السبت، 6 ديسمبر 2014

الشهيد شعر عبدالسلام الكبسي

الشهيد
شعر عبدالسلام الكبسي
 
"1"
 
وَحْدَهُ
مَنْ يَحِقُّ لَهُ ,
أَنْ يُحَدِّقَ فِيْ الشَّمْسِ  كَالنَّسْرِ ,
أَنْ يَتَعَالَى سُمُوَّاً ,
عَلَىْ كُلِّ  طَوْدٍ عَظِيْمْ
 
 
"2"
 
وَحْدَهُ
يَتَجَرَّدُ لِلأَمْرِ بِالسَّيْفِ ,
للِإنْقِضَاضِ , جَدِيْرَاً بِمَوْتٍ كَرِيْمْ
فَالحياةُ , لدى الحُرِّ , في القيدِ ,
أَقْسَى مِنْ المَوْتِ , عِنْدَ الِّلطَامْ
 
 
 
 
"3"
 
وَحْدَهُ ,
 يَتَجَنَّبُ فِيْ الحَرْبِ
رُمْحَ الخَدِيْعَةِ ,
سَيْفَ الجَبَانِ المُخَبَّأِ ,
تَحْتَ ثِيَابِ الظَّلامْ
 
 
"4"
 
وَحْدَهُ ,
يَتَسَامَى كَرُؤْيَا نَبِيْ
يَتَلأَلأُ كَالشَّمْسِ ,
 مِنْ أَجْلِ حُرِّيَةِ الآخَرِيْنَ الحُشُوْدْ
 
"5 "
 
وَحْدَهُ
أَطْلَقَ الكَلِمَاتِ ,
وأَيْقَظَ فِيْنَا جَمِيْعَاً , نداءَ الوُجُوْدْ
 
 
" 6 "
 
 
 
وَحْدَهُ ,
دُوْنَ كُلِّ الذِيْنَ عَرَفْنَا ,
ومَنْ لَيْسَ نَعْرِفُ , في العَالَمِيْنَ ,
عَلَىْ أَيْ وَجْهٍ ,
 يُرَى ,
 مِنْ كِتَابِ الخُلُوْدْ
 
 
 
 
 
من أين يأتيْ الشهيدُ ,بهذا الألقْ ؟!!
 
 
 
نعرفُ الآنَ ,
أنَّ السؤالَ ,
من الشكِ , يأتيَ كالسحرِ ,
يأتيَ إحساسنا بالحياةِ من الموتِ ,
يأتيْ النظامُ من الثوراتِ ,
يأتي الطريقُ من السيرِ ,
يأتي النهارُ من الليلِ , والعكس,
يأتي الربيعُ من البردِ ,
لكننا ,ليس نعرفُ ,
من أين يأتيْ الشهيدُ ,
بهذا الألقْ ؟!!
 
 
 
 
لم يكن مسيحاً حتى أقاموا الصليب
 
 
 
 
لم يكن , عندما صلبوه ,
المسيحُ مسيحاً ,
حتى أقاموا الصليبْ
لم يكن , من حسينٍ ,
حتى استباحوا ,على كربلاء , الحسينَ ,
وحرمةَ , من بعدهِ , كلِّ حرٍ نجيبْ
إِنَّ كلَّ شهيدٍ مِنْ قبلُ ,
مزقهُ المستبدونَ ,بالسيفِ
أو سيمزقهُ المستبدون من بعد ,
لاينتهي دمُهُ , بالتقادمِ ,
يشرقُ كالشمسِ فورَ الغروبِ ,
ويغمرُ بالنورِ ظلمةَ كلِّ العصورْ
 
 
أيها الشهداء
 
 
"1"
 
 
أيها الشهداءُ
الذين هم الآنَ ,
تحتَ القذائفِ ,
في العري ,
من كلِّ شيءٍ سوى حلمهمْ ,
شغفاً بالحياةِ الكريمةِ ,
وبين العواصفِ , والموتِ ,
يمضونَ , حتماً عليهمْ ,
ليحترقوا في سبيلِ البلادِ ,
أنتم غداً , ربما , وجميعاً ,
على موعد بالقدرْ
 
 
" 2 "
 
 
إِسْأَلُوْا الشُّهَدَاءَ ,
الَّذِيْنَ قَضَوْا
فِيْ الرَّصَاصِ ,
وتَحْتَ الهِرَاوَاتِ ,
والمَاءِ , والغَازِ
عَنْ وَطَنٍ يَتَهَيَّأُ لِلْمَجْدِ بَعْدَ قَلِيْلْ
إِنَّهُمْ يَعْلمونَ الحَقِيْقَةَ دَوْمَاً ,
وكَيْفَ
يَكُوْنُ الدُّخُوْلُ إِلى العَصْرِ
بِالدَّمِ , فَهْو الدَّلِيْلْ
 
"3"
 
 
إِنَّمَا
كُتِبَ المَوْتُ كرْهَاً ,
على الشُّهَدَاءِ ,
الَّذِيْنَ هُمُ الآنَ ,
يَغْتَسِلُوْنَ ,
عَلَىْ رِسْلِهِمْ ,
بِعبيرِ الخُلُوْدْ
 
 
" 4 "
 
 
أيُّهَا الشُّهَدَاءُ
اخْبِرُوْنِيَ  مِنْ فَضْلِكُمْ ,
مَا هُو اسْمُ الوَلِيْدِ الجَدِيْدِ ؟
ومِنْ أَيْنَ يَطْلَعُ هذا الصَّبَاحِ المَجِيْدْ ؟
اخْبُرُوْنِيَ من فضلكمْ ,
فبكمْ سَوْفَ أَطْلَعُ
كَالشَّمْسِ ,
بَعْدَ الغُرُوْبْ
سَوْفَ أُوْلَدُ مِنْ وَجْدِكُمْ ,
وبِكُلِّ ذَخِيْرِ الوُعُوْدِ , أَجُوْدْ
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق