الاثنين، 18 نوفمبر 2019

موسى و الحجر و ال 12 عينا


حجر ال 12

العلم وحده لا يكفي إذا لم يساعده الذكاء و التجربة.


آية!

:" وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين " !

الجواب :
1:
قوله تعالى :" قلنا " في الآية السالفة ،  مصدرها :" الوحي " .
والوحي لا يكون إلا صوتا داخليا، يسمعه النبي بقلبه لا بسمعه،  وذلك لأن موسى من المقربين بالمناجاة :" وقربناه نجيا " .
لاحظ معي قوله تعالى :" وأوحينا إلى موسى " ً ،في سياق قوله تعالى بموضع آخر من القرآن :" وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما (( وأوحينا ))إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم " .
2:

كيف انفجر الحجر ؟!
جعل الله في كل شيء حي،  نقطة ضعف تكون منها قوته و ضعفه.
والذي نزل على موسى من الوحي مجرد معلومة عن نقطة الضعف في الحجر،  فإذا قرع بعصاه تلك النقطة من الحجر انفجر الماء منها .
بمعنى أن السر ليس في موسى ولا في العصا بل في المعلومة التي تلقاها موسى من الله عبر الوحي كسبب،  فأتبع السبب بتقصي نقطة الضعف في الحجر ولما وجد العلامة، قرعها بعصاه،  فتدفق الماء.
وعليه،  فالمعجزة في المعلومة ( العلم ) الذي تلقاه موسى فكان ما كان من أمر عين الماء الذي تدفق من الصخرة.
والدليل على ذلك،  قوله تعالى :" ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون " .
ويقول الله :" يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير " .
3:
لاحظ معي بعد العلم،  يأتي اللطف عن خبرة،  في قوله تعالى :" إن الله لطيف خبير " ، لطيف خبير لأنه يعمل كل شيء في دقائق الأمور بما لا خرق عن حكمة و لا عسر عن قدرة .
ذلك لأن الله يحيي ويميت،  يخلق ويسوي،  يقدر ويهدي، يؤتي و ينزع،  يقطع و يرقع في الآن نفسه بإتقان شديد لا مثيل له.

الخلاصة!
قد يكون المرء موسوعيا في علمه،  لكنه يفتقد إلى اللطف والخبرة، فلا يصل علمه إلى الناس.
أي أن العلم وحده لا يكفي إذا لم يساعده الذكاء و التجربة،  فافهم وقل رب زدني علما.



د. ع الكبسي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق