ملخص سيرة
الإمام زيد بن علي عليهما السلام
الإمام زيد بن علي (ع):
الإمام زيد بن علي عليهما السلام
الإمام زيد بن علي (ع):
" 1 "
إمام الجهاد والإجتهاد زيد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم السلام . قتل في معركة فاصلةٍ ضد الجيش الأموي بقيادة يوسف بن عمر الثقفي , الذي كان والياً على العراق
وخرسان بأمر من الملك الأموي هشام بن عبدالملك , ودفن سراً من قبل ولده يحى بن زيد ونفر ممن بقي من أصحابه رضوان الله عليهم , ونبش قبره , وصُلب عارياً , بالكناسة , من غير لحاف, حتى حلّت فاطمة بني سلامة خمارها عن رأسها , فسترت عورته , وهم ينظرون .
فمضى الجلاوزة , إلى الوالي يوسف بن عمر الثقفي , وكان يسلك سبيل الحجاج في اخذ الأمور بالعنف والشدة , وكغيره من الجبابرة , فأخبروه , فقال : امضوا , فآحرقوه , فإذا صار رماداً , فآذروه في الفرات .
ولد زيد بن علي عليهما السلام في سنة 80 هجرية , واستشهد في ميدان الحرية ضد الأمويين سنة 122هجرية , وكان عمره يوم مقتله لاتتجاوز الثانية والأربعين .
" 2 "
ترعرع في ظل أبيه الإمام علي زين العابدين بن الحسين , مَنْ تلخصُ قصيدة الفرزدق الميمية الشهيرة مكارمه , بالإشارة القوية إلى عظمته , وحب الناس وإجلالهم له , حتى إنه كان إذا سار في مزدحم أفسح الناس له الطريق , فتأذى الأمويون , فهذا هشام بن عبدالملك حج قبل أن يتولى الخلافة , فطاف بالبيت , فلما أراد أن يستلم الحجر لم يتمكن , واهل الشام حوله , وبينما هو كذلك , إذ أقبل علي علي بن الحسين , فلما دنا من الحجر ليستلم تنحى عنه الناس إجلالاً له , وهيبةً واحتراماً , فقال هشام : " مَنْ هذا " , استنقاصاً له , وكان الشاعر الفرزدق حاضراً . فقال : انا اعرفه , فقال هشام : " من هو ؟ " , فأنشد الشاعر مرتجلاً :
هذا الذي تعرف البطحاءُ وطأته - - والبيتُ يعرفهُ والحلُّ والحرمُ
إلى آخر القصيدة .
وقد نزل الاذى بالفرزدق بسبب هذه القصيدة , هحبسه هشام بن عبدالملك امداً بعسفان , وهو مكان بين مكة والمدينة , فأرسل إليه علي بن الحسين (ع) بإثنى عشر ألف درهم , فلم يقبلها , وقال : " غنما قلت لله عز وجل , ونصرةً للحقِ , وقياماً بحق رسول الله (ص) في ذريته , ولستُ أعتاض عن ذلك بشيء , فأرسل إليه : " قد علم الله صدق نيتك في ذلك , وأقسمت عليك بالله لتقبلنها " , فتقبلها منه .
"3"
تتلمذ على يد والده علي بن الحسين , بحفظ القرآن , والحديث ,والفقه , يتلقاه , عن أبيه , وعن أخيه محمد الباقر , فآتسع علمه , ومعرفته , فصار يجتهد برأيه .
توفي عنه والده , وعمره لم يتجاوز الرابعة عشرة . ذهب إلى البصرة , والتقى بعلمائها , أمثال واصل بن عطاء , فتذاكر معه في الاصول , علاوةً على لقائه ببقية الطوائف كالمعتزلة , وفيها القدرية , وفيها الجهمية , وفيها كل الذين تكلموا في صفات الذات العلمية , فقد كانت سنهما متقاربة , ورأيهما متباعدة بشأن علي (ع) في حربه مع أم المؤمنين عائشة , ومع معاوية . علاوةً على لقائه ببقية الطوائف كالمعتزلة , وفيها القدرية , وفيها الجهمية , وفيها كل الذين تكلوا في صفات الذات العلية . وقد كان زيدبن علي من قبل قد تلقى عقيدة الإعتزال عن آل البيت , أمثال: محمد بن علي بن أبي طالب ( ابن الحنفية ) , الذي قال فيه الشهرستاني , في الملل والنحل : " كان كثير العلم غزير المعرفة , وقاد الفكر , مصيب الخواطر , قد أخبره أمير المؤمنين علي (ع) عن أحوال الملاحم , وأطلعه على مدارج المعالم , قد اختار العزلة ,وآثر الخمول على الشهرة ". , وأمثال علي زين العابدين , وابنه الباقر , والحسن والحسين من قبلهما , ومحمد بن الحنفية أخوهما .
احتك بالخلاف , مع هشام بن عبدالملك في مجلس هذا الأخير بدمشق , وأفحمه , عندما بدأ هشام بالتنقيص من قدر زيد بن علي (ع) وآبائه ,فقال هشام أخرج , فقال زيد : اخرج , ثم لا أكون إلا بحيث تكره .
خرج زيد في سنة 121هجرية , وكان مقتله سنة 122هجرية , بذهابه إلى الكوفة , فاختلفت إليه الشيعة تبايعه ,وكانت صيغة بيعته : " إنا ندعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه (ص) , وجهاد الظالمين والدفع عن المستضعفين , وإعطاء المحرومين , وقسم هذا الفيء بين أهله بالسواء , ورد المظالم , ونصر أهل الحق , أتبايعون على ذاك " , أما القسم , فكان " عليك عهد الله وميثاقه , وذمته وذمة رسوله (ص) لنقينَّ ببيعتي , ولتقاتلن عدوي , ولتنصحن لي في السر والعلانية " , فإذا قال المبيع : " نعم " , مسح يده على يده , وقال اللهم اشهد " .
وقد بايعه على ذلك , خمسة عشر ألفاً , وقيل أربعون ألفاً , ولما أخذ زيد البيعة وابتدأ يعد للمعركة , وسار فيها بضعة عشر شهراً , يدعو الناس إلى بيعته على النحو الذي أسلفنا , واتفق مع زعماء أصحابه على أن يكون خروجه في مستهل صفر سنة 122هجرية . ولما اقترب الموعد حتى أخذ بعض أتباعه الذين بايعوه في النقاش والجدل , فسألوه في أبي بكر وعمر , فقال فيهما خيراً , وإن استأثرا علينا بهذا الأمر , ودفعونا عنه , ولم يبلغ عندنا كفراً .
وقد ولوا وعدلوا , وعملوا بالكتاب والسنة , قالوا : فلمَ تقاتل هؤلاء , إذن ؟ فقال : إن هؤلاء ليسوا كأولئك , إن هؤلاء ظلموا الناس , وظلموا أنفسهم , وإني أدعو إلى كتاب الله وسنة نبيه , وإحياء السنن , وإماتة البدع , فإن تسمعوا يكن خيراً لكم ولي , وإن تأبوا فلستُ عليكم بوكيل , فرفضوه , وانصرفوا , وانقضوا بيعته .
كان هذا الخلاف , وقد تأهب العدو , وأخذ يهاجم زيداً وأتباعهم , فآضطر إلى المقاتلة قبل الميعاد الذي قدره بشهر , ودعا أتباعه بشعاره : " يا منصور أمت أمت " , وهو نفسه , الشعار الذي رفعه المسلمون بغزوة أحد , تحت راية الإمام علي (ع) , في وجود رسول الله (ص) , فلم يستجب زيداً إلى دعوته إلا 218 مائتان وثمانية عشر رجلاً ,عداً وإحصاءً , وقد كانوا من قبل خمسة عشر ألفاً , فنادى في الباقين الذين ضعفوا ونكثوا في أيمانهم : اخرجوا ,من الذل إلى العز , اخرجوا إلى الدين والدنيا , فإنكم ,لستم في ديم ولا دنيا " .
ولما رآهم لا يستجيبوا . قال : أنا أخاف أن يكونوا قد فعلوها حسينية , أما والله لأقاتلن حتى أموت " , وتقدم إلى الميدان , ومعه عدد قليل , ليواجه الجيش الكثيف لهشام بن عبدالملك , فقاتل ومن معه ببسالة منقطعة النظير , واستطاع أن يهزم الجيش الأموي الذي سيضطر إلى الإستعانة بالرمي , فنالوا من زيدٍ وأصحابه , كما نالوا من جده الحسين بالطريقة نفسها , ونال زيداً سهم في جبهته , فقتل.
وحتى لا يمثّل هشام بن عبدالملك بجثته , كما مثّل من قبل , يزيد بن معاوية بجسد الحسين (ع) ,حرص ابنه يحى بن زيد على أن يدفن أباه بحيث لا يعلم بموضعه أحد , فدفنه في ساقية , وردمها , ووضع عليها النبات لكيلا يعلم أحد بمكان جثمانه الطاهر , حتى وشى أحدهم , فنبش الأمويون قبره , وأخرجوا جثمانه , ومثلوا بهِ , ونصبوه بكناسة الكوفة بأمر من هشام بن عبدالملك .
من المهم هنا , الإشارة ضمن هذا السياق إلى أن الحرب من جانب الأمويين كانت حرباً فاجره , ليس فيها من القيم , قيم الإسلام , والرجال , فإنه ليذكر أن رجلاً من جند الأمويين على فرس رائع أخذ يشتم فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) شتماً قبيحاً , فبكى الإمام زيد حتى ابتلت لحيته , وجعل يقول : " أما أحد يغضب لفاطمة بنت رسول الله (ص) ,فاستتر أحد رجال زيد , وسار وراءه وقتله , فكبر أصحاب زيد (ع) , ثأراً لكرامة رسول الله (ص) , فقبله زيد , وقال : أدركتُ والله ثأرنا , أدركتُ والله شرف الدنيا والآخرة وذخرها " .
وفي صلب زيد (ع) , يقول شاعر الأمويين مخاطباً آل بيت النبي (ص) :
صلبنا لكم زيداً على جذع نخلةٍ --- ولم أر مهدياً على الجذع يصلبُ
ولم تمر عشر سنوات , على استشهاد زيد بن علي عليهما السلام , وابنه من بعده يحى بن زيد عليهما السلام الذي سيقاتل مثل أبيه جيوش الأمويين في أرض جوزجان بعشرات من الرجال لثلاثة أيام ولياليها , حتى قتل أصحاب يحى بن زيد , , وأتت نشابة في جبهته فقتل , واحتز رأسه , وسلب قميصه , وصلب على باب مدينة الجوزجان في وقت قتله , ثم بعث رأسه الشريف إلى الوليد بن يزيد بالشام , وبيحى بن زيد ينتهي للأبد العصر الأموي المستبد , بعصر مستبد هو الآخر , بظفر العباسيين عليهم , وأي ظفر , فقد نبشت قبور الأمويين جميعاً , ومدت الموائد على جثث قتلاهم الذين تولى العباسيون قتلهم من بني مروان وغيرهم , وقد سُقنا ذلك لنبين العبرة في تقدير الله تعالى , فإن الله يسلط الطاغين بعضهم على بعض للإعتبار . وبمقتل زيد وابنه يحى عليهما السلام , من بعده , ذُهب بالدولة المروانية الأموية , كما أن مقتل الحسين ذُهب بالدولة السفيانية , وبمقتلهم تحركت الضمائر , وسطع الحق المبين .
( انظر :محمد أبو زهرة , الإمام زيد (ع) /انظر : مقاتل الطالبيين )
فمضى الجلاوزة , إلى الوالي يوسف بن عمر الثقفي , وكان يسلك سبيل الحجاج في اخذ الأمور بالعنف والشدة , وكغيره من الجبابرة , فأخبروه , فقال : امضوا , فآحرقوه , فإذا صار رماداً , فآذروه في الفرات .
ولد زيد بن علي عليهما السلام في سنة 80 هجرية , واستشهد في ميدان الحرية ضد الأمويين سنة 122هجرية , وكان عمره يوم مقتله لاتتجاوز الثانية والأربعين .
" 2 "
ترعرع في ظل أبيه الإمام علي زين العابدين بن الحسين , مَنْ تلخصُ قصيدة الفرزدق الميمية الشهيرة مكارمه , بالإشارة القوية إلى عظمته , وحب الناس وإجلالهم له , حتى إنه كان إذا سار في مزدحم أفسح الناس له الطريق , فتأذى الأمويون , فهذا هشام بن عبدالملك حج قبل أن يتولى الخلافة , فطاف بالبيت , فلما أراد أن يستلم الحجر لم يتمكن , واهل الشام حوله , وبينما هو كذلك , إذ أقبل علي علي بن الحسين , فلما دنا من الحجر ليستلم تنحى عنه الناس إجلالاً له , وهيبةً واحتراماً , فقال هشام : " مَنْ هذا " , استنقاصاً له , وكان الشاعر الفرزدق حاضراً . فقال : انا اعرفه , فقال هشام : " من هو ؟ " , فأنشد الشاعر مرتجلاً :
هذا الذي تعرف البطحاءُ وطأته - - والبيتُ يعرفهُ والحلُّ والحرمُ
إلى آخر القصيدة .
وقد نزل الاذى بالفرزدق بسبب هذه القصيدة , هحبسه هشام بن عبدالملك امداً بعسفان , وهو مكان بين مكة والمدينة , فأرسل إليه علي بن الحسين (ع) بإثنى عشر ألف درهم , فلم يقبلها , وقال : " غنما قلت لله عز وجل , ونصرةً للحقِ , وقياماً بحق رسول الله (ص) في ذريته , ولستُ أعتاض عن ذلك بشيء , فأرسل إليه : " قد علم الله صدق نيتك في ذلك , وأقسمت عليك بالله لتقبلنها " , فتقبلها منه .
"3"
تتلمذ على يد والده علي بن الحسين , بحفظ القرآن , والحديث ,والفقه , يتلقاه , عن أبيه , وعن أخيه محمد الباقر , فآتسع علمه , ومعرفته , فصار يجتهد برأيه .
توفي عنه والده , وعمره لم يتجاوز الرابعة عشرة . ذهب إلى البصرة , والتقى بعلمائها , أمثال واصل بن عطاء , فتذاكر معه في الاصول , علاوةً على لقائه ببقية الطوائف كالمعتزلة , وفيها القدرية , وفيها الجهمية , وفيها كل الذين تكلموا في صفات الذات العلمية , فقد كانت سنهما متقاربة , ورأيهما متباعدة بشأن علي (ع) في حربه مع أم المؤمنين عائشة , ومع معاوية . علاوةً على لقائه ببقية الطوائف كالمعتزلة , وفيها القدرية , وفيها الجهمية , وفيها كل الذين تكلوا في صفات الذات العلية . وقد كان زيدبن علي من قبل قد تلقى عقيدة الإعتزال عن آل البيت , أمثال: محمد بن علي بن أبي طالب ( ابن الحنفية ) , الذي قال فيه الشهرستاني , في الملل والنحل : " كان كثير العلم غزير المعرفة , وقاد الفكر , مصيب الخواطر , قد أخبره أمير المؤمنين علي (ع) عن أحوال الملاحم , وأطلعه على مدارج المعالم , قد اختار العزلة ,وآثر الخمول على الشهرة ". , وأمثال علي زين العابدين , وابنه الباقر , والحسن والحسين من قبلهما , ومحمد بن الحنفية أخوهما .
احتك بالخلاف , مع هشام بن عبدالملك في مجلس هذا الأخير بدمشق , وأفحمه , عندما بدأ هشام بالتنقيص من قدر زيد بن علي (ع) وآبائه ,فقال هشام أخرج , فقال زيد : اخرج , ثم لا أكون إلا بحيث تكره .
خرج زيد في سنة 121هجرية , وكان مقتله سنة 122هجرية , بذهابه إلى الكوفة , فاختلفت إليه الشيعة تبايعه ,وكانت صيغة بيعته : " إنا ندعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه (ص) , وجهاد الظالمين والدفع عن المستضعفين , وإعطاء المحرومين , وقسم هذا الفيء بين أهله بالسواء , ورد المظالم , ونصر أهل الحق , أتبايعون على ذاك " , أما القسم , فكان " عليك عهد الله وميثاقه , وذمته وذمة رسوله (ص) لنقينَّ ببيعتي , ولتقاتلن عدوي , ولتنصحن لي في السر والعلانية " , فإذا قال المبيع : " نعم " , مسح يده على يده , وقال اللهم اشهد " .
وقد بايعه على ذلك , خمسة عشر ألفاً , وقيل أربعون ألفاً , ولما أخذ زيد البيعة وابتدأ يعد للمعركة , وسار فيها بضعة عشر شهراً , يدعو الناس إلى بيعته على النحو الذي أسلفنا , واتفق مع زعماء أصحابه على أن يكون خروجه في مستهل صفر سنة 122هجرية . ولما اقترب الموعد حتى أخذ بعض أتباعه الذين بايعوه في النقاش والجدل , فسألوه في أبي بكر وعمر , فقال فيهما خيراً , وإن استأثرا علينا بهذا الأمر , ودفعونا عنه , ولم يبلغ عندنا كفراً .
وقد ولوا وعدلوا , وعملوا بالكتاب والسنة , قالوا : فلمَ تقاتل هؤلاء , إذن ؟ فقال : إن هؤلاء ليسوا كأولئك , إن هؤلاء ظلموا الناس , وظلموا أنفسهم , وإني أدعو إلى كتاب الله وسنة نبيه , وإحياء السنن , وإماتة البدع , فإن تسمعوا يكن خيراً لكم ولي , وإن تأبوا فلستُ عليكم بوكيل , فرفضوه , وانصرفوا , وانقضوا بيعته .
كان هذا الخلاف , وقد تأهب العدو , وأخذ يهاجم زيداً وأتباعهم , فآضطر إلى المقاتلة قبل الميعاد الذي قدره بشهر , ودعا أتباعه بشعاره : " يا منصور أمت أمت " , وهو نفسه , الشعار الذي رفعه المسلمون بغزوة أحد , تحت راية الإمام علي (ع) , في وجود رسول الله (ص) , فلم يستجب زيداً إلى دعوته إلا 218 مائتان وثمانية عشر رجلاً ,عداً وإحصاءً , وقد كانوا من قبل خمسة عشر ألفاً , فنادى في الباقين الذين ضعفوا ونكثوا في أيمانهم : اخرجوا ,من الذل إلى العز , اخرجوا إلى الدين والدنيا , فإنكم ,لستم في ديم ولا دنيا " .
ولما رآهم لا يستجيبوا . قال : أنا أخاف أن يكونوا قد فعلوها حسينية , أما والله لأقاتلن حتى أموت " , وتقدم إلى الميدان , ومعه عدد قليل , ليواجه الجيش الكثيف لهشام بن عبدالملك , فقاتل ومن معه ببسالة منقطعة النظير , واستطاع أن يهزم الجيش الأموي الذي سيضطر إلى الإستعانة بالرمي , فنالوا من زيدٍ وأصحابه , كما نالوا من جده الحسين بالطريقة نفسها , ونال زيداً سهم في جبهته , فقتل.
وحتى لا يمثّل هشام بن عبدالملك بجثته , كما مثّل من قبل , يزيد بن معاوية بجسد الحسين (ع) ,حرص ابنه يحى بن زيد على أن يدفن أباه بحيث لا يعلم بموضعه أحد , فدفنه في ساقية , وردمها , ووضع عليها النبات لكيلا يعلم أحد بمكان جثمانه الطاهر , حتى وشى أحدهم , فنبش الأمويون قبره , وأخرجوا جثمانه , ومثلوا بهِ , ونصبوه بكناسة الكوفة بأمر من هشام بن عبدالملك .
من المهم هنا , الإشارة ضمن هذا السياق إلى أن الحرب من جانب الأمويين كانت حرباً فاجره , ليس فيها من القيم , قيم الإسلام , والرجال , فإنه ليذكر أن رجلاً من جند الأمويين على فرس رائع أخذ يشتم فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) شتماً قبيحاً , فبكى الإمام زيد حتى ابتلت لحيته , وجعل يقول : " أما أحد يغضب لفاطمة بنت رسول الله (ص) ,فاستتر أحد رجال زيد , وسار وراءه وقتله , فكبر أصحاب زيد (ع) , ثأراً لكرامة رسول الله (ص) , فقبله زيد , وقال : أدركتُ والله ثأرنا , أدركتُ والله شرف الدنيا والآخرة وذخرها " .
وفي صلب زيد (ع) , يقول شاعر الأمويين مخاطباً آل بيت النبي (ص) :
صلبنا لكم زيداً على جذع نخلةٍ --- ولم أر مهدياً على الجذع يصلبُ
ولم تمر عشر سنوات , على استشهاد زيد بن علي عليهما السلام , وابنه من بعده يحى بن زيد عليهما السلام الذي سيقاتل مثل أبيه جيوش الأمويين في أرض جوزجان بعشرات من الرجال لثلاثة أيام ولياليها , حتى قتل أصحاب يحى بن زيد , , وأتت نشابة في جبهته فقتل , واحتز رأسه , وسلب قميصه , وصلب على باب مدينة الجوزجان في وقت قتله , ثم بعث رأسه الشريف إلى الوليد بن يزيد بالشام , وبيحى بن زيد ينتهي للأبد العصر الأموي المستبد , بعصر مستبد هو الآخر , بظفر العباسيين عليهم , وأي ظفر , فقد نبشت قبور الأمويين جميعاً , ومدت الموائد على جثث قتلاهم الذين تولى العباسيون قتلهم من بني مروان وغيرهم , وقد سُقنا ذلك لنبين العبرة في تقدير الله تعالى , فإن الله يسلط الطاغين بعضهم على بعض للإعتبار . وبمقتل زيد وابنه يحى عليهما السلام , من بعده , ذُهب بالدولة المروانية الأموية , كما أن مقتل الحسين ذُهب بالدولة السفيانية , وبمقتلهم تحركت الضمائر , وسطع الحق المبين .
( انظر :محمد أبو زهرة , الإمام زيد (ع) /انظر : مقاتل الطالبيين )
· المشاركة
- أنت ومحمد عبد الرحمن السلمي وAbdullah Yemenite ومحمد العابد و 43 آخرين معجبون بذلك.
- الشاعر نشوان الغولي السلام على نجل زين العابدين وحفيد الحسين وعلي سيد الوصيين وحبيب الحبيب امام المرسلين
- مختار محرم والله يا دكتور عبد السلام كنت أفكر في أن أبحث عن قصة استشهاد الإمام زيد بن علي ويبدو أن روحك الكريمة استشعرت بما هممت به
- Muslim-muslim Saad · 5 صديقا مشتركاسلام الله عليك يا سيدي ابا محمد الباقر وزيد الشهيد البطل عليهم صلوا الله ورضوانه
- أبو مقام اليازلي لقد كان بني أمية يهود هذه الأمة في قتلهم الأنبياء ثم تلاهم بني العباس ثم إلى زمننا هذا فإن حزب الاصلاح كانوا يهودا بقتلهم ابن رسول الله السيد حسين بدر الدين الحوثي عليه السلام
- تمت إزالة هذا التعليق. يمكنك تراجع هذه الخطوة أو إبلاغ عنها كمسيئة أو حظرMansor Mohammad. يمكنك أيضاً give Mansor Mohammad feedback.
- محمد بن عافيه يا دكتور : أعتقد أن هذه الروايه
لم ترد في كتب أهل البيت
فالرافضه هم من رفضوا
الجهاد ولا يؤمنون به
وهذا رأي السيد مجد الدين...مشاهدة المزيد - Abdulsalam Alkebsi المصدر محمد ابوزهرة , ومقاتل الطالبيين وغيرهما , وسنضيف رأي السيد مجد الدين , وإذن من أين جاءت : تجوز خلافة المفضول في وجود الأفضل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق