شعر عبدالسلام الكبسي
وَرْدَةُ اْلْمُسْتَحِيْلِ
" الصَّدَاْقَةً "
" 1 "
يَنْبَغِيْ
أَنْ تُسَاْمِحَ يَاْ قَلْبُ
هَذَاْ اْلْصَّدِيْقَ ،
وَتَغْفِرَ
يَاْ قَلْبُ ، إِنْ لَمْ
تُطَاْوِعُنِيْ ،
يَاْ لَهَاْ
قَسْوَةً لَاْ تُحَدّْ
" 2"
لَاْ تَسِرْ مِنْ وَرَاْئِيْ
كَكَلْبِيْ
لَاْ تَسِرْ مِنْ أَمَاْمِيْ
كَقَلْبِيْ
كُنْ صَدِيْقِيْ
اْلَّلدُوْدَ وَحَسْبْ
" 3"
يَاْ صَدِيْقِيْ
اْلْذِيْ لَيْسَ مِثْلِيْ
تَمَاْمَاً ,
وَلَيْسَ يُوَاْفِقُنِيْ فِيْ
كَثِيْرِ مِنْ اْلْأَمْرِ
لَيْسَ يُشَاْرِكُنِيْ شَجَنِيْ
, أَوْ دُمُوْعَ اْلْفَرَحْ
وَاْلَّذِيْ إِنْ تَلَأْلَأَ
وَجْهِيَ فِيْ وَجْهِهِ ,
لَاْ يَرَاْنِيْ كَقَوْسِ قُزَحْ
وَيُدَنِّسُ حَبَّاْتِ قَلْبِيْ
إِذَاْ أَشْرَقَتْ بِاْلْمَرَحْ
وَاْلْذِيْ إِنْ تَبَدّى لَهُ
طَاْئِرِيْ
فِيْ سِيَاْقِ اْلْكَلَاْمِ ,
جَرَحْ
وَاْلَذِيْ إِنْ طَغَى مَاْ
صَفَحْ
, وَإِذَاْ مَاْ تَدَاْعَتْ بُرُوْقُ اْلْأَمَاْنِيَ لَمْ يَنْشَرِحْ
إِحْتَمِلْنِيْ عَلَى اْلْحُبِّ
,
إِنِّيْ كَمَاْ اْلْبَحْرِ فِيْ
اْلْعُسْرِ ,
فِيْ اْلْشِّدَةِ اْلْجَبَلُ
اْلْمُسْتَطِيْلْ
وَيُظَنُّ بِيَ اْلْخَيْرُ,
قَلْبِيَ أَنْقَى مِنْ
اْلْثَّلْجِ ، مِنْ وَرْدَةِ اْلْمُسْتَحِيْلْ
"4 "
إِنَّ
أَفْضَلَ شَيْءٍ مِنْ
اْلْضَّوْءِ ,
أَكْثَرَ أَمْناً مِنْ اْلْأَصْدِقَاْءِ اْلْحَمِيْمِيْنَ ,
فِيْ سَاْعَةِ اْلْصُّفْرِ
,عِنْدَ حُلُوْلِ اْلْظَّلَاْمِ
يَدُ اللهِ
لَاْ شَيْءَ ثَمَّةَ إِلَّا
اْلْيَقِيْنْ
" 5 "
لَاْ
يَخُوْنُ بَتَاْتَاً ,
سِوَى اْلْأَصْدِقَاْءْ
" 6 "
عِنْدَمَاْ
يَسْقُطُ اْلّْنُبَلَاْءُ ,
أَلَاْ يَنْهَضُوْنْ ؟
عِنْدَمَاْ يُخْطِئُوْنَ ,
أَلَاْ يَرْجِعُوْنْ ؟
فَمَاْ بَاْلُكُمْ , أَيُّهَاْ اْلْأَصْدِقَاْءْ
" 7 "
شَجَنٌ غَاْئِمٌ
شَطْرُ بَيْتٍ ، بَعِيْدَاً ،
مِنْ اْلْشِّعْرِ ,
يَأْخُذُنِيْ ,
رِفْقَةٌ سَيّئُوْنْ
حُزْنِيْ عَلَىْ صَدِيْقِيْ ,
كَبِيْرٌ
"1"
غَالِبَاً ,
مَا أَرَىْ فِيْ الظَّلَامِ
وُجُوْهَ الَّذِيْنَ يُقَالُ
لَهُمْ ( أَصْدِقَائِيْ )
ولَيْسُوْا كَذَلِكَ , فِيْ
أغلبِ الوَقْتِ ,
مَازَالَ خِنْجَرُ أَوْقَاتِهِمْ
,
يَتَوَغَّلُ فِيْ الظَّهْرِ ,
لَكِنَّهُ يَعْرِفُ الآنَ ,
بَعْضَاً لَهُ ,
سَوْفَ يُخْفِيَ آخِرَ , مِنْ (
أَصْدِقَائِيَ )
كَانَ يَرَاهُ نَعِيْمَاً ,
وإِمْثُوْلَةً ,
فِإِذا هُو فِيْ الوَاقِعِ
المُسْتجدِ الجَحِيْمْ
"2"
غَالِبَاً ,
حِيْنَ يَأْتِيْ المَسَاءُ عليهِ
,
يَرَىْ صَوْتَ يَاقُوْتَةٍ ,
لا تُفَارِقُ صَاحِبِهَا ,
مُثْقَلاً بِالمَرَارَةِ ,
يَسْتَرْسِلُ الآنَ ,
فِيْ حكها بِالكُلُوْمِ
البَلِيْغَةِ ,
لَكِنَّهُ , رُغْمَ ذَلِكَ ,
مَازَالَ يَقْدِرُ أَيْضَاً ,
عَلَىْ أَنْ يُوَاصِلَ ,
مِشْوَارَهُ فِيْ الحَيَاةِ ,
فَحَيْثُ تَجِدْهُ ,
تَجِدْ رَجُلاً
ذا جِرَاحٍ أَشَدَّ ,
ويَسْمُوْ عَلَىْ كُلِّ شَيْءٍ ,
أَلِيْمْ
"3"
لا يَهُمُّ صَدِيْقِيَ أَنَّىْ
يموتُ ,
ولا كَيْفَ يوماً,يموتُ
ولا أَيْنَ بالضبطِ ,سَوْفَ
يَمُوْتُ ,
فَمَازَالَ يَرْقُصُ قَلْبُ
صَدِيْقِيْ ,
كَمَا اليَافِعِيْنَ الصِّغَارِ
,
الَّذِيْنَ
يَقُوْلُوْنَ عَنْهُمْ , لا
يَرْحَلُوْنَ سَرِيْعَاً ,
فِيْ أَغْلَبِ الوَقْتِ ,
حزنيْ
لأَجْلِ صَدِيْقِيَ كالجرحِ
يَنْزِفُ لِلتَّوِ ,
حُزْنِيْ
لأَجْلِ فُرَاقِ صَدِيْقِيْ ,
كَبِيْرْ
"4 "
يَا صَدِيْقِيْ
الَّذِيْ يَتَضَائَلُ كَالعُشْبِ
,
عِنْدَ الخِصَامِ ,
وكَالضَوْءِ من مَدْخَلِ
الرِّيْحِ ,
مِثْلَ الحُثَالَةِ , يَقضي
أوقاتَهُ في اختلاقِ المزاعمِ ,
يَخْلُفُ في الوعدِ عرقوبُهُ,
يَحنثُ الآن,بالقسمِ (الفذِّ)
هَلاَّ تَصَرَّفْتَ يَوْمَاً ,
مَعِيْ كَصَدِيْقْ
" 5 "
أَيُّهَا الأَصْدِقَاءُ
الَّذِيْنَ أَضَاعُوْا
العَنَاوِيْنَ ,
عِنْدَ احْتِيَاجِيْ
إِلى الدَّعْمِ ,
بِالكَلِمَاتِ فَقَطْ ,
لَيْسَ أَكْثَر
ذَاتَ انْكِسَارٍ.. ,
" هذا حِذَائِيْ لَكُمْ ..
" ,
سَوْفَ أَكْتُبُ فَوْقَ
الجِدَارْ
دُوْنَكُمْ , لا نُرِيْدُ الحَيَاة
أَيُّهَا الأَصْدِقَاءُ ,
الَّذِيْنَ يَمُوْتُوْنَ قَبْلَ
الأَوَانِ ,
وتَبْقَىْ رَوَائِحُهُمْ ,
مِثْلَمَا العِطْرِ بَعْدَ
المَطَرْ
دُوْنَكُمْ ,
لا نُرِيْدُ الحَيَاةْ
لَيْسَ أَكْثَرَ مِنْ رَمْز
أَصْدِقَائِيْ ,
أَرَدّتُ فَقَطْ ,
أَنْ أُذَكِّرَ ثَانِيَةً ,
أَنَّ هَذَا الَّذِيْ سَوْفَ
يُدْفَنُ فِيْ الأَرْضِ يَوْمَاً
, هُنَا ,
لَيْسَ أَكْثَرَ مِنْ رَمْزِ ,
سَوْفَ يَظَلُ هُنَا ,جسديْ ,
فِيْ انْتِظَارِ المَعَادْ
مَنْ يُشَاطِرُنِيْ غِبْطَتِيْ
بِالنَّفَادْ
كَالصَّدِيْقِ الجَدِيْدِ
كُلُّ شَيْءٍ ,
سَيَبْدُوْ جَمِيْلاً ,
إِذَا مَا أَتَانَا أصيلاً ,
ومُبْتَكَرَاً ,
كَالفُجَاءَةِ فِيْ الحُلْمِ ,
كَاليَقْظَةِ المُسْتَعَادَةِ ,
مِنْ غَفْلَةِ القَلْبِ ,
كَالقِصَّةِ المُسْتَمِرَّةِ ,
تَحْدُثُ بَعْدَ قَلِيْلْ
كَالقَصِيْدَةِ , تنبضُ بَعْدَ
أُفُوْلٍ طَوِيْلْ
كَالصَّدِيْقِ الجَدِيْدِ ,
الَّذِيْ يُحْدِثُ الإِنْتِبَاهَ
لَدَيْنَا مراراً,
وكَالشَّائِعَاتِ , الَّتِيْ
قَدْ تَطُوْلْ
لِصَدِيْقِيْ أُنِيْرُ الطَّرِيْقَ ..
" 1 "
إِنَّنِيْ
أَنْحَنِيْ لَكَ ,
رُغْمَ انْصِرَافِكَ عَنِّيْ ,
و رُغْمَ ابْتِعَادِكَ مِنِّيْ ,
وأَرْفَعُ مِنْ شَجَنِيْ لَكَ ,
مِنْ حِكْمَتِيْ ,
وسِرَاجِيْ لكَيْمَا أُنِيْرَ
الطَّرِيْقْ
" 2"
الصَّدِيْقُ
الَّذِيْ يَتَبَدَّلُ
كَالرِّيْحِ ,
ليس يدومُ كمثلِ الريالِ الحرامْ
إنه كالحَدِيْثِ الَّذِيْ لا
يَرُوْقُ لَنَا ,
بَارِدٌ كَالرُّخَامْ ,
وفضٌّ كوسطِ الزحامْ
ويُخَاتِلُ بَيْنَ الكَلَامْ ,
حِيْنَ يَدْنُوْ مِنْ القَلْبِ ,قَاسٍ
كَنَسْرْ
ويخاتلُ كالبحرْ
إحساسه من جليدْ
فِيْ الخِصَامِ لَدُوْدْ
وأَصَابِعُهُ مِنْ حَدِيْدْ
العَالَمُ ليس بَرِيْءٍ
قَبْلَ
أَنْ تَبْدَأَ الرَّقْصَ ,
فآنْظُرْ إِلى مَنْ تَمُدُّ
إِلَيْهِ
يَدَيْكَ ,
فَمَا كُلُّ مَنْ سَتُرَاقِصُهُ
,
بِالصَّدِيْقِ الحَمِيْمْ
إِنَّ عَالَمَكَ اليَوْمَ ,
لَيْسَ بَرِيْئَاً ,
ومَا كُلُّ مَا يَلْمَعُ الآنَ ,
مِنْ ذَهَبٍ , بِالصَّمِيْمْ
الصَّديقُ
" 1 "
دِلَّنِي ,
ياصديقيْ على جَادةِ الشِّعرِ ,
في كلِّ مُنْعَطَفٍ رائقٍ
للعِبَارةِ ,
في زُرقةِ البَحْرِ ,
والقاصِراتِ السَّنابلِ ,
في غَيْمَةٍ يتكسّرُ ياقوتُهَا
ويَسِيلُ العَقيقُ
على شَجَنِ الجُلَّنَارِ الذي
يتكررُ
مِنْ حُلُمٍ أَشْقَرِ الصَّوتِ
يَجْمَعُنَا في شَتَاتِ
المَعَانيَ
, أَوْ دِلَّنِيْ , ياصديقيْ ,
بِلا ثَمَنٍ بَاهِظٍ , للصديق ِالبَدِيْلْ
" 2 "
للصّديقِ
الذي تَكْشِفُ السِّرَّ
أَلْفُ صَدِيْقْ
"3 "
الصَّداقةُ
تَمْنَحُنَا الخُبْزَ,
والأَصْدقاءُ الأَمَانْ
" 4 "
ليسَ
للمَيْتِ أَيُّ صَدِيْقٍ,
ولا للْبَخِيْلْ
"5 "
إِنَّ
يَوْمَاً بلا أَصْدقاءَ لَيَوْمٌ
طَويلْ
والذي لا يَسَعْهُ الذهابَ
وحيداً إِلى البَحر
لا يَجْهلُ المُسْتَحِيلْ
"6 "
نادراً
طَعْنَةُ الظَّهْرِ
ما يَقْتَنِيْهَا لَنَا
الغُرَبَاءْ
" 7 "
على
محملٍ سيءٍ
يتقبلُ قوليْ
,
وياللغرابةِ
,
يُدعى الصديقْ
!
يا صديقي الجميلُ
" 1 "
ليس
تفهمُ صمتي
فكيفَ إذنْ ,
يا صديقي
ستفهم حين فؤادي ,تكلمْ
" 2 "
يا صديقي الذي أبداً ,
لا يفارقني في الملمات ِ ,
مادامَ مثلك َ بالحرصِ يمسح ُ دمعي
و يحمل ُ هميْ معيْ
فالفضاءات ُ
مطوية ٌ بشمالي , و تلكَ المداءات ُ لي ْ
" 3 "
في الصداقةِ
ليس هناك من الكلماتِ إذنْ ,
ما يشي بالفراقِ ,
ولا بالرحيلِ الأجدْ
إنها الوعد
أن
تستمرَّ الحياة
كما ينبغي للأبدْ
" 4 "
يا صديقي
الجميل ُ
هناك َ الكثير ُ من الورد ِ ,
والنجم ِ ,
والمطر ِ المتساقط ِ كالشوق ِ ,
والطيبات ِ البكارى هناك َ ,
فدعنا , نغادر ُ ليل َ البلاد ِ العتيق ْ
أيها الأصدقاء
ما
الذي
أيُّها
الأصدقاءُ ,تريدونَ منيْ ؟!
فمنذ
رحلتمْ عنيْ
صرتُ
غريباً ,
لا
أدريْ ما الشِّعرُ ,
ما
الحبُّ ,
ما
العيشُ بالتضحياتِ ,
وما
المنطقُ الحقُّ ؟!!
صرتُ
غريباً ,
وخارجَ
وَجْدِ الحياةِ ,
و
ورد الزمان الجميلْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق