الحلقة الثانية :
بمناسبة
الحديث عن الشعراء في سياق التقليد إعجاباً , على وجه البدايات ,ذلك لأن الشاعر الكبير لايولد كبيراً , بل , وهو الطبيعي , يتدرج في أصلاب الشعراء , حتى يستقل بإيقاعه الشخصي الذي يشير إليه , وبه يعرف امتيازاً , دون أقرانه , وفي وجود العشرات من المتميزين على طول الثقافة العربية وعرضها , أضع أمام القراء قصيدتين , متشابهتين لشاعرين كبيرين ,هما عمر ابوريشة , وعبدالله البردوني , لنرى وجوه الفوارق ..., والسمات بالتميز بينهما, بقصد أن يتعلم الآخرون من تجارب السابقين لهم في هذا المضمار , وجواباً لمن راسلني طالباً المزيد من التوضيح فيما يتعلق بمقالتي السابقة عن بدايات البردوني على وجه تأثره بشعراء عرب كان يقرأ لهم , كما هو الحال مع عمر ابوريشة الذي يقول :
" 1"
ملعب الدهر لو ملكنا هدانا
لبلغنا من الحياة منانا
أيَّ زاد سوى الظنون حملنا
وتركنا إلى هوانا العنانا
كلما أوغلت ركائبنا ضاق
على زحمة الدروب مدانا
واحتوانا من كل صوب ضباب
يرجع الطرف خاشعاً حرانا
نحن نسج الثرى فما لأمانينا
على كل كوكب تتفانى
تلك أقدامنا تعثر بالأعشاب
حيناً وبالحصى أحياناً
أمن الحب أن تدار عليك الكأس
ملأى وتنثني ظمآنا
كنت تدري أن الهناءة طير
لاح في دوحة الحياة وبانا
يا لزهو الصبا نظرتُ بعينيه
إلى العيش مورقاً ريانا
ما عرفتُ ارتعاشة الكف بالكأس
إذا كانت المنى ندمانا
هيكلي الرحب كل أهواء نفسي
في ذراه أقمتها أوثانا
سوف أمضي كما أمضيت وتدري
في حمى الروح أينا أشقانا
ما عرفت ارتعاشة الكف بالكأس
إذا كانت المنى ندمانا
كيف تفتر عن رضى ولياليك
أقامت عليك حرباً عوانا
وعجاف الرجال أرفع قدراً
منك في غيهم وأنبه شانا
طالما كنت مبصراً في دياجيك
وكانوا في نورهم عميانا
أسرجوا صهوة المذلة وانقضوا
على مثخن الجراح طعانا
هذه الزمرة التي في حماها
وقف الملك مطرقاً خزيانا
ما أظن العصور مرت عليها
فتلفت، أما تراها الآنا
" 2 "
الحديث عن الشعراء في سياق التقليد إعجاباً , على وجه البدايات ,ذلك لأن الشاعر الكبير لايولد كبيراً , بل , وهو الطبيعي , يتدرج في أصلاب الشعراء , حتى يستقل بإيقاعه الشخصي الذي يشير إليه , وبه يعرف امتيازاً , دون أقرانه , وفي وجود العشرات من المتميزين على طول الثقافة العربية وعرضها , أضع أمام القراء قصيدتين , متشابهتين لشاعرين كبيرين ,هما عمر ابوريشة , وعبدالله البردوني , لنرى وجوه الفوارق ..., والسمات بالتميز بينهما, بقصد أن يتعلم الآخرون من تجارب السابقين لهم في هذا المضمار , وجواباً لمن راسلني طالباً المزيد من التوضيح فيما يتعلق بمقالتي السابقة عن بدايات البردوني على وجه تأثره بشعراء عرب كان يقرأ لهم , كما هو الحال مع عمر ابوريشة الذي يقول :
" 1"
ملعب الدهر لو ملكنا هدانا
لبلغنا من الحياة منانا
أيَّ زاد سوى الظنون حملنا
وتركنا إلى هوانا العنانا
كلما أوغلت ركائبنا ضاق
على زحمة الدروب مدانا
واحتوانا من كل صوب ضباب
يرجع الطرف خاشعاً حرانا
نحن نسج الثرى فما لأمانينا
على كل كوكب تتفانى
تلك أقدامنا تعثر بالأعشاب
حيناً وبالحصى أحياناً
أمن الحب أن تدار عليك الكأس
ملأى وتنثني ظمآنا
كنت تدري أن الهناءة طير
لاح في دوحة الحياة وبانا
يا لزهو الصبا نظرتُ بعينيه
إلى العيش مورقاً ريانا
ما عرفتُ ارتعاشة الكف بالكأس
إذا كانت المنى ندمانا
هيكلي الرحب كل أهواء نفسي
في ذراه أقمتها أوثانا
سوف أمضي كما أمضيت وتدري
في حمى الروح أينا أشقانا
ما عرفت ارتعاشة الكف بالكأس
إذا كانت المنى ندمانا
كيف تفتر عن رضى ولياليك
أقامت عليك حرباً عوانا
وعجاف الرجال أرفع قدراً
منك في غيهم وأنبه شانا
طالما كنت مبصراً في دياجيك
وكانوا في نورهم عميانا
أسرجوا صهوة المذلة وانقضوا
على مثخن الجراح طعانا
هذه الزمرة التي في حماها
وقف الملك مطرقاً خزيانا
ما أظن العصور مرت عليها
فتلفت، أما تراها الآنا
" 2 "
ليقول الشاعر عبدالله البردوني :
لو تسامت عقولنا عن هوانا لهدينا و قدنا الزمانا
و لسرنا و خطونا يلد الفجر المغنّي ... و ينبت الريحانا
لو تلظّت قلوبنا بسنى الحبّ لما عانت العيون الدخانا
لو كبحنا غرورنا لملأنا من عطايا الوجود وسع منانا
فعطايا الحياة أوسع من آمال أبنائها و أسخى حنانا
لو ملكنا الهدى لمل سلّ كفّ خنجرا راعفا و أدمى سنانا
كيف يستلّ روح بعض ألنحيى مآتما واضطغانا ؟
و نسمّي لصّ الحياة شجاعا و نسمّي عفّ اليدين جبانا
***
نحن غرس الإله يحصده الله لماذا تعيث فيه ... يدانا ؟
ما لنا نسبق الحمام إلينا و هو أمضى يدا و أحنى بنانا ؟
و نخاف العدى وحين نعادي هل درينا أنّا خلقنا عدانا ؟
لو نفضنا شرورنا لرأينا أوجه الخير في الضّياء عيانا
نحن نبدي عيوبنا حين نرمي بالخطايا فلانة أو فلانا
نحن لو لم نكن أصول الخطايا ما رأينا ظلالها في سوانا
كم سألنا التفتيش عن جبفة الأثـ م و سرنا و الإثم يحدو خطانا !
و هتكنا مخابيء الإثم في الحيّ و عدنا نفتّش الأكفانا
لو تسامت عقولنا عن هوانا لهدينا و قدنا الزمانا
و لسرنا و خطونا يلد الفجر المغنّي ... و ينبت الريحانا
لو تلظّت قلوبنا بسنى الحبّ لما عانت العيون الدخانا
لو كبحنا غرورنا لملأنا من عطايا الوجود وسع منانا
فعطايا الحياة أوسع من آمال أبنائها و أسخى حنانا
لو ملكنا الهدى لمل سلّ كفّ خنجرا راعفا و أدمى سنانا
كيف يستلّ روح بعض ألنحيى مآتما واضطغانا ؟
و نسمّي لصّ الحياة شجاعا و نسمّي عفّ اليدين جبانا
***
نحن غرس الإله يحصده الله لماذا تعيث فيه ... يدانا ؟
ما لنا نسبق الحمام إلينا و هو أمضى يدا و أحنى بنانا ؟
و نخاف العدى وحين نعادي هل درينا أنّا خلقنا عدانا ؟
لو نفضنا شرورنا لرأينا أوجه الخير في الضّياء عيانا
نحن نبدي عيوبنا حين نرمي بالخطايا فلانة أو فلانا
نحن لو لم نكن أصول الخطايا ما رأينا ظلالها في سوانا
كم سألنا التفتيش عن جبفة الأثـ م و سرنا و الإثم يحدو خطانا !
و هتكنا مخابيء الإثم في الحيّ و عدنا نفتّش الأكفانا
Abdulsalam Alkebsi قلنا من قبل , في سياق الحديث بالملاحظات على بدايات البردوني الشعرية , أن الشاعر الكبير لايولد كبيراً , بل موهوباً ’ ويتدرج مع الوقت , بالقراءة لغيره ممن سبقه , أو لمن هو مجايل له , وأنه يمارس الشعر بالتقليد أولاً , ثم بالتجاوز عبر تجربة وجودية شخصية شعرية ابداعية منجزة , إلى إيقاعه الشخصي ,فهذا نزار قباني بدأ مقلداً للرواد أمثال البياتي والسياب ,في المركز الشعري , حتى استقل بنفسه كشاعر متميز , وهذا درويش الذي سيعترف بأنه خرج من معطف نزار قباني , وغيرهما , في المحيط الشعري , هذه المرة أمثال الزبيري , ولقمان , والشامي والحضراني والمقالح , والبردوني , وغيرهم , ولا عيب في ذلك , إنما العيب في من يستمر بوعي منه , وبدون وعي في المكوث تحت ظلة لشاعر معروف , يستزيد منه , ولا يخرج عنه , بظلته هو , ليدخلها غيره , ثم يخرج عنها شاعراً كبيراً , وإذ لولا ذلك لنفد الكلام , على حد تعبير الإمام علي (ع) , فالمعاني ملقاة على قارعة الطريق , وانما الشعر ضرب من التصوير , حسب الثقافة العربية القديمة
يحيى قاسم سرور · Friends with علي جاحز and 50 آخرين
الف رحمه ومغفره ورضوان من الله تعالى .. على عملاق الفكر .. والادب. والشعر البليغ الذي جعل من اليمن السعيد. سعيدا وفخرا. وشرفا. في كل المحافل. التي صدع فيها نجم هامة اليمن وفخرها. الاستاذ الكبير .. المتواضع جدا جدا. الوطني الغيور. الشريف الزاهد. عبد الله البردوني .. ورغم حضوره الرفيع. الا انه ظل نموذج فريد ووحيد لجيل عمالقة الادب والفن. والكلمه الشجاعه. من اجل قضايا الامه. ليتهم سمعوا ليتهم. استفادوا من هذا النهر والشلالات. العذبه. لاكنهم للاسف. تناسوا. وبعد فوات الاوان. تذكر وا هذا العملاق. الذي هو في قلوب كل الشرفاء والاحرار. والوطنيين الشرفاء.
حميد الكحلاني دراسه نقديه رائعه يادكتور فدراسه الأدب المقارن ضروري لمعرفه عظمه الشعراء ومكامن خفياء أبداعهم وأبتكارتهم الشعريه والأدبيه فأي شاعر مشهور كان أومغمور لا تستقيم سليقته ونظمه ألا بتركمات شعريه سابقه أثرت به ونحتت بمخيلته تجارب أثرت به لترسم مستقبله الأدبي
الشاعرناصر علي المحرسي بس المسأله مش بلوزن ...بلكلمات القوية...والمعنى المفهوم
البعض يكتبو قصيده على اساس وزن وقافيه ولاكن المعنى لا يوجد
لو شاعر محترف سوا رد لشاعر مبتدء ...طبعاً المحترف بيهزم المبتديء بقوة المعاني ....
البعض يكتبو قصيده على اساس وزن وقافيه ولاكن المعنى لا يوجد
لو شاعر محترف سوا رد لشاعر مبتدء ...طبعاً المحترف بيهزم المبتديء بقوة المعاني ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق