شعر عبدالسلام الكبسي
أيُّ الجَوَانِب ِ , يَا سَمْح ُ , سَوْفَ تَمِيْل ُ؟
" 1 "
كانَ سَمْحَا ً
وكانَ نَبِيْلا ً ,
وكانَ يقود ُ البلاد َ إِلى نَجْمَة ِ المَاء ِ
كانَ يقاسمُهَا الكعك
َ والخوف َ
في جَدْبِهَا بلدة ً وآصفرار
ِ الزَّمان ِ
كانَ بسيطا ً , ويرسم
ُ أيامَهَا
مُسْنَدَا ً
مُسْنَدَا ً, والأَمَاني
َ
زامِلُه ُ يَلِج ُ
القلب َ رُمَّانة ًوالكروم ُ الأغاني َ
تحتَ مَظَلّتِهِ
والبيارق ِ أَسْفَارُهَا , بلدةً, تتقاربُ
تحتَ البروقِ الهوىْ
والعوالي َ
تنداحُ أمجادُهَا
الشُّقرُ والفارهاتُ المعاليَ
كانَ بسيطا ًبِلا عُقَد
ٍ أَوْ رُتُوْش ٍ
ويقرأهُ النَّاس ُ مُبتهجين
َ
لأَفْكَارِهِ مَرَحُ
الشِّعر ِ
والخَطَرَات ِ القُطُوْف
ِ الدّواني َ
كانَ رُوَيْدَاً, رُوَيْدَا
ً
يُلَمْلِمُهَا , بلدةً
, في الشّتات ِالعريض ِ
يُلَمْلمُهَا فِي تَبَاعُد ِ أَقْيَالِهَا
وانقِبَاض ِ تَلاوِيْنِهَا
والحُلُوم ِ
" 2 "
بَسَاطَتُه ُ
مثلُ جَلْسَتُهَا ,
بلدةً , للمَقِيْل ِ
ومثل ُ أَسَارِيْرِهَا
فِي الصَّداقَات ِ
والعِنَب ِ المُسْتديْرِة
ِ أَقْمَارِه ِ
والهَدِيْل ِ المُعَلّق
ِ يَاجُوْرِه ِ
أَي ُّ أُفْقَيْن ِ مُنْفَتِحَيْن
ِ
وقلبَيْن ِ مُؤتلِفَيْن
ِويَبْتَسِمَان ِ
عَلَى عُرُوَات ِ العَقيق
ِ سَيَجْتَمِعَان ِ
ومِثْل ُ انثِيَال ِ ( المَنَاظِر
ِ)
فِي عَسَل ِ العَيْن ِ والسَّابِحَات
ِ شَجَى ً , و شَجَى ً
فِي أَمَالِيْدِهَا
و ( المَدَلْاَتِ ) مَاء
ِ المَعَانِيْ
مِثْل ُ حَفَاوَتِهَا
بِالضّيُوْف ِ
ومِثْل ُ حَفِيْف ِ (
مَهَايِدِهَا )
فِي رِهَان ِ الرِّمَال
ِ
وحَيْث ُ التَّأَمُّل
ُ أَوْسَع ُ مِنْ حَدَقَات ِ الكَلَا م ِ
ومِثْل ُ انْسِدَال ِ
الجِبَال ِ عَلَى سَنَن ِ الوْقَت ِ
مثلُ اللُبان ِ ,
الأَسَاطِيْر ِ
يَرْحَل ُ بينَ القُرَى
والمَمَالِك ِ
ذات َ زَمَان ٍ عَلَى
الأَرْض ِ
يفتح ُ كوَّتَه ُ لِلْحُفاة
ِ
نوافِذُه ُ في امتدادِ
السَّمَوات ِ
مِثْل ُ تَوَثُّبِهَا
, بلدةً , فِي المَخَافَة ِ والجُوْع ِ
والظُّلُمَات ِ الطُّغَاة
ِ الدَّوَاهِي َ
مثلُ تَعَطّشِهَا للفُتُوْحَات
ِ
مثلُ سَكَيْنَتِهَا فِي
الصَّلاة ِ
وحِيْن َ يُلَطّف ُ (
عَامِر ُ ) أَجْوَاءَهَا بِالفَوَاكِهِ
و الآيُ تَنْسُج ُ سُندسَهَا
والعَبِيْر َ الشَّهادة َ
فِي وَقَفَات ِ الغَرَام
ِ
" 3 "
وكانَ يقول ُ كَلَامَا
ً جَمِيْلا ً
نُصَدّقُه ُ
يَطْرُق ُ القَلْب َ تُفَاحُه ُ
كُل ُّ بَاب ٍسَيَدْخُلُه
ُ
كُل ُّ أفئدة ٍ تَسْتَجِيْبُ
وكانَ نَقَيَّا ً كَمَا
زَهْرَة ِ اللَوْز ِ
يفتح ُ كل َّ هَزَيْع
ٍ جَدِيْد ٍ ( غِرَارَتَه ُ )
ويُوُزِّعُهَا فُلَّة
ً,
فُلَّة ً
يَطْرُق ُ القلب َ تُفَّاحُه
ُ
والطُّقُوْس ُ المُكِرَّات
ُ حَيْث ُ أَسَاوِرَهَا
النُّجْل ُ أَحْدَاقُهَا
و( الجَنَابِي ْ ) البَوَازِي َ
والأَشْتَر ُ النَّخَعِي
ُّ : الخُرُوْج ُ عَلَى الظَّالِمِيْن َ
حَمَلْنَاه ُ فِيْ
اللون ِ والدَّم ِ والعُنْفُوَان ِ
حَمَلْنَاه ُ فِي الأَلَم
ِ الفَذ ِّ والصَّهَوَات ِ الجِرَاحَات ِ
فِي السَّكَرَات ِ الخُطُوْب
ِ
لَه ُ مِنْ لَوَاعِجِنَا
والشُّجُوْن ِ الأَعَالِي َ
يُتْقِن ُ تَرْوِيْضَهَا
, بلدة ً, بالمَحَبَّة ِ
يَغْسِل ُ أَزْمَانَهَا
القَاتَ بِالأُمْنِيَات ِ المَرَايَا
ويُتْقِن ُ تَهْلِيْلَهَا
شَجَر َ الرُّوْح ِ ,
أَعْرَافَهَا البُن َّ
,
عُرْوَة َ أَجْبَالِهَا
يُتْقِن ُ الغَوْص َ فِيْ
الفَلَتَات ِ الكِنَايَات ِ
يُتْقِن ُ أَنْ يَقْرَأَ
الكَوْن َ ,
أَنْ يَتَمَاهَى هَدِيْلَا
ً ,
وأَنْ يَتَنَفَّس َ أَسْئِلة
ً فِيْ سَنَابِلِهَا والمَسَاجِد ِ
فِيْ وَثَبَات ِ الرِّجَال
ِ
" 4 "
كَانَ اسْمُه ُ : "
السّمحُ "
قِيْلَ وكانَ اسْمُه ُ
: " الأَشْتَر ُ النُّخَعِي ُّ "
وكان عَلِيَا ً
وكانتْ له ُ بلدة ٌ أَهْلُهَا
النَّاسُ
في كلِّ يوم ٍ يموتون
َ
في كلِّ يوم ٍ يبيعون
َ أَنْبَلَهُمْ والبَسَالَة َ
أَعْرَاضُهَا فِيْ المَزَادِ
. . ِ فَمَنْ يَشْتَرِيْهَا ؟
ومَنْ سَيُسَاوِم ُ .
. ؟
تَرْهَن ُ مِنْ أَجْل
ِ كِسْرِة ِ خُبْز ٍ كَرَامَتَهَا والإِبَاء َ,
ويَجْتَاح ُ رُمَّانَهَا
الحَنْظَل ُ الوَثَنِي
ُّ
ولا أَحَداً
غَيْر ُ حَاشِيِّة ِ
السَّمْح ِ يَعْتَرِشُوْن َ البِلَاد َ
ولا أَحَداً
غَيْرُ حَاشِيِّة ِ
السَّمْح ِ يَعْتَوِرُوْن َ البِلَاد َ
ولا أَحَداً
غَيْر ُ حَاشِيِّة ِ
السَّمْح ِ يَنْتَهِبُوْن َ البِلَاد َ
إِلَى أَيِّ (عَوْلَمَة
ٍ) سَتَقُوْد ُ البِلَاد َ
إِلَى أَيِّ هَاوِيَة
ٍ سَوْفَ تُلْقِيْ البِلَادَ
و أَيُّ المَسَاحِيْق
ِ حَاشِيِّة ُ السَّمْح ِ تَبْتَاعُهَا
وَتُرَوِّج ُ أَشْكَالَهَا
والطَّرَائِق َ فِيْ سَكَرَات ِ البِلَاد ِ
فَأَيْنُكَ يَاسَمْح ُ
والنَّاس ُ فِيْ حَلَقَات
ِ الكَآبَةِ
حِيْن َ سَيُلْقِيْ بِهِمْ
فِيْ سُلَالَتِهِ القَات ُ
يَسْتَحْلِبُوْن َ النُّجُوْم
َ ,
عَلَى الرَّمْل ِ يَضْطَرِبُوْن
َ,
يَعِدُّوْنَ أَيَّامَهَا
:
عَل َّ يَوْمَا ً جَدِيْدَا
ً بِلَا قَلَق ٍ سَيَجِيْء ُ
لَعَلَّ غَدَا ً بَاسِمَا
ً سَيَجِيْء ُ
وَكَمْ مِنْ غَد ٍ لايَجِيْء
ُ
هو الأَمْس ُ مَازَالَ
أَرْنَبَه ُ فِيْ الشَّرَايين ِيَرْكُض ُ
حَاشِيّة ُ السَمْح ِ أَوَّل
ُ مَنْ يُطْلِق ُ النَّار َ,
يَقْتَرِح ُ المَارَاثُوْنَ الطَّوِيْل َ
القُضَاة ُ المَرَاجِيْح
ُ حَمْقَى القُلُوْب ِ مَوَازِيْنُهَا
والزَّعَانِف ُ شُرْطَتُهَا
تَتَفَزَّع ُ مِنْ شَبَح ٍ قَائِم ٍ فِيْ الظَّلَام ِ
قَرِيْبَا ً ,
قَرِيْبَا ً ويَقْتَتِل
ُ النَّاس ُ مِنْ أَجْل ِ لاشَيْء َ
لاشَيْءَ ثَمَّة َ غَيْر
ُ الحَقيقةِ
نَطْرُقُهَا فِيْ البِلَاد ِ الَّتِيْ
سَمْحُهُا
لا نَرَاه ُ عَلَيْهَا
. . فَأَيْنُك َ يَا سَمْح ُ ؟
ليسَ سِوَى وَرَق ٍ أَصْفَرٍ
عَلَّقُوُه ُ
وقَالُوْا هُو السَّمْح
ُ
هذا الَّذِيْ سَتَرَوْن
َ هُو السَّمْح ُ
فآغْتَبِطُوْا فِيْ
اللِقَاء ِ السَّلَام َ
" 5 "
السَّلَام ُ
عَلَى السَّمْحِ
مَا خَانَه ُ النَّاس
ُ , مَاخَذَلُوْه ُ
وقَدْ كانَ مِنْ مِنْجَل
ٍ
والمَطَارِق ِ
أَدْنَى إِلَى المَوْت
ِ
هَلْ يَذْكُر ُ الكَعْك
َ , والمِأْذَنَات ِ الدُّعَاء َ العَرِيْض َ؟
وهَلْ يَذْكُر ُ الشُّهَدَاء
َ
الذينَ هُمُ الآن َ يَبْكُوْن
َ مِنْ أَجْلِنَا والبِلَاد ِ ؟
" 6 "
فَأَيُّ الجَوَانِب ِ,
يَا سَمْح ُ , سَوْفَ تَمِيْل ُ ؟ !!
من ديوان " البلاد التي كانت الشمس تفاحها " , ط1 , 1999 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق