الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

الفقراء شعر عبدالسلام الكبسي


الفقراءُ

شعر عبدالسلام الكبسي

 

 


"1"


يضحك ُ
الفقراءُ من القلب ِ ,
رُغْم ِ المعاناة ِ ,
يسترسلونَ بلاخبز ,
في الإبتسامة ِ ,
رغم الألم ْ

" 2 "

 

يحزن ُ
الفقراء ُ من الموت ِ ,
وقت َ يكونونَ رهن َ الحياة ِ ,
وعندما لا يحزنون َ من الموت ِ ثانية ً ,
يحزنون َ
بشأن ِ الذي هم عليه ِ من الحزن ِ ,
والخوف ِ ,
والفاقة ِ المستمرة ِ ,
لا شيء ثمة َ أصعب في العالمين ,
من الفاقة ِ المستمرة ِ ,
فهي قميص ٌ من النارِ ,
كالقيد ِ ,
أقسى من القيد ِ ,
كالعنف ِ ,
أسوأ من كل عنف ٍ ,
ومن غربة ٍ مستعرّةِ ,حتى القرار ِ
قل لي ,
فمَن ْ يمنح ُ البشر َ الفقراء َ السلام ْ ؟!!

 

" 3 "


يتألق ُ
بالإبتسامة ِ
عند العطاء ِ ,
و بالكلمات ِ من البشر ِ الرائعين َ , الكريم ُ وحسب ُ
الكريم ُ الذي لا يبالي
على أي وضعية ٍ سوف يجلس ُ
أيّ الثياب ِ كما الفقراء ِ سيلبس ُ
أي الطعام ِ غداً , سوف يأكل ُ
أي المهمات ِ يحمل ُ
مادام يمنحُ مَنْ يستحق ُ السعادةَ طوعاً ,
من الفقراء ِ

يفيضُ شجى ً مثلما الماءِ
وجهُ الكريم ِ السلامة ُ من كل شر ٍّ
يداه ُ الغمامة ُ و البحر ِ,
مَنْ يمنح ُ البشر الفقراء السلام  ؟

 

 

" 4 "


ليس عيباً ,
أنْ يولد ُ المرءُ في الفقر ِ ,
بل أن يظل على الفقر ِ ,
في الفقر ِ ,دونَ محاولة ٍ للصعودِ ,
من الوحل ِ ,
وحل ِ المهانة ِ
وحل السؤال ِ , وحل َ العدم ْ


" 5 "


شبهَ عار ٍ ,
وحاف ٍ من " المال ِ " ,في النار ِ
يمشي الفقيرُ بلا قدمين ِ
الهوينا , الهوينا ,
يسير ُ كما رَجُل ِ السيرك ِ ,
فوق جبال ِ الهموم ِ ,حبال ِ الغموم ِ ,
يخشى على نفسه ِ مِنْ سقوط ِ الكرامة ِ ,
دونَ احتفاء ٍ بئر الملامة ِ
في غابة ِ البشر ِ الفرحين َ الطغام ِ
بذُلِّ السؤال ِ ,
فثمة َ مَن ْ بالأذية ِ ,
بالمن ِّ عند النوال ِ,
من البشر ِ الفرحين اللئام ِ
مَن ْ قلبُه ُ كالحجر ْ

 

" 6 "

 


حيثُ
تشرقُ شمسُ العدالة ِ دوماً ,
هنالك خبز ٌ ,
وحيثُ تغيبُ هنالك قطعاً ,
دموع ٌ
و خوف ٌ , وجوع ٌ أمرّ ْ


" 7 "


ليس َ ثمة َ إلا الفضيلة َ
ما يرتدي الفقراء ُ
كما ليس ثمة َإلا الفضيلة َ

 ما يحسن ُ الفقراء ُ
و إلا الفضيلة َ حكمتهم ْ ,

في الزمان ِ الأشر ْ

 

 

 

" 8 "

 

ليس ثمةَ شيء ٌ
يأتي دون عناء ٍ , و دون رجاء ٍ ,
في العسر ِ و اليسر ِ ,
منذ البداية ِ حتى النهاية ِ
في العالمين َسوى الفقرِ
يا معشر الفقراءُ : الذي فيه ِ أنتم
ليس قضاءً ذا سطوة ٍ و قدر ْ
فآخرجوا من منازلكم للحياة الكريمة ِ
زلزلة ً لا تقر ْ
اخرجوا أيها الفقراء ُالذين إلى الخبز ِ
لا يعرفون َ الطريق َ ,الطريقُ إلى الخبز ِ
يبدأ بالثورة ِ المستطيلة ِ, فآسترسلوا غضباً ,
في صُراخ ِ العُصُر


" 9 "

 

يحزن ُ

الفقراءُ

مِنْ الفقر ِ

كالأنبياء ,

كذلك يحزن ُكالفقراء ِ

الذين يهيمون في الأرض ِ

 

بالحقِّ

مِنْ أجلنا ,

ثم بالحكمة ِ المستطيرة ِ

يرتحلون َ على رسلهمْ حَزَنَاً ,

في العصور ْ

 

 

"10  "

 

 

لا يجيدُ

الكلام َ ,

ولا يحسن ُ الفقراء ُالكتابة َ في الطين ِ

لا يدخلون َ التواريخ َ منتصرين َ ,

و إن فتحوا بالمعاناة ِ

ثم المعاناة ثانية ً ,

كل َّ باب ٍ إلى المجدِ جداً , عظيم ْ

ولذا مَنْ سينصفهم ْغيرنا ,

إن تجاهل أحلامهمْ

شاعرُ القصرِ عبر القرون ِ

بالإنصراف ِإلى غيرهمْ ,

مِنْ علوج ِ النظامِ العقيمْ

 

 

 


" 11"

 




التسامح ُ

بالعفو

أفضلُ

عند الفقير ِ

مِن ْ

الإنتقام ْ

 




دولةُ الفقراء

 

 

 

 

 

 

أيها الشهداءْ

لقنوا المُسْتبدينَ

دَرْسَ الحَيَاةْ

يتوقفُ عن قتلنا الجبناءْ

وارفعوا نَجْمَ دولتنا ,

دَوْلَةِ الفُقراءْ

عالياً في السَّماءْ

 

 

 

الفقراءُ جميلونَ بالصبرِ

 

 

 

 

 

كلُّ كوخٍ فقيرٍ,

وكلُّ ابتسامةِ حزنٍ ,

وكلُّ جراحٍ ,

تؤديْ إلى الله ,

فالفقراءُ الجميلونَ بالصَّبْرِ ,

أقْرَبُ للهِ ,مِنْ كلِّ قصْرٍ ,

على السّحْتِ ,

شِيْدَ ,

ومِنْ عَرَقِ الآخرينَ , مُنِيْفْ

 

 

شمسُ الوطن

 

 

 

أَيُّهَا الفُقَرَاءُ ,

الَّذِيْنَ هُو الحُلْمُ يَجْمَعُكُمْ  ,

بِالرَّغِيْفِ الشُّجَاعِ ,

وبَعْضِ الأَمَانِيْ الصَّغِيْرَةِ,

والطَّلَبَاتِ البَسِيْطَةِ ,

مِنْ أَجْلِ أَوْلادِكُمْ مَثَلاً,

أَيُّهَا الفُقَرَاءُ مَعَاً ,

سَوْفَ تَتحِدُوْنَ جَمِيْعَاً ,

مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ ,

مِنْ أَجْلِ أَنْ تَنْعُمُوْا بِالكَرَامَةِ ,

تَسْتَدْفِئُوْنَ بِشَمْسِ الوَطَنْ

 

 

 

 

أَجْمَلُ الكَلِمَاتِ

 

 

 

 

 

أَجْمَلُ الكَلِمَاتِ  إِذَنْ ,

هِيَ تِلْكَ الَّتِيْ تَتَفَتَّحُ كَالزَّهْرِ طَالِعَةً ,

مِنْ قُلُوْبِ المَسَاكِيْنَ ,

والفُقَرَاءِ ,

الَّذِيْنَ يَعِدُّوْنَ أَيَّامَهُمْ , بِالعَفَافِ ,

ويَسْتَرْسِلُوْنَ ,

عَلَىْ شَظَفِ العَيْشِ ,

رغْمَ المُعَانَاةِ ,

فِيْ ضَحِكٍ , وانْسِجَامْ

 

 

من أجل الفقراء

 

سَوْفَ

يَبْقَىْ الشَّبَابُ ,

بِسَاحَاتِهِمْ ,

يَمْلَأُوْنَ الحَيَاةَ ضَجِيْجَاً ,

ويَسْتَصْرُخُوْنَ

الحَقِيْقَةَ ,

مِنْ أَجْلِكُمْ ,

أَيُّهَا الفُقَرَاءْ

في مواجهة اليومَ ,كانوا بلاضجرٍ

سقطوا في الدماءْ

مثل تفاحةٍ لنيوتن ,

ياللوفاءِ ,

ويا لجزيل العطاءْ

 

 

 

الفَقْرُ

 

 

يَخْرُجُ

المُجرمونَ

مِنْ الفقرِ ,

والسَّاقِطَاتُ يَلِدْنَ الرَّذِيْلةْ

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق