شجون عائلية
شعر عبدالسلام الكبسي
وَلَدِي
"1"
لا أُفَضِّلُ
رُغْمَ الخِيَارَاتِ
شَيْئَاً عَلَىْ وَلَدِيْ
إِنَّهُ خَاتَمُ اللَاْزَوَرْدِ
الثَّمِيْنِ
عَلَىْ إِصْبَعِيْ ,
وابنُ مَاءِ السَّمَاءْ
امْتِدَادُ دَمِيْ لِلْخُلُوْدْ
تَاجُ رَأْسِيْ
و رُوْحِيْ , ومُلْكِيْ
العَرِيْضْ
"2"
أَيُّهَا الَولَدُ العَاقُ ,
قَلْبِيْ حَدِيْقَةُ كُلِّ
الوِرُوْدْ
إِنَّ بَيْنِيْ , وبَيْنَكَ
عَهْدَ الوِجُوْدْ
يَنْبَغِيْ أَنْ يَطُوْلَ ,
وأَنْ يَسْتَمِرَّ ,
وأَنْ يَتَبَدَّىْ عَصِيَّاً
عَلَىْ الِإنْكِسَارْ
" 3 "
حِيْنَ أَرْقُدُ فِيْ المَوْتِ ,
يَمْنَحُنِيْ وَلَدِيْ ,
مَا أُرِيْدُ مِنْ الضَّوْءِ ,
والوَرْدِ , والدَّعَوَاتِ ,
يُهَدْهِدُنِيْ بِالفَوَاتِحِ
والصَّلَوَاتِ ,
ويَقْرَأُ يَاسِيْنَ لِيْ ,
أَنْتَ مِصْبَاحُ بَيْتِيْ
إِذَا غِبْتُ مُنْطَفِئَاً ,
بِالرَّحِيْلِ ,
وظِلِّيْ , وسَارِيَتِيْ ,
وحَدَيْقَةُ عُمْرِيْ , وحُبِّيْ
الكَبِيْرْ
" 4 "
طَالَمَا
كُنْتُ أَرْغَبُ فِيْ الَّلعِبِ
الحُرِّ ,
وابْنِيْ الصَّغِيْرْ
طالما
كان حبي لإبني , كبيرْ
" 5 "
رَاعِيَاً أَبَدَاً ,
لِصِغَارِيْ
تَوَرَّطْتُ بِالحُبِّ ,
فِيْ سَحْبِهِمْ لِلْوِجُوْدِ ’
فَيَالَهَا
مِنْ وَرْطَةٍ رَائِعَةْ
أُمِّيْ
صَوْتُ
أُمِّيْ ,يَفْتَحُ لِيْ كُلَّ
بَابْ
ويَضِيْءُ الطَّرِيْقَ إِلى
مَنْبَعِ الخَيْرِ ,
والنُّوْرِ ,والرَّحْمَةِ المُسْتَديمةِ
ياقَلْبُهَا , إنه مِثْل
يَنْبُوْعِ مَاءْ
يَتَدَفَّقُ بِالصَّلَوَاتْ
إِنَّهُ كَالمَلَاذِ الأَخِيْرْ
قُرْبَ أُمِّيَ مَعْنَىْ
الوُجُوْدْ
تَحْتَ أَقْدَامِهَا , تَرْقُصُ
المُعْجِزَاتْ
ويَفِيْضُ الخُلُوْدْ
أَبِيْ
"1"
السَّمَاوَاتُ
فِيْ الَّليْلِ , رَائِعَةٌ
مِثْلَ قَلْبِ أَبِيْ
السماوتُ
في الليلِ أحلى كوجهِ أبيْ
السماواتُ
أعمق سراً , كبوحِ أبيْ
السماوتُ
تقدحُ دوماً , بالحبِّ
نحو أبيْ
"2"
إِنَّ صَوْتَ أَبِيْ
كَالصَّلاةْ
ويَدَيْهِ تَفِيْضَانِ
بِالخَيْرِ , مِثْلَ إِلَهْ
إِنَّنِيْ لأُفَكِّرَ فِيْ أَنْ
أُقبَّلَهُ ,
مِثْلَ طِفْلٍ صَغِيْرْ
وأُنَادِيْهِ : " بَا بَا
.. " ,
بِصَوْتِيْ الكَبِيْرْ
ابنَتِي
تَتَفَتَّحُ نَحْوِيْ
كَزَهْرَةِ لَيْمُوْنةٍ
بِالحَنِيْنْ
كَالأَمَانِيْ تُهَدْهِدُنِيْ ,
تَصْطَفِينِيْ صَدِيْقَاً,
وتَلْثَغُ بِإسْمِيْ ,
كَعِصْفوْرَةٍ فِيْ الجُوَارِ
مِنْ القَلْبِ , يَا
لِلْحَبِيْبَةِ ,
مَنْ دَلَّهَا نُقْطَةَ
الضُّعْفِ مِنَّيْ
فَقَدْ قَيَّدَتْنِيْ كَعَبْدٍ ,
أَرَاهَا أَمَامِيَ تَكْبَرُ
جَذْلَىْ ,
كبعضِ الكرومْ
وعَمَّا قَرِيْبٍ , سَتُصْبِحُ
أُمَاً رَؤُوْمْ
زَوْجَتِي
يَا صَدِيْقِيْ الوَفِيْ
مثلَ قَلْبِيْ الكَبِيْرِ ,
أَيَا زَوْجَتِيْ , ورَفِيْقَة
عُمْرِيْ ,
الَّتِي سَأَشِيْخُ بِجَانِبِهَا
,
وتَشَيْخُ ,كَبَعْضِ الشَّجْرْ
دُوْنَ أَنْ يَشْعُرَ الآخَرُ
الفَرْقَ مِنَّا ,
بِمَرِّ السِّنِيْنِ ,
وتَأْثِيْرِهَا بِالصُّوُرْ
يَا بُنَيّ ,
أيَا سَيِّدِيْ ,
وحُصَانِيْ الأَصِيْلْ
الخَالَةُ
" زَوْجَةُ الأَبِ "
لَمْحُهَا الحَادُّ جِدَّاً ,
كَسِكِّيْنَةٍ كَانَ
يَنْتَابُنِيْ,فِيْ الوَرِيْدْ
لَمْحُهَا مِنْ حَدِيْدْ
إِنْ تَأَلَّقْتُ يَوْمَاً
عَلَىْ رَمْشِ " بَابَا "
وقَبَّلَنِيْ فِيْ عِنَاقٍ
جَدِيْدْ
لَمْحُهَا كَانَ دَوْمَاً ,
جِدَارَ الجَلِيْدْ
لَسْتُ أَذْكُرُ مِنْهَا سِوَاهُ
,
فَقَدْتُ عَلَىْ صِغَرٍ وَجْهَ
أُمِّيْ
ومَعْنَى الحَقِيْقَةِ مِنْ
صَوْتِ أُمِّيْ
أَحِنُّ إِلى صَدْرِ أُمِّيْ
إِلى خُبْزِ أُمِّيْ
وقَهْوَةِ أُمِّيْ
ولَمْسَةِ أُمِّيْ
هَلْ قَالَ " دَرْوُيْشُ
" مَا مَرَّ , مِنْ قَبْلُ ,
لا أَتَذَكَّرُ,
لَكِنَّ ذلكَ يَبْدُوْ
لِمِثْلِيَ, كَالكَارِثَةْ
الأُمُوْمَةُ
الأُنوثةُ تَعْنِيْ وَحَسْبْ :
الأُمُوْمَةَ,
كلُّ
المَرَافِىءِ
مَعْنِيَّةٌ بالوَلِيْدِ
المَجِيدْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق