الثلاثاء، 14 أغسطس 2012

التلمود الأموي الحلقة 2 / د. عبدالسلام الكبسي






التلمود الأموي:

رأيت ربي في صورة شاب أمرد

" الحلقة الثانية "



لم يبشر رسول الله(ص) احداً من الصحابة بالجنة اسماً , ولم يكن له ذلك ,كنبي , وما وصلنا مما يندرج تحت مسمى فضائل الصحابة أغلبه , ليس إلا من وضع معاوية بغرض , كما سنرى بعدقليل , تقديس الصحابة  ضمن خطاب لاهوتي جاهلي متعال , لايمكن معه نقدهم أو أحدهم ,كأشخاص , أو الإشارة سلباً في أداء بعضهمم ممن تحمل المسؤولية , والحق أن كل ماجاء في القرآن الكريم بحقهم كان بصيغة العموم كخطاب , والتخصيص بالإشارات , والصفات , لا بالتحديد كأسماء , بإستثناء " زيد " , لبيان حكم , في قوله تعالى : " فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا " – صدق الله العظيم .

وبذلك , وبأشياء اخر , جعلوا من الإسلام كخطاب قرآني عالمي , وكدعوة للحياة الإنسانية بحق , إذ لا سيد ولا مسود , تلموداً ضيق الأفق , وعديم التدبير , مازلنا نعاني منه إلى اليوم , وذلك على غرار مافعله اليهود نحو الحتمية , حتمية التاريخ , وأن القرشي هو مركز الكون , لا الإنسان , بما يعنيه الإسلام من عالمية في تعدد الأعراق والأنساب , من خلال بلال , وصهيب , وسلمان الفارسي ( سلمان منا آل البيت , فالإسلام نسب وحسب من لا نسب ولا حسب له ) , وكإطار مفتوح على كل الثقافات والأديان , والمجتمعات , علاوة على أن الأمويين , إذ لم يكتفوا بالتزوير على الأرض , قد انتقلوا لعالم الغيب كمجرد , بما يعنيه كجنة ونار , وحكموا فيه سيوفهم وأمخاخهم , ووثنيتهم , وحقدهم الديناصوري كأي أعراب , فالأعراب أشد كفراً ونفاقاً , وتصرفوا به , كيفما شاء الحاكم القرشي الأموي المستبد من من وعطاء , ووصل وفصل , وجبر وكسر ,بالإضافة الى جرائمهم على الله , لا في حز الرقاب , وتوتيد الصحاب في الحياة , وفي الموت , وبعد الحساب فحسب , فقد انتهوا من ذلك , بل بتصويرهم الله , كشاب قرشي أمرد , مع أن الله يقول : " ليس كمثله شيء " , وبالنسبة للآخرين من غير المسلمين فقد استباحوهم بالقتل , وبالسبي بإسم الفتوحات الإسلامية , وأهملوهم بإحتكار الجنة قصراً لى العرب , فلنقرأ الحلقة الثانية , بشأن المبشرين بالجنة ضمن التلمود الأموي القرشي الذي رسمه معاوية بدقة متناهيه , وفرضه على الناس بما لايقاس معه استبداد آخر على الأرض , وبما لايوازيه في الحقارة استبداد آخر عرفته البشرية خلال عصور سوداء , ومع ذلك , فمازال الحق منتصراً , بإشراق شمس القرآن المحمدي كلما غربت روح شهيد اسمه الحسين , بما يعنيه ذلك , من عالمية الفكرة واكتمالها وصلاحيتها وخلودها في امتداد العصور , فكرة الإسلام كحرية , وعدالة , ومساواة.



من علامات الديكتاتور :1. التدليس .

فقد حصل أن قتل عمار بن ياسر , وكان يقاتل في صف علي (ع) ضد معاوية , وتذكر الناس , من الطرفين الخصمين , حديث رسول الله (ص) : ويح عمار تقتله الفئة الباغية , يدعوهم إلى الجنة , ويدعونه إلى النار " ,فخشى معاوية وابن العاص أن يتفرق الناس عنهما , فنشروا : إنما قتله من أخرجه . وقد كان ذو الكلاع الحميري , وهو من كبار زعماء القبائل اليمنية , يقول لعمرو ابن العاص : ماهذا ويحك , ياعمرو ؟ فيقول عمرو ابن العاص ,إنه سيرجع إلينا , فقتل ذو الكلاع قبل عمار مع معاوية , هذا الأخير , سيفرح ,بمقتل صاحبه ذي الكلاع , خشية أن يميل بالناس نحو علي (ع) , إن قتل عمار قبله . فقد كان عمار شاهداً على أن الحق مع علي (ع) , في فتنة , أوقدها معاوية , وأصحابه , خروجاً على الخليفة الشرعي , الذي سيعيد سيرة رسول الله في العدل بين الناس , والذي سيهدم ما رتبوا له منذ قال لهم كبيرهم : " تلقفوها ,تلقف الكرة , يا بني أمية , فلا جنة ولا نار .. " , فنما هذا القول إلى المهاجرين والانصار , فقام عمار والمقداد , وجرى بينهما والآخرين من الكلام خطب طويل . – مروج الذهب , المسعودي , وغيره .

وأما التزوير , فقد انتدب للشهادة بالزور بأن علياً (ع) قتل عثمان تغريراً, لأهل الشام ,أمثال الملاعين :شرحبيل بن السمط الكندي ( والي معاوية على حمص , وكان من قبل على البصرة قد قتل بضعة الآف من الأبرياء  ) ,ويزيد بن أسيد , وأبو الأعور السلمي , وحابس بن سعيد الطائي , ومخارق بن الحرث الزبيدي , وحمزة بن مالك الهمداني ,وبسربن ارطاه ( والي معاوية على اليمن ), هذا الأخير الذي سيرسله معاوية لليمن بجيش , ويرسل الضحاك بن قيس في جيش آخر, ويقتلا في طريقهما لليمن أهل المدينة ,ممن يوالي علياً عليه السلام , وأهل مكة , ونجران , والسراة , وصنعاء حيث قتل ذبحاً بيده الطفلين : قثم , وعبدالرحمن ابني عبيدالله بن العباس والي الإمام علي (ع) على اليمن , وأفقد بذلك عقل أمهما , وهما أول طفلين يقتلا بالذبح ,في التاريخ الإسلامي أما امهما .



حروبهم القذرة

وكيف لهم , أن يتركوها لعلي (ع) , وقد دفع من دفع , ومال من مال , في سبيل أن لا تصير الخلافة في علي (ع) , من قبل .

وهل سيتركون لعلي (ع) شأنَهُ , وهو قاتل كفارهم في بدر , وأحد , والخندق , وغيرها , من معارك التنزيل ,بين يدي رسول الله (ص).

وفي المعارك , إن ذلك أسلوبهم , وتلك سجاياهم , ينقذون أنفسهم بكشف العورات ,كما حصل لبسر بن ارطأة ولعمرو بن العاص كلاهما , الذين سيكشفان عن عورتهما لينجوا من سيف علي (ع) , ويقول , عندما يلام على شنيعته تلك ,وبلا حياء , كما هي عادة الوضيعين من البشر : " مجبر أخاك لا بطل " , وهي عادة قديمة فيهم , فهذا عامر بن الحضرمي الذي أمره أبو جهل لعنه الله , فكشف عن عورته , وناداه :" واعمرا " , حين اصطف المسلمون , والمشركون يوم بدر , فهاجت الحرب , وقامت على ساق . – البداية لابن كثير .
ويستخدمون أي سلاح لقتل الخصم , كما حصل لعبدالله بن بديل : , وهو من أصحاب الإمام علي (ع ) :إنطلق في حرب صفين كالأسد الرئبال حتى معاوية فصاح هذا الأخير ,بمن حوله :" ويلكم الصخر والحجارة إذا عجزتم عن السلاح " فرضخوه بالحجارة والصخر حتى أثخنوه , فسقط , فاقبلوا عليه بسيوفهم فقتلوه . – ابن ابي الحديد .
أوعند إلتقاء الجمعين , فقد كانوا ينتدبون من يشتم آل بيت رسول الله (ص) ," فإنه ليذكر أن رجلاً من جند الأمويين على فرس رائع أخذ يشتم فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) شتماً قبيحاً , فبكى الإمام زيد حتى ابتلت لحيته , وجعل يقول : " أما أحد يغضب لفاطمة بنت رسول الله (ص) ,فاستتر أحد رجال زيد , وسار وراءه وقتله , فكبر أصحاب زيد (ع) , ثأراً لكرامة رسول الله (ص) , فقبله زيد , وقال : أدركتُ والله ثأرنا , أدركتُ والله شرف الدنيا والآخرة وذخرها " – محمد ابوزهرة , زيد بن علي .

وما يتبع ذلك , من انتقام كدأب أمهم " هند " مع سيد الشهداء حمزة في أحد ,فقد مثلت به , وكادت أن تلوك كبده , وبكل القتلى من المسلمين ماعدا حنظلة بن الراهب , فقد كان أبا عامر الراهب مع المشركين يوم أحد , وقد دأبوا عند انتصارهم , بعد الإسلام , بالتمثيل بالجثث , وحز الرؤوس , وغيره .

بالإضافة إلى دس السم  في التعامل مع الخصوم والأصدقاء , ممن يشك فيهم ,كمنافسين ,كما حصل مع الحسن بن علي عليهما السلام , ومع الصحابي مالك الأشتر النخعي ,ومع الصحابي سعد بن أبي وقاص ,وكان معاوية يكبر بعد أن يصله خبر من سمهم فرحاً وشماتةً . ومع عبدالرحمن بن خالدبن الوليد , وقد كان من أخلاء معاوية ,فقد سمه عن طريق ابن أثال النصراني مقابل أن يوليه خراج حمص , وقد أشرنا إلى ذلك , قبل قليل  , وغيرهم , وشراء الذمم بالمال , بل والإستئثار بالمال العام ,بل وشراء الذمم بالمال ,  وصرفها حكراً , على رجاله , متى شاء , وحيث يشاء , وكما يشاء , فمما يروى له , قوله في واحدة من خطبه : إن الله تعالى يقول وإن من شيء إلا عندنا خزائنه , وماننزله إلا بقدر معلوم , فعلى ما تلومونني إذاقصرتُ في إعطائكم , فقال الأحنف : إنا والله ما نلومك على مافي خزائن الله , ولكن على ما أنزله لنا من خزائنه , فجعلته أنت في خزائنك , وحلت بيننا وبينه .
ومن البدع استلحاق زياد بن سمية , بنسبه , فصار زياداً بن أبي سفيان .
 وقد وصل بهم الحد أن اقترفوا الجرائم , بإسم الإسلام , فهذا معاوية , وقد سن لعن أهل البيت (ع) على المنابر , وجعل لعنهم محكاً للولاء ,سيقتل الصحابي عمرو بن الحمق بعد أن أعطاه العهود بأن لايقتله , و الصحابي حجر بن عدي ومن معه , لماذا ؟ لأنهم أبوا أن يلعنوا علياً (ع) , ويؤول لمن أنكر عليه ذلك , بقوله إنما قتلته بقضاء الله وقدره ,ومن قبله , كان عثمان قد قال : " لا أنزع قميصاً ألبسنيه الله " , لتبدأ عاصفة من القدرية , والحق الإلهي , وغير ذلك , مما أسس للإستبداد . وفي المجمل , ومن أجل السلطة , إذ لا جنة ولانار كما قال أبو سفيان لبني أمية , خرج معاوية عن الحاكم الشرعي , بقميص عثمان , وأورثها لولده يزيد ملكاً عضوضاً , واستبداداَ قاهراَ , وتجبراً لايوصف , ولا يقوم إلا بالمزيد من الدماء , دماء الأبرياء , ليقتل الحسين (ع) بكربلاء , ويمثل بجسده , ويسبي من تبقى من أهله , وما إن يهدأ الناس حتى يقتل أغلب أهل المدينة بالحرة , وفيهم , من فيهم , من الصحابة , منتهكاً الأعراض , ومستبيحاً الحرمات , وبهدم الكعبة , يختتم يزيد حياته , فيتولى بنو مروان دفة الأمور , ويبدأ مستمراً , مسلسل الدم , من جديد .



عام السنة والجماعة :

كتابة وتدوين التلمود الأموي :

وكان معاوية قد سن لعن الإمام علي (ع) على كل منبر ,وكان يقول في آخر خطبته : اللهم ان أبا تراب الحد في دينك وصد عن سبيلك فالعنه لعنا وبيلا وعذبه عذابا أليما , وكتب بذلك الى الآفاق , فكانت هذه الكلمات يشاد بها على المنابر حتى منعهم عمر بن عبدالعزيز (رض) , وقد قيل لمعاوية : انك قد بلغت ما أملت فلو كففت عن هذا الرجل , فقال لا والله حتى يربو عليه الصغير , ويهرم عليه الكبير , ولا يذكر له ذاكراً فضلا – انظر النصائح الكافية .

وكتب بعد عام السنة والجماعة ,إلى عماله أن برئت الذمة ممن روى شيئاً من فضل أبي تراب وأهل بيته , فقامت الخطباء في كل كورة وعلى كل منبر يلعنون علياً ويبرءون منه , ويقعون فيه وفي أهل بيته وكان أشد الناس بلاء حينئذ أهل الكوفة لكثرة من بها من شيعة علي عليه السلام , فاستعمل عليهم زياداًبن سمية وضم إليه البصرة فكان يتتبع الشيعة وهو بهم عارف , لأنه كان منهم أيام علي (ع) فقتلهم تحت كل حجر ومدر وأخافهم , وقطع الأيدي والأرجل وسمل العيون وصلبهم على جذوع النخل – النصائح الكافية .

وكتب أن لايجيزوا لأحد من شيعة علي شهادة , وكتب اليهم أن اكرموا شيعة عثمان , ومن يكثر في فضائل عثمان ومناقبه ,فتنافس الناس في إيراد فضائل عثمان بالوضع والإنتحال , فليس يجد امرؤ من الناس عاملاً من عمال معاوية فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة الا كتب اسمه وقربه وشفعه , فلبثوا بذلك .- انظر النصائح الكافية .

ثم كتب إلى عماله أن الحديث في عثمان قد جهر وفشا في كل مصر , وكل وجه وناحية فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس الى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين , ولا تتركوا خبراً يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلا وائتوني بمناقض له في الصحابة , فقرئت كتبه على الناس فرويت أحاديث كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها وجد الناس في رواية مايجري هذا المجرى حتى أشادوا بذكر ذلك على المنابر والقي إلى معلمي الكتاب , فعلموا صبيانهم وغلمانهم منذلك الكثير الواسع حتى رووه وتعلموه كما ينعلمون القرآن وحتى علموه بناتهم ونسائهم وخدمهم وحشمهم فلبثوا بذلك ماشاء لهم أن يلبثوا , وسار من بعده منخلفه من الأمويين ( .. ) وكان أعظم الناس بلية القراء المراءون والمستضعفون الذين يظهرون الخشوع والنسك فيفتعلون الأحاديث ليحظوا بذلك عند ولاتهم ويقربو في مجالسهم ويصيبوا به الأموال والضياع والمنازل حتى انتقلت تلك الأخبار والأحاديث إلى أيدي الديانين الذين لا يستحلون الكذب والبهتان فقبلوها ورووها وهم يظنون أنها حق ولو علموا أنها باطلة لما رووها ولاتدينوا بها , فلم يزل الأمر كذلك حتى مات الحسن , وقتل الحسين , وولي عبدالملك بن مروان بعد يزيد فاشتد الأمر على الناس وولى عليهم الحجاج بن يوسف فتقرب إليه أهل النسك والصلاح ببغض علي وموالاة غيره ممن لم يكن له حظ من الصحبة , إلى درجة أن أحدهم يقول للحجاج : إن اهلي عقوني فسموني علياً - , فوصله الحجاج بالمال , , وقد روى نفطويه وهو من أكابر المحدثين أن أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيام بني أميه تثريبا بما يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم .- انظر النصائح الكافية .

وعليه , وصلتنا أحاديث من مثل : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين بعدي , وأصحابي كالنجوم , وأن الله اطلع على أهل بدر , وأن الخلفاء من قريش , وما شابه مما رواه الكذابون ولا أكذب من هذا الدوسي – على حد تعبير عمر بن الخطاب .

وغير ذلك مما روته بعض الصحاح الست كالترمذي مثلاً,في فضائل معاوية , من أن النبي دعا له : اللهم اجعله هاديا مهديا واهده واهدبه . وأمثال مارواه عن نفسه , من أن النبي قال له : اذا ملكت فأحسن.

وكما أسقط " حي على خير العمل " من الأذان , أسقط البسملة من الفاتحة , أوتر بركعة , فقيل أن ابن عباس أجازه , وقال دعوه فإنه فقيه . وأنه من كتاب الوحي وقد كتب آية الكرسي بقلم من ذهب جاء به جبريل هدية لمعاوية من فوق العرش .

إضافةً إلى ماوصلنا , ومازال يتمسك به البعض من المسلمين , تقليداً ووراثةً , بأفضلية أبي بكر وعمر وعثمان على الإمام علي ,علماً ,وشجاعةً  , وكل ما هو متناقض مع التاريخ كوقائع ومجريات , ودليلهم في ذلك , أن علياً لايبارز الرجال ويقارع الأبطال لا عن كمال شجاعة بل لأن النبي (ص) أخبره بأنه لايقتله إلا ابن ملجم . وأن النبي صعد وأبو بكر وعمر وعثمان أحداً , فرجف بهم , فضربه النبي (ص) وقال : اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان  - ومن هنا جاءت تسمية الصديق بالصديق - , وأن النبي قال : اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر .وأن أبابكر أقدم سابقة للإسلام من علي ,فهذا ميمون بن مهران يقول : والله لقد آمن ابوبكر بالنبي زمن بحيراء الراهب حين مر به قبل أن يولد علي ,وعليه روجوا بأحقية أبي بكر في الخلافة حيث قال : ألست أحق الناس بها ألست أول من أسلم . وإذا , قيل لهم كان علي يصلي مع النبي أولاً , وهو في مقدمة أهله ممن قصدهم الله حصراً : وانذر عشيرتك الأقربين , قالوا : فهو أول من أسلم من الصبيان  , وهكذا , وهلم جرجرا , وما إلى ذلك مما وضعه معاوية , من اساءات لأمهات المؤمنين , ولخديجة بالذات , حتى عائشة ,وهي مليئة بكتب الحديث من الصحاح , للأسف الشديد , وأن ثمة مبشرين بالجنة من الصحابة , وأنه أعرج به الى السماء , وفتحوا باباً للإسرائيليات , فهذا  بخاري , عن عمرو بن العاص عن النبي (ص): " بلغوا عني ولو آية , وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج " – ابن كثير , البداية والنهائية لابن كثير .

فآنصرف الناس لتفسير القرآن بالإسرائيليات , فما أشار إليه القرآن مجملاً , ذهبوا لتفصيله , وعلى سنة اليهود في نهب الثقافات العالمية بإنتحالها لصالح أنبيائهم المعروفين وجوداً وحقيقة , وغير المعروفين المخترعين , فقد سعى الأمويون لوضع تلمود للإسلام , بإنساب كل ما وقع في أيديهم مما أعجبهم إلى محمد (ص) , وأرهبوا الناس بتصديق ذلك , وأنه وحي يوحى , ومن لم يأخذ بما دونوه وروجوا له انتحالاً , فهو كافر بنص الكتاب : ما أتاكم الرسول فخذوه , وما نهاكم عنه فانتهوا .

وسموا ما انتحلوه بالسنة والجماعة , وهي تسمية أموية كان قد أطلقها معاويةً بعد استتباب الأمور له بصلح مع الإمام الحسن (ع) .

وكرسوا تلمودهم كخط مواز للقرآن , وحاجب له , كانوا فيه قد أساءوا للنبي برواياتهم من أنه سحر حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله حتى كان ذات يوم دعا ودعابخاري .

مما يناقض مصادمة القرآن الكريم الذي يقول بعصمة رسول الله (ص) :

يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)- المائدة .

وغير ذلك مما أورده بخاري وغير بخاري , من مرجعيات السنة والشيعة على حد سواء , من خرافات وخزعبلات تتصادم مباشرة بالقرآن الكريم , وبالعقل , وبالعلم , وببعضها بعضاً , أمثال الآتي من بخاري :



                                               ملائكة ونبي نائم :

سمعت جابر بن عبد الله يقول جاءت ملائكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم فقال بعضهم إنه نائم وقال بعضهم إن العين نائمة والقلب يقظان فقالوا إن لصاحبكم هذا مثلا فاضربوا له مثلا فقال بعضهم إنه نائم وقال بعضهم إن العين نائمة والقلب يقظان فقالوا مثله كمثل رجل بنى دارا وجعل فيها مأدبة وبعث داعيا فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة " ,



عذاب القبور:

" وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حمد الله وأثنى عليه ثم قال ما من شيء لم أره إلا وقد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار وأوحي إلي أنكم تفتنون في القبور قريبا من فتنة الدجال .. "



أبو حذافة :

 [ 6861 ] حدثنا يوسف بن موسى حدثنا أبو أسامة عن بريد بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء كرهها فلما أكثروا عليه المسألة غضب وقال سلوني فقام رجل فقال يا رسول الله من أبي قال أبوك حذافة ثم قام آخر فقال يا رسول الله من أبي فقال أبوك سالم مولى شيبة فلما رأى عمر ما بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغضب قال إنا نتوب إلى الله عز وجل



الجنة والنار تعرضان على النبي في الحائط :

" والذي نفسي بيده لقد عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط وأنا أصلي فلم أر كاليوم في الخير والشر " .

ابن الصياد هو الدجال :

 [ 6922 ] حدثنا حماد بن حميد حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن محمد بن المنكدر قال رأيت جابر بن عبد الله يحلف بالله أن بن الصياد الدجال قلت تحلف بالله قال إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينكره النبي صلى الله عليه وسلم



الدجال :

 [ 3159 ] حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري قال سالم وقال بن عمر رضى الله تعالى عنهما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال إني لأنذركموه وما من نبي إلا أنذره قومه لقد أنذر نوح قومه ولكني أقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه تعلمون أنه أعور وأن الله ليس بأعور





المعراج

[ 3164 ] قال عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري ح حدثنا أحمد بن صالح حدثنا عنبسة حدثنا يونس عن بن شهاب قال قال أنس كان أبو ذر رضى الله تعالى عنه يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فرج سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغها في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء فلما جاء إلى السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء افتح قال من هذا قال هذا جبريل قال معك أحد قال معي محمد قال أرسل إليه قال نعم فافتح فلما علونا إلى السماء إذا رجل عن يمينه أسودة وعن يساره أسودة فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قلت من هذا يا جبريل قال هذا آدم وهذه الأسودة عن يمينه وعن شماله نسم بنيه فأهل اليمين منهم أهل الجنة والأسودة التي عن شماله أهل النار فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى ثم عرج بي جبريل حتى أتى السماء الثانية فقال لخازنها افتح فقال له خازنها مثل ما قال الأول ففتح قال أنس فذكر أنه وجد في السماوات إدريس وموسى وعيسى وإبراهيم ولم يثبت لي كيف منازلهم غير أنه قد ذكر أنه وجد آدم في السماء الدنيا وإبراهيم في السادسة وقال أنس فلما مر جبريل بإدريس قال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح فقلت من هذا قال هذا إدريس ثم مررت بموسى فقال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح قلت من هذا قال هذا موسى ثم مررت بعيسى فقال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح قلت من هذا قال عيسى ثم مررت بإبراهيم فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قلت من هذا قال هذا إبراهيم قال وأخبرني بن حزم أن بن عباس وأبا حبة الأنصاري كانا يقولان قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع صريف الأقلام قال بن حزم وأنس بن مالك رضى الله تعالى عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلم ففرض الله علي خمسين صلاة فرجعت بذلك حتى أمر بموسى فقال موسى ما الذي فرض على أمتك قلت فرض عليهم خمسين صلاة قال فراجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك فرجعت فراجعت ربي فوضع شطرها فرجعت إلى موسى فقال راجع ربك فذكر مثله فوضع شطرها فرجعت إلى موسى فأخبرته فقال راجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك فرجعت فراجعت ربي فقال هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي فرجعت إلى موسى فقال راجع ربك فقلت قد استحييت من ربي ثم انطلق حتى أتى السدرة المنتهى فغشيها ألوان لا أدري ما هي ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك



ياجوج وماجوج

 [ 3168 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن عروة بن الزبير أن زينب بنت أبي سلمة حدثته عن أم حبيبة بنت أبي سفيان عن زينب ابنة جحش رضى الله تعالى عنهن أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها قالت زينب بنت جحش فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث

 

 [ 3169 ] حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا وهيب حدثنا بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فتح الله من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا وعقد بيده تسعين

 

 [ 3170 ] حدثني إسحاق بن نصر حدثنا أبو أسامة عن الأعمش حدثنا أبو صالح عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى يا آدم فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك فيقول أخرج بعث النار قال وما بعث النار قال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين فعنده يشيب الصغير { وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد }  قالوا يا رسول الله وأينا ذلك الواحد قال أبشروا فإن منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألفا ثم قال والذي نفسي بيده إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبرنا فقال أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة فكبرنا فقال أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة فكبرنا فقال ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود

 

ابراهيم :

 [ 3176 ] حدثنا مؤمل حدثنا إسماعيل حدثنا عوف حدثنا أبو رجاء حدثنا سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني الليلة آتيان فأتينا على رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولا وإنه إبراهيم صلى الله عليه وسلم

الدجال :

 [ 3177 ] حدثني بيان بن عمرو حدثنا النضر أخبرنا بن عون عن مجاهد أنه سمع بن عباس رضى الله تعالى عنهما وذكروا له الدجال بين عينيه مكتوب كافر أو كفر  قال لم أسمعه ولكنه قال أما إبراهيم فانظروا إلى صاحبكم وأما موسى فجعد آدم على جمل أحمر مخطوم بخلبة كأني أنظر إليه انحدر في الوادي

 

إبراهيم الخليل يكذب   

 [ 3179 ] حدثنا سعيد بن تليد الرعيني أخبرنا بن وهب قال أخبرني جرير بن حازم عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكذب إبراهيم إلا ثلاثا حدثنا محمد بن محبوب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال لم يكذب إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث كذبات ثنتين منهن في ذات الله عز وجل قوله { إني سقيم } وقوله { بل فعله كبيرهم هذا }  وقال بينا هو ذات يوم وسارة إذ أتى على جبار من الجبابرة فقيل له إن ها هنا رجلا معه امرأة من أحسن الناس فأرسل إليه فسأله عنها فقال من هذه قال أختي فأتى سارة فقال يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك وإن هذا سألني فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني فأرسل إليها فلما دخلت عليه ذهب يتناولها بيده فأخذ فقال ادعي الله ولا أضرك فدعت الله فأطلق ثم تناولها الثانية فأخذ مثلها أو أشد فقال ادعي الله لي ولا أضرك فدعت فأطلق فدعا بعض حجبته فقال إنكم لم تأتوني بإنسان إنما أتيتموني بشيطان فأخدمها هاجر فأتته وهو يصلي فأومأ بيده مهيا قالت رد الله كيد الكافر أو الفاجر في نحره وأخدم هاجر قال أبو هريرة تلك أمكم يا بني ماء السماء

 

  الشمس باقية تدنو يوم القيامة : 

 [ 3182 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن نصر حدثنا أبو أسامة عن أبي حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم يوما بلحم فقال إن الله يجمع يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس منهم فذكر حديث الشفاعة فيأتون إبراهيم فيقولون أنت نبي الله وخليله من الأرض اشفع لنا إلى ربك ويقول فذكر كذباته نفسي نفسي اذهبوا إلى موسى تابعه أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم

 

 

المسجد الأقصى 

 [ 3186 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش حدثنا إبراهيم التيمي عن أبيه قال سمعت أبا ذر رضى الله تعالى عنه قال قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول قال المسجد الحرام قال قلت ثم أي قال المسجد الأقصى قلت كم كان بينهما قال أربعون سنة ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله فإن الفضل فيه .

 

الكعبة ليست على قواعد ابراهيم :

 [ 3188 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله أن بن أبي بكر أخبر عبد الله بن عمر عن عائشة رضى الله تعالى عنهم زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألم تري أن قومك لما بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد إبراهيم فقلت يا رسول الله ألا تردها على قواعد إبراهيم فقال لولا حدثان قومك بالكفر فقال عبد الله بن عمر لئن كانت عائشة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر إلا أن البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم وقال إسماعيل عبد الله بن محمد بن أبي بكر .

وقد وضعت الأحاديث دون التعليق عليها بالتأثير على القارئ , تاركاً للقارئ فرصةً للتفكير , ومساءلة نفسه بنفسه , بالعقل , وبعرضها على القرآن الكريم , علماً أن مصادرها الإنجيل بامتياز , وقد سقنا عبرأوراق بحثية لنا , منشورة , أدلة بطلان هذه الأساطير , من واقع القرآن الكريم , أمثال : يأجوج ومأجوج , وعذاب القبر , والمعراج , وغيره .

وعلى صعيد آخر , فقد تقدم تلمود الأمويين بعدد من الإساءات إلى نساء النبي (ص) , عبر عائشة (رض) من خلال مايسمى برضاع الكبير , وغير رضاع الصغير , كما هو مثلاً , مع مالك في الموطأ :
"فلما أنزل الله في كتابه في زيد بن حارثة ما أنزل، فقال تعالى: (أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم } 5 من سورة الأحزاب رد كل واحد من أولئك إلى أبيه فإن لم يعلم أبوه رد إلى مواليه ، فجاءت سهلة بنت سهيل وهي امرأة أبي حذيفة وهي من بني عامر من لؤي إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالت : يا رسول الله كنا نرى سالما ولدا وكان يدخل علي وأنا فضل ، وليس لنا إلا بيت واحد فماذا ترى في شأنه ؟؟. فقال لها رسول الله صلى الله (فيما بلغنا): ارضعيه خمس رضعات فيحرم بلبنها. وكانت تراه ابنا من الرضاعة فأخذت بذلك عائشة أم المؤمنين فيمن كانت تحب أن يدخل عليها من الرجال فكانت تأمر أختها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق وبنات أخيها أن يرضعن من أحبت أن يدخل عليها من الرجال وأبى سائر أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يدخل عليهن بتلك الرضاعة أحد من الناس وقلن لا والله ما نرى الذي أمر به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سهلة بنت سهيل إلا رخصة من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في رضاعة سالم وحده. لا والله لا يدخل علينا بهذه الرضاعة أحد . فعلى هذا كان أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في رضاعة الكبير" .

والعجيب اصرارهم على هذه الإساءة , بما لا يتوافق مع المنطق بالعقل , والأخلاق . والأعجب أن رواة هذا الإفتراء , لايتورعون عن الصاق التهم كما هي عادة الأمويين ومنطق تلمودهم , بالآخرين ممن يخالفهم , من أهل البيت عليهم السلام , بأنهم يسيئون إلى أم المؤمنين عائشة (رض) , والحقيقة غير ذلك , وغير ذلك هو القرآن الذي يدفع هذا التلمود  من قوله تعالى :

 يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34) إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) – الأحزاب .



ومن الإساءات لرسول الله (ص) , فقد جاءت من خلال ادراجهم لعلي بن أبي طالب عليه السلام , ضمن من شرب الخمر ببيت ابن عوف , وابن عوف وعلي مما افتروه براء , إلا أن الدخول بالحط من شأن رسول الله لن يتم إلا من خلال نسائه , أو ابن عمه علي , الذي ترعرع مذ كان صبياً لدى رسول الله (ص) , ذلك ما رواه الترمذي بلفظ «  حدثنا سويد أخبرنا بن المبارك عن سفيان عن الأعمش نحو حديث معاوية بن هشام حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرحمن ابن سعد عن أبي جعفر الرازي عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب قال ثم صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعانا وسقانا من الخمر فأخذت الخمر منا وحضرت الصلاة فقدموني فقرأت قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ونحن نعبد ما تعبدون قال فأنزل الله تعالى ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ[ قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب» (سنن الترمذي5/238 والبزار في مسنده2/211 مسند عبد بن حميد1/56).

ولم لا يسيئون لرسول الله , من خلال علي , وهم  قد أرادوا إلا الإساءة , لا , له , فقط بل لكل من شملهم الكساء : النبي وعلي والزهراء والحسن والحسين :



فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61) – آل عمران .

فهذا ابن تيمية , وهو ضمن الخط الأموي, يقول , أن في فاطمة الزهراء " شبه من المنافقين " , وبأن  : " لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى "  ’ نزلت في علي (ع) .- منهاج السنة .

وقد ضموا حمزة بن عبد المطلب ضمن لائحة المخمورين أيضاً, وهو من هو من رسول الله , وفي الإسلام , وقد صح أن أمثاله , يمنعهم شربها إباء , وصح أيضاً , أن المقصود بسكارى , النعاس الشديد قبيل الفجر, وهذا رأينا , مستندين إلى إشارة الزمخشري , و الضحاك : لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى , قال ليست لمن يقربها سكران من الشراب ,إنما عني بها سكر النوم . , فالخمر محرمة من قبل القرآن الكريم بالديانات السابقة , ومع القرآن بما لاحاجة للتدرج ,بالناسخ والمنسوخ , من الآية الكريمة نفسها , الأمر الذي معه , يحملنا على تكذيبهم بالوضع , والتشطيب على أكاذيبهم , لا على الرسول وحسب بل وأهل بيته , وسائر المؤمنين .



العشرة المبشرون بالجنة :

غيرذلك , لكي يتساوى المكثر بالمقل , والطليق بالمهاجر , والمنافق بالمؤمن , والشجاع بالجبان , والكريم باللئيم , إذ لا مقاييس , ولا فضل ولا سابقة , فقد صنفوا الصحابة , وكانوا لعدم قدرتهم على تجاوز علي عليه السلام ,يدخلونه ضمن غزية , وما أنا إلا من غزية .. , ولكي يكون لوضعهم شيئ من المصداقية ولو إلى حين , فقد صنفوا الصحابة على النحو الآتي :

العشرة المبشرين بالجنة , بناء على حديث أحادي الرواية لشخص اسمه سعيد بن زيد ليس له من المكرمات مايذكر بها سوى أشهرها , من أنه ابن عم لعمر بن الخطاب ,وزوج اخته , وقد تولى مصر , وقد أدرج نفسه معهم كمبشر بالجنة  ,من على حراء , بكنيته : ابوعيسى :

حَدَّثَنَا اَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، اَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ظَالِمٍ الْمَازِنِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، اَنَّهُ قَالَ اَشْهَدُ عَلَى التِّسْعَةِ اَنَّهُمْ فِي الْجَنَّةِ وَلَوْ شَهِدْتُ عَلَى الْعَاشِرِ لَمْ اثَمْ ‏.‏ قِيلَ وَكَيْفَ ذَلِكَ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِحِرَاءَ فَقَالَ ‏"‏ اثْبُتْ حِرَاءُ فَاِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ اِلاَّ نَبِيٌّ اَوْ صِدِّيقٌ اَوْ شَهِيدٌ ‏"‏ ‏.‏ قِيلَ وَمَنْ هُمْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَسَعْدٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ‏.‏ قِيلَ فَمَنِ الْعَاشِرُ قَالَ اَنَا ‏.‏ قَالَ اَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ‏.‏

ممن صفاتهم كانت قد جاءت بالترتيب حسب الخلافة ,وقد غفل الراوية علياً هذه المرة , حسب الآتي : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ اَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ اَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ اَرْحَمُ اُمَّتِي بِاُمَّتِي اَبُو بَكْرٍ وَاَشَدُّهُمْ فِي اَمْرِ اللَّهِ عُمَرُ وَاَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ وَاَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ اُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ وَاَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَاَعْلَمُهُمْ بِالْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ اَلاَ وَاِنَّ لِكُلِّ اُمَّةٍ أميناً وَاِنَّ اَمِينَ هَذِهِ الاُمَّةِ اَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ‏"‏ ‏.‏ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ‏



ثم أهل بدر , ثم أصحاب البيعة ,ويظهر معنى الأفضلية في هذا الترتيب مع تصريحهم بذلك , فالصحابة عندهم , أي أهل السنة والجماعة , عدول .

أو أمثال التالي مما ورد في حادي الأرواح :

من حديث بريدة بن الحصيب قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بلال فقال: "يا بلال بم سبقتني إلى الجنة فما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي ودخلت البارحة فسمعت خشخشتك أمامي فأتيت على قصر مريع مشرف من ذهب فقلت لمن هذا القصر قالوا: لرجل من عربي قلت: أنا عربي لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من قريش, قلت: أنا قرشي و لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من أمة محمد قلت أنا محمد لمن هذا القصر قالوا لعمر ابن الخطاب فقال بلال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أذنت قط إلا وصليت ركعتين وما أصابني حدث قط إلا توضأت عندها ورأيت أن لله على ركعتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بهما".- حادي الارواح لابن القيم .



ولا أدري لماذا لم يضموا ضمن هذا التصنيف أصحاب أحد , وفيهم حمزة سيد الشهداء , وأصحاب مؤتة , وفيهم جعفر وزيد , وغيرهم ممن استشهد , ومن ينتظر نحبه  , ثم أين فاطمة الزهراء , وأين الحسن والحسين ,وهم من هم من رسول الله , وفي سورة الإنسان: الذين يطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا , وأين خديجة عليها السلام , وهي ممن ينطبق عليها : والسابقون السابقون .. ,وأين بقية نساء النبي (ص) , أم إن الجنة حكراً بالتبشير على الرجال ؟ وعمار الذي تقتله الفئة الباغية , وأبودجانه  قاتل الأمويين ببدر وأحد , وقاتل مسيلمة الكذاب ,وأين ياسر وسمية .

وأين هؤلاء الوضاعين المبشرين بالجنة , من قول علي (ع) , وهو يرد على عمرو بن العاص  فيما يتعلق بذكر الموت وخوف الحساب : زعم ابن النابغة أني تلعابة تمراحة , ذو دعابة , أعافس وأمارس , هيهات , يمنع من العفاس والمراس ذكر الموتِ , وخوف البعث والحساب " . – نهج البلاغة .

بل أين هم من القرآن الكريم , وهو يصف الصحابة ,باعتبارهم بشراً , بالآتي :



يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (9) إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12) وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا (13) وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآَتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا (14) وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا (15) – الأحزاب .

وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21)- النور .



أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19) الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (20)- التوبة .



لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) – التوبه .

وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152) إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153) – آل عمران .

وذلك بما للبشر من قوة , وضعف , وبما هم عليه من التمايز عملاً , وبما آمنوا , وبما أقدموا عليه , وبما قدموا .

والحقيقة أن النبي (ص) لم يبشر أحداً من الصحابة بالجنة بالإسم على وجه التحديد , ولم يكن في حاجة لمنح النياشين والألقاب , والإمتيازات كقيصر روسي , لأصحابه , لأن ذلك ليس من شأنه كنبي  , فإنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ (48) – الشورى .

فهو بشر , لم يبشر حتى نفسه : إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31) – الزمر .

 كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (111)- النحل .

 يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30)- آل عمران .

ليس لشيء , وإنما لمصداقية المنهج الإلهي بالعدل , وبالعمل في أداء المهمة , خصوصاً وقد أخذ الله منهم ميثاقاً غليظاً : وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (7)- الأحزاب .

وأنهم معرضون للمساءلة , وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) – المائدة .

وقد حدث أن عذب الله بعضهم في وجود العصمة : وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) – الصافات .

بما يعنيه ذلك من تأييد بالبينات ,فذكر إنما أنت مذكرالغاشية. , على وجه القصر وبما هو أحكام وشرائع .وبما يترتب على ذلك , وينتج من إيمان وطاعة, وأعمال صالحة: قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (النور:54), ومايمكن أن يفهم مماجاء على لسان يعقوب :وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ  فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67) – يوسف . و,في إطار مهمته المحددة بقوله تعالى من الآيات الآتية :

إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163) وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (164) رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165) لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (166) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا (167) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآَمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (170) – النساء .

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3) وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4)- الكهف .

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (105) – الإسراء .

كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ (غافر:213)

إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ (فاطر:24)



ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً (الشورى:23)



لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ (الحديد:25)

ولأسباب النزول أن يحدثنا متى , ولماذا , وفي من نزلت الآيات , والسور ,وبما لا يمكن معه الجمع بين القرآن وبين خرافات الأمويين , بتلمودهم في الكذب والدجل , والإنتحال , والتدليس والتلبيس , إلى غير ذلك , مما تصورونه سيخدم ملكهم واستمراريتهم فيه , وينجز مهمتهم بتحقيق الأهداف , التي أولها: القضاء على الإسلام بوضع إسلام آخر أموي , لم يتمكنوا بالسيف والغلبة القضاء عليه , ولن يتمكنوا حتى وإن قتلوا الرجال من أهل البيت عليهم السلام , ومن الصحابة الراشدين , أمثال : عمار , وأبوذر الغفاري  , والزبير ( وقد قتله ابن جرموز بالجمل ) , وطلحة ( وقد قتله مروان بن الحكم ,مهندس اغتيال عثمان بن عفان , ومشعل الفتنة ) , في وقعة الجمل نفسها , وعمر بن الخطاب ( وقد قتله أبو لؤلؤة غيلةً ,بدفع من المغيرة بن شعبه , فهو عبده , وكان أن قتل انتقاماً , كرد فعل , عبيدالله بن عمر بن الخطاب ابنةً أبي لؤلؤة وهي بريئة مظلومة , واثنين من عائلة أبي لؤلؤة , فطلبه الإمام علي (ع) للقصاص , فما كان من عبيدالله بن عمر غلا عن فر إلى معاوية بالشام , وسكت عن القصاص منه عثمان بن عفان على وجه العصبية , فظل هناك , ومن أجله شرع الأمويون التالي ببخاري وغير بخاري ,ونسبوه لعلي (ع) الذي كان نفسه ,يطلب عبيدالله بن عمر للقصاص , وبما يسيء لرسول الله (ص) ,على أنه هو الإسلام :

باب لا يقتل المسلم بالكافر



 [ 6517 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا مطرف أن عامرا حدثهم عن أبي جحيفة قال قلت لعلي وحدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا بن عيينة حدثنا مطرف سمعت الشعبي يحدث قال سمعت أبو جحيفة قال سألت عليا رضى الله تعالى عنه هل عندكم شيء مما ليس في القرآن وقال بن عيينة مرة ما ليس عند الناس فقال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما عندنا إلا ما في القرآن إلا فهما يعطى رجل في كتابه وما في الصحيفة قلت وما في الصحيفة قال العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر.

 

باب إذا لطم المسلم يهوديا عند الغضب رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم

 [ 6519 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال جاء رجل من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد لطم وجهه فقال يا محمد إن رجل من أصحابك من الأنصار لطم وجهي قال ادعوه فدعوه قال ألطمت وجهه قال يا رسول الله إني مررت باليهود فسمعته يقول والذي اصطفى موسى على البشر قال قلت أعلى محمد صلى الله عليه وسلم قال فأخذتني غضبة فلطمته قال لا تخيروني من بين الأنبياء فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور .



كل ذلك لكي يبرأوا أصحابهم من القتلة بتهمة الناس بالمجوسية ,كأبي لؤلؤة ( المجوسي) ,وعليه فقتل ابنته , واثنين من عائلته يبرر لعبيدالله بن عمر قتله لهما , وبما لايقاصص بهم . علاوةً على مايفوح من هذين الحديثين الملفقين من روائح العنصرية , والتفرقة بظلم الناس وإهدار كرامتهم ببلاد المسلمين .

وبما يحجب قوله تعالى : وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45) – المائدة .

 وقوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) – المائدة . صدق الله العظيم .



وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) – الأنعام .

والقرآن الكريم , هو موقف النبي (ص) , يتمثله سيرةً , ومنهجاً , و علي عليه السلام أيضاً , ولقد احتكم إلى قاضيه شريح ونصراني على حد المساواة , فحكم بالدرع لهذا الأخير .

, وعليه لا وجود لخرافة المبشرين بالجنة , والناس سواسية كأسنان المشط ,أمام الله : إن النفس بالنفس – المائدة . وليس رسول الله محمد (ص) ,من جهة الله , إلا كغيره من الرسل : وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) – آل عمران .

وبالنسبة للبشر , فالإيمان بهم على حد سواء :

قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (آل عمران:84).

ومن العدل أن يتفاضل الرسل في المهمات والإنجازات,  بالنسبة لله :

تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ (البقرة:253)

بما لايضيع حق إنسان يتظلم مقهوراً , ممن قهره : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) – النحل .







الفقراء لايدخلون الجنة :

نضع بين يدي القارئ الكريم نموذجين , او ثلاثة نماذج , من كتاب حادي الأرواح لابن القيم , ليرى دون تعليق منا , كيف صاغ الأمويون الحياة , حياة المسلم , وكيف سكتوا الناس عن الكلام , وعن حتى مجرد التفكيربالطموح في تحسين مستواهم المعيشي , في وجود الثروة الهائلة بيد المستبدين , الثروة المتراكمة من كل عصر ومصر بالفتوحات , وغير الفتوحات , من زكوات , وجزيات , وضرائب , وغيره .

فالجنة هي الملاذ , وهي البديل عوضاًعن متع الحياة بالنسبة للفقراء , بدخول الفقير أولاً , وحبس الغني ثأراً وتشفيةً لغليل الفقراء , لا ندري أين يحبس , وذلك من خلال العتاب الآتي :

وقال الإمام أحمد حدثنا حسين بن محمد حدثنا دويد عن سليم بن بشير عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التقى مؤمنان على باب الجنة مؤمن غني ومؤمن فقير كانا في الدنيا فأدخل الفقير الجنة وحبس الغني ما شاء الله أن يحبس ثم أدخل الجنة فلقيه الفقير فقال أي أخي ماذا حبسك والله لقد احتبست حتى خفت عليك فيقول: أي أخي أني حبست بعدك محبسا فظيعا كريها ما وصلت إليك حتى سال مني العرق ما لو ورده ألف بعير كلها أكلة حمض لصدرت عنه رواء"- حادي الارواح لابن القيم .

وإذا كان القرشيون , هم الأغنياء باعتبار السلطة بيدهم , والمنع والعطاء ,حسب المحاصصة , والتقاسم منذ السقيفة ,فما على المهاجرين إلا ان يصبروا , فالعوض الجنة سبقاً , من حيث الدخول :

وروى الإمام أحمد في مسنده والطبراني في معجمه واللفظ له من حديث أبي عشلة المعافري انه سمع عبد الله ابن عمر يقول قال رسول الله: "هل تدرون أول من يدخل الجنة قالوا الله ورسوله أعلم قال فقراء المهاجرين الذين تنقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء تقول الملائكة ربنا نحن ملائكتك وخزنتك وسكان سمواتك لا تدخلهم الجنة قبلنا فيقول عبادي لا يشركون بي شيئا تتقي بهم المكاره يموت أحدهم وحاجته في صدره لم يستطع لها قضاء فعند ذلك تدخل عليهم الملائكة من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبي الدار".- حادي الارواح , لابن القيم .

أما الباب الثاني والثلاثون: ففيمن يدخل الجنة من هذه الأمة بغير حساب وذكر أوصافهم:

ثبت في الصحيحين من حديث الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يدخل الجنة من أمتي زمرة هم سبعون ألفا تضيء وجوههم أضاءة القمر ليلة البدر" فقام عكاشة بن محصين الأسدي يرفع نمرة عليه فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادع الله آن يجعلني منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم أجعله منهم فقام رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ادع الله أن يجعلني منهم فقال: "سبقك بها عكاشة"وفي الصحيحين من حديث سهل بن سعد أن رسول الله قال: "ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب أو سبعمائة ألف آخذ بعضهم ببعض حتى يدخل أولهم وآخرهم الجنة وجوههم على صورة القمر ليلة البدر" فهذه هي الزمرة الأولى وهم يدخلونها بغير حساب.- حادي الارواح .



إلى غير ذلك ,مما ورد في كتاب حادي الأرواح لابن القيم , وما أدراك ما حادي الأرواح , ففيه سيقضى لعلي من معاوية بالعفو بعد العتاب في رؤيا لأحدهم , وسيدخلان معاً , الجنة , وإلى غيرذلك مجدداً , من الأحاديث الموضوعة المؤازة للأغنياء على الفقراء , وللكسالى الخاملين ,النتظرين للهبة بالدعاء , على الناشطين الصالحين , وهو ما يتعارض مع المنطق بالعقل , حيث القرآن الكريم, فالأمور باسبابها , في عشرات المواضع منه : وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25) – البقرة .











بنو أمية :

ولكن , ماذا نقول لبني أمية , وهم , من هم , من الكفر والنفاق , والمقصودون بقوله تعالى : وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً (الفرقان:31).

ذلك ما تحكيه سيرتهم قبل الإسلام , وبعد الإسلام .

لقد انتصر معاوية لنفسه انتقاماً وتشفياً , من الإسلام بما وضعه كإسلام ,وانتصر من بعده خلفاؤه لأنفسهم ,وله , ثم لمن والاهم واشترك معهم في كل الجرائم ,فقربوهم , وأوسعوا عليهم , وزينوا سيرهم , وصححوا أصولهم بالباطل ,وجعلوا منهم قادة وفاتحين , وإذا كانت قد حقت اللعنة على آبائهم من الكفار , بنص القرآن الكريم , فثمة من سيغطي ,بعكس الآية عن طريق ممارسة الحجب ,أو تحويل الدلالة بتقييدها , نحو المجرد , كما حصل مع هذين المثالين التاليين لخالد بن الوليد في أبيه الوليد الملعون , ولعمرو بن العاص في العاص :







  تدوين التاريخ  : بتزيين انصارهم

الملعون رقم (1)

" الوليد بن المغيرة , والد خالد بن الوليد .

فالوليد بن المغيرة , إكراماً لعبدالرحمن بن خالد بن الوليد , بإعتباره من رجالات معاوية , وإن كان هذا الأخير قد قتله بالسم , لما رآه من حضوره القوي بين أهل الشام استناداً ,على مجد أبيه خالد , وقد يحظى بالتقدير نحو الخلافة منافسةً , فيضيع مجد الأمويين بيزيد من بعد معاوية , لعبدالرحمن خالد بن الوليد الذي  سيلفقون له روايةً , تزينه كحكيم , وتخفف عنه غلواء الناس بخيانته الأمانة عندما سئل عن القرآن بإبداء رأيه , وما إلى ذلك , من حجب وتغطية للآيات المؤكدة على لعنه إلى يوم الدين ,حيث يقول القرآن الكريم على وجه التوثيق : ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآَيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) – المدثر , مكية .

, وذلك بالترويج لأمثال العبارة الآتية : لقد سمعت من محمد آنفًا كلامًا ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن، وإن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر , وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو وما يُعلى " – انظر تفاسير ابن كثير والشوكاني والبغوي , وغيرهم.,  والتي كثيراً , مايرددها الخطباء , وغيرهم , ممن يريد أن يعتز بالقرآن , ويسوقها ببراءة , كشاهد لنبوة محمد (ص) بالقرآن الكريم كمعجزة .

والحقيقة أن القرآن الكريم , كان قد وثق بالعدل كمنهج إلهي , لنفسه , وللخصوم , بما يعبر عن مصداقية , وثقة لدى المؤمنين والكافرين , على حد سواء , ومن هنا , تتجلى عظمته , ولا مجال هنا , للإسترسال .



الملعون رقم (2)

العاص بن وائل – والد عمرو بن العاص .



 هل أخطأ المفسرون القدامى ؟, ومن شايعهم , أو جاراهم جهلاً , وتغطيةً , في ذهابهم بتفسير " الكوثر " , مِنْ أنهُ نهر بالجنة , في قوله تعالى " إنا أعطيناكَ الكوثر , فصل لربك وانحر , إنَّ شانئك , هو الأبتر " – صدق الله العظيم .

وهي سورة مكية , قصيرة , نزلت , حسب أسباب النزول , في العاص بن وائل السهمي , الذي كان يقول : دعوه , فإنه رجل أبتر , لا عقب له ,فإذا هلك انقطع ذكره , على ماكانت العرب تقوله في من لا ولد له يُذكِّر بهِ , بعده . فأنزل الله هذه السورة .

وقال عكرمة : الأبتر : الفرد . وقال السدي : كانوا إذا مات ذكور الرجل قالوا : بُتر . فلما مات أبناء رسول الله ( ص ) , قالوا : بتر محمد , فأنزل الله : " إن شآنئك هو الأبتر ".

والحقيقة أن الكوثر صيغة مبالغة عند العرب لكثير , و" كثرة ", وذلكَ , من الإكثار , كما هو الشأن بالنسبة لقوله : " عدْواً .. " , من العدوان مثلاً ,وعليه , فالكوثر , من كثرة الذرية , من ولد فاطمة عليها السلام , أو من كثرة الأتباع , برفع الذكر , من قوله تعالى : " ورفعنا لك ذكرك .. " , وكلاهما صحيح . { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ (3) }

قوله تعالى: { إِنَّ شَانِئَكَ } عدوك (1) ومبغضك { هُوَ الأبْتَرُ } هو الأقل الأذلُّ المنقَطِعُ دابره (2) .

نزلت في العاص بن وائل السهمي؛ وذلك أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من [باب] (3) المسجد وهو يدخل فالتقيا عند باب بني سهم وتحدثا وأناس من صناديد قريش جلوس في المساجد فلما دخل العاص قالوا له: من الذي كنت تتحدث معه؟ قال: ذلك الأبترُ يعني النبي صلى الله عليه وسلم، وكان قد توفي ابنٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها (4) .

وذكر محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان قال: كان العاص بن وائل إذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعوه فإنه رجل أبتر لا عقب له فإذا هلك انقطع ذِكْرُهُ، فأنزل الله تعالى هذه السورة (5) .

ولأن العاص والد عمرو بن العاص شريك معاوية في كل المواطن , والجرائم , فقد مثلما حاولوا تقييد معنى الكوثر بصرفه نحو غير ماوضع له , من الكثرة بالذرية والأتباع ,نحو الجنة بالنهر , حاولاوا تغطية الموضوع بصرفه عن الملعون العاص بن وائل والد عمرو , وجد عبدالله بن عمرو نحو كعب بن الأشرف :

وقال عكرمة عن ابن عباس: نزلت في كعب بن الأشرف وجماعة من قريش، وذلك أنه لما قَدِم كعبٌ مكة قالت له قريش: نحن أهل السِّقَاية والسِّدَانة وأنت سِّيدُ أهل المدينة، فنحن خير أم هذا [الصنبور] (6) المُنْبَتِر من قومه؟ فقال: بل أنتم خير منه، فنزلت: "ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت" (النساء -51) . الآية، ونزل في الذين قالوا إنه أبتر: "إن شانئك هو الأبتر" (7) أي المنقطع من كل خير.







 

 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق