الشهيد
شعر عبدالسلام الكبسي
"1"
وَحْدَهُ
مَنْ يَحِقُّ لَهُ ,
أَنْ يُحَدِّقَ فِيْ
الشَّمْسِ كَالنَّسْرِ ,
أَنْ يَتَعَالَى سُمُوَّاً ,
عَلَىْ كُلِّ طَوْدٍ عَظِيْمْ
"2"
وَحْدَهُ
يَتَجَرَّدُ لِلأَمْرِ بِالسَّيْفِ
,
للِإنْقِضَاضِ , جَدِيْرَاً
بِمَوْتٍ كَرِيْمْ
فَالحياةُ , لدى الحُرِّ , في
القيدِ ,
أَقْسَى مِنْ المَوْتِ , عِنْدَ
الِّلطَامْ
"3"
وَحْدَهُ ,
يَتَجَنَّبُ فِيْ الحَرْبِ
رُمْحَ الخَدِيْعَةِ ,
سَيْفَ الجَبَانِ المُخَبَّأِ ,
تَحْتَ ثِيَابِ الظَّلامْ
"4"
وَحْدَهُ ,
يَتَسَامَى كَرُؤْيَا نَبِيْ
يَتَلأَلأُ كَالشَّمْسِ ,
مِنْ أَجْلِ حُرِّيَةِ الآخَرِيْنَ الحُشُوْدْ
"5 "
وَحْدَهُ
أَطْلَقَ الكَلِمَاتِ ,
وأَيْقَظَ فِيْنَا جَمِيْعَاً ,
نداءَ الوُجُوْدْ
" 6 "
وَحْدَهُ ,
دُوْنَ كُلِّ الذِيْنَ عَرَفْنَا
,
ومَنْ لَيْسَ نَعْرِفُ , في
العَالَمِيْنَ ,
عَلَىْ أَيْ وَجْهٍ ,
يُرَى ,
مِنْ كِتَابِ الخُلُوْدْ
من أين يأتيْ الشهيدُ ,بهذا
الألقْ ؟!!
نعرفُ الآنَ ,
أنَّ السؤالَ ,
من الشكِ , يأتيَ كالسحرِ ,
يأتيَ إحساسنا بالحياةِ من
الموتِ ,
يأتيْ النظامُ من الثوراتِ ,
يأتي الطريقُ من السيرِ ,
يأتي النهارُ من الليلِ ,
والعكس,
يأتي الربيعُ من البردِ ,
لكننا ,ليس نعرفُ ,
من أين يأتيْ الشهيدُ ,
بهذا الألقْ ؟!!
لم يكن مسيحاً حتى أقاموا الصليب
لم يكن , عندما صلبوه ,
المسيحُ مسيحاً ,
حتى أقاموا الصليبْ
لم يكن , من حسينٍ ,
حتى استباحوا ,على كربلاء , الحسينَ ,
وحرمةَ , من بعدهِ , كلِّ حرٍ
نجيبْ
إِنَّ كلَّ شهيدٍ مِنْ قبلُ ,
مزقهُ المستبدونَ ,بالسيفِ
أو سيمزقهُ المستبدون من بعد ,
لاينتهي دمُهُ , بالتقادمِ ,
يشرقُ كالشمسِ فورَ الغروبِ ,
ويغمرُ بالنورِ ظلمةَ كلِّ العصورْ
أيها الشهداء
"1"
أيها الشهداءُ
الذين هم الآنَ ,
تحتَ القذائفِ ,
في العري ,
من كلِّ شيءٍ سوى حلمهمْ ,
شغفاً بالحياةِ الكريمةِ ,
وبين العواصفِ , والموتِ ,
يمضونَ , حتماً عليهمْ ,
ليحترقوا في سبيلِ البلادِ ,
أنتم غداً , ربما , وجميعاً ,
على موعد بالقدرْ
" 2 "
إِسْأَلُوْا الشُّهَدَاءَ ,
الَّذِيْنَ قَضَوْا
فِيْ الرَّصَاصِ ,
وتَحْتَ الهِرَاوَاتِ ,
والمَاءِ , والغَازِ
عَنْ وَطَنٍ يَتَهَيَّأُ
لِلْمَجْدِ بَعْدَ قَلِيْلْ
إِنَّهُمْ يَعْلمونَ
الحَقِيْقَةَ دَوْمَاً ,
وكَيْفَ
يَكُوْنُ الدُّخُوْلُ إِلى
العَصْرِ
بِالدَّمِ , فَهْو الدَّلِيْلْ
"3"
إِنَّمَا
كُتِبَ المَوْتُ كرْهَاً ,
على الشُّهَدَاءِ ,
الَّذِيْنَ هُمُ الآنَ ,
يَغْتَسِلُوْنَ ,
عَلَىْ رِسْلِهِمْ ,
بِعبيرِ الخُلُوْدْ
" 4 "
أيُّهَا الشُّهَدَاءُ
اخْبِرُوْنِيَ مِنْ فَضْلِكُمْ ,
مَا هُو اسْمُ الوَلِيْدِ
الجَدِيْدِ ؟
ومِنْ أَيْنَ يَطْلَعُ هذا
الصَّبَاحِ المَجِيْدْ ؟
اخْبُرُوْنِيَ من فضلكمْ ,
فبكمْ سَوْفَ أَطْلَعُ
كَالشَّمْسِ ,
بَعْدَ الغُرُوْبْ
سَوْفَ أُوْلَدُ مِنْ وَجْدِكُمْ
,
وبِكُلِّ ذَخِيْرِ الوُعُوْدِ ,
أَجُوْدْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق