كتاب الموت
شعر عبدالسلام الكبسي
أَيُّهَا المَوْتُ لَسْتُ أَخَافُكَ
لَكِنَّنِيْ ..
" 1 "
لَسْتَ تَعلم ,
قَبْلَ الأَوَانِ , لِمَاذَا يَمُوْتُوْنَ ,
لستَ إِذَنْ ؟
تعلم الوَقْتَ كيف يمَرُّ سَرِيْعَاً , كلصٍ
؟
مَتَى السَّاعَةُ المُدْلَهِمَّةُ
كَالسَّيْلِ ,تُقْبِلُ ؟
تَأْتِيْ مُفَاجَأَةً ,وتدقّ كساعي
البَرِيْدِ , على البابِ ؟
لا تعلم المحتوى ,
ومَتَى يُمسي الحُلْمُ وَهْمَاً ؟
وبَيْتُكَ قَبْرَاً ,
وفَرْشُكَ طِيْنَ الحُقُوْلِ القَرِيْبَةِ ؟
حِيْنَ سَتُصْبِحُ أَنْتَ بِلا أَنْتَ
,
حَتَّى كَأَنَّكَ , مَا كُنْتَ تَجْرِيْ
هُنَا ,
وهُنَاكَ تُحَلِّقُ , تَعْرَىْ , تَجُوْعُ ,
وتَلْبَسُ ,
تَشْبَعُ , تَحْزَنُ , تَفْرَحُ ,
تَضْحَكُ لِلْقَادِمِيْنَ ,
وتَبْكِيْ على الرَّاحِلِيْنَ ,
كَأَنَّكَ لَمْ تَتَضَمَّنُ مَوْتَكَ فِيْكَ
,
مَعَ أَنَّ أَيَّامَكَ الآن , لَيْسَتْ
كَأَمْسٍ ,
فَكُلُّ الإشاراتِ تَعْنِيْكَ ,
أَنْ لا تُطِيْلَ البَقَاءَ , ولا
تَتَأَخَّرْ
إِنَّ هَذِيْ النُّجُوْمَ ,
الَّتِيْ تلمعُ الآنَ ,
ثُمَّ تَغِيْبُ ,
وتَظْهَرُ ,
تُحْصِيَ أَيَّامَهَا , مِثْلُنَا ,
أَنْتَ
تَقْرَأُ أَفْكَارَهَا بِالتأملِ ,
تَسْمَعُهَا ,
بَعْضُهَا قَدْ يَعُوْدُ ,
وبَعْضٌ سَيَذْهَبُ دُوْنَ رِجُوْعٍ ,
وأَنْتَ, كَأَنَّ الفُصُوْلَ تَمُرُّ
عَلَيْكَ,
لِوَحْدِكَ,
لا تَتَأَخَّرُ
إِنَّ الثَّوَانِيْ تُحصى , فلا تَتَأَخَّرُ
كُلُّ الدَقَائِقِ مَرَّتْ عَلَيْكَ ,
وكُلُّ الّذِيْ مَرَّ مِنْ قَبْلُ ,
كُلُّ غَدٍ سَيَمُرُّ ,
يَقُوْلُ بِأَنَّكَ لا تَتَأَخَّرْ
" 2 "
أَيُّهَا المَوْتُ
لَسْتُ أَخَافُكَ ,
لَكِنَّنِيْ اليَوْمَ ,
مَازِلْتُ مُنْشَغِلاً بِشؤونِ الحَيَاةِ ,
حَيَاتِيْ , حَيَاةِ الكَثِيْرِيْنَ مِثْلِيْ
,
كَأَنْ أَشْعِلَ النارَفِيْ الغابِ ,
أُحْيِيَ المَواتَ بماءِ
الحقيقةِ ,
في كلِّ دربٍ وقَلْبٍ ,
بِحِكْمَةِ شِعْرِيْ ,
كَأَنْ أَكْسِرَ القَيْدَ ,
أَهْدِمَ أَوهامَ أَزْمِنَةِ "
الإِنْبِطَاحِ ",
كَأَنْ أَسْرِجَ الجِسْرَ لِلْعَابِرِيْنَ
عَلَىْ المَاءِ ,
مِنْ شَاطِئٍ آخرٍ للوجودْ
" 3 "
سَوفَ أقْهَرُكَ اليَوْمَ ,
يَا مَوْتُ ,
بِالعَمَلِ المُتَوَاصِلِ ,
بالشعرِ
أَشْعِلُ كَبْرِيْتَ أَيَّامِيْ المدلهمةِ ,
مِنْ أَجْلِ شَعْبِيْ ,
أعلنُ دُوْنَكَ ,يا موتُ , أَنَّ
السَّمَاوَاتِ لِلنَّسْرِ ,
والنُّوْرَ لِلْمُبْصِرِيْنَ ,
وأَنَّ البِحَارَ لِمَنْ سيُغَامِرُ ,
أَنَّ وِرُوْدَ الأماني للحبِّ ,
أَيَّامُنَا لِلَّذِيْنَ يَلَينَا , كَأَنَّا
وِجِدْنَا لَهُمْ ,
لِيَرَوْنَا كَمَا يَنْبَغِيْ ,
مُفْعَمِيْنَ بِرُوْحِ
الوجودِ ,
مِنْ أَجْلِهِمْ , رُغْمَ كُلِّ الظُّنُوْنِ
,
نطيلُ التأملَ بالكلماتِ ,
ونختصرُ الوقتَ بالأسئلةْ
" 4 "
أَيَا مَوْتُ ,
إِنِّي سأَقْهَرُكَ اليَوْمَ ,
حِيْنَ سَأَدْخُلُ بِالشِّعْرِ
كُلَّ قُلُوْبِ المُحِبِّيْنَ لِلْوَرْدِ ,
لِلْحُرِّيَاتِ , لِنَبْعِ المَسَرَّاتِ ,
لِلْمَجْدِ بِالكِبْرِيَاءِ ,
ولَنْ تَعْتَرِضْنِيْ ,
لأَنَّ طَرِيْقِيْ طَرِيْقَ الحَيَاةِ ,
وسَوْفَ يَقُوْلُوْنَ , حِيْنَ أَمُوْتُ
كَمَا شِئْتُ :
" يَا لِلشُّجَاعِ الَّذِيْ أَعْلَنَ
المَوْتَ ,
مِنْ أَجْلِ أَنْ تَسْتَمِرَّ
الحَيَاةُ ",
بِذُوْرِيْ سَتمنح يَوْمَاً ,ثِمَارَاً ,
تَقُوْلُ لِمَنْ سَيَجِيْئُوْنَ بَعْدِيْ
بِأَنَّا هُنَا ,
كَانَ ثَمَّةَ بَعْضٌ هُنَا,مننا , قَدْ
أُصَّرَّ
عَلَىْ أَنْ يَعِيْشَ كَرِيْمَاً كما يقتضي
الأمر ,
مَنْ سَيُبَادِلُنِيْ شَغَفِيْ
بِالحَقِيْقَةِ , بِالحُبِّ ,
مَنْ يَحْتَوِيْ عَالَمِيْ بِالنَّشِيْدِ ,
ويَذْهَبُ أَبْعَدَ مِمَّا هُوَ اليَوْمَ ,
مَرْسُوْمُ نَحْو الأَقَاصِيْ مِنْ الحُلْم,
نَحْو الخُلُوْدِ ,
وأَنْ لا يُفَكِّرَ بِالعَوْدَةِ
المُرْتَجَاهْ
لِمَاذَا سَأَذْهَبُ ..
كُلُّ يَوْمٍ , أَقُوْلُ لِنَفْسِيْ ,
لِمَاذَا أَتَيْتُ ,
لِمَاذَا سَأَذْهَبُ ,
يَا كُلَّ يَوْمٍ أَتَيْتَ ,
سَأَذْهَبُ حَتَّى كَأِنِّيَ تَوَّاً ,
أتيتُ ,
ويُدْرِكُنِيْ المَوْتُ ,
مَثْلُ السُّكُوْتْ
تَشَاؤُمٌ
صَاحِبِيْ ,
كَانَ فِيْ السِّتْرِ ,
مِنْ مَرَحٍ , وابْتِسَامٍ , وضَحْكٍ ,
كَأَنَّ الوُجِوْدَ لَهُ وَحْدَهُ ,
يَتَنَاغَمْ
يَوْمَ حسَّ ,
بأَنَّ الحَيَاةَ تؤولُ
إِلى المَوْتِ يَوْمَاً ,
تَشَائَمْ
عِشْتَ يَوْمَاً , أَوْ لَمْ تَعِشْ
عِشْتَ يَوْمَاً ,
وإِنْ عِشْتَ أَكْثَرَ مِنْ أَلْفِ عَامٍ ,
سَوَاءٌ ,
سَيَمْضِيَ عُمْرُكَ كَالنَّهْرِ ,
نَحْوَ الأَمَامِ ,
لَنْ يَتَرَاجَعَ ,
يَمْضِيْ ,
سَوَاءٌ لَبِسْتَ الحَرِيْرَ , أَوْ
الصُّوْفَ ,
إِنَّ كِلاهُمَا من وجهة الموتِ ,
حَتْمَاً ,سَوَاءْ
مَصِيْرٌ
ضِمْنَ صَفٍّ
طَوِيْلٍ من البشرِ الواقفينَ لأجلِ الحياةِ,
طَوِيْلٍ من البشرِ الواقفينَ وحسبْ,
طوِيْلٍ من البشريينَ,
, مُنْذُ البِدَايَةِ ,
مُنْذُ انْبِثَاقِ الوُجُوْدِ ’
أَتَيْنَا , ولا نَدْرِيْ لِلآنَ, كَيْفَ ,
ولا نَحْو أَيْنَ نَسِيْرُ ؟
ولَكِنَّنَا قَدْ علمنا جَمِيْعَاً ,
مَعَ الوَقْتِ , أَنَّا , سَنَذْهَبُ يوماً ,
نواجهَ نَفْسَ المَصِيْرْ
عَابِر
سَبِيْلٍ
انْظُرُوْا
كَيْفَ يَبتعدُ المَدُّ ,
عَنْ شَاطِئِ البَحْرِ ,
كَيْفَ هُو الحُلْمُ مِنْ نَائِمٍ ,
يَنْقَضِيْ
وإِلى ظِلِّ تِلْكِ الغَمَامَةِ , كَيْف
انجلى ,
مِثْلَ بَعْضِ الحَوَادِثِ ,
مِثْلَ المَسَرَّاتِ ,
مِثْلَ الحَيَاةِ الَّتِيْ هِيَ أَيْضَاً ,
سُرْعَانَ مَا تَنْتَهِيْ
الحَيَاةُ فقط ْ,
تَلْكَ مَا تَتَعَلَّمُ مِنْهَا ,
بِأَنَّكَ حَتْمَاَ , وعَمَّا قَلِيْلٍ
سَتَرْحَلُ ,
أَنْتَ بِهَا ,
لَسْتَ أَكْثَرَ , مِنْ عَابِرٍ للسَّبِيْلْ
الحُزْنُ عَكْسُ الحَيَاةِ
يَخْنُقُ
الحُزْنُ رُوْحِيْ ,
فَكُلُّ الأَمَانِي مَاتَتْ ,
ولَمْ يَبْقْ شَيءٌ هناكَ,
سِوَاى , وَحِيْدَاً كَغَيْمْ
يُحَمْلِقُ عَكْسَ الحَيَاةْ
ويَخْطُو دُوْنَ المَسِيْرْ
الشَاطِئُ الآخرُ من الحياةِ
" 1 "
أَيُّهَا
المَوْتُ ,
يَا شَاطِئَاً ثَانِيَاً ,
لِلْحَقِيْقَةِ
لَسْتَ نِهَايَةَ هَذَا المطَافِ الطَّوِيْلِ
,
ولَسْتَ النَّهَايَةَ ,
أَنْتَ هُنَاكَ , الوجود بِلَاخَوْفِ ,
أَوْ لَغْو , أَوْ حزنِ .. ,
أَنْتَ البِدَايَةُ ,دُوْنَ ارتِيَابْ
" 2 "
فِيْ
طَرِيْقِ الوجودِ
رَأَيْنَاهُ ,
يَمْشِيْ بِجَانِبِنَا ,
و يُطَمْأِنِنَا بِالخُلُوْدْ
" 3 "
حِيْنَ
يُصْبِحُ مَوْتِيْ أليفاً,
كَبَعْضِ الضَّرُوْرَاتِ , مِنْ مَأْكَلٍ
مثلاً ,
و شَرَابٍ , ولِبْسٍ ,
تَغِيْبُ المَخَاوِفُ مِنْهُ , تَمَامَاً ,
ويُصْبِحُ كُلَّ الضَّرُوْرَاتِ , مَوْتِيْ
الأَلِيْفْ
" 4 "
لِتَكُنْ كَامِلاً ,
أَيُّهَا المَوْتُ , كُنْ كَامِلَاً ,
ومِثَالِيْ
لِتَكُنْ حَيْثُ لا صَوْتُ ,
غَيْرُ دَمِيْ ,
يَتَدَفِّقُ بِالصَّمْتِ كَالنَّهْرِ ,
لا يَنْتَهِيْ بِالكَلَامِ الطويلِ,
ويَسْتَرْسِلُ الآنَ ,
نَحْو البِدَايَةِ مِثْلَ عُبُوْرِ
الوِلادَةِ ,
نَحْو الوِلادَةِ ,
كُنْ كَامِلَاً أَيُّهَا المَوْتُ , لِيْ ,
ومِثَالِيْ
" 5 "
كُلُّ
شَيْءٍ
يَمُوْتُ ,
و أَيّاً يَكُوْنُ يَمُوْتْ
فَهْوَ حَقَّاً ,
يَمُوْتْ
" 6 "
وأَنَّى تَكُوْنُ
الحَيَاةُ
بِغَيْرِ اشْتِمَالِ المُحِبِّيْنَ ,
والمَوْتُ , فِيْ كُلِّ طَرْفَةِ عَيْنٍ
,
يُهَدِّدُنَا بِالفُرَاقْ ؟
" 7 "
فَجْأْةً ,
وبِلا إِذْنَ ,
يَأْخُذُكَ المَوْتُ قسراً ,
ولَوْ كُنْتَ أَقْصَىْ الأَمَانِي ,
مِنْ لَحَظَاتِ الحَيَاةِ تُقِيْمُ ,
لِذَلِكَ ,
فَآنْظُرْ
لِنَفْسَكَ , هَلْ أَنْتَ بِالخُلْدِ ,
مَوْعُوْدُ ,
أَمْ بِالجَحِيْمْ !
ذَاتَ يَوْمٍ
ذَاْتَ يَوْمٍ ,
سَيَرْوِيْ لَنَا المَوْتُ
قِصَّتَنَا بِالحَصَادْ
ذَاتَ يَوْمٍ ,
سَتُعْرَضُ أَنْفُسُنَا لِلنَّفَادْ
ذَاتَ يَوْمٍ ,
سَنَذْهَبُ , دُوْنَ مَعَادْ
المَوْتُ
"1"
اليَقِيْنُ الوَحِيْدُ
بأَنْ لا يقينَ سِوى المَوتِ
في سِنَةٍ لا تَخُوْنْ
"2"
ليسَ مُرَّاً
صَدَى المَوْتِ
لكنَّمَا ليسِ عَذْبَاً هَرِيْرُ الحَيَاةْ
"3"
أَيُّهَاْ
اْلْجَاْزِعُوْنَ مِنْ اْلْمَوْتِ
لَاْ تَجْزَعُوْاْ
إِنَّ بَعْدَ اْلْفُرَاْقِ لِقَاءً , وَأَيَّ
لِقَاْءْ
"4"
كُلُّ
شَيْءٍ غَلَبْنَاْهُ إِلَّا ْاْلمَنُوْنْ
"5"
كُلُّنَاْ
سَاْئِرُوْنَ إِلَى ْالْمَوْتِ
فَاْزَ
اْلْمُخِفُّوْنْ
"6"
كُلُّ شَيْءٍ
يَسِيْرُ إِلَى اْلْخَاْتِمَةْ
"7"
كُلُّ
هَذَاْ اْلْوُجُوْدِ اْلْقَدِيْمِ
سيُبْعَثُ, فِيْ مَرَّةٍ قَاْدِمِةْ
"8"
إِنَّهُ
أَقْدَرُ اْلْنَّاْسِ مِنَّاْ
عَلَى أَنْ يُجَفّفَ تِلْكَ اْلْدُّمُوْعْ
فَاْلْمُعَنَّى وَلُوْعْ
"9"
لَسْتُ
أَعْرِفُ لِلْمَوْت ِ أَيَّ طَرِيْق ْ
إِنَّهُ
يَتَبَدَّل ُ ,فِيْ اْلْحَاْلِ ,
كَاْلْمُعْجِزَة ْ
"10"
قُبْلَةُ
اْلْمَوْتِ
بَاْرِدَةٌ كَاْلْحَدِيْدْ
"11"
في
الزمان الذي سوف يأتي
نكونُ هناكَ ملوكاً ,
نكونُ هناكَ قراصنةَ البحرِ ,
لا شيءَ يعلو علينا ,
ونعلو على كلِّ شيءٍ حقيرٍ ,
هناكَ الكثيرُ مِنْ الغيمِ ,
والنجمِ
والنورِ
والخيرِ والحقِ والأمنيات
الأيائلِ
والوردِ ,
مِنْ أجل ذلكَ ,
فدعْ ها هنا ,كلَّ شيءٍ عتيقْ .
"12"
كُلُّنَا
رَاحِلٌ ,
ضِمْنَ صَفٍ طَوِيْلْ
فَتَبَاطأْ , يَا صَاحُ ,
بِالعَمَلِ الحَقِّ ,
عِنْدَ الرَّحِيْلْ
"13"
حِيْنَمَا
يَتَعَوَّدُ شَخْصٌ ,
على المَوْتِ ,
عِنْدَئِذٍ ,
يَتَلَاشَى الأَلَمْ
لِمَاذَا أَمُوْتُ مَرَّتَيْن ..؟
"1"
إِلَهِيْ ،
يَا إِلَهِيْ أَمَا مِنْ طَرِيْق ٍ آخَر َ
إِلى اليَقِيْن ْ
مِنْ قَهْرِي ,مِنْ وَجَع ِ السِّنِين ْ
ثَمَّةَ بِئْر ٌ كَقامَة ِ الحَزِيْن ْ
"2"
يَا إِلَهيْ
مَنْ دَفَنَ الضَّوْء َ ؟
مَنْ سَرَقَ النُّجُوم َ ،
وآغْتَال َ عُصْفُوْرِي َ المُلَوَّن َ
بِالسِّكْين ْ
"3"
أَذْكُرُ ، يَا إِلَهِيَ ، أَنَّنِي كُنْتُ
سَعِيْدَاً
وكُنْتُ أَمْلِكُ فَرَاشَة ً ، وحَقْلاً
مِنْ الضَّوْء ِ ،
والتُّوتِ واليَاسَمِيْن ْ
"4"
فَلِمَاذا ، يا إلهي ، فَجْأَة ً , تَصِيرُ
الفَرَاشَة ُ مُسْخَاً ،
والحَقْلُ لَغُمَاً , والتوتُ دَمَاً
خَاثِرَاً ,
ومِشْنقةً صَارتْ الياَسَمِيْن ْ
"5"
إِلَهِي
مَنْ حَفَرَ فِي ظَهْرِي أُخْدُوْدَاً ؟
مَنْ نَصَبَ لِيْ في الطَّريقِ فَخْاً ؟
مَنْ أَهْدَاني كارِثةً ؟
مَن ْ،
مَنْ ، يا إلهي , يَقُوْدُنِي إِلى
الكَمِيْن ْ
"6"
واليومَ وقَدْ مَضَى الزَّمَانْ
ونَأَى المَكَانْ
لِمَاذا ، يَا إِلهي ، يَنْتَصِبُ الجُرْحُ
هَامَة َ الرِّيْح ِ ،
ويَصْلِبُ الغِرْبَال ُصَوْتِي َ الحَزِيْن
ْ
صَوْت َ السِّنِيْن ْ
"7"
إِلهي , لمَاذا أَمُوْتُ مَرّتين ؟
ولماذا , يا إلهي ، أُفْجَعُ مَرّتين ؟
"8"
إِلهي عَظْمِي طَرِيٌّ ،
وشَبَّابَةُ صَوْتِي رَقِيْقَة ٌ
كَالبَكَارَة ْ
"9"
يَا إِلَهِي ،
إِنْكَسَرَ العَظْمُ و ...،
يَالِلِخَسَارَةْ
الرباط , 1995
النَّصُ / المَوْتُ
حُلُمٌ شَبَّ فِي دَمِي وتَنَامَى
فِي الحَشَا يَزْرَعُ الشُّمُوْسَ لُبَابُه
ْ
كُلّمَا آنْثَالَ غَامِضَاً وأَلِيْفَاً
كَاشَفَتْنِي وأَوْمَأَتْ أَسْبَابُه ْ
كُلَمَا شَفّ كالفُصُوْصُ التِمَاعَاً
رَقَّ كَأْس ُ الهَوَى ورَاقَ شَرَابُه ْ
يَتَوَالَى كَأَنَّهُ الخَاطِرُ الرّفْرَا ف
ُ
يَنْسَابُ فِي المَرَايَا سَرَابُهْ
يَتَرَاءَى حِيْنَاً نِدَاء ً خَفِيَّاً
شَدّنِي سِحْرُه ُ وأَغْرَى آنْسِيَابُهْ
وأَحَايينَ بَرْزَخَاً واغْتِرَابَاً
سَرْمَدِيَّاً مَا أُوْصِدتْ أَبْوَابُهْ
فَأَخَالُ الرُّؤَى بَقَايَا طُلُوْل ٍ
مُقْفِرَاتٍ وشَلَّ سُؤْلِيْ عَذَابُهْ
عَايَنَ المَوْتَ مُذْ تَسَرَّبَ فِيْهِ
الحُلْمُ غِرَّاً ومَزّقَتْنِيْ حِرَابُهْ
لَيْسَ مَنْ وَاجَهَ المَنَايَا سَمَاعَاً
كالَّذِي مَسَّهُ وأَدْمَى خَرَابُهْ
في الطَّريقِ البَعِيْدِ شِمْتُ إِلَهِيْ
قابَ قَوْسَيْنِ صَارَ مِنِّي حِجَابُهْ
خَصَّنِي الله ُبالحَقِيْقَةِ إِنِّيْ
خِلَّهُ إِن ْ تَزَاحَمَتْ أَحْبَابُهْ
صنعاء , 20/2/1994
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق