الاثنين، 18 نوفمبر 2019

هذا بلاغ للناس

بلاغ! 
كل من وصله البلاغ ، شاهد .
ومن وصله البلاغ،  فقد عهد إليه تلقائيا ،  وعليه فهو متعهد به على الوجه من الإلزام .
 الزام المرء نفسه بأداء العمل المكلف به كما أمر من صاحب البلاغ ، الذي هو الله.


آية !

" هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولو الألباب " !

الجواب :
ترد كلمة بلاغ في ثلاثة سياقات بالقرآن ، الأول،  في قوله تعالى :" هذا بلاغ للناس " ، كصفة للقرآن  ، والقرآن : كلام تسمعه ، و قول تفقهه ، و حكم ملزم تعمل به .

- كلام!
يقول الله :"أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون " .
- حكم!
يقول الله :" ذلكم حكم الله يحكم بينكم " .
- قول!
يقول الله :" سلام قولا من رب رحيم " .

و للفظة :" بلاغ " معان عدة،  تقتضي وجوبا أن يكون البلاغ بالنسبة للمتلقي  بالمعنى تماما من :
" الواجب،  الإلتزام ب.. ،  الفريضة ، العهد " .
ومن وصله البلاغ فقد عهد إليه،  وعليه فهو متعهد على الوجه من الإلزام .
 الزام المرء نفسه بأداء العمل المكلف به كما أمر من صاحب البلاغ.
ذلك لأن البلاغ كلام تسمعه ،  أو قول تفقهه،  أو حكم تعمل به، أو أنه كل هؤلاء.
وفي موضع آخر،  ترد كلمة :" بلاغ " ، بمعنى قول لايبدل،  وحكم لا يبطل ،  وكلام لا يرد.

يقول الله :" فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار ((بلاغ ))فهل يهلك إلا القوم الفاسقون ".

والمبلغ للرسالة، عهد إليه البلاغ، وصار وجوبا عليه إيصال الكلام، القول،  الحكم،  أي التبليغ، على الوجه من الفرض تماما وكمالا ورضى :" يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين " .

ومن بلغ!

يقول الله :" قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ( بمعنى : ومن شهد ) أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل لا أشهد قل إنما هو إله واحد وإنني بريء مما تشركون " .
يقول الله :" وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين " .
والشاهد !
كل من وصله البلاغ .
ومن وصله البلاغ،  فقد عهد إليه تلقائيا ،  وعليه فهو متعهد به على الوجه من الإلزام .
 الزام المرء نفسه بأداء العمل المكلف به كما أمر من صاحب البلاغ.
الذي هو الله،  فافهم إلى هنا ،  وقل رب زدني علما.

د. ع الكبسي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق