الجمعة، 5 ديسمبر 2014

الصديق : الصداقة شعر عبدالسلام الكبسي

 
 
شعر عبدالسلام الكبسي
 
 
وَرْدَةُ اْلْمُسْتَحِيْلِ
" الصَّدَاْقَةً "
 
 
 
 
" 1 "
 
يَنْبَغِيْ
أَنْ تُسَاْمِحَ يَاْ قَلْبُ هَذَاْ اْلْصَّدِيْقَ ،
 وَتَغْفِرَ
يَاْ قَلْبُ ، إِنْ لَمْ تُطَاْوِعُنِيْ ،
 يَاْ لَهَاْ
قَسْوَةً لَاْ تُحَدّْ
 
                              " 2"
 
 
لَاْ تَسِرْ مِنْ وَرَاْئِيْ
كَكَلْبِيْ
لَاْ تَسِرْ مِنْ أَمَاْمِيْ
كَقَلْبِيْ
كُنْ صَدِيْقِيْ اْلَّلدُوْدَ  وَحَسْبْ
 
" 3"
 
 
يَاْ صَدِيْقِيْ
اْلْذِيْ لَيْسَ مِثْلِيْ تَمَاْمَاً ,
وَلَيْسَ يُوَاْفِقُنِيْ فِيْ كَثِيْرِ مِنْ اْلْأَمْرِ
لَيْسَ يُشَاْرِكُنِيْ شَجَنِيْ , أَوْ دُمُوْعَ اْلْفَرَحْ
وَاْلَّذِيْ إِنْ تَلَأْلَأَ وَجْهِيَ  فِيْ وَجْهِهِ ,
لَاْ يَرَاْنِيْ كَقَوْسِ قُزَحْ
وَيُدَنِّسُ حَبَّاْتِ  قَلْبِيْ
 إِذَاْ أَشْرَقَتْ بِاْلْمَرَحْ
وَاْلْذِيْ إِنْ تَبَدّى لَهُ طَاْئِرِيْ
فِيْ سِيَاْقِ اْلْكَلَاْمِ , جَرَحْ
وَاْلَذِيْ إِنْ طَغَى مَاْ صَفَحْ
, وَإِذَاْ مَاْ تَدَاْعَتْ بُرُوْقُ اْلْأَمَاْنِيَ لَمْ يَنْشَرِحْ
إِحْتَمِلْنِيْ عَلَى اْلْحُبِّ ,
إِنِّيْ كَمَاْ اْلْبَحْرِ فِيْ اْلْعُسْرِ ,
فِيْ اْلْشِّدَةِ اْلْجَبَلُ اْلْمُسْتَطِيْلْ
وَيُظَنُّ بِيَ اْلْخَيْرُ,
قَلْبِيَ أَنْقَى مِنْ اْلْثَّلْجِ ، مِنْ وَرْدَةِ اْلْمُسْتَحِيْلْ
 
 
                               "4 "
 
 
 
إِنَّ
أَفْضَلَ شَيْءٍ مِنْ اْلْضَّوْءِ ,
أَكْثَرَ أَمْناً  مِنْ اْلْأَصْدِقَاْءِ اْلْحَمِيْمِيْنَ ,
فِيْ سَاْعَةِ اْلْصُّفْرِ ,عِنْدَ حُلُوْلِ اْلْظَّلَاْمِ
يَدُ اللهِ
لَاْ شَيْءَ ثَمَّةَ إِلَّا اْلْيَقِيْنْ
 
 
" 5 "
 
لَاْ
 يَخُوْنُ بَتَاْتَاً ,
سِوَى اْلْأَصْدِقَاْءْ
 
" 6 "
 
عِنْدَمَاْ
يَسْقُطُ اْلّْنُبَلَاْءُ ,
أَلَاْ يَنْهَضُوْنْ ؟
عِنْدَمَاْ يُخْطِئُوْنَ ,
أَلَاْ يَرْجِعُوْنْ ؟
فَمَاْ بَاْلُكُمْ , أَيُّهَاْ اْلْأَصْدِقَاْءْ
 
 
" 7 "
 
 
شَجَنٌ غَاْئِمٌ
شَطْرُ بَيْتٍ ، بَعِيْدَاً ، مِنْ اْلْشِّعْرِ ,
يَأْخُذُنِيْ ,
رِفْقَةٌ سَيّئُوْنْ
 
 
 
 
 
 
 
حُزْنِيْ عَلَىْ صَدِيْقِيْ , كَبِيْرٌ
 
 
 
 
 
"1"
 
 
غَالِبَاً ,
مَا أَرَىْ فِيْ الظَّلَامِ
وُجُوْهَ الَّذِيْنَ يُقَالُ لَهُمْ ( أَصْدِقَائِيْ )
ولَيْسُوْا كَذَلِكَ , فِيْ أغلبِ الوَقْتِ ,
مَازَالَ خِنْجَرُ أَوْقَاتِهِمْ ,
يَتَوَغَّلُ فِيْ الظَّهْرِ ,
لَكِنَّهُ يَعْرِفُ الآنَ , بَعْضَاً لَهُ ,
سَوْفَ يُخْفِيَ آخِرَ , مِنْ ( أَصْدِقَائِيَ )
كَانَ يَرَاهُ نَعِيْمَاً , وإِمْثُوْلَةً ,
فِإِذا هُو فِيْ الوَاقِعِ المُسْتجدِ الجَحِيْمْ
 
 
 
"2"
 
 
 
غَالِبَاً ,
حِيْنَ يَأْتِيْ المَسَاءُ عليهِ ,
يَرَىْ صَوْتَ يَاقُوْتَةٍ ,
لا تُفَارِقُ صَاحِبِهَا ,
مُثْقَلاً بِالمَرَارَةِ ,
يَسْتَرْسِلُ الآنَ ,
فِيْ حكها بِالكُلُوْمِ البَلِيْغَةِ ,
لَكِنَّهُ , رُغْمَ ذَلِكَ , مَازَالَ يَقْدِرُ أَيْضَاً ,
عَلَىْ أَنْ يُوَاصِلَ , مِشْوَارَهُ فِيْ الحَيَاةِ ,
فَحَيْثُ تَجِدْهُ ,
تَجِدْ رَجُلاً
ذا جِرَاحٍ أَشَدَّ ,
ويَسْمُوْ عَلَىْ كُلِّ شَيْءٍ , أَلِيْمْ
 
 
"3"
 
لا يَهُمُّ صَدِيْقِيَ أَنَّىْ يموتُ ,
ولا كَيْفَ يوماً,يموتُ
ولا أَيْنَ بالضبطِ ,سَوْفَ يَمُوْتُ ,
فَمَازَالَ يَرْقُصُ قَلْبُ صَدِيْقِيْ ,
كَمَا اليَافِعِيْنَ الصِّغَارِ ,
الَّذِيْنَ
يَقُوْلُوْنَ عَنْهُمْ , لا يَرْحَلُوْنَ  سَرِيْعَاً ,
فِيْ أَغْلَبِ الوَقْتِ ,
حزنيْ
لأَجْلِ صَدِيْقِيَ كالجرحِ يَنْزِفُ لِلتَّوِ ,
حُزْنِيْ
لأَجْلِ فُرَاقِ صَدِيْقِيْ , كَبِيْرْ
 
 
 
"4 "
 
 
يَا صَدِيْقِيْ
الَّذِيْ يَتَضَائَلُ كَالعُشْبِ ,
عِنْدَ الخِصَامِ ,
وكَالضَوْءِ من مَدْخَلِ الرِّيْحِ ,
مِثْلَ الحُثَالَةِ , يَقضي أوقاتَهُ في اختلاقِ المزاعمِ ,
يَخْلُفُ في الوعدِ عرقوبُهُ,
 يَحنثُ الآن,بالقسمِ (الفذِّ)
هَلاَّ تَصَرَّفْتَ يَوْمَاً ,
مَعِيْ كَصَدِيْقْ
 
 
" 5 "
 
 
أَيُّهَا الأَصْدِقَاءُ
الَّذِيْنَ أَضَاعُوْا العَنَاوِيْنَ ,
عِنْدَ احْتِيَاجِيْ
إِلى الدَّعْمِ ,
بِالكَلِمَاتِ فَقَطْ ,
لَيْسَ أَكْثَر
ذَاتَ انْكِسَارٍ.. ,
" هذا حِذَائِيْ لَكُمْ .. " ,
سَوْفَ أَكْتُبُ فَوْقَ الجِدَارْ
 
 
 
دُوْنَكُمْ ,  لا نُرِيْدُ الحَيَاة
 
 
 
أَيُّهَا الأَصْدِقَاءُ ,
الَّذِيْنَ يَمُوْتُوْنَ قَبْلَ الأَوَانِ ,
وتَبْقَىْ رَوَائِحُهُمْ ,
مِثْلَمَا العِطْرِ بَعْدَ المَطَرْ
دُوْنَكُمْ ,
لا نُرِيْدُ الحَيَاةْ
 
 
 
لَيْسَ أَكْثَرَ مِنْ رَمْز
 
 
 
 
أَصْدِقَائِيْ ,
أَرَدّتُ فَقَطْ ,
أَنْ أُذَكِّرَ ثَانِيَةً ,
أَنَّ هَذَا الَّذِيْ سَوْفَ
يُدْفَنُ فِيْ الأَرْضِ يَوْمَاً , هُنَا ,
لَيْسَ أَكْثَرَ مِنْ رَمْزِ ,
سَوْفَ يَظَلُ هُنَا ,جسديْ ,
فِيْ انْتِظَارِ المَعَادْ
مَنْ يُشَاطِرُنِيْ غِبْطَتِيْ بِالنَّفَادْ
 
 
 
 
 
كَالصَّدِيْقِ الجَدِيْدِ
 
 
 
 
 
كُلُّ شَيْءٍ ,
سَيَبْدُوْ جَمِيْلاً ,
إِذَا مَا أَتَانَا أصيلاً ,
ومُبْتَكَرَاً ,
كَالفُجَاءَةِ فِيْ الحُلْمِ ,
كَاليَقْظَةِ المُسْتَعَادَةِ ,
 مِنْ غَفْلَةِ القَلْبِ ,
كَالقِصَّةِ المُسْتَمِرَّةِ , تَحْدُثُ بَعْدَ قَلِيْلْ
كَالقَصِيْدَةِ , تنبضُ بَعْدَ أُفُوْلٍ طَوِيْلْ
كَالصَّدِيْقِ الجَدِيْدِ ,
الَّذِيْ يُحْدِثُ الإِنْتِبَاهَ لَدَيْنَا مراراً,
وكَالشَّائِعَاتِ , الَّتِيْ قَدْ تَطُوْلْ
 
 
لِصَدِيْقِيْ  أُنِيْرُ الطَّرِيْقَ ..
 
 
" 1 "
 
 
إِنَّنِيْ
أَنْحَنِيْ لَكَ ,
رُغْمَ انْصِرَافِكَ عَنِّيْ ,
و رُغْمَ ابْتِعَادِكَ مِنِّيْ ,
وأَرْفَعُ مِنْ شَجَنِيْ لَكَ ,
مِنْ حِكْمَتِيْ ,
وسِرَاجِيْ لكَيْمَا أُنِيْرَ الطَّرِيْقْ
 
 
" 2"
 
الصَّدِيْقُ
الَّذِيْ يَتَبَدَّلُ كَالرِّيْحِ ,
ليس يدومُ كمثلِ الريالِ الحرامْ
إنه كالحَدِيْثِ الَّذِيْ لا يَرُوْقُ لَنَا ,
بَارِدٌ كَالرُّخَامْ ,
وفضٌّ كوسطِ الزحامْ
ويُخَاتِلُ بَيْنَ الكَلَامْ ,
           حِيْنَ يَدْنُوْ مِنْ القَلْبِ ,قَاسٍ كَنَسْرْ
ويخاتلُ كالبحرْ
إحساسه من جليدْ
فِيْ الخِصَامِ لَدُوْدْ
وأَصَابِعُهُ مِنْ حَدِيْدْ
 
 
 
العَالَمُ ليس بَرِيْءٍ
 
 
 
قَبْلَ
أَنْ تَبْدَأَ الرَّقْصَ ,
فآنْظُرْ إِلى مَنْ تَمُدُّ إِلَيْهِ
يَدَيْكَ ,
فَمَا كُلُّ مَنْ سَتُرَاقِصُهُ ,
بِالصَّدِيْقِ الحَمِيْمْ
إِنَّ عَالَمَكَ اليَوْمَ ,
لَيْسَ بَرِيْئَاً ,
ومَا كُلُّ مَا يَلْمَعُ الآنَ ,
مِنْ ذَهَبٍ , بِالصَّمِيْمْ
 
 
 
الصَّديقُ
 
 
 
 
" 1 "
 
دِلَّنِي ,
ياصديقيْ على جَادةِ الشِّعرِ ,
في كلِّ مُنْعَطَفٍ رائقٍ للعِبَارةِ ,
في زُرقةِ البَحْرِ , والقاصِراتِ السَّنابلِ ,
في غَيْمَةٍ يتكسّرُ ياقوتُهَا ويَسِيلُ العَقيقُ
على شَجَنِ الجُلَّنَارِ الذي يتكررُ
مِنْ حُلُمٍ أَشْقَرِ الصَّوتِ
يَجْمَعُنَا في شَتَاتِ المَعَانيَ
, أَوْ  دِلَّنِيْ , ياصديقيْ ,
 بِلا ثَمَنٍ بَاهِظٍ , للصديق ِالبَدِيْلْ
 
" 2 "
 
للصّديقِ
الذي تَكْشِفُ السِّرَّ
أَلْفُ صَدِيْقْ
 
 
"3 "
 
 
الصَّداقةُ
تَمْنَحُنَا الخُبْزَ,
والأَصْدقاءُ الأَمَانْ
 
" 4 "
 
ليسَ
للمَيْتِ أَيُّ صَدِيْقٍ,
ولا للْبَخِيْلْ
 
"5 "
 
إِنَّ
يَوْمَاً بلا أَصْدقاءَ لَيَوْمٌ طَويلْ
والذي لا يَسَعْهُ الذهابَ وحيداً إِلى البَحر
لا يَجْهلُ المُسْتَحِيلْ
 
"6 "
 
نادراً
طَعْنَةُ الظَّهْرِ
ما يَقْتَنِيْهَا لَنَا الغُرَبَاءْ
 
" 7 "
 
على
محملٍ سيءٍ
يتقبلُ قوليْ ,
وياللغرابةِ ,
يُدعى الصديقْ !
 
 
 
يا صديقي الجميلُ
 
 
 
" 1 "
 
ليس
تفهمُ صمتي
فكيفَ إذنْ ,
يا صديقي
ستفهم حين فؤادي ,تكلمْ
 
" 2 "

يا صديقي الذي أبداً ,
لا يفارقني في الملمات ِ ,
مادامَ مثلك َ بالحرصِ يمسح ُ دمعي
و يحمل ُ هميْ معيْ
فالفضاءات ُ
مطوية ٌ بشمالي , و تلكَ المداءات ُ لي ْ


" 3 "
 
في الصداقةِ
ليس هناك من الكلماتِ إذنْ ,
ما يشي بالفراقِ ,
ولا بالرحيلِ الأجدْ
إنها الوعد
أن
تستمرَّ الحياة
كما ينبغي للأبدْ
 
 
" 4 "
 
يا صديقي
الجميل ُ
هناك َ الكثير ُ من الورد ِ ,
والنجم ِ ,
والمطر ِ المتساقط ِ كالشوق ِ ,
والطيبات ِ البكارى هناك َ ,
فدعنا , نغادر ُ ليل َ البلاد ِ العتيق ْ
 
 
 
 
 
أيها الأصدقاء
 
 
ما الذي
أيُّها الأصدقاءُ ,تريدونَ منيْ ؟!
فمنذ رحلتمْ عنيْ
صرتُ غريباً ,
لا أدريْ ما الشِّعرُ ,
ما الحبُّ ,
ما العيشُ بالتضحياتِ ,
وما المنطقُ الحقُّ ؟!!
صرتُ غريباً ,
وخارجَ وَجْدِ الحياةِ ,
و ورد الزمان الجميلْ
 
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق