الأحد، 30 نوفمبر 2014

القرآن يؤول نفسه بنفسه د.عبدالسلام الكبسي






منهجية

القرآن يؤول نفسه بنفسه .

الجزء الأول

 

فالقرآن ببساطة متناهية , يأول نفسه بنفسه , وهو ما ينبغي على المفسرين المعاصرين اعتماده كمنهج لفهم أفضل و دقيق لكتاب الله الذي قيل عنه : " ما فرطنا في الكتاب من شيء " , وذلك في سياق حديثه عن المخلوقات من البشر وغير البشر : " وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ " , والذي قيل عنه وهو الحق : " وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ " , صدق الله العظيم .

وإليك أيها القارئ بعض الأمثلة لا كلها , على أهمية وصحة ما ذهبنا إليه , فالقرآن يضيء, ويفصل , ويصدق , ويكمل بعضه بعضاً ,فيما غير حاجة للذهاب إلى الإسرائيليات لتأويله , ولا إلى المرويات الغربية التي تقاذفتها الأزمنة من عصر إلى عصر بوعي وبدون وعي , حتى صار غريباً ملغزاً , وهو في الحقيقة أليف وواضح كالشمس في عين النهار , فهذا مثل أول على :

 

1.        تأيل الآيات المكية بالمدنية بعد مضي الوقت كما هو حاصل  بالزقوم و الرؤيا  :

 

حيث يقول الله تعالى في سورة الإسراء المكية : " وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60) " , صدق الله العظيم .

فإن  تأويلها قوله تعالى في الفتح  المدنية : " لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا (27) " ,وقوله تعالى في سورة الصافات المدنية : " أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآَكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68)" , صدق الله العظيم .

 

مما لامجال لأي تأويل للرؤيا و الزقوم بسوى القرآن نفسه .

 

 

2.     تأويل الآية في الآية نفسها سواء كانت مكية أو مدنية , وذلك عندما ترد الآية بالخصوص على وجه السؤال بما حدده القرآن , بقوله : " يسألونك " :

 

أ‌.       القتال في الشهر الحرام و الخمر :

يقول الله تعالى في سورة البقرة : " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (218) يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219)" , صدق الله العظيم .

 

ب‌. اليتامى و المحيض :

ويقول الله تعالى في البقرة : " وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220) وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221)وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) ", صدق الله العظيم .

 

ج. الساعة :

ويقول الله تعالى في سورة الأعراف : " يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187)" , صدق الله العظيم .

 

د. الأهلة :

يقول الله تعالى في سورة البقرة : " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189)" , صدق الله العظيم .

ه. الإنفاق :

 

يقول الله في سورة البقرة :

يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215), صدق الله العظيم .

 

و. الطيباتُ :

يقول الله تعالى في سورة المائدة :

يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (4) الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (5), صدق الله العظيم .

 

ز.الأنفال :

يقول الله في سورة الأنفال :

يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1), صدق الله العظيم .

 

ك. الروحُ

يقول الله تعالى في سورة الإسراء :

وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85) , صدق الله العظيم .

 

 

ل. ذو القرنين :

يقول الله تعالى في سورة الكهف :

وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83), صدق الله العظيم .

م. الجبال و القيامة :

يقول الله في سورة طه بشأن الساعة :

يقول الله تعالى في سورة النازعات :

يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46), صدق الله العظيم .

 

ن.أحوال الساعة :

 

وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107) صدق الله العظيم .

 


اليتامى و المحيض :

ويقول الله تعالى في البقرة : " وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220) وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221)وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) ", صدق الله العظيم .

الساعة :

ويقول الله تعالى في سورة الأعراف : " يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187)" , صدق الله العظيم .

 

الأهلة :

يقول الله تعالى في سورة البقرة : " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189)" , صدق الله العظيم .

الإنفاق :

 

يقول الله في سورة البقرة :

يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215), صدق الله العظيم .

 

الطيباتُ :

يقول الله تعالى في سورة المائدة :

يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (4) الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (5), صدق الله العظيم .

 

الأنفال :

يقول الله في سورة الأنفال :

يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1), صدق الله العظيم .

 

الروحُ

يقول الله تعالى في سورة الإسراء :

وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85) , صدق الله العظيم .

 

ذو القرنين :

يقول الله تعالى في سورة الكهف :

وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83), صدق الله العظيم .

 

 

ج.       تأويل الآية في الآية نفسها سواء كانت مكية أو مدنية , وذلك عندما ترد الآية بما ورد في القرآن بقوله : " وما أدراك " :

 

1.        سجين :

 

يقول الله تعالى في سورة المطففين : " كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9) , صدق الله العظيم .

 

2.       الحاقة :

 

الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (3) كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (4) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8), صدق الله العظيم .

 

3.       الطارق :

 

" وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ " , صدق الله العظيم .

 

4.       سقر :

 

" سأصليه سقر (26) وما أدراك ما سقر (27) لا تبقي ولا تذر " , صدق الله العظيم .

 

 

5.       يوم الفصل :

" إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7) فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ " , صدق الله العظيم .

 

6.       يوم الدين :

" يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19) " , صدق الله العظيم .

 

7.       القارعة :

 

الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11) , صدق الله العظيم .

 

8.       العقبة :

 

" فلا اقتحم العقبة (11) وما أدراك ما العقبة (12) فك رقبة " , صدق الله العظيم .

 

9.       ليلة القدر :

 

" إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) " , صدق الله العظيم .

 

 

10.الحطمة :

 

" كلا لينبذن في الحطمة (4) وما أدراك ما الحطمة (5) نار الله الموقدة " , صدق الله العظيم .

11. دابة الأرض :

يقول الله تعالى في سورة النمل : " وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82), صدق الله العظيم .

ويأتي تأويلها بقوله تعالى في سورة سبأ , وهو يتحدث عن سليمان (ع) : " فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14), صدق الله العظيم .

 

12. الجن :

يقول الله تعالى في سورة الجن : " قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)", صدق الله العظيم .

ويأتي تأويلها في قول الله تعالى من سورة الأحقاف : " وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31) وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (32), صدق الله العظيم .

 

يستفتونك في النساء

 

يقول الله تعالى في سورة النساء : " وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا (127), صدق الله العظيم .

 

الكلالة :

 

يقول الله تعالى في سورة النساء : " يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (176), صدق الله العظيم .

 

رمضان :

يقول الله تعالى في سورة البقرة : " أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187), صدق الله العظيم .

 

 

قول الله تعالى (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) وإنما هو قول العبد الصالح لابنه (يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم)

 

-  فمن ذلك تفسير قوله تعالى فى سورة غافر الآية «28»: {وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ} بأنه العذاب الأدنى المُعجَّل فى الدنيا، لقوله تعالى فى آخر هذه السورة آية «77»: {فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ}..

2- ومنه تفسير قوله تعالى فى سورة النساء آية «27»: {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً} بأهل الكتاب لقوله تعالى فى السورة نفسها آية «44»: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ}..

3- ومنه قوله تعالى فى سورة البقرة آية «37»: {فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ} فسَّرتها الآية «23» من سورة الأعراف: {قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.

4-  ومنه قوله تعالى فى سورة المائدة آية «1»: " أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ " , فسرتها آية " حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ " الآية «3» من السورة نفسها.

5- اية الوضوء والتيمم فإن الأيدى مُقيَّدة فى الوضوء بالغاية فى قوله تعالى فى سورة المائدة آية «6»: " فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ " , ومطلقة فى التيمم فى قوله تعالى فى الآية نفسها: " فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِّنْهُ " , فقيدت فى التيمم بالمرافق أيضاً .

6- ومن أمثلته أيضاً , عند بعض العلماء: آية الظَهَار مع آية القتل، ففى كفَّارة الظَهَار يقول الله تعالى فى سورة المجادلة آية «3»: " فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ " . وفى كفَّارة القتل، يقول فى سورة النساء آية «92»: " فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ " , فيحُمل المطلق فى الآية على المُقيَّد فى الآية الثانية، بمجرد ورود اللفظ المقيد من غير حاجة إلى جامع عند هذا البعض من العلماء.

7--  نفى الخُلَّة والشفاعة على جهة العموم فى قوله تعالى: " ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُو?اْ أَنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ " , وقد استثنى الله المتقين من نفى الخلة فى قوله: " الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ " , واستثنى ما أذن فيه من الشفاعة بقوله: " وَكَمْ مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرْضَى " , صدق الله العظيم .

8- ومثل قوله تعالى: " مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ " ,  فإن ما فيها من عموم خصُصِّ بمثل قوله: " وَمَآ أَصَابَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ " , صدق الله العظيم .

الصور :

يقول الله : " يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلا قَلِيلا " , ويقول تعالى: " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الأرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ " بمعنى قوله تعالى بشأن الصور : " وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) " , صدق الله العظيم , وعليه فالصور جمع صورة بمعنى الأجساد / مفردها جسد , يقول الله تعالى : ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم " , , ويقول تعالى : الذي خلقك فسواك فعدلك (7) في أي صورة ما شاء ركبك , ,ويقول الله : وصوركم فأحسن صوركم " , ويقول تعالى : هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى " , وعند لجمع , يقول الله : وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (51) قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ " , صدق الله العظيم .

وأما النفخ فهو الحياة , يقول الله على لسان عيسى بن مريم : " أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " , ويقول الله تعالى في غير موضع من القرآن : " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ " , صدق الله العظيم.

 

 

سجين :

 

يقول الله تعالى في سورة المطففين : " كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9) , صدق الله العظيم .

 

الحاقة :

 

الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (3) كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (4) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8), صدق الله العظيم .

 

الطارق :

 

" وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ " , صدق الله العظيم .

 

سقر :

 

" سأصليه سقر (26) وما أدراك ما سقر (27) لا تبقي ولا تذر " , صدق الله العظيم .

 

 

يوم الفصل :

" إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7) فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ " , صدق الله العظيم .

 

يوم الدين :

" يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19) " , صدق الله العظيم .

 

القارعة :

 

الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11) , صدق الله العظيم .

 

العقبة :

 

" فلا اقتحم العقبة (11) وما أدراك ما العقبة (12) فك رقبة " , صدق الله العظيم .

 

ليلة القدر :

 

" إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) " , صدق الله العظيم .

 

الحطمة :

 

" كلا لينبذن في الحطمة (4) وما أدراك ما الحطمة (5) نار الله الموقدة " , صدق الله العظيم .

 

النسخ :

 

بعض الآيات آخرها يفسرها  كقوله تعالى في سورة البقرة : " مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) " , صدق الله العظيم .

 

فجملة : " أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " , في آخر الآية تحيل القارئ فوراً , إلى سنن كونية متعلقة بالقدرة , وشاهدة على الإرادة في مجمل هذا الكون العظيم .
 
 
انتهى الجزء الأول , ويتبعه الجزء الثاني

 


الدولة المدنية د.عبدالسلام الكبسي






الدكتور عبدالسلام الكبسي قال:
إن التعثر في الإعلان عن الدولة المدنية أبرز عاصفة ستواجه جدار الوحدة الوطنية ,ومن الممكن أن تدفع قوى إلى التفكير في اتخاذ مسار آخر , فقد طال ليل دمون , والأجدر بقوى الحوار اليوم أن يقدموا مصلحة الوطن على أنفسهم وعلى قوى ودول خارجية لا ترغب في صلاح اليمنيين , وتوجههم نحو الدولة المدنية بما تعنيه من حرية وعدالة اجتماعية..لقد دفع اليمنيون الثمن غالياً للتخلص من قوى الاستبداد،ولايمكن أن يرجع التاريخ خطوة إلى الوراء , فقد مقت اليمنيون الاستبداد ونفضوه من على ظهورهم،واتخذوا قراراً لايمكن العودة فيه إلى الماضي , في وجود سند دولي غير مشروط, فثمة شعب يتلهف إلى أن يرى الصلحاء من القادة , والأكفاء ,وقد اختار الناس , وسيقولون كلمتهم خصوصاً , وقد اصبح كل شيء واضحاً , بالحقيقة.. إنها فرصة تاريخية ,فليستعد الجميع، نريد دستوراً , ونريد كفاءات , ونريد الأفعال , ونريد رجالات اليمن , من الجيل الجديد ,من أجل الوحدة , والإنسان اليمني أولاً .
إعادة بناء ما تم تدميره
 

الخميس، 27 نوفمبر 2014

لدينا الكثير من الوقت شعر عبدالسلام الكبسي , بقلم د.حسين العواضي

الأربعاء, 26-نوفمبر-2014
 - ? المسافة واقفة بيننا
أنت تعرف
أنك أبعد منك
وتعرف أني قريب إليَّ
إذن
لا طريق إليكالدكتور/ حسين العواضي -
? المسافة واقفة بيننا
أنت تعرف
أنك أبعد منك
وتعرف أني قريب إليَّ
إذن
لا طريق إليك
تؤدي إلي
إذن لا طريق إليَّ
تؤدي إليك
? لم أجد أمضى وأبهى من هذه اللوحة الشعرية المدهشة للراحل المبدع عبداللطيف الربيع، تكشف عقم حوارنا، وجور نفاقنا، وضياع بصرنا وبصيرتنا، وضلال، هدفنا وطريقنا.
? كلما أنهينا حواراً، ولجنا في حوار آخر، وكلما مضينا وبصمنا على وثيقة طويناها وجئنا بوثيقة أخرى.
? لا صدق في النوايا، ولا ضوء في الخبايا ويطل بنا الشاعر المرهف عبدالسلام الكبسي على وادي الضياع، حيث تباع العواطف للطواهش والسباع:
? لدينا الكثير من الوقت
كي نتشاجر من أجل لا شيء
ننهب بالعدل ما ورث الأولون
ونبتز باسم المآذن والدين
عاطفة الطيبين
لدينا الكثير
? وتشخيص الحال .. وواقع المآل عند الجراح الحصيف حسن عبدالوارث، في هذه اللوحة الصارخة، الصادقة.
? قم وصلِ نحو (قُم)
أو إلى نجد وضمُ
وارتزق من ذا وذا
ثم عدهم (بنقم)
والعن الشعب إذا
رفض البيع لهم
? هذا دور الأدب الراقي، وتلك الوظيفة السامية للشعر، وحين تحاصرنا الحيرة، وتخبطنا الطلاسم والألغاز نكتشف في ثناياه، ما يغني ويشفي.
? أما خلاصة الخلاصة، فإن جُل النخب السياسية التي تعارض أو تحكم تخلو من الشعراء!!
? وفي الغالب إما خبثاء أو جهلاء أو ضعفاء أو عملاء، فماذا يرتجى من هؤلاء؟

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014

موسى و الرؤية إلى الله في القرآن د.عبدالسلام الكبسي





الرؤية

موسى و بنو إسرائيل  

نحو قراءة مختلفة للقرآن في ضوء المعرفة العلمية المعاصرة :

" منطق موسى القرآني في الإستدلال على الله هو المنطق نفسه لإبراهيم (ع) , والعلم عن طريق التثبت بالتجربة على نحو تطبيقي هو المغزى من قصتي ابراهيم و موسى , لكن المسلمين لا يحسنون التقاط العبرة ولو كان بيكون حاضراً لأفتى بمرجعية منهجه العلمي التجريبي " .

 

 

 

 

إنما قصد موسى (ع) بقوله : " أرني أنظر إليك " , بمعرفة كيف يجري الله أمره لا ذاته سبحانه وتعالى,ورؤية حالة من أحوال القيامة , فامتنعت الكيفية بقوله : " لن تراني " , وتحققت آثارها , بما يعنيه قوله تعالى : " فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ",صدق الله العظيم ,  وذلك في قوله تعالى : " وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ " . وقد عد الإمام الهادي يحى بن الحسين (ع) ذلك من خطايا الأنبياء في " المجموعة الفاخرة " ,وإن كان قد أحسن التأويل للآية بتأويله لقوله : " أرني أنظر إليك " , فهو يقول الهادي : أرني آية من عظيم آياتك أنظر بها إلى قدرتك , وأزداد بها بصيرة في عظمتك وقدرتك " , لكننا لا نوافقه على الطلب تضمن خطيئة , بل كإجراء تطبيقي لمشهد واحد من مشاهد القيامة بالقدرة على إجراء أمره كإرادة , ولذلك , قال : " سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ " بعد فوقانه من الدهشة بالذهول , وعلى غرار ما حدث مع ابراهيم (ع) : " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " , فافهم , إذ لا يعقل أن يكون موسى جاهلاً حتى يطلب الرؤية كقومه الجهلاء : " وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ", صدق الله العظيم .

رأي الشيعة :

وبذلك لا مجال هنا , لما قيل لدى الشيعة بهذا الخصوص ,فقد روى الصدوق في كتابه التوحيد/118-122: " حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه محمد بن خالد ، عن أحمد بن النضر ، عن محمد بن مروان ، عن محمد بن السائب ، عن أبي الصالح ، عن عبدالله بن عباس في قوله عز وجل: « فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ » قال يقول: سبحانك تبت إليك من أن أسألك الرؤية ، وأنا أول المؤمنين بأنك لا ترى . قال محمد بن علي بن الحسين مصنف هذا الكتاب (رض): إن موسى عليه السلام علم أن الله عز وجل لا يجوز عليه الرؤية ، وإنما سأل الله عز وجل أن يريه ينظر إليه عن قومه حين ألحوا عليه في ذلك ، فسأل موسى ربه ذلك من غير أن يستأذنه فقال: قَالَ رَبِّ أَرِنِى أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِى وَ لَكِنِ انْظُرْ إلى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ، في حال تدكدكه فسوف تراني. ومعناه أنك لا تراني أبداً، لأن الجبل لا يكون ساكناً متحركاً في حال أبداً ، وهذا مثل قوله عز وجل: وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِى سَمِّ الْخِيَاطِ، ومعناه أنهم لا يدخلون الجنة أبداً كما لا يلج الجمل في سم الخياط أبداً . فلما تجلى ربه للجبل: أي ظهر بآية من آياته ، وتلك الآية نور من الأنوار التي خلقها ألقى منها على ذلك الجبل ، فجعله دكا وخر موسى صعقا ، من هول تدكدك ذلك الجبل على عظمه وكبره ، فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك ، أي رجعت إلى معرفتي بك عادلاً عما حملني عليه قومي من سؤالك الرؤية ، ولم تكن هذه التوبة من ذنبه لأن الأنبياء لا يذنبون ذنباً صغيراً ولا كبيراً ، ولم يكن الإستيذان قبل السؤال بواجب عليه ، لكنه كان أدباً أن يستعمله ويأخذ به نفسه متى أراد أن يسأله .

على أنه قد روى قوم أنه قد استأذن في ذلك فأذن له ليعلم قومه بذلك أن الرؤية لا تجوز على الله عز وجل .

وقوله: وأنا أول المؤمنين ، يقول أنا أول المؤمنين من القوم الذين كانوا معه وسألوه أن يسأل ربه أن يريه ينظر إليه ، بأنك لا ترى .

موقع علي الكوراني : http://www.alameli.net/books/?id=326

رأي السنة :

ولا مجال هنا , أيضاً , لرأي السنة بدحض المرويات الموضوعة بالخرافة من خلال مثلاً , ابن كثير الذي أكثر من الإسترسال في ما ليس بحقيقة , ولا منطق , فلنستمع إليه , وقبل ذلك فلنعد إلى النص القرآني المتعلق بموسى والرؤية , يقول القرآن :"  ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين " , يقول ابن كثير أن الله تعالى يخبر عن موسى ،  عليه السلام ، أنه لما جاء لميقات الله تعالى ، وحصل له التكليم من الله سأل الله تعالى أن ينظر إليه فقال : "رب أرني أنظر إليك قال لن تراني " . وقد أشكل حرف " لن " هاهنا على كثير من العلماء ; لأنها موضوعة لنفي التأبيد ، فاستدل به المعتزلة  على نفي الرؤية في الدنيا والآخرة . وهذا أضعف الأقوال ; لأنه قد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن المؤمنين يرون الله في الدار الآخرة ، كما سنوردها عند قوله تعالى : " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة  " , القيامة : 22 ، 23 .وقوله تعالى إخباراً عن الكفار : ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون " , المطففين : 15 . وقيل : إنها لنفي التأبيد في الدنيا ، جمعا بين هذه الآية ، وبين الدليل القاطع على صحة الرؤية في الدار الآخرة .

وقيل : إن هذا الكلام في هذا المقام كالكلام في قوله تعالى : " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير  " , وقد تقدم ذلك في الأنعام ,الآية : 103 . وفي الكتب المتقدمة أن الله تعالى قال لموسى ،  عليه السلام : " يا موسى ،  إنه لا يراني حي إلا مات ، ولا يابس إلا تدهده " ; ولهذا قال تعالى : " فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا  ". قال أبو جعفر بن جرير الطبري  في تفسير هذه الآية : حدثنا أحمد بن سهيل الواسطي  ، حدثنا قرة بن عيسى  ، حدثنا الأعمش ،  عن رجل ، عن أنس ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لما تجلى ربه للجبل ، أشار بإصبعه فجعله دكا  " وأرانا أبو إسماعيل  بإصبعه السبابة

 

 هذا الإسناد فيه رجل مبهم لم يسم ، ثم قال حدثني المثنى ،  حدثنا حجاج بن منهال  ، حدثنا حماد ،  عن ليث ،  عن أنس ;  أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية : ( فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا  ) قال : " هكذا بإصبعه - ووضع النبي صلى الله عليه وسلم إصبعه الإبهام على المفصل الأعلى من الخنصر - فساخ الجبل  " .هكذا وقع في هذه الرواية " حماد بن سلمة  ، عن ليث ،  عن أنس   " . والمشهور : " حماد بن سلمة  ، عن ثابت ،  عن أنس   " ، كما قال ابن جرير   : حدثني المثنى ،  حدثنا هدبة بن خالد  ، حدثنا حماد بن سلمة  ، عن ثابت ،  عن أنس  قال : قرأ رسول (ص) : قال ( فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا  ) قال : وضع الإبهام قريباً من طرف خنصره ، قال : فساخ الجبل - قال حميد لثابت : تقول هذا ؟ فرفع ثابت يده فضرب صدر حميد ، وقال : يقوله رسول (ص) ، ويقوله أنس وأنا أكتمه ؟ وهكذا رواه  الإمام أحمد  في مسنده : حدثنا أبو المثنى ، معاذ بن معاذ العنبري  ، حدثنا حماد بن  [ ص: 470 ] سلمة  ، حدثنا ثابت البناني  ، عن أنس بن مالك  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ( فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا  ) قال : قال هكذا - يعني أنه أخرج طرف الخنصر - قال أحمد : أرانا معاذ ، فقال له حميد الطويل : ما تريد إلى هذا يا أبا محمد ؟ قال : فضرب صدره ضربة شديدة وقال : من أنت يا حميد ؟ ! وما أنت يا حميد ؟ ! يحدثني به أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فتقول أنت : ما تريد إليه ؟ ! وهكذا رواه الترمذي  في تفسير هذه الآية عن عبد الوهاب بن الحكم الوراق  ، عن معاذ بن معاذ  به . وعن  عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي  ، عن سليمان بن حرب  ، عن حماد بن سلمة  به ثم قال : هذا حديث حسن صحيح غريب ، لا نعرفه إلا من حديث حماد   . وهكذا رواه  الحاكم  في مستدركه من طرق ، عن حماد بن سلمة  ، به . وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ،  ولم يخرجاه

 

 ورواه أبو محمد الحسن بن محمد الخلال  ، عن محمد بن علي بن سويد  ، عن  أبي القاسم البغوي  ، عن هدبة بن خالد  ، عن حماد بن سلمة  ، فذكره وقال : هذا إسناد صحيح لا علة فيه . وقد رواه داود بن المحبر  ، عن شعبة ،  عن ثابت ،  عن أنس  مرفوعا وهذا ليس بشيء ، لأن داود بن المحبر  كذاب ورواه الحافظان  أبو القاسم الطبراني  وأبو بكر  بنحوه وأسنده ابن مردويه  من طريقين ، عن  سعيد بن أبي عروبة  ، عن قتادة ،  عن أنس  مرفوعا بنحوه ، وأسنده ابن مردويه  من طريق ابن البيلماني  ، عن أبيه ، عن ابن عمر  مرفوعا ، ولا يصح أيضا . وقال  السدي ،  عن عكرمة ،  عن ابن عباس  في قول الله تعالى : ( فلما تجلى ربه للجبل  ) قال : ما تجلى منه إلا قدر الخنصر ( جعله دكا  ) قال : ترابا ( وخر موسى صعقا  ) قال : مغشيا عليه  . رواه ابن جرير   . وقال قتادة   : ( وخر موسى صعقا  ) قال : ميتا . وقال  سفيان الثوري   : ساخ الجبل في الأرض ، حتى وقع في البحر فهو يذهب معه وقال  سنيد ،  عن  حجاج بن محمد الأعور  ، عن أبي بكر الهذلي   : ( فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا  ) انقعر فدخل تحت الأرض ، فلا يظهر إلى يوم القيامة  . وجاء في بعض الأخبار أنه ساخ في الأرض ، فهو يهوي فيها إلى يوم القيامة ، رواه ابن مردويه   . [ ص: 471 ] وقال ابن أبي حاتم   : حدثنا عمر بن شبة  ، حدثنا محمد بن يحيى أبو غسان الكناني  ، حدثنا عبد العزيز بن عمران  ، عن معاوية بن عبد الله  ، عن الجلد بن أيوب  ، عن معاوية بن قرة  ، عن أنس بن مالك   ; أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لما تجلى الله للجبال طارت لعظمته ستة أجبل ، فوقعت ثلاثة بالمدينة  وثلاثة بمكة  ، بالمدينة   : أحد  ، وورقان  ، ورضوى   . ووقع بمكة   : حراء  ، وثبير  ، وثور   " . وهذا حديث غريب ، بل منكر . وقال ابن أبي حاتم   : ذكر عن محمد بن عبد الله بن أبي الثلج  ، حدثنا الهيثم بن خارجة  ، حدثنا عثمان بن حصين بن علاق  ، عن عروة بن رويم  قال : كانت الجبال قبل أن يتجلى الله لموسى على الطور صما ملسا ، فلما تجلى الله لموسى على الطور دك وتفطرت الجبال فصارت الشقوق والكهوف  .

وقال الربيع بن أنس   : ( فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا  ) وذلك أن الجبل حين كشف الغطاء ورأى النور ، صار مثل دك من الدكاك  . وقال بعضهم : ( جعله دكا  ) أي : فتته .

 

وقال مجاهد  في قوله : ( ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني  ) فإنه أكبر منك وأشد خلقا ، ( فلما تجلى ربه للجبل  ) فنظر إلى الجبل لا يتمالك ، وأقبل الجبل فدك على أوله ، ورأى موسى  ما يصنع الجبل ، فخر صعقا  . وقال عكرمة   : ( جعله دكا  ) قال : نظر الله إلى الجبل ، فصار صحراء ترابا  . وقد قرأ بهذه القراءة بعض القراء ، واختارها ابن جرير  ، وقد ورد فيها حديث مرفوع ، رواه ابن مردويه   .

والمعروف أن " الصعق " هو الغشي هاهنا ، كما فسره ابن عباس  وغيره ، لا كما فسره قتادة  بالموت ، وإن كان ذلك صحيحا في اللغة ، كقوله تعالى : ( ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون  ) [ الزمر : 68 ] فإن هناك قرينة تدل على الموت كما أن هنا قرينة تدل على الغشي ، وهي قوله : ( فلما أفاق  ) والإفاقة إنما تكون من غشي . ( قال سبحانك  ) تنزيها وتعظيما وإجلالا أن يراه أحد من الدنيا إلا مات . وقوله : ( تبت إليك  ) قال مجاهد   : أن أسألك الرؤية . [ ص: 472 ]  ( وأنا أول المؤمنين  ) قال ابن عباس  ومجاهد   : من بني إسرائيل   . واختاره ابن جرير   . وفي رواية أخرى عن ابن عباس   : ( وأنا أول المؤمنين  ) أنه لا يراك أحد  . وكذا قال أبو العالية   : قد كان قبله مؤمنون ، ولكن يقول : أنا أول من آمن بك أنه لا يراك أحد من خلقك إلى يوم القيامة . وهذا قول حسن له اتجاه . وقد ذكر محمد بن جرير  في تفسيره هاهنا أثرا طويلا فيه غرائب وعجائب ، عن محمد بن إسحاق بن يسار  رحمه الله وكأنه تلقاه من الإسرائيليات والله تعالى أعلم .

وقوله : ( وخر موسى صعقا  ) فيه أبو سعيد   وأبو هريرة  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فأما حديث أبي سعيد  ، فأسنده  البخاري  في صحيحه هاهنا ، فقال : حدثنا محمد بن يوسف  ، حدثنا سفيان ،  عن عمرو بن يحيى المازني  ، عن أبيه ، عن  أبي سعيد الخدري  ، رضي الله عنه ، قال : جاء رجل من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد لطم وجهه ، فقال : يا محمد ، إن رجلا من أصحابك من الأنصار لطم وجهي . قال : " ادعوه " فدعوه ، قال : " لم لطمت وجهه ؟ " قال : يا رسول الله ، إني مررت باليهودي فسمعته يقول : والذي اصطفى موسى على البشر . قال : قلت : وعلى محمد ؟ فأخذتني غضبة فلطمته ، قال : " لا تخيروني من بين الأنبياء ، فإن الناس يصعقون يوم القيامة ، فأكون أول من يفيق ، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش ، فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور  " . وقد رواه  البخاري  في أماكن كثيرة من صحيحه ، ومسلم  في أحاديث الأنبياء من صحيحه ، وأبو داود  في كتاب " السنة " من سننه من طرق ، عن عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي الحسن المازني الأنصاري المدني  ، عن أبيه ، عن  أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري  ، به وأما حديث  أبي هريرة  فقال  الإمام أحمد  في مسنده : حدثنا أبو كامل  ، حدثنا إبراهيم بن سعد  ، حدثنا ابن شهاب  ، عن  أبي سلمة بن عبد الرحمن   وعبد الرحمن الأعرج  ، عن  أبي هريرة  ، رضي الله عنه ، قال : استب رجلان : رجل من المسلمين ، ورجل من اليهود ، فقال المسلم : والذي اصطفى محمدا على العالمين . وقال اليهودي : والذي اصطفى موسى على العالمين ، فغضب المسلم على اليهودي فلطمه ، فأتى اليهودي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسأله فأخبره ، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاعترف بذلك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تخيروني على موسى ; فإن الناس يصعقون يوم القيامة ، فأكون أول من يفيق ، فأجد موسى ممسكا بجانب العرش ، فلا أدري أكان ممن صعق فأفاق قبلي ، أم كان ممن استثناه الله ، عز وجل  " . أخرجاه في الصحيحين ، من حديث  [ ص: 473 ] الزهري ،  به وقد روى  الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا  ، رحمه الله : أن الذي لطم اليهودي في هذه القضية هو أبو بكر الصديق  ، رضي الله عنه ولكن تقدم في الصحيحين أنه رجل من الأنصار ، وهذا هو أصح وأصرح ، والله أعلم .

 

والكلام في قوله ، عليه السلام : " لا تخيروني على موسى  " ، كالكلام على قوله : " لا تفضلوني على الأنبياء ولا على يونس بن متى  " ، قيل : من باب التواضع . وقيل : قبل أن يعلم بذلك . وقيل : نهى أن يفضل بينهم على وجه الغضب والتعصب . وقيل : على وجه القول بمجرد الرأي والتشهي ، والله أعلم . وقوله : " فإن الناس يصعقون يوم القيامة  " ، الظاهر أن هذا الصعق يكون في عرصات القيامة ، يحصل أمر يصعقون منه ، والله أعلم به . وقد يكون ذلك إذا جاء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء ، وتجلى للخلائق الملك الديان ، كما صعق موسى  من تجلي الرب ، عز وجل ، ولهذا قال ، عليه السلام : " فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور  " ؟ وقد روى القاضي عياض  في أوائل كتابه " الشفاء " بسنده عن محمد بن محمد بن مرزوق   : حدثنا قتادة ،  حدثنا الحسن ،  عن قتادة ،  عن يحيى بن وثاب  ، عن  أبي هريرة  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لما تجلى الله لموسى ، عليه السلام ، كان يبصر النملة على الصفا في الليلة الظلماء ، مسيرة عشرة فراسخ  " ثم قال : " ولا يبعد على هذا أن يختص نبيا بما ذكرناه من هذا الباب ، بعد الإسراء والحظوة بما رأى من آيات ربه الكبرى . انتهى ما قاله ، وكأنه صحح هذا الحديث ، وفي صحته نظر ، ولا يخلو رجال إسناده من مجاهيل لا يعرفون ، ومثل هذا إنما يقبل من رواية العدل الضابط عن مثله ، حتى ينتهي إلى منتهاه ، والله أعلم .