الأحد، 5 أغسطس 2012

بنو اسرائيل - للدكتور عبدالسلام الكبسي

د.عبدالسلام الكبسي
سكنوا الجبال , ولم ينزل الحديد من السماء
أمر الله موسى عليه السلام , بالسير هرباً , ببني اسرائيل ليلاً :
" فأسر بعبادي ليلا إنكم متبعون " , فسار بهم , وسكن الجبال لأنها مأوى الخائفين , لا كما قال المفسرون من قبل هذا , وفي الجبال , رزقهم الله بما عبر عنه بظللنا التي تشير بجلاء إلى الجبال , وب" أنزلنا " , من قوله تعالى : وَظَالَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ).

, والتي تعني الوضع بالخلق : يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ".
وتعني أيضاً , الخلق ذاته :" وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد " صدق الله العظيم .
"1"
  لا كما نقل عن علماء التفسير في تفسير هذه الآية قولهم بأن الحديد منزل من السماء، واستدلوا كذلك , وكما هي عادتهم , لكي يقفل الباب تماماً لهم , ودون غيرهم ممن يريد أن يجدد بقراءة القرآن الكريم قراءةً مختلفة , ب(الحديث )المروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أنزل الله أربع بركات من السماء: الحديد، والنار، والماء، والملح".
" 2"
ولا كما ذهب بعضُ المخرفين من رجال ما سُمي بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم , من أن الحديد لم يكن من مكونات خلق الأرض , أو كما قالوا على وجه الإسقاط , وهو خطأ منهجي :
" بأن الحديد الموجود في الأرض والذي يشكل‏35,9%‏ من كتلتها لابد وأنه قد تكون في داخل عدد من النجوم المستعرة من مثل العماليق الحمر‏,‏ والعماليق العظام والتي انفجرت علي هيئة المستعرات العظام فتناثرت أشلاؤها في صفحة الكون ونزلت إلي الأرض علي هيئة وابل من النيازك الحديدية‏,‏ وبذلك أصبح من الثابت علميا أن حديد الأرض قد أنزل إليها من السماء‏,‏ وأن الحديد في مجموعتنا الشمسية كلها قد أنزل كذلك إليها من السماء‏,‏ وهي حقيقة لم يتوصل العلماء إلي فهمها إلا في أواخر الخمسينيات‏,‏ من القرن العشرين‏" .
بغرض التأكيد على التالي , كما هي عادتهم : " نبوة محمد (ص) في القرآن الكريم الذي أنزل منذ أكثر من أربعة عشر قرنا علي نبي أمي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ وفي أمة كانت غالبيتها الساحقة من الأميين‏,‏ يمكن أن يكون له من مصدر غير الله الخالق الذي أنزل هذا القرآن بعلمه‏,‏ وأورد فيه مثل هذه الحقائق الكونية لتكون شاهدة إلي قيام الساعة بأن القرآن الكريم كلام الله الخالق‏,‏ وأن سيدنا محمدا‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ ما كان ينطق عن الهوي‏(‏ إن هو إلا وحي يوحي‏*‏ علمه شديد القوي‏.‏
"3"
ولا كما فسر المفسرون من قبل أيضاً , وكأنهم بالخطأ يفسرون الخطأ بالنسبة لهم , من أن المن كان ينزل عليهم من السماء أيضاً , ولم حتى يتعرفوا عليه , وعليه نصحح بالقول أن السلوى هو ما كانوا يصطادونه من طيور الجبال الكثير ( الدجاج البري ) , وأن المن هو العسل من النحل , يقول تعالى :
" وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ( 68 ) ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون ".

وبدليل أنهم كانوا قد ملوا المن والسلوى , فقالوا :" يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا " .
ولأن البقل والقثاء والفوم والعدس والبصل ليس مما تنبته الجبال , فقد "قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ ".  صدق الله العظيم .
بمعنى انزلوا السهول , ومن هنا جاءت كلمة مصرٍ , بمعنى الأرض السهلة المنبسطة , الغدقة بالماء والمسكونة بالزراعة والناس .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق