الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014

بقايا رماد , ديوان شعري , ط1 , 1991 , شعر عبدالسلام الكبسي


عبدالسلام الكبسي



بقايا رماد
ط1 , 1991






 


أحبكِ

 

" 1 "





أحبكِ ,

كلا ..

سحبت كلامي

وهذا اعتذاري إليكِ

وبعضُ انتحاري ,

فلستُ بقيسٍ

ولستِ بليلى .



" 2 "



أُحبكِ ,

كلا ..

ولكنَّ وجهيْ يبوحُ بسري

وهذا فؤادي يؤرقُ صمتيْ

ولكنني لن أقولَ بأني جميلٌ

و أنتِ بثينة ْ



" 3 "



أحبكِ

كلا ..

بلى إنني أجفلُ

وتنتابني رعشةٌ أطولُ

لأنكِ أحلى ,

و أعذبُ من كلِ هذا " العناءِ – الرضى "







" 4 "



أحبكِ

أنتِ الوطن ْ

وأعشقُ فيكِ ملامحَ " صنعاءْ "

ونكهةَ بنِ اليمن ْ

و فُل َ " عدن ْ "



" 5 "



أُحبكِ ,

بل إنني مغرمُ

وفي سحرِ عينيكِ

صليتُ ,حتى تلاشيتُ , كدتُ

وما زال قلبي بكِ يضرمُ



" 6 "



أحبكِ

كلا ..

بلى ..

إنني أعلمُ .



( الرباط , 10 مارس 1991 ).













































هل تغضبين ؟









أُحبكِ

أنتِ , فهل تغضبين ؟

وهل ستثورين , يوماً , عليَّ ,

وتنفعلين ؟

إذا ما أتيتُ إليكِ

و أعلنتُ بين َ يديكِ

بأني أُحبكِ أنتِ , هل تغضبين ؟

أُحبكِ أنتِ

فهل تلحظين َ آرتجاف عيوني ْ

ونبرةَ خوفٍ بصوتيْ ,

ودقات قلب ٍ..,

إذا ما وقفتُ أمامكِ

هل تشعرين ْ؟ 



 ( الرباط , 10 مارس 1991 ).













منها









عجيب ٌ ,

عجيب ْ

وتطلبُ منيْ آحترامكْ

و أنتَ الكذوبُ كلامكْ

توهمتُ يوماً بأنكَ فوق البشر ْ

و أنكَ دونَ الوقائع ِ

معنى , و رؤيا , وطيفُ نبي ٍّ عبر ْ

وحينَ تجليتَ ,

بنتَ ,

وعرتكَ أحلاميَ المؤمنة ْ

و أثبت َّ , أنت َ , بأنك َ ذئب ْ

على كتفيكَ , و عينيكَ ذنب ْ

وتوصفني بالغرابة ْ

, و حيناً " بلادة ْ "

وطوراً " غموض ْ "

لم َ لا , فأنتَ العليم ُ بكنهِ الأمور ْ

و أنتَ – حقيقيْ – ألستَ الغريب , البليد , الغموضْ

تعلمتُ منكَ الخطابَ ,

وكيف أسوّي المسائل ْ

لمَ لا , فأنتَ الخبيرُ بما دار َ أو ما يدورْ

ستبدو لكَ الأحرفُ المجفلاتُ ,

 وهذي الخدوشُ ,

 و تلك الجملْ

كضوءٍ تناثرَ من عقدهِ

كأشلاءِ قتلى ,

كصوتٍ ,

توارى الصدى خلفه في مكان ٍ قصيْ

ولكنها أيها المفتريْ

معاناة ُ بنتٍ

أبتْ أنْ تكونْ

لكي لا تكونْ

أبتْ ..لم تكن ْ.





( الرباط , 23 مايو 1991 ).























بقايا رماد











وتذوبُ ذاتي في جراحي

واللظى

تشوي البقايا من رماديْ

إحساسيَ المضنى يؤرقنيْ ,

و أوراقيْ كئيبة ْ

حتى خيولي لم تعدْ نشوى ,

فقد جفَّ الصهيل ْ

وتوارتِ الشمسُ الجميلةُ ,

وآنتهى عذْبُ الأصيلْ

تاهتْ مخيلتيْ , وأحلاميْ تطاردُها

خفافيشٌ ’

وصمتٌ, و انتحارْ

كانتْ معي ,

نتقاسمُ الأحلامَ ,

نسترخيْ عليها

الظلَ , و النورَ ,

 وكلَّ لون ٍ في الحياةِ بنا بهيجْ

حتى أغانيْ " جورج " ,

تخلقُ في غرارتنا الأمانْ

والقهوة السوداءِ

تتبعها آبتسامةْ

كانتْ معيْ

نهذيْ, ندندنُ , نشتهي عدَّ النجومْ

وتسلقَ الأشجارِ,

أو لمس  الغيوم ْ.



( الرباط , 1990 ).

















                  



















                   لا ترحلوا





( إلى زملاء المدرسة, زملائي و أصدقائي الذين هاجروا الى أوروبا و أمريكا وغيرهما للدراسة الجامعية , وتركوني وحيداً أترقب ).







لا ترحلوا ..

لا ترحلوا ..

لا تتركوني في القفارْ

وحدي ,

وتسحقني الرِّمالْ

أبكي ,

 وقهرُ اليأسِ يحرقُ مهجتيْ

, ولا أملْ

لا ترحلوا

أنا مثلكم إنسانُ يهوى الإنتصارْ

يهوى لهيبَ العزم ِ في وهجِ النهارْ

لا ترحلوا عني’

أموتُ إذا رحلتن يا صحابْ

البحرُ لا يفنى,

وهذا الموتُ لا يبلى ,

وقلبي و الحياةْ

و آهتي تبكي ,

تضجُّ , وفي دمي ألفُ انتحار ْ

لا تتركوني ,

إنني أجترُّ ألامي ْ وحيداً , والعذابْ

لا ترحلوا عني ,

أموتُ إذا رحلتم يا صحابْ

                 ( صنعاء , 1987 ).















































الوداع الكبير





أيها الراحلونَ قلبي حزينٌ

و دموعي من الفراقِ تسيلُ

أيها الراحلونَ مهلاً فأنتم

في حياتي فجرٌ و ظلٌ جميلُ

عبراتي مخنوقةٌ وشجونيْ

في الوداعِ الكبيرِ كلمٌ يئنُ

أيها الراحلون هلاّ تذكرتمْ

صديقاً نأى وقلباً يحن ُّ



( صنعاء , 1987 ).



























                       هواكِ





أراكِ وتشدو لديَّ الحياةْ

ويبسمُ طيفُ الهوى المشتعلْ

أراكِ وتغمرني سكرةٌ

سماويةٌ في شذاها الأمل ْ

وتترى الرؤى في فؤادي وتسمو

وتجتاحني طفرةٌ من أزلْ

هواكِ شديدٌ على مهجةٍ

 يرقُّ النسيبُ بها والغزلْ

تهيمُ الصبابةُ فيها و ينمو

على جانبيها نشيدٌ ثملْ

هواكِ لظى عاصفٌ في دمي

تؤججهُ حالماتُ القبلْ



( صنعاء , 1987 ).

























أنت الشعرُ



( بمناسبة فوز الدكتور عبدالعزيز المقالح بجائزة اللوتس العالمية ).





أيها الشاعرُ العظيمُ تناجتْ

خفقاتي في سدفةِ الأعماق ِ

وتغنتْ أغصانُ روحي , وهاجتْ

فكرٌ في ضميري العملاق ِ

أنتَ للشعرِ معبدٌ فيه تتلى

صلواتُ المشاعرِ الكونية ْ

وحياةٌ دبتْ على جسد الشعرِ

فأجرتْ بهِ دماءٌ " نبية ْ "

وتلاشى الضبابُ عن وجهه

الذابلِ, وآنجابتْ الدجى الأرضية ْ

أنتَ للشعرِ كالخضمِ بهِ سرٌّ

عميقٌ وشطحةٌ أزلية ْ

خفقَ الفنُّ في ضميركَ وآنسابَ

نشيدُ العوالمِ القدسية ْ

وتلاقت خواطرُ الروحِ

في قلبكَ رؤيا , وفكرةٌ أبدية ْ

أنتَ يا شاعرُ اليمانينَ إنْ لم ْ

يضع ِ الفنُّ تاجهُ في جبينك ْ

وتغني الحياةُ والحب ُّ من شعركَ

لحناً , وتحتسي من حنينك ْ

فسلامٌ على الحياةِ سلامُ 



( صنعاء , 1987 )

منتهى الكمالِ





والدي منتهى الكمال ِ بعيني ْ

أنتَ كهفي ْ و شاطئُ الأحلام ِ

والصباحُ الذي يبددُ أسداف َ

فؤاد ٍ محطم ِ الأنغام ِ

قد تغشاني َ الظلام ُ وهاجت ْ

في جراحي ْ زوابع ُ الآلام ِ

وتوالت ْ مع الدجى زفرات ٌ

صعدتها غوابرُ الأيام ِ

فرخت ْ في دمي بيوض الأسى

و آنهد َّ ركنيْ ومعبدُ الإلهام ِ

لا دموع  ٌ ضجت ْ و لا عبرات ٌ

نفّست ْ عن غياهبيْ و ضرامي

قبرت ْ مهجتي , و ولّت ْ خيوليْ

وتلاشت ْ خيوطُ فجرِ حياتي

كيف أشدو بل كيف أصنع ُ فجراً

والأسى قد طغى على نفثاتي

أنت َ , أنت َ الصدرُ الأمينُ إذا

آنهارتْ شجوني و أجهشتْ خفقاتي

أنتَ , أنتَ المرسى إذا آشتط بي بحر ٌ

وتاهتْ بي وحشةُ الظلماتِ

ملكوتٌ من التواضعِ عملاقٌ

و دنيا من خالص ِ المعجزات ِ

أنت إن لم تكن ْ إماماً إمامي .



( صنعاء , 1987 )

الشعرُ







قالوا : " القوافيَ طلسم ُ "رمزية ٌ لا تفهم ُ

هي َ عالم ُ الإبهام ِ في أمواجهُ تتلاطم ُ

قالوا القوافيَ هكذا , وبغيرها لا تنظمُ

ما الشعرُ إلا خلجة ٌ, أو فكرة ٌ تتبسمُ

هيَ وصفة ُ الشاكيْ من الداء الخطيرِ و بلسمُ

ما الشعرُ إلا نبضة ٌ في القلبِ رنّمها الفم ُ

ما الشعر إلا صرخةٌ للراكدينَ لها فم ُ

الشعرُ طيرٌ حالمٌ غنى بغنوته الدم ُ

 الشعر ُ فكر ٌ ناضج ٌ متوقدٌ لا حصرم ُ

الشعر ُ خلقُ عوالم ٍ فيها النبيُّ الملهم ُ

أما خرافة ُ قولهم : " الشعرُ سرٌّ مبهم ُ "

ليست ْ سوى أكذوبة ٍ لا سحر ُ فيها يفهم ُ

ليست سوى ألعوبة الشيطانِ رددها الفم ُ



( صنعاء , 1987 ).















تراتيل حالمةٌ







ضمخي جدولي بعطر القرنفلْ

يا رؤى الفن والضياء المسلسلْ

وآلهبي خلجتي و شبي آنفعالي

بنشيد من السماء منزلْ

فالدجى قد لوى فؤادي وغطى

 قبسَ النور ظلمة تتنقلْ

إنقذيني فقلبي الحائرُ المهموم

يبكي جراحه و يولولْ

أنت روحٌ جميلة ٌ تتثنى

من بحار الفردوسِ سحرٌ مرتلْ

أنت ِ وحيٌّ من السماء و سر ٌّ

في حياتي يشعُ عطراً و يخضلْ

أنت ِ نايٌ ملائكيٌّ و موسيقى

إلهية ِ الكمالِ تُرتلْ

إنَّ في ثغركِ الوسيمِ صباحاً

فرحَ النورِ بالوسامة أجملْ

وشعاعاً معبراً يبعثُ السحرَ

بقلبي حلاوةً تتسلسلْ

وفتوناً منمقاً بنجوم الحلم

 يزهو على الشموسِ مدللْ

لك ِ عينانِ من ضياءِ إنفجارِ

الشعرِ في عمقي العميقِ المبلبلْ

يا رؤى الفجرِ حين تغمرُ روحي

بلجين ٍ من الشعورِ تهدلْ

أنا لولاك ِ شارد َالقلبِ في شق ٍ

من الغيهبِ الكئيب ِ المظللْ

أنا لولا آبتسام ِ عينين ِ من نسج ِ



الإلهِ القديرِ طيرٌ مكبل ْ

إضرمي مشعلي و زيدي أجيجي

لأغني بنشوة ٍ و تأمل ْ



( صنعاء , 10 إبريل 1986 ) .



























الأحرارُ







الدربُ طويل ْ

و رواحلهمْ عطشى

تسعى صوبَ المجهول ْ

المنفيون ْ

وهم ُ الأحرار ْ

المسجونون ْ

و هم ُ الثوار ْ

في كل ِ مكان ٍ

يستشهد ُ منهمْ إنسان ْ

مسموماً ,

أو مسمولاً ,

أو مقطوع َ الراسْ

مسلوباً شوق َ الحرف ْ

شرف َ الكلمة ْ

في قارعة الطرقات ِ يموتون َ

بل مأوى , أو زاد ٍ , أو ماءْ

وجفان ُ العسل ِالأشهى

تملأُ مائدةَ السلطان ْ

مغضوب عليهم ْ

ملعونونَ ,

يجوبون َ بصمت ٍدائرة َ السجان ْ

محرومونَ من الأحلام ِ

على مذهب ِ حاشية ِ الحاكم ْ

مجهولونَ ,

يذوبونَ جليدا

تتبدد في السِّجن ِ رؤاهمْ

فإذا آنتحرتْ فيهم ْ أشواق ُ الإنسان ْ

و إذا احترقت ْ أقلام ُ الفنان ْ

غابت ْ شمس ُ الحرية ْ

و آنهارت ْ ملحمةُ الإنسانية ْ 



( صنعاء , 1 / 11 / 1992 ).























الذئبُ



" بمناسبة إلقاء القبض على محمد آدم ".





" 1 "



ماهو الذئبُ

بالنسبةِ اليومَ للآدميين َ

في بلدٍ يسقط ُ البسطاء ْ

بين فكينِ مفترسين ِ: السياسة و الخطباءْ



" 2 "

ماهو الذئب ُ

بالنسبة ِ اليوم َ للآدميين َ

في بلد ٍ يحسن ُ الظن َ بالغرباء ْ

ثم يبكي على نفسه و الوفاء ْ



" 3 "

ما هو الذئب ُ

بالنسبة ِ اليوم َ للآدميين َ

في بلد ٍ تتسرب ُ أعضاؤه ُ

عبر " آدم َ " ,

و القاصرات ِ النساء ْ







" 4 "



ما هو الذئب ُ

بالنسبة ِ اليوم َ للآدميين َ

في بلد ٍ تتزاحم ُ أضداده ُ

, ضاحك ٍ , في غباء ْ



" 5 "



ما هو الذئب ُ

بالنسبة ِ اليوم َ للآدميين َ

في بلدٍ يتهاوى على رسلهِ

مؤمناً بالقضاءْ

يتوجسُ أهلوه ُ من جاهل ٍ خيفة ً ,

و يموتون َ مخمصة ً في العراء ْ

غارق ٍ في " الفضيلة " حدّ الرثاءْ

يتجرع ُ أيامهُ و يطول ُ العزاء ْ

غير منتظر ٍ فرجة ً أو رجاء ْ



" 6 "



ماهو الذئب ُ بالنسبة ِ اليوم َ

للآدميين َ ,

في بلد ٍ يتطبع ُ دون َ حياء ْ



                              15 / 5 / 2000

أصوات ٌ



ولعي بالأصواتِ شاذٍ و حبيْ

لا يدانيه في المكانةِ وِد ُّ

لغة ٌ , برزخ ٌ , طقوس ٌ خوافٍ

هاربٌ ,آيب ٌ و صوت ٌ أجدُّ

لم يلجْ – قبلُ – طقسَها ماردٌ ,أو

يمتطي صهوةً لها و يشد ُّ

بشرتنا بقادم ٍ يتحرى

كنبي ٍّ حقيقةً و يجد ُّ

هي كالشارةِ الخفيةِ سرٌّ

سرمديٌّ بألسنِ الغيبِ تشدو

هي " أصواتُ " في آنسيابِ المرايا

شبقٌّ حالم ٌ و ضوءٌ و وردُّ

هي " أصواتُ " في آعوجاج المساراتِ

مسارٌ مغايرٌ و فرند ُ

هي " أصواتُ " في اعتراكِ اللياليْ

سكن ٌ للرؤى و للنورِ وردُ

هي كالقلعةِ المنيعةِ درع ٌ

وبعبد العزيز سيفٌ و غمدُ

يُشهرُ السِّيفُ للنضالِ آنتصاراً

لو حمى جاهلاً من الموتِ وغدُ

شاعرِ الحرِّ والعمود و نبراسِ

الضليعينَ في العلومِ ِ و فردُ

في المعاني آبتداعه فاقَ وصفيْ

له من حيثُ أنهُ لا يُحدُّ

كاد من فرطِ رقةٍ و انسيابٍ

يتماهى في كائنِ الحرف ِ يبدو

كم طلبنا له صفاتٍ و حرنا

وجهلنا أنَّ السنا لا يُعد ُّ

جاد من حبه الكبيرِ عليها

وعلينا و كان للجود رفدُ

و " الرويشان " , و " آبن منصور " , و " الكبسي " ,

 و " عبدالكريم " , و القاص " زيد ُ "

و " أبو زينة " الحداثي , و " فضلٌ "

و " سهيل ٌ " , و " صادقٌ " كم أعد ُّ

لم يكن لي ْ نسيان " شاكر " , و " الدكتور

 عبدالرضا " , وللند ندُّ

و " مراد " وأين " عبدالكريم " الفذ ,

 و " الرازحي " , و " عدنان " فرد ُ

و " كريمٌ " , و " هيثم ٌ " , و " علي جعفر "

 في كل وقعة ٍ لا يصدُّ

وأناس ٍ قد خالطونا ضيوفاً

ليس في حقهم من الحب ِّ بُد ُّ

شعراء " الربوع " , أمْ أنجم ٌ في

كل ِّ فن ٍّ و طاقة ٌ لا تُحد ُّ

لهمُ منيَ السلامُ و أغلى

ما أداريه في الضلوع ِ و وِدُ



( أصوات : مجلة ثقافية كانت تصدرُ برعاية الدكتور عبدالعزيز المقالح , وفي القصيدة إشارة للمقيل الذي كان يحييه كل أربعاء بمركز الدراسات والبحوث اليمني ).



12 / 2 / 1994 .









بلاد ٌ







" 1 "



بين َ

قلبي و عيني

بلاد ٌ يقودُ الظلامُ مشارقَها

و المغاربَ ,

كل ُّ الدروب ِ

تؤدي الى الهاويةْ







" 2 "



بين

قلبي وعيني

بلاد ٌ يقيم ُ الطغاة ُ ولائمها

 للطغاةِ ِ

ومن قوتها ,

تقطفُ الوردة ُ القانية ْ



" 3 "



بين

 قلبي

 وعيني

بلاد ٌ تمجدُ من صلبوها هوىً

و تجثو على ركبتيها بلا قافية ْ



" 4 "



بين

قلبي

وعيني

بلادٌ لها كل ُّ يوم ٍ

كلام ٌ جديد ٌ

محا الصبح ُ أحلامَها الواهية ْ





" 5 "





بين قلبي

وعيني بلاد ٌ

تساوم ُ عشاقها

وتقامر بالروح في اللحظة الآنية ْ





" 6 "



بين قلبي

وعيني بلاد ٌ

تموت ُ رويداً ,

 رويداً

بلاضجة ٍ واهية ْ



      ( 1999 )







































في موت شاعر





"1 "



إلهي

وقد غاب منا ملاك ْ

و أفق ٌ بديع ٌ بنته يداك ْ

تفتق بالمعجزات ْ



"2"



إلهي

لماذا يموت ُ الملاك ْ

وينهدمُ الحلم ُ والامنيات ْ

وأشهى الأساطيرِ

يدركها في صباها الهلاك ْ



"3"



إلهي

توحد في حبك َ الشعراء ْ

توجه منهم ملاك ْ

ولبى نداك ْ



(  صنعاء , 1993 )











صوفية







أحاورُ فيكَ الشعرَ والشعرُ غامض ٌ

أليفُ وقد شفت إليك َ الخواطر ُ

لكَ العالمُ الأسمى و كل ُّ ملاحة ٍ

تناغم َ فيها الشعر ُ طلقاً يحاور ُ

أحبك َ لا خوف الوعيد و إنني

الى وعدك َ الحق المبين ِ لسائر ُ

وإنك َ لا يقوى بلوغك آمرئ ٍ

بمعجز ِ لفظ ٍ في الحقيقة حائر ُ

وهل يدرك ُ العقل ُ المنيرُ ملامحاً

وأسرارك َ العظمى وإن قال ناظر ُ

أُقلبُ فيك َ الطرف َ جذلان رائقاً

وقد ثملت ْ مني الحجى والسرائر ُ



( صنعاء , 1994 )



























ملاك



للملاك الحزين ْ

حيثُ يجثو قبالة بابي

الحياة ْ





مفارقة



أحياء ُ الفقراءْ

وقصور الأمراء ْ

تتجاور ُ دون َ حياء ْ



شاعر



للضياء الحزينْ

وعيون الرماد ْ

إقترافي الشعر َ

تحبيري سجلات وفاتي

كل ليلة ْ













فلامنكو



كل ليلة ٍ

أهاجر إليك بكامل عتادي و أسلحتي

وسروجي

تارةً , أركض ُ في الهشيمْ

و تارةً أخرى , أحشدُ سفني

و أستبد بعرصات البحارْ

و في الظلام ِ

صدى وقع ِ خطواتي – أما تسمعينها ؟ -

قافلة ٌ تتبنى آثار قافلة ٍ ,

 و حافر ٌ يدق ُّ في حافر ٍ

في درب ٍ عميق ْ

دخلت ُ بصحبتك باراً أسبانياً ,

شربنا حتى الثمالة ْ

لم أمل ْ وجهك .

وجهك كان جميلاً

الأضواءُ الخافتة ُ ترقصُ

كالأقمار ِ في الزجاجة ,

تهتز كالأثداءِ في رغوةِ الصابون ,

على فلك الفلامنكو

جسدي لم يزلْ ساخناً,

رطباً

لؤلؤتا ثدييك تتحسسان , اللحظة َ,

تضاريس الجسد ْ

أعودُ إلى الفراشِ منهكاً

تداعبني رغبة ٌ ,

تتركني منتعشاً

رائحةُ العرقِ

أنام ُ منهكاً , من جديدْ



(الرباط – 1991)





















































عبدالوهاب البياتي





" 1 "



قررت ُ

 الموتَ على أرصفة ِ الشعر ِ

المهجورة ْ

شنقاً كالقاتلِ محرابَ المسجدِ

فضَّ الأبكارَ

و أحبلهنّ لصوصاً , فساقاً , قتلة ْ

مازالتْ رائحة ُ الخمرةِ

في شفتيه عناقيداً,

توتاً , تفاحاً أحمر ْ

يتدثرُ , منتصفَ الليلِ , المومسَ

لحظةَ هاجمه الصبح ُ يموت .



"2 "



أتبعثر ُ في الأوراق ْ

ومرايا حبي سقطتْ , سهواً ,

 من بين يديّ على الأبواب ْ

الشعرُ العرافُ الأعمى للمنفى

وبقايا الذكرى

للريحِ

خطوط ُ يدي

و عذاب ُ الجسد ِ

للهب ِ القادم ْ

للسيل ِ المحموم ِ العارم ْ

حبي ,

و رماد ُ الأشواق ْ







( الرباط , 1989 )











































دونكيشوت



عصرك َ مات ْ

وتوارى منذ الألآف من السنوات ْ

فلماذا , يا دونكيشوت ,

 تغامر ُ مرات المراتْ ؟

لم يبق هناك َ, على الأفق سوى طاحون هواءٍ,

أوهمك َ الإحساس به , مرات المرات ْ

و السيف ُ,

السيف ُ

ألا تدري أن السيف َ من الأخشاب ِ

يعيشُ به نمل ٌ و حشيُّ العضات ْ

عصرك مات , فلماذا يا دونكيشوت ,

 تغامر مرات المرات ْ



( الرباط , 1992 )





















كم أديب



كم أديب ٍ ذوى , و كم عندليب ٍ

تتلاشى في صدره الأحلام ُ

وتموت ُ الرؤى و تفنى الأحاسيس ُ

فلا شطحة ٌ و لا إلهام ُ

وقطيع ٌ من الشياهِ يغني

ليت شعري , هل تشدو الأغنام ُ

هل يرف ُّ الخيال ُ والبوم ُ في الساحة

غرثى يثيرها البرسام ُ

أكرم ُ الشعر ِ عندهم كذبة ٌ

جنس ٌ , سريرٌ , وخمرة ٌ , وهيام ُ

وثنيون يطمحون وإن كان

 الهوى رافضاً لهم و السلام ُ

و ربى المبدأ الكريم و أحلام

 المساكين

والتقى والكرامُ

ليت شعري هل في الغيوب

نبيٌّ تتفانى في حفظه الأيام ُ

فلقد شوه الثعالبُ حقلَ الكْرم

 دهراً

وعاثت الأصنامُ

وتسامى الحضيض وهو حقير ٌ

واستطالتْ على النهى الأقدام ُ

كم أديب ٍ ذوى وكم عندليب ٍ

عبثت في رسومهِ الأقلام ُ





منظر ُ الليث



( الى الصديق المرحوم محي الدين محمد المحطوري ).





ولقد أنبأ المواقفَ أن الحق َ

أسمى من احتمال الشواهد ْ

حازم ٌ حاسم ٌ حليم ٌ صبور ٌ

فارسٌ أصيد ٌ شجاع ٌ و ماجد ْ

مَنْ كإبن المحطوري في لقاء النبل

بالنبل من عظيم المشاهد ْ

ماآعتراه الهوى , هوى النفس في

قول , و رأي ٍّ و حكمة , ومقاصد ْ

فإذا قال كان فصلاً و حكماً

وقضاءاً فذاً وثيق القواعدْ

حكمة من أبيه كالشمس إن غابتْ

تبدتْ كواكباً و قلائدْ

أيها الشبل ما شببت عن الطوق

ولكنك الهزبر المجالد ْ

منظر الليث للشجاع دليل ٌ

لإرتياد الخطوب شوقاً و شاهد ْ

فآرتضي من لواعجي بعض شعر

إنّ مالم أقله كل َّ القصائد ْ



( 25 ديسمبر 1997 ).













الموتُ





لعبتنا

كان الموت ُ

صغاراً , نركض ُ في كل زقاق ٍ إثره ْ

نرسمه ُ ,

في الجدران ِ , بلا وجه ٍ

رأساً تنبت ُ فيه قرون ٌ معقوفة ْ

ولكي نسخر ُ منه ُ

نضيف ُ له عيناً واحدة ً

ناباً , و بقايا ريش غراب ْ

كان الموت ُ مخيفا ً

لكنا لم نخش ْ الموت َ , ولم نحتط ْ للموت ِ

فأحلام ُ طفولتنا أكبرُ منه

و أقوى من جبروت ِمخالبهِ

و فخاخ ٍ يزرعها في رحلتنا

صوبَ بحار ٍ من نور ٍ

و مدائن َ من مرجان ٍ و حرير ْ

كان الموت ُ لنا لعبه ْ

واليوم َ وقد صارت تلك اللعبة ُ

وحشاً

يتدخل ُ في كل أموري الخاصة ْ

أحلم ُ أن أسترجع َ تلك اللحظات ِ

و أمي ,

تحكي لي قصة َ هذا الموت ِ

و كيف وقد باغت َ جاراً في حارتنا كان قويا ً

و جريئاً , مات َ بلا ضجة ْ

صار الموت ُ سؤالاً يتلفعني

و يطاردني في كل مكان ٍ

حتى في منفاي َ ,

و قد أدركتُ ظروفَ اللعبة ْ



(صنعاء , 1991 ).









































حكاية الحافة الوسطى



كنا في الغربة أربعةً ,

وحكايةْ

الأول يحمل ريشة فنانْ

يرسم قنديلاً

كالحب يضيء الصحراءْ

وقلادة كاهنة عذراءْ

تتعرى للأضواءْ

وحدائق نورٍ

ومشاتل بلورْ

يتوزعن العالم أقماراً ,

ووشاحاتٍ خضرْ

يورقُ منثالاً فيهنَّ العطرْ

الثاتي

يحمل قلباً حالمْ

يتسعُ العالمْ

وزهوراً بريةْ

تمتد إلى الأعماق شذيةْ

واحدة للحبِّ

وأخرى للدفء

 وللاحلام بقيةْ

في عينيهِ

جداول حزنِ عذْبهْ

ينبوعٌ لازورديٌّ

لاينضبْ

ينثالُ

يدغدغُ حبَّهْ

ويؤرجُ درْ بهْ



الثالثُ

في ضحكتهِ أنغامٌ و رنينْ

يملأُ ساحات البيت شذىً وحنينْ

في بسمته

سر محجوب ْ

وسؤال يبحثُ عن محبوبْ

قلبٌ تتنازعهُ النجوى

وعبير النجوى.

الرابعُ

 فينا عادلْ

يعشقُ لون التسبيحْ

وتهاويماً صوفيهْ

تخترقُ الحجب القدسيهْ

صوب الله ْ

وحَّدنا في المنفى حب واحدْ

نتفرع من قلب واحدْ

أربعةً , لكنْ في واحدْ

16/11/ 1992.

الرباط







يا مهديُّ



في أيِّ واديك الأخير نزلتَ,

أيُّ قصيدة شارفتَ ,

أيُّ مدىً ستعلنهُ

وأيُّ طريقةٍ ستسودُ

أيُّ أماكن الدنيا , وأزمنةٍ تكون ؟

مازلتَ في الأنسالِ  تعبرُ , هل ,

وفي زواملها تغذّ السيرَ من صلبٍ إلى صلبٍ

ومن رحمٍ إلى رحمٍ  ستحرقها المراحلُ ؟

هل تنتخبكَ أزاهر الإيماء , غمضِ الشعرِ , أشواق البيارق والسرائر والغيوم ؟

أين , أين , نجدكَ , نحنُ , الآن , في الرؤيا نحوم  ؟

وندور في الأشياء , نسير في تلك المشافهة الحرائق والمواجهة العذابات الهموم ؟

وكيف نرسم من دم الماضين يقظتنا بدونك , والسؤالْ ؟

قل لي , سنطرقها المسالك , كيف نطرقها الغصاصة , كيف , هل في الذهاب على اشفار الشقر , من سنن مضيء بالدماء على النصالْ ؟

فلعل إن بطلاً تهاوى في الدماء , لعل حين تشع من عينيهِ

أسئلة الوصالْ؟

سنراك , يا كلَّ النفوس ,

وكلَّ هبّات الرِّجال ْ

 قل لي , فأصبرنا تنفض عن مداه الصبرُ  ,

أشعرنا يشب النار من حجرين مبتردين ِ

أشجعنا على قلق تأهبَ ,

شوقهُ للموت يفترض البقاءْ

وأينما يممت سرنا في الثياب ,

وفي الدماءِ, وفي أقاصيها خطوط النار ,

والهدات والشجن العميق من الحياةْ

لمداك طعم البرق , رائحة الغيوم ْ

لمداكَ أشواق السنابل ,والحلومْ

لمداك أحلاف القوادم , والكريمات الخيول ,

لمداك جلجلة الرجال ْ

لمداك كل الناس , كل الحريات , وكل أفواه الجماهير العريضة , حين تقول للإستبداد : لا .

بكثير من دمها المراق على الرصيف

وكثير مما سوف ينتظرها على كل الشوارعْ



1988




























































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق