الجمعة، 19 ديسمبر 2014

الكئيب شعر عبدالسلام الكبسي


 

 

الكئيبُ
إلى الإنسانية المعذبة بمرض القلق " depression"

 

 




 

" 1 "


الحزين ُ الذي كان حر الجناح ِ...
و طَلْقَ الصباح ِ
هو الآن , أعجزُ مِنْ أَنْ يخلّصَ أوقاتَهُ الحُمْرَ كالجمر ِ ,
مما اعتراها من الحزنِ ,
والخوفِ ,
والوهنِ المستطيل ِ الذي لا يكادُ يزول ُ
و مما اعتراها من الهلع ِ المستثار ِ ,
على قلق ٍ بغتة ً ,
في مسار المرارة ِ

نحو الجنون ِ

 

 


" 2 "


الحزين ُ بمعنى ً وآخر ,
يشعر ُ بالإبتعاد ِ عن الناس ِ ,
مثلَ القطار ِ السريع ِ
إلى غير ما وجهة ٍ ماعدا نقطةَ الضجر ِ المستديم ِ ,
و يشعر ُ بالدوران ِ المريع ِ ,
كمروحة ٍ في مهب ِ الرياح ِ ,
وأيّ رياح ِ
بما يشبه السير ِ كالسيرك ِ فوق جبال الهموم ِ ,
وما بين بين الظنون ِ
بما يشبه الإنحدار إلى هوة ٍ ما لها من قرار ِ ,
لذلك يطلق ُ أنفاسَهُ لاهثاً , للفرار ِ


" 3 "


الحزين ُعلى قلق ٍ ,
يتوقع ُ في كل آن ٍ بالخوف ِ
يا لغباء الأحاسيس ِ ,
يا لدهاء الوساوس ِ ,
يا لجحيم ِ المشاعر عند التناذر ِ
ماذا سيحدثُ بعد قليل ِ هنا ,
ويشيرُ الكئيبُ إلى القلب ِ
ماذا يجول ُ هناك َ , كما الحربِ
مَنْ أيقظ الخوفَ في قلبهِ مثلَ وحش ٍ على غابة ٍ مستعر ْ
مَنْ دعاهُ ليسلكَ بعض سقرْ
ثم شيئاً فشيئاً ,
قد يتوقفُ إحساسهُ بالمخاوفِ مثلَ المطر ْ
ليعاودهُ من جديد ٍ ,
كنافورة ٍ , بالخطر ْ
إنهُ

مثلَ مَنْ هم َّ بالقفز ِ في البحر ِ
مستنقذاً نفسهُ ,
بينما ماتزال السفينة ُ خالية البالِ ,
تجري في اليسر ِ من عسرها , والمصير ِ
أو إنه بالأصح ِ ,
كمثل ِ شراع ٍ بلا دفة ٍ ,
ينتهي غالباً , أمر ُ كل شراع ٍ بلا دفة ٍ , بالصخور ِ


" 4 "


الحزين ُ هنا ,
كانَ قد مر َّ ,
لكننا لا نراه ُ يمرُّ هناك َ ,
يعاني ْ كطفل ٍ وحيداً , دونَ حدود ٍ ,
فأحواله ُ لا تسر القريبَ ,
ولا يرتضيها البعيد ُ ,
يعانيْ ,
لكننا لا نراهُ هنا يتضورُ فوقَ السفودِ ,
لا من قريبٍ ,
ولا من بعيد ٍ
لكنما الحاصل ُ الآن ,
يدخلُ إن شئتَ أن تتصور َ , ضمن الجحيم ِ
فمَنْ أولاً ,سوف يمنحهُ الأمن َ من خوفِ ,
والإرتياح ِ من الحزن ِ
مَنْ ثانياً , سوف يمنحهُ مثلما كان يحلم بالغد ِ
معنى الرجوع ِ إلى الحلم ِ ,
يمنحهُ شارة ً في الطريق الطويل ِ ,

الطويل ِ
ليعرفَ أنّ التوقفَ بالوهم ِ ,
مادام قيدَ الوجود ِ , عن الحلم ِ ,
يعني النهاية َ ,
مَنْ آخر الأمر ِ ,

يمنحهُ في غصاصته ِ المستمرة ِ شيئاً ,
من ثقة العابرين على الجسر ِ

نحو الحياة ْ ؟!!

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق