الجمعة، 5 ديسمبر 2014

الإنسان شعر عبدالسلام الكبسي

الْإِنْسَاْنُ
 
 
 
"1"
 
 
لَيْسَ هَذَاْ اْلْوِجُوْدُ
اْلْعَوَاْلِمُ ، وَاْلْكَاْئِنَاْتُ
سِوَى ، إِنْ تَأَمَّلْتَ ، ظِلٍ لِجَوْهَرَةٍ ، هِيَ :
أَنْتَ ،
أَنَاْ ، كُلُّنَاْ ، هو
هَذَاْ اْلْتَفَاْنِيْ اْلْعَظِيْمْ
 
 
 
"2"
 
 
هوذا
حسبُ رأييْ ,
أفضل ُ ما يمكن ُ الآن َ تعريفُه ُ ,
للشقي ِّ السعيد ِ الذي جاء َ يوما ً ,
منفردا ً و وحيداً ,
عبر َ الولادة ِ ,
ثم  إلى الموت ِ يذهب ُ يوما ً ,
منفرداً و و حيداً ,
لذا يتغير ُ هذا الشقي ُّ السعيد ُ الذي كان قد جاء َ منفردا ً و وحيدا ً ,
مع الوقت ِ,
فآسأل ْ عنه ُ انحسار َ السنين ْ !!
 
 
"3"
 
 
فِيْ المَسَرَّاتِ
يَبْكِيْ ,
وفِيْ المَوْتِ
يَضْحَكُ ,
يَا لِحَيَاةِ المُفَارِقِ ,
عَمَّا قَرِيْبْ
 
 
"4"
 
هؤلاء الذين هم الآن , نحن ُ
 
 
 
 
الشجاعُ
إذا لم يحاربْ ,
أين سيذهبُ
والأبُ
مَنْ ليس في وسعهِ
أن يلامسَ ضوءَ النجومِ ,
 يلامسها
لسعادةِ أولادهِ  ,
أين يذهبُ ,
والعاشقُ المستهامُ
إذا لم يكن كالفراشة من فرط رقتهِ ,
تحسب الآن, وهي تحط على الغصنِ أن ستكسره , فتطيرُ , إلى أين يذهبُ
والشاعرُ الفذُّ في زمنِ الألمِ المستطيلِ ,
إذا لم يدونْ بالشدوأيامنا الصامتاتِ,
إلى أين يذهبُ
والصاحبُ النِدُّ إنْ لم يقدم من قلبهِ جذلاً,
وردةَ المستحيلِ ,
إلى أين يذهبُ
والشهداءُ إذا لم يحررنا وجدهمْ ,
من وثاقِ المذلةِ ,
إن لم يخلصنا من عذاباتنا ,
وقيود المخاوفِ
أين سيذهبُ
والقائدُ الحقُّ
إن لم يساعد بالعدلِ شعب المواتِ ,
ويحتقر القيد بالكسرِ ,
يطلق كالطيرِكلَّ نزيل على السجنِ ,
من أجل حرية الآخرينَ ,
فأين سيذهبُ ,
مَنْ يستطيع سماع العصافير أيضاً,
ومن سيرى الشمسَ قبل الطلوعِ ,
ويمتح عطر المسراتِ من وردنا ,
ينطق الشكر للآخرين الذين رأوهُ لذلك أهلاً ,
 لا يتذمرُ,
يجري كالعاشقينَ , وراء الفراشاتِ ,
يبكي كطفلٍ صغيرٍ,
يغني , يجوع , ويعرى , يموت , ويولد .. ,
إن لم يكن ,هؤلاء الذين هم الآن ,
نحن جميعاً ,
إلى أين نذهبُ ؟
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق