْ عادَ تواً , منها
,
وقال كلاماً كثيراً ,
وما إن مضى الوقت ُ
حتى أضاع الذي قاله ساعة الصفرِ
فهو جبان ٌ,
ولم يدخل الحرب َ قط ُّ
برغم احترام الجميع له ,
وامتنان الوطنْ
يَكْذِبُ الشعراءُ كَثِيْرَاً
لا يجوزُ لنا
تركَ طائفةَ الشُّعراءْ
يلعبونَ بعودِ الثقابِ ,
ولا الملتحينَ بلا دينِ ,
والساسةِ الخطباءْ
إنهم يكذبونَ كثيراً ,
يسيرونَ في الذكرياتِ على
الوْحلِ ,
وحْلِ التأسفِ من كلِّ شيءٍ ,
على كلِّ شيءٍ ,
ومختلطِ الذهنِ , دون رشادْ
وقد يحرقونَ البلادْ
دَعُوْا الكَلِمَاتِ تُغَنِّيْ
أَيُّهَا الشُّعَرَاءُ
الَّذِيْنَ يُغَنُّوْنَ
لِلْوَطِنِ
المُسْتَعَادِ مِنْ
المُسْتَبِدِّيْنَ ,
بِالدمعِ , والدَّمِ , والكَلِمَاتِ
,
دَعُوْا الكَلِمَاتِ تُغَنِّي ,
مَنْ نَفْسِهَا ,
إِنَّ
فِيْهَا رَوَائِحَ
وَرْدَةِ هذا الزَّمَانِ الجديدْ
شاعرُ السُّلْطَةِ
يَتَحَدَّثُ
فِيْ الحربِ , والفقرِ ,
والخَوْفِ , والحزنِ ,
عَنْ عِشْقِهِ لأمِ كُلْثُوْمِ ,
عَنْ شَارِعٍ لَمْ "
يُزَفْلَتْ " , بِالصِّيْنِ
عَنْ قِصْةٍ حَدَثَتْ فِيْ
شَوَارِعِ بَرْلِيْنَ ,
لِإثْنَيْنِ يَفْتَرِقَانِ ,
عَلَىْ الحُبَّ ,
يَا لِلْمَسَاكِيْنِ , أَهْلِ
الغَرَامِ ,
وعَنْ كَيْفَ نَكْتُبُ رَغْمَ
الخَلِيْلِ ,
القَصَائِدَ بِالنَّثْرِ ,
عَنْ كذبةِ الفَنِّ لِلْفَنِّ ,
يَا ِللصَّفَاقَةِ ,
كَيْفَ تَسَنَّىْ لَهُ ,
ودِمَاءُ الشَّبَابِ , تَسِيْلُ
عَلَىْ الأَرْضِ ,
كَالمَاءِ , مِنْ أَجْلِنَا ,
أَنْ يُحَدِّثَنَا بِدَمٍ
بَارِدٍ , عَنْ عَدَالَةِ هَذَا النِّظَامْ !!
إلى شاعر اليقظة المستمرة
إِنْ
تخلّيت َ عن دورك َ اليوم َ ,
من أجل ِ غيرك َ ,
في محو ليل ِ المكارة ِ
باليقظة ِ المستمرةِ ,
يا شاعر الثورة المستعرةِ ,
في كسر ِ قيد المهانة ِ كرهاً ,
باليقظة ِ المستمرة ِ أيضاً ,
قل لي إذا ما تخليت َ عن دورك َ الفذ َّ:
" مَن ْ سينير ُ الطريق " ؟!!
يا شاعر الثورة المستعرةِ ,
في كسر ِ قيد المهانة ِ كرهاً ,
باليقظة ِ المستمرة ِ أيضاً ,
قل لي إذا ما تخليت َ عن دورك َ الفذ َّ:
" مَن ْ سينير ُ الطريق " ؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق