الأحد، 7 ديسمبر 2014

الحياة شعر عبدالسلام الكبسي

 
 
كتاب الحياة
شعر عبدالسلام الكبسي
 
 
 
مرارة الحياة
 
 
"1"
 
مَا
أشدَّ مَرَارَةَ
هَذِيْ
الحَيَاةْ !
 
"2"
 
آهِ
مِنْ قِلّةِ الزَّادِ ,
مِنْ سَفَرٍ لَيْسَ يَنْفَدُ ,
مِنْ وِحْشَةٍ فِيْ الطَّرِيْقْ
 
 
 
سؤالُ الحياة الكبير
 
 
 
قُدْرَةُ اللهِ
تَسْكُنُ قلبَ الجَمَادْ
تَتَألقُ كَالظِّلِ تَحْتَ الشَّجَرْ
ثُمَّ تَنْثَالُ كَالعِطْرِ ,
كَالمَطَرِ المُنْهَمِرْ
تَتَحَرَّكُ فِيْ كُلِّ حَيٍّ يَدِبُّ ,
تُفَكِّرُ فِيْ كُلِّ لَمْح سَلِيْمْ
إِقْرَأُوْا ضِمْنَ هذا الإطارِ  ,
سؤالَ الحياةِ الكبيرِ
وكَيْفَ نَسِيْرُ إِلى كُلِّ بَرٍّ حَمِيْمْ
نَحْو معنى الوجود الأصيلْ
وأمانيْ مَوْتٍ جميلْ
 
 
 
كيف تمضي الحَيَاة  ؟!!
 
 
" 1 "
 
 
لا يَرَى الوَرْدَ ,
مَنْ لا يَرَى الشَّوْكَ بعضَ الجراحْ
لا يَرَى الَّليْلَ ,
مَنْ لا يَرَى الشَّمْسَ ,
عِنْدَ الصَّبَاحْ
لا يَرَى المَوْتَ ,
مَنْ لا يَرَى كَيْفَ تَمْضِي الحَيَاةُ ,
كماء القراحْ
 
 
" 2 "
 
مِثْلُ قِطْرَةِ مَاءٍ ,
عَلَىْ كَتِفِ العَنْدَلِيْبِ ,
الَّذِيْ , مِنْ عَلَىْ غُصْنِهِ سيَطِيْرْ
مِثْلُ مَنْفَىً قَصِيْرْ
مِثْلُ شَمْعَةِ مُسْتَرْسِلٍ , فِيْ مَهَبِّ الرِّيَاحِ ,
تُرِيْدُ بِأَنْ تَتَبَدَّدَ بِالإِنْطِفَاءْ
مثل حبلٍ هزيلْ
مِثْلُ ظِلٍ يَكَادُ يَمِيْلْ
مِثْلُ مَرِّ السَّحَابَةِ , تِلْكَ الحَيَاةْ
 
" 3 "
 
أَيُّهَا الشَّاحِبُ الوَجْهِ
مِنْ حَسْرَةٍ لَنْ تَدُوْمَ طَوِيْلَاً ,
سَيَأْتِيَ وَقْتٌ تَكُوْنُ بِهِ كُلَّ شَيْءٍ ,
كَمَا كُنْتَ قَبْلَ قَلِيْلٍ , مِنْ الَوقْتِ ,
لا شَيْءَ
دَارَتْ مَقَالِيْدُ مَمْلَكَةِ اللهِ
مِنْ قَبْلُ ,بالحكمةِ المستفيضةِ ,
أَنَّ الحَيَاةَ سِجَالٌ ,
ويَوْمٌ
-        لَكَ , أَوْعَلَيْكَ -
بِيَوْمْ
 
 
 
قَسْوَةُ الحَيَاةِ
 
" إلى ولدي "
 
 
 
 
لَمْ تَكُنْ ذَاتَ يَوْمٍ ,
حَيَاتِيَ , مَفْرُوْشَةً بِالوِرُوْدِ ,
لَقَدْ كَانَ فِيْهَا الكَثِيْرُ مِنْ
الفقرِ , والحُزْنِ , والدَّمْعِ ,
والأَصْدِقَاءِ ,
الَّذِيْنَ اكْتَشَفْتُ مَعَ الوَقْتِ ,
شَوْكَ مَوَدّتِهِمْ غَائِرَاً , بِضُلُوْعِيَ ,
كُنْتُ بِرُغْمِ الكَمَائِنِ ,أَمْضِيَ فِيْ السّيْرِ ,
لا أَتَرَاجَعُ كالنَّهْرِ  لِلْخَلْفِ ,
كُنْتُ أَسِيْرُ عَلَىْ الجَمْرِ ,
أَقْفِزُ , مِنْ شَاهِقٍ فِيْ الظَّلامِ ,
لَمْ أَكْتَرِثْ أَنْ سَأَسْقُطَ فِيْ لُجَجِ المَاءِ ,
أَو فَوْقَ سِكِّيْن ,
رُغْمِ انْشِدَادِيَ , فِيْ كُلِّ يَوْمٍ , إِلَىْ غَيْرِ ذَلِكَ ,
دُوْنَ مَوَاجِعَ تُذْكَرُ , أَوْ قَلَقٍ فَوْقَ هذِيْ الحَيَاةِ ,
الَّتِيْ لَمْ تَكُنْ كَالطَّرِيْقِ المُعَبَّدِ بِالوَرْدِ  يَوْمَاً ,
فَلا تَتَوَقَّفْ , لا تَتَرَاجَعْ , يَا وَلَدِيْ الآنَ ,
سِرْ ,
فَأَنَا مَا أَزَالُ أُوَاصِلُ سَيْرِيَ .. ,
إِنَّ الحَيَاةَ أَخِيْرَاً ,
كَحَبْلٍ طَوِيْلٍ , عَلَيْنَا ,
عَلَىْ رَجُلِ السِّيْرْكِ ,
كَيْ يَتَوَازَنَ ,دُوْنَ السُّقُوْطِ ,
عَلَيْهِ ,
مُوَاصَلَةَ السَّيْرِ ,
نَحْو الأَمَامْ
 
 
الحياة سقوط طويل ٌ
 
 
 
 
اجْتَهِدْ
أَنْ تَكُوْنَ سَعِيْدَاً ,
عَلَىْ هذهِ الأَرْضِ ,
أَنْ تُحْسِنَ الإِتِّصَالَ بِرَوْحِ الوِجُوْدِ الخَفِيِّ ,
تَرَىْ أَنَّ ثَمَّةَ شَيْئَاً ,
عَلَىْ شَاهِدٍ فِيْ المَتَاهِ الجَلِيِّ ,
بِأَنَّ الحَيَاةَ سُقُوْطٌ طَوِيْلٌ
لِمَنْ ذَهَبُوْا ,
أَوْ يُقِيْمُوْنَ , أَوْ أَقْدَمُوْا ,
لِلْفُرَاقِ عَلَىْ الطُّرُقَاتِ ,
مِنْ الأَصْدِقَاءِ , أَوْ الغُرَبَاءِ ,
وأَنَّ عَلَيْهِمْ جَمِيْعَاً , لِقَاءْ
 
 
حَدُّثُوْنِي عَنْ لَمْحِ أَيَّامِنَا
 
 
 
 
 
 
 حَدُّثُوْنِي
 عَنْ لَمْحِ أَيَّامِنَا,
والضَّرِيْحِ الأصمِ هُنَاكَ ,
وعَمّنْ حَبَبَنَاهُ قَبْلَ الفُرَاقِ ,
ومَنْ هُمْ ,
 بِتَرْتِيْبِ أَسْمَائِنَا يشغلونَ ,
المُهِمُّ يَلْيِهِ الأَهْمُ ,
على قلقٍ , مِنْ عُقُوْقِ التَّذَكُّرِ ,
والإِنْسِجَامْ
 
 
حَيَاتُنَا , مِثْلُ سَاعَةِ الرَّمْلِ
 
 
فِيْ
انْتِظَارِ
الَّذِيْ ليس يأتيْ ,
ومِنْ مَرْفأٍ نحو آخر ,
مَا بَيْنَ وَقْتٍ , ووقتٍ ,
في  غمرةٍ من هُمُوْمِ الوَظِيْفَةِ , والجَارِ ,
والأَصْدِقَاءِ ,
وحَرْبِ المَوَائِدِ ,
والقَاتِ ,
والعِيْدِ , والشِّعْرِ ,
والعُرْفِ , والنَّشَرَاتِ الطِّوَالِ ,
وأَخْبَارِ مَنْ سَقَطُوْا اليَوْمَ ,
والنِّتْ , والوَاجِبِ الأَخَوِيْ ,والسَّلَامَة ِ مِنْ كُلِّ شَرٍّ ,
وفَقْدِ الأَحِبَّةِ .. ,
تَنْسَابُ مِنَّا الحَيَاةُ ,
كَمَا سَاعَةِ الرَّمْلِ ,
نَفْنَىْ جَمِيْعَاً ,
وقَدْ أَجْهَدَتْنَا المَتَاعِبُ,والأُمْنِيَاتْ
 
 
 
رغم فوت ِ الأوان ِ
 
 
 
دونَ
أن ْ يرتوي
يحتسي المرء ُحتى الثمالة َ
أيامَه ُ
دون َ أَن ْ يرتويْ
يحتسي المرءُ حتى الثمالة َ
أحلامَه ُ
ويسارع ُ في حسوها قبل فوت ِ الأوان ِ
ويبقى مع ذلك َ , المرء ُفي عطش ٍ مستعر ٍّ
ليحسو حتى الثمالة َأوهامَه ُ,
ثم لا يرتوي ْ
رغم  فوت ِ الأوان ْ
 
 
 
 
تَعَال إِلى الله
 
 
 
 
 
أَنْتَ يَا مَنْ تَسِيْلُ
دُمُوْعُكَ سَاخِنَةً كَحِبَالِ الوَرِيْدِ ,
تَعَالْ إِلى اللهِ ,
يَمْسَحُ دَمْعَكَ بِالرَّحْمَةِ المُشْتَهَاةْ
أَنْتَ يَا مَنْ تُعَانِيْ مِنْ الغِلَّ ,
فِيْ كُلِّ يَوْمٍ جَدِيْدٍ ,تَعَالْ إِلى اللهِ ,
يَكْسِرُ غِلَّ الحَدِيْدِ , ويَرْفَعُ عَنْكَ المُعَانَاةَ
 , يَا مَنْ تَخَافُ المَتاهاتِ دُوْنَ حُدُوْدٍ ,
تَعَالْ إِلى اللهِ , تَأْمَنُ كُلَّ مَتَاهْ
أَنْتَ , يَا مَنْ تَمُوْتُ رُوِيْدَاً ,
رُوِيْدَاً ,عَلَىْ قَلَقٍ , ضِمْنَ مَوْتٍ وَحِيْدٍ ,
تَعَالْ إِلى اللهِ ,
مُنْطَلِقَاً فِيْ الحَيَاةْ
 
 
 
 
 
 
الحَيَاةُ
 
"1"
 
الحَيَاةُ
بِلا قِصَّةٍ مَا ,
بِلا أَلَمٍ مَا ,
بِلا وَرْدَةٍ مَا ,
هَلْ تُسَمَّىْ حَيَاةْ ؟
 
 
 
 
" 2 "
 
 
الْحَيَاْةُ
نَهَاْرٌ , وَبَعْضُ نَهَاْرٍ
فَعِشْ ,
مَاْ اْسْتَطَعْتَ جَمِيْلَاً, بِحَقْ
 
" 3 "
 
 
إِنَّ رَغْبَتَنَاْ
أَنْ تَكُوْنَ اْلْحَيَاْةُ ، كَمَاْ نَشْتَهِيْ ،
هَكَذَاْ عَذْبَةً, وَجَمِيْلَةَ
أَبْقَى عَلَيْهَاْ بِأَنْ لَاْ تَكُوْنَ سِوَى عَذْبَةً
وَجَمِيْلَةَ
يَاْ أَمَلَاً ، دَاْئِمَاً ، لَاْ يَهُوْنْ
 
 
" 4"
 
 
 
 
رَغْمَ أَنَّكِ كَاْلْغَيْمَةِ اْلْعَاْبِرَةْ
لَاْ تذوبيَ حتى تصاغيَ ،
لَاْ تَسْتَقِرِّيَ إِلَاْ لِكَيْ  تَثِبِيْ ،
وَإِنْ تُشْرِقِيْ ، فَمِنْ أَجْلِ أَنْ يَغْرُبَ اْلْنَّاْسُ
لَكِنِ ، يَبْقَى ، مَعَ ذَلِكَ , اْلْقَوْلُ ,
أَنَّكِ , دَوْمَاً ،جَمِيْلَةْ
 
"5"
 
حَيثُ
ثَمةَ  داعٍ من الموتِ
ثمةَ داعٍ إِلِيْهِ,
لكيْ تَسْتَمِرَّ الحَيَاةْ
 
 
مفارقةٌ
 
"1"
 
آه ِ
كيف حياتي
تمر ُّ بصمت ٍ كنهر ٍكبير ٍ
و تزهرُ كاللوز ِ ,
ترقصُ كالعندليب ِ
و تفتحُ للشمس شباكها
في سياق حياة ٍ,
يا للمفارقة ِ ,
الآن َ , تخلو من المرح المستمر ْ
 
 
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق