د. عبدالسلام الكبسي
قراءة تفسيرية للقرآن الكريم بالقرآن نفسه
.
" هذا منطق القرآن الكريم :.. "
" 1"
نصرح بدايةً , وفي كل حين , أن منهجنا في
قراءة القرآن الكريم بالتدبر في آياته , يقوم على حقيقة أن القرآن يفسر نفسه بنفسه
, إنطلاقاً من , واعتماداً على قوله تعالى :
مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ – الأنعام .
وقوله تعالى :
وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً
وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89) – النحل .
وأن نقرأ القرآن الكريم , بعيداً عما ألحق
به من وضع البشر على وجه التفسير أو التأويل
, نقرأه كما فهمه الصحابة سلام الله عليهم في زمن , ولحظة تلقاه , وأمرهم
بتدوينه صلى الله عليه وآله وسلم .
ومع ذلك , فقد لا يخلو اجتهادنا من تقصير ,
فالنص القرآني مفتوح على الأزمنة , ويتجدد بالقراءات .
مفضلين في سيرتنا البساطة , والتبسيط ,
والإيجاز بالإشارة , والربط للتعليل .
" 2"
ونرى هنا , أن الجملة القرآنية تنبني على
قانون عام , هو عالم الغيب , وعالم الشهادة : عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9)- الرعد .
وينبني العالمان ( الشهادة والغيب )
كمحصلة نهائية , على التضادات إزاء الآخر, وبالنسبة لذاته , بوجود الشيء وعكسه في الآن نفسه , وعليه خلق
الله الكون, الذي نحن فيه , ونعرف قوانينه كصلب وسائل , وغاز , وحب وكراهية عند
بعض الفلاسفة , وسائل وتجمد , وسيخلق الكون الأخروي , وهو عكس كوننا , عكس قوانينة
تماماً , وإن كان له تضاداته :
يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ
وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) – ابراهيم .
أي أن فيزياء العالم الأخروي , ستكون عكس
فيزياء عالمنا الدنيوي ( الديالكتيكي )
, فإذا كان مصدر اللبنِ في عالمنا , هو
البقرة ,والماعز مثلاً , وأصلُ الخمر العنبُ ,
والنحل من يمدنا بالعسلِ : ,
وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ
مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66) وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ
وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67)
وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا
وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)
ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ
مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ
فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)- النحل . فإن العالم الأخروي :
مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ
فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ
يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ
مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ
رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ
أَمْعَاءَهُمْ (15)- محمد .
وعليه ,نقول استنباطاً , بأن السبب في ذلك
, هو خلو العالم الأخروي من الضدية ,بما يعنيه ذلك , من انسجام , وإن الإنسجام يعني
الديمومة , بالخلود .
إنَّ ذلك , ما يحكيه القرآن بجلاء مبين ,
فالجنة مثلاً : لَا
يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13)- الإنسان .
حتى الخمر : لا
فيها غول ولا هم عنها ينزفون (47) – الصافات .
لا يصدعون عنها ولا ينزفون (19) – الواقعة .
بمعنى أن ليس فيها كخمر الدنيا , من تأثير
ضدي .
وقس على ذلك , بغير آية , وآية بالقرآن
الكريم , في تضاد بجهنم , وعالم جهنم , وكأنهما عالمان منفصلان ضمن أخروية واحدة .
وإذا كان الإنسجام هو فيزياء العالم الغيبي
, (عالم الغيب) , فإن التضاد هو العالم
الدنيوي , لماذا ؟ لأنه عالم لايتمتع كالعالم الأخروي بالإنسجام بما يعنيه من
سكونية وثبات , فلا طفل سيكبر , ولا شاب سيشيخ , ولا حي ثمةَ يموت , بل إنه على
عكس من ذلك , يتمتع بالحركة بما تعنيه من
احتكاك أيضاً , ولذلك , فمصيره الفناء .
فالأرض تدور حول نفسها , وحول الشمس ,
وكلٌّ , يدور حول غيره , بآستمرارية في الحركة , وبهذا تستمر الحياة , ومتى ما
توقفت حركة كوننا فجأةً , أو ما عبر عنه القرآن الكريم بكلمة " بغتة " في أكثر من عشرة مواضع بالقرآن نفسه .
حتى إذا جاءتهم
الساعة بغتة /حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون /إن أتاكم عذاب
الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون .." / قلت في السماوات
والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علم .."/".. غاشية
من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون
بل تأتيهم بغتة
فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ولا هم .."/".. كفروا في مرية منه حتى تأتيهم
الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم /".. حتى يروا العذاب الأليم (201) فيأتيهم
بغتة وهم لا يشعرون /وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون /من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون /هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة
وهم لا يشعرون /فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها فأنى لهم إذا
جاءت .." – صدق الله العظيم .
متى ما توقفت الحركة , فإن كوننا سيتعرض , حسب العلم الحديث, إلى قصور
ذاتي , وينفجر نحو الكارثة .أو ما عبر عنها القرآن الكريم , بالقيامة :
إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1)
وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2)
وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3)
وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4)
وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5)
وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) – التكوير .
وعليه , فإننا نستدل بكوننا على كون آخر سينبني , ويقوم بأمر الله
,على أنقاضه , بما يعبر عنه , بالهدم من أجل البناء , في قطيعة مع سابقه بآمتياز .
وبذلك , نقترب من حقيقة القرآن الكريم كوحي يوحى , لا نشاط بشري , ككتاب لاريب فيه , لماذا , لأنه مطابق للعقل
, وللواقع الفيزيائي , أو بمعنى أصح لمنطق العلم بما يعنيه من صياغات نهائية .
نعود إلى عالمنا الدنيوي , وبما يتعلق
بالقرآن الكريم الذي سيتحدث عن عالمين متضادين , ويخاطبهما معاً, فالإيمان في وجود
النفاق , والإسلام ضد الكفر , والنار عكس الماء , والحياة ليست الموت , ولا النور
الظلمات , وهكذا , وهلم جرا , كقاعدة طردية .
وفي وجود أن خلقت الأشياء من تضاداتها ,
فالماء من عنصرين ناريين ( الهيدروجين والأكسجين ) , نمثل لذلك , ببساطة متناهية ,
والنار من الماء : جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً , وقد صرح بذلك القرآن في دعوة
من للتأمل , ولكننا , مع الأسف , لا نتأمل :
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ
مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ
وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72)
وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (73) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً
لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (74)
لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (75) فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ
مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (76)
أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ
خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) وَضَرَبَ
لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي
أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ
الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ
الْعَلِيمُ (81) إِنَّمَا
أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ
شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83) – ياسين .
وأكتفي بالتمثل بهذا النص القرآني السالف ,
من سورة ياسين , كعينة ٍ, تنسحب طردياً على طريقة بناء القرآن الكريم , القائم على
التضادات : خَلَقْنَا لَهُمْ /- لايَشْكُرُونَ (73) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً - مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ - خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ
مُبِينٌ / (77) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا - وَنَسِيَ
/ يُحْيِي - رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي
-أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ / الشَّجَرِ
الْأَخْضَرِ - نَارًا / السَّمَاوَاتِ - وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ
يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ
فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ
مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83) , من سورة ياسين نفسها .
مثال آخر
من القرآن الكريم
وعلى صعيد آخر , فعالم الغيب مقابل عالم الشهادة
فيما يتعلق بالقرآن الكريم , يتمثل كقانون على التضادات كبنية عميقة , وذلك مثلاً
, من خلال الأربع الآيات التالية ,التي يريد الله سبحانه وتعالى أن يقول لنا , كما
نفهم نحن , الآتي :
بيدي
عَالَمُ الغيب ( الزمان ), وعالم الشهادة (
المكان ),
ولي القدرةُ في تغييرهما بمزجهما , أو بلا مزج
, كيف , ومتى , وحسب أشاء :
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ
فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا
تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (29) – لقمان .
بما يعنيه عالمُ الغيب في الزمان كمجرد , من
نسبية , وبما يعنيه عالمُ الشهادة بالمكان كحسي ٍّمن ثبات ,بالنسبة لنا , ولما هو قائم بحقيقته الفيزيائية
بتعبير عصرنا الحديث .
فالتناوب ماثل , وعلى شكل ضدي , بين الزمان كعالم غيبي , وبين المكان كعالم حسي ,مع القدرة
عليهما : عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9)- الرعد , وذلك حسب الوتيرة الآتية :
إِنَّ
اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي
الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ
بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34) – سورة لقمان .
زمان
:
إنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ :
إن
الله عنده متى علم الساعة , فمتى : زمان , هذا الزمان نسبي , ومجرد , لأنه غيبي .
مكان:
وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ – مكان , ثابت , حسي
, لأنه ينتمي لعالم الشهادة .
مكان :
وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ . /زمان :
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ
غَدًا. /مكان :
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ
تَمُوتُ .
القدرة
:
إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34) – لقمان .
"2"
اللَّهُ
يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ
وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (8)
عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9) سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ
جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10) – الرعد .
مكان : اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ
أُنْثَى .
/زمان : وَمَا تَغِيضُ
الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ .
القدرة
:
وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ /إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ .
مكان : فِي الْأَرْضِ .
زمان
: وَلَا
فِي السَّمَاءِ .
القدرة
:
هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي
الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6) – آل عمران .
المنطق
العقلاني
يَا
أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا
خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ
مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي
الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ
لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ
إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى
الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ
وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5) – الحج .
زمان
:
" يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ
فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ
.
القدرة
:
فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ
مكان :
مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ
مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ
لَكُمْ – زمان :
وَنُقِرُّ
فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى .
مكان :
ثُمَّ
نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى
وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ
عِلْمٍ شَيْئًا .
زمان:
وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً .
مكان :
فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ
اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ
مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5) – الحج .
هنا , يثبت الله شيئاً من عالم الغيبِ ( البعث -
حياة ) , كمجرد ,
بشيء من عالم الشهادة (
الموت – هامدة / الحياة - اهتزت) , كمرئي حسي .
هذا منطق في القرآن الكريم , وهو منطق
عقلاني , ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كبيرا .
إن هذه القراءة لا تذهب كما ذهب المفسرون ,
والمؤولون , وأصحاب الإعجاز , الذين كانوا قد سطحوا القرآن الكريم , من حيث ,
قرأوه بالإسرائيليات , أو قارنوه بما في
أيدي البشر , وبما امتلكه البشر من علوم .
ولقد صدق الله , حيث يقول :
وَإِنْ
كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ
مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ
تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ
أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) – البقرة .
صدق الله العظيم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق