الاثنين، 18 نوفمبر 2019

المداهنة

المداهنة!
لا تتزلف الناس على حساب دينك، أو أخلاقك ، أو كرامتك ، فأنت بالله في غنى عن العالمين .
ولا يمنع قولك الحق، أن تدفع بالتي هي أحسن،  والتي هي أحسن :" الأخلاق " .
واعلم أن قول الحق لا يتطلب الصلافة، أو الفظاظة، فذلك ليس من خلق المؤمن بشيء .
ولك في إبراهيم مثلا أعلى :" قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا .
قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا " .



آية !

" ودوا لو تدهن فيدهنون " !

المعنى :
تدهن،  بمعنى :
" تغش، تضل،  تمكر،  تخدع،  تخون،  تخلف، تكذب، تفجر... إلى آخر المعاني المتعلقة بالتزلف والملق بالكلام المعسول ، وذلك على سبيل المجاراة لهم فيما هم فيه من ختر ، ومكر ، وكيد، وضلال،  و خيانة.
لكن الرسول لا يمكن له أن يجاريهم فيما هم فيه، من النفاق،  ليرضوا عنه،  ذلك لأن الله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين.
وكان رسول الله على خلق عظيم يقول الله :" وإنك لعلى خلق عظيم " ، وكذلك يكون المؤمن الحق،  فلا يكذب، ولا يخلف،  ولا يخون،  ولا يتزلف أو يشهد الزور ليرضى الآخرون عنه، فيشدون له،  ويبادلونه الغواية نفسها.
والمداهنة،  صفة أساس في المنافقين :" المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون " .

(المؤمنون! )
أما المؤمنون،  فقولهم الصدق،  وفعلهم الحق، ولو على أنفسهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر :" يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا " .

الخلاصة! 
يتمنى المنافق من المؤمن لو يجاريه في خلقه الدنيء ليكونوا سواء .
وكم من عالم مؤمن تقي، رفض أن يشهد للجاهل بالزور حتى لو كان الجاهل في سدة الأمر من السلطة.
وإن ذلك ما يكرهه الجاهل كل الكراهية، ويتألم له، ويحسد .
نعم،  فالمنافق يحسد المؤمن على أخلاقه، على صدقه،  على شجاعته،  على أمانته،  على تهذيبه، على وثوقه بالله والإيمان بأوامره ونواهيه قولا وعملا، فافهم،  ولا تتزلف الناس، فأنت بالله في غنى عن العالمين، فقولوا الصدق :"  ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم " ، فافهم،  وصل على محمد وآله الطيبين الطاهرين، وادخل فيهم بخلق القرآن،  وافهم، وقل رب زدني علما.

د. ع الكبسي. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق