الخميس، 18 ديسمبر 2014

أي الجوانب يا سمح سوف تميل شعر عبدالسلام الكبسي


 

 

أيُّ الجَوَانِب ِ , يَا سَمْح ُ , سَوْفَ تَمِيْل ُ؟

 

 

 

" 1 "

كانَ سَمْحَا ً

وكانَ نَبِيْلا ً , وكانَ يقود ُ البلاد َ إِلى نَجْمَة ِ المَاء ِ

كانَ يقاسمُهَا الكعك َ والخوف َ

في جَدْبِهَا بلدة ً وآصفرار ِ الزَّمان ِ

كانَ بسيطا ً , ويرسم ُ أيامَهَا

مُسْنَدَا ً

مُسْنَدَا ً, والأَمَاني َ

زامِلُه ُ يَلِج ُ القلب َ رُمَّانة ًوالكروم ُ الأغاني َ

تحتَ مَظَلّتِهِ والبيارق ِ أَسْفَارُهَا , بلدةً, تتقاربُ

تحتَ البروقِ الهوىْ والعوالي َ

تنداحُ أمجادُهَا الشُّقرُ والفارهاتُ المعاليَ

كانَ بسيطا ًبِلا عُقَد ٍ أَوْ رُتُوْش ٍ

ويقرأهُ النَّاس ُ مُبتهجين َ

لأَفْكَارِهِ مَرَحُ الشِّعر ِ

والخَطَرَات ِ القُطُوْف ِ الدّواني َ

كانَ رُوَيْدَاً, رُوَيْدَا ً

يُلَمْلِمُهَا , بلدةً , في الشّتات ِالعريض ِ

يُلَمْلمُهَا فِي تَبَاعُد ِ أَقْيَالِهَا

وانقِبَاض ِ تَلاوِيْنِهَا والحُلُوم ِ

 

" 2 "

 

بَسَاطَتُه ُ

مثلُ جَلْسَتُهَا , بلدةً , للمَقِيْل ِ

ومثل ُ أَسَارِيْرِهَا فِي الصَّداقَات ِ

والعِنَب ِ المُسْتديْرِة ِ أَقْمَارِه ِ

والهَدِيْل ِ المُعَلّق ِ يَاجُوْرِه ِ

أَي ُّ أُفْقَيْن ِ مُنْفَتِحَيْن ِ

وقلبَيْن ِ مُؤتلِفَيْن ِويَبْتَسِمَان ِ

عَلَى عُرُوَات ِ العَقيق ِ سَيَجْتَمِعَان ِ

ومِثْل ُ انثِيَال ِ ( المَنَاظِر ِ)

فِي عَسَل ِ العَيْن ِ والسَّابِحَات ِ شَجَى ً , و شَجَى ً

فِي أَمَالِيْدِهَا

و ( المَدَلْاَتِ ) مَاء ِ المَعَانِيْ

مِثْل ُ حَفَاوَتِهَا بِالضّيُوْف ِ

ومِثْل ُ حَفِيْف ِ ( مَهَايِدِهَا )

فِي رِهَان ِ الرِّمَال ِ

وحَيْث ُ التَّأَمُّل ُ أَوْسَع ُ مِنْ حَدَقَات ِ الكَلَا م ِ

ومِثْل ُ انْسِدَال ِ الجِبَال ِ عَلَى سَنَن ِ الوْقَت ِ

مثلُ اللُبان ِ ,

الأَسَاطِيْر ِ

يَرْحَل ُ بينَ القُرَى والمَمَالِك ِ

ذات َ زَمَان ٍ عَلَى الأَرْض ِ

يفتح ُ كوَّتَه ُ لِلْحُفاة ِ

نوافِذُه ُ في امتدادِ السَّمَوات ِ

مِثْل ُ تَوَثُّبِهَا , بلدةً , فِي المَخَافَة ِ والجُوْع ِ

والظُّلُمَات ِ الطُّغَاة ِ الدَّوَاهِي َ

مثلُ تَعَطّشِهَا للفُتُوْحَات ِ

مثلُ سَكَيْنَتِهَا فِي الصَّلاة ِ

وحِيْن َ يُلَطّف ُ ( عَامِر ُ ) أَجْوَاءَهَا بِالفَوَاكِهِ

و الآيُ تَنْسُج ُ سُندسَهَا والعَبِيْر َ الشَّهادة َ

فِي وَقَفَات ِ الغَرَام ِ

 

" 3 "

 

وكانَ يقول ُ كَلَامَا ً جَمِيْلا ً

نُصَدّقُهُ

يَطْرُق ُ القَلْب َ تُفَاحُه ُ

كُل ُّ بَاب ٍسَيَدْخُلُه ُ

كُل ُّ أفئدة ٍ تَسْتَجِيْبُ

وكانَ نَقَيَّا ً كَمَا زَهْرَة ِ اللَوْز ِ

يفتح ُ كل َّ هَزَيْع ٍ جَدِيْد ٍ ( غِرَارَتَه ُ )

ويُوُزِّعُهَا فُلَّة ً,

فُلَّة ً

يَطْرُق ُ القلب َ تُفَّاحُه ُ

والطُّقُوْس ُ المُكِرَّات ُ حَيْث ُ أَسَاوِرَهَا

النُّجْل ُ أَحْدَاقُهَا و( الجَنَابِي ْ ) البَوَازِي َ

والأَشْتَر ُ النَّخَعِي ُّ : الخُرُوْج ُ عَلَى الظَّالِمِيْن َ

حَمَلْنَاه ُ فِيْ اللون ِ والدَّم ِ والعُنْفُوَان ِ

حَمَلْنَاه ُ فِي الأَلَم ِ الفَذ ِّ والصَّهَوَات ِ الجِرَاحَات ِ

فِي السَّكَرَات ِ الخُطُوْب ِ

لَه ُ مِنْ لَوَاعِجِنَا والشُّجُوْن ِ الأَعَالِي َ

يُتْقِن ُ تَرْوِيْضَهَا , بلدة ً, بالمَحَبَّة ِ

يَغْسِل ُ أَزْمَانَهَا القَاتَ بِالأُمْنِيَات ِ المَرَايَا

ويُتْقِن ُ تَهْلِيْلَهَا شَجَر َ الرُّوْح ِ ,

أَعْرَافَهَا البُن َّ ,

عُرْوَة َ أَجْبَالِهَا

يُتْقِن ُ الغَوْص َ فِيْ الفَلَتَات ِ الكِنَايَات ِ

يُتْقِن ُ أَنْ يَقْرَأَ الكَوْن َ ,

أَنْ يَتَمَاهَى هَدِيْلَا ً ,

وأَنْ يَتَنَفَّس َ أَسْئِلة ً فِيْ سَنَابِلِهَا والمَسَاجِد ِ

فِيْ وَثَبَات ِ الرِّجَال ِ

 

" 4 "

 

كَانَ اسْمُه ُ : " السّمحُ "

قِيْلَ وكانَ اسْمُه ُ : " الأَشْتَر ُ النُّخَعِي ُّ "

وكان عَلِيَا ً

وكانتْ له ُ بلدة ٌ أَهْلُهَا النَّاسُ

في كلِّ يوم ٍ يموتون َ

في كلِّ يوم ٍ يبيعون َ أَنْبَلَهُمْ والبَسَالَة َ

أَعْرَاضُهَا فِيْ المَزَادِ . . ِ فَمَنْ يَشْتَرِيْهَا ؟

ومَنْ سَيُسَاوِم ُ . . ؟

تَرْهَن ُ مِنْ أَجْل ِ كِسْرِة ِ خُبْز ٍ كَرَامَتَهَا والإِبَاء َ,

ويَجْتَاح ُ رُمَّانَهَا

الحَنْظَل ُ الوَثَنِي ُّ

ولا أَحَداً

غَيْر ُ حَاشِيِّة ِ السَّمْح ِ يَعْتَرِشُوْن َ البِلَاد َ

ولا أَحَداً

غَيْرُ حَاشِيِّة ِ السَّمْح ِ يَعْتَوِرُوْن َ البِلَاد َ

ولا أَحَداً

غَيْر ُ حَاشِيِّة ِ السَّمْح ِ يَنْتَهِبُوْن َ البِلَاد َ

إِلَى أَيِّ (عَوْلَمَة ٍ) سَتَقُوْد ُ البِلَاد َ

إِلَى أَيِّ هَاوِيَة ٍ سَوْفَ تُلْقِيْ البِلَادَ

و أَيُّ المَسَاحِيْق ِ حَاشِيِّة ُ السَّمْح ِ تَبْتَاعُهَا

وَتُرَوِّج ُ أَشْكَالَهَا والطَّرَائِق َ فِيْ سَكَرَات ِ البِلَاد ِ

فَأَيْنُكَ يَاسَمْح ُ

والنَّاس ُ فِيْ حَلَقَات ِ الكَآبَةِ

حِيْن َ سَيُلْقِيْ بِهِمْ فِيْ سُلَالَتِهِ القَات ُ

يَسْتَحْلِبُوْن َ النُّجُوْم َ ,

عَلَى الرَّمْل ِ يَضْطَرِبُوْن َ,

يَعِدُّوْنَ أَيَّامَهَا :

عَل َّ يَوْمَا ً جَدِيْدَا ً بِلَا قَلَق ٍ سَيَجِيْء ُ

لَعَلَّ غَدَا ً بَاسِمَا ً سَيَجِيْء ُ

وَكَمْ مِنْ غَد ٍ لايَجِيْء ُ

هو الأَمْس ُ مَازَالَ أَرْنَبَه ُ فِيْ الشَّرَايين ِيَرْكُض ُ

حَاشِيّة ُ السَمْح ِ أَوَّل ُ مَنْ يُطْلِق ُ  النَّار َ,

يَقْتَرِح ُ المَارَاثُوْنَ الطَّوِيْل َ

القُضَاة ُ المَرَاجِيْح ُ حَمْقَى القُلُوْب ِ مَوَازِيْنُهَا

والزَّعَانِف ُ شُرْطَتُهَا تَتَفَزَّع ُ مِنْ شَبَح ٍ قَائِم ٍ فِيْ الظَّلَام ِ

قَرِيْبَا ً ,

قَرِيْبَا ً ويَقْتَتِل ُ النَّاس ُ مِنْ أَجْل ِ لاشَيْء َ

لاشَيْءَ ثَمَّة َ غَيْر ُ الحَقيقةِ

نَطْرُقُهَا فِيْ البِلَاد ِ الَّتِيْ

سَمْحُهُا

لا نَرَاه ُ عَلَيْهَا . . فَأَيْنُك َ يَا سَمْح ُ ؟

ليسَ سِوَى وَرَق ٍ أَصْفَرٍ عَلَّقُوُه ُ

وقَالُوْا هُو السَّمْح ُ

هذا الَّذِيْ سَتَرَوْن َ هُو السَّمْح ُ

فآغْتَبِطُوْا فِيْ اللِقَاء ِ السَّلَام َ

 

" 5 "

 

السَّلَام ُ

عَلَى السَّمْحِ

مَا خَانَه ُ النَّاس ُ , مَاخَذَلُوْه ُ

وقَدْ كانَ مِنْ مِنْجَل ٍ

والمَطَارِق ِ

أَدْنَى إِلَى المَوْت ِ

هَلْ يَذْكُر ُ الكَعْك َ , والمِأْذَنَات ِ الدُّعَاء َ العَرِيْض َ؟

وهَلْ يَذْكُر ُ الشُّهَدَاء َ

الذينَ هُمُ الآن َ يَبْكُوْن َ مِنْ أَجْلِنَا والبِلَاد ِ ؟

 

" 6 "

 

فَأَيُّ الجَوَانِب ِ, يَا سَمْح ُ , سَوْفَ تَمِيْل ُ ؟ !!

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق