الأربعاء، 17 ديسمبر 2014

شجون عائلية شعر عبدالسلام الكبسي


شجون عائلية

شعر عبدالسلام الكبسي

 

 
 

وَلَدِي

 

 

"1"

 

لا أُفَضِّلُ

رُغْمَ الخِيَارَاتِ

شَيْئَاً عَلَىْ وَلَدِيْ

إِنَّهُ خَاتَمُ اللَاْزَوَرْدِ الثَّمِيْنِ

عَلَىْ إِصْبَعِيْ ,

وابنُ مَاءِ السَّمَاءْ

امْتِدَادُ دَمِيْ لِلْخُلُوْدْ

تَاجُ رَأْسِيْ

و رُوْحِيْ , ومُلْكِيْ العَرِيْضْ

 

 

"2"

 

أَيُّهَا الَولَدُ العَاقُ ,

قَلْبِيْ حَدِيْقَةُ كُلِّ الوِرُوْدْ

إِنَّ بَيْنِيْ , وبَيْنَكَ عَهْدَ الوِجُوْدْ

يَنْبَغِيْ أَنْ يَطُوْلَ ,

وأَنْ يَسْتَمِرَّ ,

وأَنْ يَتَبَدَّىْ عَصِيَّاً عَلَىْ الِإنْكِسَارْ

 

" 3 "

 

حِيْنَ أَرْقُدُ فِيْ المَوْتِ ,

يَمْنَحُنِيْ وَلَدِيْ ,

مَا أُرِيْدُ مِنْ الضَّوْءِ ,

والوَرْدِ , والدَّعَوَاتِ ,

يُهَدْهِدُنِيْ بِالفَوَاتِحِ

والصَّلَوَاتِ ,

ويَقْرَأُ يَاسِيْنَ لِيْ ,

أَنْتَ مِصْبَاحُ بَيْتِيْ

إِذَا غِبْتُ مُنْطَفِئَاً , بِالرَّحِيْلِ ,

وظِلِّيْ , وسَارِيَتِيْ ,

وحَدَيْقَةُ عُمْرِيْ , وحُبِّيْ الكَبِيْرْ

 

" 4 "

 

طَالَمَا

كُنْتُ أَرْغَبُ فِيْ الَّلعِبِ الحُرِّ ,

وابْنِيْ الصَّغِيْرْ

طالما

كان حبي لإبني , كبيرْ

 


" 5 "

 

 

 

رَاعِيَاً أَبَدَاً ,

لِصِغَارِيْ

تَوَرَّطْتُ بِالحُبِّ ,

فِيْ سَحْبِهِمْ لِلْوِجُوْدِ ’

فَيَالَهَا

مِنْ وَرْطَةٍ رَائِعَةْ

 

 

 

 

 

أُمِّيْ

 

 
 

صَوْتُ

أُمِّيْ ,يَفْتَحُ لِيْ كُلَّ بَابْ

ويَضِيْءُ الطَّرِيْقَ إِلى مَنْبَعِ الخَيْرِ ,

والنُّوْرِ ,والرَّحْمَةِ المُسْتَديمةِ

ياقَلْبُهَا , إنه مِثْل يَنْبُوْعِ مَاءْ

يَتَدَفَّقُ بِالصَّلَوَاتْ

إِنَّهُ كَالمَلَاذِ الأَخِيْرْ

قُرْبَ أُمِّيَ مَعْنَىْ الوُجُوْدْ

تَحْتَ أَقْدَامِهَا , تَرْقُصُ المُعْجِزَاتْ

ويَفِيْضُ الخُلُوْدْ

 

 

أَبِيْ

 

 

 

"1"

 

 

السَّمَاوَاتُ

فِيْ الَّليْلِ , رَائِعَةٌ

مِثْلَ قَلْبِ أَبِيْ

 

السماوتُ

في الليلِ أحلى كوجهِ أبيْ

 

السماواتُ

أعمق سراً , كبوحِ أبيْ

 

السماوتُ

تقدحُ دوماً , بالحبِّ

نحو أبيْ

  

"2"

 

إِنَّ صَوْتَ أَبِيْ

كَالصَّلاةْ

ويَدَيْهِ تَفِيْضَانِ بِالخَيْرِ , مِثْلَ إِلَهْ

إِنَّنِيْ لأُفَكِّرَ فِيْ أَنْ أُقبَّلَهُ ,

مِثْلَ طِفْلٍ صَغِيْرْ

وأُنَادِيْهِ : " بَا بَا .. " ,

بِصَوْتِيْ الكَبِيْرْ

 
 

ابنَتِي

 

 

تَتَفَتَّحُ نَحْوِيْ

كَزَهْرَةِ لَيْمُوْنةٍ بِالحَنِيْنْ

كَالأَمَانِيْ تُهَدْهِدُنِيْ ,

تَصْطَفِينِيْ صَدِيْقَاً,

وتَلْثَغُ بِإسْمِيْ ,

كَعِصْفوْرَةٍ فِيْ الجُوَارِ

مِنْ القَلْبِ , يَا لِلْحَبِيْبَةِ ,

مَنْ دَلَّهَا نُقْطَةَ الضُّعْفِ مِنَّيْ

فَقَدْ قَيَّدَتْنِيْ كَعَبْدٍ ,

أَرَاهَا أَمَامِيَ تَكْبَرُ جَذْلَىْ ,

كبعضِ الكرومْ

وعَمَّا قَرِيْبٍ , سَتُصْبِحُ أُمَاً رَؤُوْمْ

 

زَوْجَتِي

 

 

يَا صَدِيْقِيْ الوَفِيْ

مثلَ قَلْبِيْ الكَبِيْرِ ,

أَيَا زَوْجَتِيْ , ورَفِيْقَة عُمْرِيْ ,

الَّتِي سَأَشِيْخُ بِجَانِبِهَا ,

وتَشَيْخُ ,كَبَعْضِ الشَّجْرْ

دُوْنَ أَنْ يَشْعُرَ الآخَرُ الفَرْقَ مِنَّا ,

بِمَرِّ السِّنِيْنِ , وتَأْثِيْرِهَا بِالصُّوُرْ

يَا بُنَيّ ,

أيَا سَيِّدِيْ ,

وحُصَانِيْ الأَصِيْلْ

 
 

الخَالَةُ

" زَوْجَةُ الأَبِ "

 

 

 

لَمْحُهَا الحَادُّ جِدَّاً ,

كَسِكِّيْنَةٍ كَانَ يَنْتَابُنِيْ,فِيْ الوَرِيْدْ

لَمْحُهَا مِنْ حَدِيْدْ

إِنْ تَأَلَّقْتُ يَوْمَاً عَلَىْ رَمْشِ " بَابَا "

وقَبَّلَنِيْ فِيْ عِنَاقٍ جَدِيْدْ

لَمْحُهَا كَانَ دَوْمَاً , جِدَارَ الجَلِيْدْ

لَسْتُ أَذْكُرُ مِنْهَا سِوَاهُ ,

فَقَدْتُ عَلَىْ صِغَرٍ وَجْهَ أُمِّيْ

ومَعْنَى الحَقِيْقَةِ مِنْ صَوْتِ أُمِّيْ

أَحِنُّ إِلى صَدْرِ أُمِّيْ

إِلى خُبْزِ أُمِّيْ

وقَهْوَةِ أُمِّيْ

ولَمْسَةِ أُمِّيْ

هَلْ قَالَ " دَرْوُيْشُ " مَا مَرَّ , مِنْ قَبْلُ ,

لا أَتَذَكَّرُ,

لَكِنَّ ذلكَ يَبْدُوْ لِمِثْلِيَ, كَالكَارِثَةْ



الأُمُوْمَةُ

 


 

الأُنوثةُ تَعْنِيْ وَحَسْبْ :

الأُمُوْمَةَ,

كلُّ

المَرَافِىءِ

مَعْنِيَّةٌ بالوَلِيْدِ المَجِيدْ

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق