الاثنين، 8 ديسمبر 2014

الطغاة شعر عبدالسلام الكبسي

 
 
الطُّغَاةُ
شعر عبدالسلام الكبسي
 
 
 
" 1 "
 
يَخْرُجُ
الحُبُّ مِنْ زَهْرَةِ القلْبِ,
والشِّعْرُ مِنْ قُبَّةِ الرُّوْحِ,
والنُّورُ مِنْ حَدَقَاتِ الظَّلامِ ,
ويَخْرُجُ
مِنْ سُننِ الجَوْر
مَجْدُ الطُّغَاةْ
 
" 2 "
 
 
الطُّغَاةُ كئيبونَ
ظنّوا, بما أَمْكَن الظَّن,
 أَنَّ لَهُمْ في السَّرائرِ
وَرْدَ الفُتُوْحَاتِ
هَلْ يَمْلِكُوْنَ سِوى حَرْقِ أَحْلامِنَا
 لِيَنَالُوا الثِّمَارْ
 
 
 
" 3 "
 
ويَبِيْعُوْنَ أَمْتِعَةَ الليلِ
عِنْدَ آنتشارِ الصَبَاحِ ويَنْطلقونَ
حَثِيثاً,
حثيثاً,إِلى غَيْرِهِ الشَّعْبِ لايثقونْ,
فقد يأَتْيَ الليلُ يفتنُهُمْ ,
 دُوْنَمَا يَشْعُرُوْنْ
 
"4 "
 
مَنْ يقيسُ  بأَقْدامِنَا البحرَ,
مَنْ يَمْنَحُ الوَرْدَ حَالِكَةَ القلبِ,
مَنْ بِدَمِ الغُرباءِ سيكتبُ أَيَّامَنَا,
مَنْ يُراهنُ في الحُبِّ,أَوْ في الحُروبِ على الفَوْزِ,
مَنْ سيمرُّ على شَجَنِ الأَبْرياءِ إِلى المَجْدِ,
مَنْ يتجاهلُ تاريخَهُ والعقائدَ والشَّعبَ,
مَنْ سيُحَاولُ يُحْصِيَ أَنفَاسَهُمْ ,
ويبيعُ على وَضَحٍ مِنْ إِرادتِهِمْ ذكرياتِ الطُّفولةِ,
إِشْراقةَ اللحظةِ, الأَمَلَ , الغَدَ ,
مَنْ سوف يَسْتَوْزِرُ البَغْيَ والظُّلماتِ ,
وفي حطبِ الآخرينَ يثيرُ الفتيلَ,
فليس جديراً بأَحْقَادِنَا ,
أَوْ  خَفِيْضِ الشُّجُوْنْ
 
 
الطاغيةُ
 
 
 
" 1 "
 
 
كُرْهُهُ
لَيْسَ يَنْفَدُ
أَوْقَاْتُهُ مِنْ جَلِيْدْ
وَإِذَاْ مَاْ طَغَى ,
 لَيْسَ لِلْإِنْتِقَاْمِ حُدُوْد ْ
 
 
 
" 2 "
 
بَيْنَمَاْ
كَاْنَ يُلْقِيْ اْلْزَّعِيْمُ عَلَى اْلْشَّعْبِ
خَيْبَتَهُ ,
وَيُصَعَّرُ خَدَّ اْلْكَلَاْمْ
كَاْنَ هَذَاْ اْلْأَخِيْرُ يُفَكِرُفِيْ اْلْإِنْتِقَاْمْ
 
" 3 "
 
 
أَيُّهَاْ
 اْلْمُسْتَطِيْل ُ عَلَى اْلْشَّعْبِ بِالتُّرَهَاْت ِ
اَلْمُخَاْتِل ُ دُوْن َ آحْتِشَاْم ْ
أَنْتَ تَنْزِف ُ مُنْذُ اْلْبِدَاْيَة ِ حَتَّى اْلْخِتَاْم ْ
يَتَوَقَّف ُ قَلْب ٌ عَنِ اْلْخَفَقَاْنِ
إِذَاْ لَمْ يَجِد ْ ، غَاْلِبَا ً ،مَاْ يُزِيْل ُاْلْصَّحَاْرِي ْ ,
وَيُشْفِيْ غَلِيْل َ اْلْأُوَاْم ْ
 
 
 
" 4 "
 
 
أَنْتَ
تَبْتَعِد ُ، اْلْآن َ، عَنْ وَرْدَةِ اْلْآخِرِيْنْ
وَقَرِيْبَا ً ,
سَتُلْقَى مِنْ اْلْذَّاْكِرَة ْ
 
"5"
 
 
النِّدَاْء ُ
الْحَقِيْقِي ُّ
لَيْسَ يَخُص ُّ الطُّغَاْة َ,
وَلَاْ الْجُبَنَاْء ْ
 
" 6 "
 
نُعْلِنُ الآنَ,
مَوْتَ الطُّغَاةْ
وبِدَايَةَ عَصْرِ الشُّعُوْبْ
, وتَسَاقُطَ أَسْمَاء ِ مَنْ
جَرَّدُوْا النَّاسَ أَخْلَاقَهُمْ والمَسَرَّاتِ ,
والرُّوْحَ , والوَطَنِيِّةَ عَمْدَاً,
ومن كَسْروها القُلُوْبَ
ومَنْ وأدوا , فِيْ النفوسِ الحَيَاةْ
 
 
 
"7 "
بين
قلبي وعيني
بلاد ٌ يقيم ُ الطغاة ُ ولائمها
للطغاةِ
ومن قوتها ,
تقطفُ الوردة ُ القانية ْ
 
 
(نَزْوَةُ اْلْطَاْغِيَة)
 
 
 
نزوةٌ .... ,
إِنَّ ذَلِكَ يَكْفِيْ لِكَيْ تَبْدَأَ اْلْحَرْبُ ,
يَكْفِيْ لِحَرْقَ اْلْمَلَاْيِيِنِ مِنْ حَطَبِ اْلْعُمْرِ ,
يَكْفِيْ لِتَحْطِيْمَ مَمْلَكَةِ اْلْشِّعْرِ
يَكْفِيْ لِتَكْسِيْرَ كُلَّ اْلْقُلُوْبِ
اْلْتِيْ أَخْلَصَتْ زَمَنَاً  لِلْوِصَاْلِ اْلْعَمِيْقِ ,
وَيَكْفِيْ لِكَيْ تَتَشَكَّلَ أَيْضَاً,
عَوَاْلِمَنَاْ مِنْ جَدِيْدْ
 
 
 
الجريمةُ أُمُّ الطغاةِ
 
 
 
 
الرِّبَا  للعبيدِ ,
لذلكَ نمقتُ ليلَ المرابينَ ,
والسحرُ للضعفاءِ النفوسِ ,
وأكلُ اليتيمِ , لمن دنسوا بالحقارةِ ,
للجبناءِ التوليَ بالحربِ من دبرٍ,
والزنا للحُثالاتِ ,
أما الجريمةُ فهيَ هنا , أولاً ,
كلُّ ما مر قبل قليلٍ , من السقطاتِ ,
كما  ثانياً , هي أُمُّ الطغاةِ الرؤومِ ,
فمعذرةً قارئي ,
فالمجاز هنا , قد يسيءُ بشكلٍ وآخر للأمِ
وهي القداسةُ في ذاتها ,
ولذلكَ صارَ السجودُ مباحاً لتقبيلِ أقدامها ,
وركوعَ يديها ,
إنها سرُّ هذا الوجودِ العميقِ ,
ومعجزةُ اللهِ , في العالمينْ
 
 
 
ديكتاتور
 
 
 
 
 
سَيُحَاكِمُهُ
الفقراءْ
والذين قضوا في الرّصاصِ ,
ومَنْ فقدوا بعضَهُمْ ,
واليتامى , وجرحى الحُرُوْبِ ,
وتلكَ التي يَتَألْقُ كالنَّجْمِ
بَيْنَ الخَرَائبِ
مِنْ دَمِهَا ,
طفلُها
" المُنْتَظَرْ "
 
 
 
إلى ديكتاتور :
 
 
 
 
 
إنَّ
أنهارَكَ اليومَ أكثر ,
والخُبْزَ أكثر ,
والضَّوءَ أكثر ,
لكنها لاتصلنا ,
يصلنا احتقارُكَ كالسِّيْلِ ,
من ظلماتِ الصُّدورْ
 
 
 
اتركونا , نعيشُ وحسبُ
 
 
 
 
 
كلُّ
شيءٍ جميلٍ , على وطنيْ
لوّثتهُ اللحى ,
والسياسةُ ,
والمالُ , والعنصريونَ ,
والمخبرونَ جميعاً ’ بلا رَيْبِ ,
ياأيها الملتحونَ بلا دِيْنِ ,
والساسةُ الأغبياءُ , ومالُ المرابين ,
والعنصريونَ أدنى الحقارةِ ,
والمخبرونَ العبيدُ ’
اتركونا ,  نعيشُ , وحَسْبْ
 
 
 
 
ليرحل الغرباء
 
 
 
لستَ يا وطني ,
مَنْ يُقسّمُ كالكعكِ نصفينِ ,
لستَ سوى واحدٍ في الملايينِ ,
مِنْ شَجَنِ الأنقياءْ
سوفَ يرحلُ عنكَ اللصوصُ ,
فهمْ غرباءْ
سوفَ يرحلُ .. , أما أنا ,
فأظلُ عليهِ ,
أغني , وأكتبُ بالشِّعْرِ
تاريخَهُ مِنْ جديدْ
بدميْ , ومدادِ الوجودْ
 
 
 
الحَصَانَةُ
 
 
 
 
إِنْ تَرَكْنَا الَّلئِيْمَ , يَسِيْرُ هُنَا ,
ويَجِيْءُ هُنَاكَ ,
ويَسْرَحُ ,
يَمْرَحُ ,فِيْ لَحْظَةٍ مِنْ فَسَادِ البِلَادِ ,
عَلَى أَهْلِهَا ,
سَنَظَلُ نَعِيْشُ المَخَاوِفَ ,
مِنْ بِدْئِهَا لِلْخِتَامِ ,
ونَقْتَاتُ فِيْ الصَّمْتِ , آلامَنَا لِلأَخِيْرِ ,
ومَادَامَ يَنْعِمُ بِالأَمْنِ , فِيْ حِصْنِ
مَنْ حَصَّنُوْهُ , على الرُّغْمِ مِنَّا ,
فَلَنْ نَسْتَرِيْحَ عَلَيْهَا البِلَادِ ,
أَوْ نَتَقَدَّمَ , نَحْو الأَمَامِ ,
ولَوْ خُطْوَةٍ وَاحِدَهْ
 
 
 
 
شَاهِدٌ عَلَىْ قَبْرِ دِيْكْتَاتُوْرْ
 
 
 
 
يَالَهُ
مِنْ حَقُوْدْ
فَعَلَىْ شَاهِدِ القَبْرِ ,
تَارِيْخُهُ يَتَحَدَّثُ دُوْنَ قِيُوْدْ :
" زَادَ مِنْ ثَكَنَاتِ الجُنُوْدْ
مُسْتَبِدَّاً ,
و عَمّقَ فِيْ كُلِّ أَرْضٍ لُحُوْدْ " .
 
 
شعبُ الديكتاتور
 
 
 
 
 
 
في
عِدادِ الوفياتِ , كانوا جميعاً ,
وبُقْيَا التَّطرفِ ,
والإنفصامِ ,
وسَقْطِ العبيدْ
 
 
 
 
ألعوبة المستبدين
 
 
 
عندما
يصبحُ الفقرُ
ألعوبة المستبدينَ
بالشعبِ ,
تفسدُ وردةُ قلبِ الملايين ,
يندفعونَ إلى الحُمْقِ ,
والعنفِ ,
والنزقِ المستمرْ
 
 
جداريات
 
 
 
"1"
 
 
الحُثَالةُ
لا يَتَغيّرُ ,
حَتَّى ,وإِنْ صَارَ يُدعى ,
لدى
الحُقراءِ, الزعيمْ .
 
 
"2"
 
 
 
إننا ,
لم نعكرْ صفوَّ حياةِ أحدْ
حين قلنا :
 " ارحلوا , للأبدْ
يا طغاةْ  "
تتجدد فينا , الحياةْ
 
 
 
 
"3"
 
 
لا
يَمُوْتُ اللصوصُ,
بِمَحْضِ إِرَادَتِهِمْ ,
لا يَمُوْتُوْنَ , لا يَرْحَلُوْنَ ,
بِمَحْضِ الحُوُارَاتِ ,
بَلْ  بِهَدِيْرِ الشُّعُوْبِ العظيمْ
 
"4"
 
مَنْ
يسببُ
للآخرينَ الألمْ
سوف نتركه , للمآلِ الحقيرِ
الذي يستحقُّ ,
لأنا برغم دناءتهِ معنا ,
نبلاء الشعورْ
 
 
"5"
 
 
أيُّهَا
المُسْتَطِيْلُ ,
المُصِّعْرُ خَدَّاً ,
على شَعْبِهِ ,
والَّذِي سَوْفَ يُقْتَلُ يَوْمَاً ,
هُنَا ,
أَنْتَ تَحْكُمُ ,
لَسْتَ هُنَا ,
كَيْ تُسِيْلَ الدُّمُوْعَ , وتَقْتُلَ ,
إنَّ
كِلابُكَ تَنْبَحُ شَعْبَكَ بِالوَيْلِ ,
عَاثَتْ خَنَازِيْرُكَ ( الطَّيِّبُوْنَ ),
وأَنْتَ تُبَارِكَ مَا يَصْنَعُوْنَ ,
لَوْ انكَ حَرَّرْتَ نَفْسَكَ ,
مِنْ رَغَبَاتِ العَبِيْدِ ,
فَلَنْ يَسْرُقُوا ,
ولَنْ يَقْتُلُوا ,
إِنَّمَا أَنْتَ مُلْهِمُهُمْ ,
وإِلَهُ رَغَائِبِهُمْ , والجُنُوْنْ
 
 
 
"6"
 
فِيْ
الصُّرَاخِ الرَّهِيْبِ ,
سَيَخْرُجُ ,
مِنْ بَابِ رَحْمَتِنَا الوغدُ
منذهلاً , كَالجَبَانْ
 
 
"7"
 
إِنَّهَا يقظةٌ,
يَنْبَغِيْ أَنْ نُقَوِّضَ فِيْهَا ,
مِنْ الجِذْرِ ,
صَرْحَ النِّظَامِ المَقِيْتِ ,
وإِلا , فَإِنَّا مُجَرَّدَ مُنْتَقِمِيْنَ ,
نُصَفِّيَ والمُسْتَبِدَّ ,
الحِسَابَ , وحَسْبْ
 
 
"8"
 
لَوْ
تَلَفّتَ يَوْمَاً ,
وَقْتَ سرتْ خيلهُ كَالأَثِيْرِ ,
عَلىْ مَنْ أَحَبُّوْهُ حَقَّاً ,
وصَاحُوْا مُنْشَرِحِيْنَ ,
كَعَادِة ِدَهْمَاءِ هَذَا الزَّمَانِ , وكُلِّ زَمَانٍ :
" يَعِيْشُ , يَعِيْشُ الرّئِيْس .. " ,
وهُمْ عَلَىْ مَا هُمْ عَلَيْهِ ,
مِنْ الحُزْنِ ,
والخَوْفِ ,
مَا كَانَ يَحْصُلُ ,
مَا قَدْ حَصَلْ
 
 
"9"
 
لا مَكَانَ هُنَا ,
لِلَّذِيْ يَقْتُلُ الشَّعْبَ , بِإِسْمِ الوَطَنْ
لا مَكَانَ هُنَا , لِعَبِيْدِ الوَثَنْ
لا مَكَانَ هُنَا , لمثير الفتنْ
لا مكان هنا ,
 لسواها , اليمنْ
 
"10"
 
 
الحُثَالَاتُ ,
والإِمَّعَاتُ ,
وشِبْهُ الرِّجَالِ هُنَا ,
يَحْكُمُوْنَ بِلادِيَ ,
تَحْتَ رِعَايَةِ كَلْبٍ عَقُوْرْ
 
 
"11"
 
 
 
عِنْدَمَا
يَنْحَنِيْ الشَّعْبُ ,
فِيْ رَغْبَةٍ لِلسَّلامْ
يَسْتَطِيْلُ الِّلئَامْ
 
"12"
 
 
وأَخِيْرَاً ,
يَنَامُ الجَبَانْ
يَهْدَأُ النَّاسُ ,
مِنْ كُلِّ هَذَا الغُبَارِ المُطِّلِ
أَخِيْرَاً , ولَيْسَ أَخِيْرَاً ,
تَفُوْزُ الدِّمَاءُ بِكُلِّ رِهَانٍ جليلٍ ,
و تَنْحَصِرُ العَاصِفَةْ
 
 
"13"
 
يَالَئِيْمْ
يَا عَمِيْلَ " الأَعَارِيْبِ " ,
و " الأَمَرِيْكِ " ,
تَوَقَّفْ ,
عَنْ قَتْلِ شَعْبِيْ الكَرِيْمْ
 
"14"
 
 
بِلَادِيَ
أَغْنَىْ ,
وفِيْ ذاتهِ الوقتِ ,
شَعْبِيْ الغنيُّ فَقِيْرٌ ,
بِفَضْلِ سِيَاسَةِ هذا الخؤونْ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق