الاثنين، 20 أغسطس 2012

هدهد سليمان : حضارة البريد للدكتور عبدالسلام الكبسي




من أجل فهم أفضل للقرآن الكريم : 



د. عبد السلام الكبسي





منطقُ الطير

هو استعمال الطير للبريد والصيد وغيره , كتحول حضاري في التواصل والرزق ,

والهدهد هو الحمام الزاجل ,

ومن تحدث مع سليمان , إنما هم جواسيسه :



" 1 "





لفهم القرآن الكريم بشكل واقعي وحقيقي , بعيداًعن خرافات الأقدمين من المفسرين , بشأن نبي الله داوود , وسليمان عليهما السلام , نقول الآتي : إن الله سخرالجبال لداوود ليستخرج منها الحديد , وما إلى ذلك , مما يقصده القرآن الكريم , ويفهم عبرقوله تعالى :" وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (11) وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14) – سبأ , صدق الله العظيم .

والريح هنا ,من الرائح الغادي , هي السحاب الممطر, إن ذلك ما يفهم من قوله تعالى : فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36) – ص , مكية

, ومن قوله تعالى : " وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (81)- الأنبياء .



وكان يمتلك الجيادَ المسرجة قياماً , ذات العربات المستعملة في النقل والبريد , وغيرالمسرجة , وهو مايفهم من قوله تعالى : " وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (33) – ص,مكية .

ولم يحدث , كما ذهب معظم المفسرين , كما هي عادتهم ,أن طفق يضرب سوقها , وأعناقها بالسيف , لأنها شغلته , وبحجة , أنها , ألهته عن ذكر ربه بالصلاة , " وكان ذلك مباحًا له " – انظر ابن كثير والبغوي وغيرهما .

 بل على العكس تماماً , إذ لا يليق بالنبي أن يقدم على محرم , ولأن ذلك , لم يحصل , فسياق الآية يشير بجلاء إلى أنه كان يمسح سوقها وأعناقها بيده، حُبًّا وهدهدة منه لها، بما يزرع الألفة بينه وبينها .

علاوةً على الطير باستعماله للبريد , والصيد وغيره , مما سبق , ومن قوله تعالى : " " , وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآَتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20) – ص, صدق الله العظيم

والأوبةُ وما اشتق منها , هنا , بمعنى الطاعة بالتسخير , وما يترتب على ذلك , من دلالة على الله , خالقهن , والتسبيح عائد على البشر , وعلى داوود عليه السلام هنا أيضاً , قصراً .



كل ذلك , ما كان قد عبر عنه القرآن بقوله : " علماً ", وقد عرفنا الحكم , بالزبور : " وآتينا داود زبورا " , من قوله تعالى بالنسبة للعلم : " وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) – النمل ,صدق الله العظيم .

وعرفنا الحكم والعلم لكليهما من قوله تعالى :

وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79) وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (80) وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (81) – الأنبياء , صدق الله العظيم .









" 2 "

حضارة البريد

وبالنسبة للطير , فقدألهمه الله لإكتشاف قدرةٍ في بعض الطيور , بتسخير الحمام وماشابه, من الهداهد , والطيور في مصالحه , ومصلحة البشرية , وذلك على نحو أولي , ولأول مرة في تاريخ الإنسانية ,وذلك , في التراسل بالبريد , والصيد وغيرهما, وقد عبر عنه القرآن ب" منطق الطير " , وقدورَّث داوود هذه النعم , بإذن الله , لولده سليمان عليه السلام , وزاد عليه , بما يفهم من قوله تعالى :"

وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) – النمل, صدق الله العظيم .

وبالإضافة إلى ماعبر عنه القرآن الكريم بعين القطر , من نحاس , وذهب , وفضة , وغيره من الفلزات , فمن قوله تعالى :



" وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (11) وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13)" . صدق الله العظيم .

ولذلك رفض هدية ملكة سبأ , لسبب وآخر ,عندما قررت إرسالها إليه كاختبار له  : " بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35). فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آَتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آَتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37)- النمل , صدق الله العظيم .

فهو في غنى , وفضل , بما سخر له من علم , في استخراج ثروات الأرض , وبما هو عليه كنبيٍّ , و كأول , في الإفادة , من ذلك الفضل.



" 3 "



الهدهد هو مجموع الحمام الزاجل ,

كنظام للبريد ,

وجواسيس سليمان هم من تحدثوا بالكتاب لسليمان وليس الهدهد :

حضارة البريد :



وعليه , فإن الهدهد , هو , الحمام كثير الهدهدة ,عند العرب , ولعل التسمية جاءت من الإهتداء .

وأن المقصود بالهدهد , هو مجموع الحمام ,المسخرات بالتربية والعلم  , لاستخدامهن للمراسلة ,وكانت المراسلة بالحمام الزاجل , حضارة ذلك الزمان , ولها تقاليدها , وأنظمتها ,وللقارئ أن يرجع للبحوث المتعلقة بحضارة البريد مع الفراعنة مثلاً , والإغريق والصين , والآشوريين والعموريين ببلاد الأردن , وغيرهم , كنظام بريدي خاص بالملوك والكهنة وقتئذ , تنظم لهم الإتفاقات والمعاهدات , والنذر بالحرب .. إلخ .

وكيف أن الوسيلة في ذلك كان الحمام الزاجل , ومابين مسافة ومسافة يكون قد سلم بريده , وتسلم غيره عبر وسائط من البشر , حتى تقترب المسافات , ويقل العناء , وقد كشف العلم الحديث أن الحمام الزاجل متمكن بالقدرة خلقاً , على مايمكن أن نقول له برسم خارطة المجال المغناطيسي للأرض, يستعين بها في معرفة سبل الأوبة إلى موطنه, من حيث جاء , أو انطلق .

 وتفقد الطير في الآيات التالية , ليس إلا بمعنى أنه سأل عن البريد , فقد كان سليمان يراسل الملوك , والقرى , والممالك من حوله , وأبعد منه , ولما تأخر الحمام (الهدهد), عن العودة غضب سليمان , وقرر أن يرى في الموضوع , فإن لم يكن ثمة مبرر لتأخره , وقد رباه على ذلك , للمراسلة , فسيذبحه إذ لا فائدة منه مرجوة بغير أكله , لكن عند عودته , علم من خلال ماجاء به عبر جواسيسه في البلدان , مكتوباً ربطاً على رجله , أن ثمةَ امرأةً تملكهم , أو كما جاء نصاً , في قوله تعالى :

وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) – النمل .



الإلتفات والمجاز خصائص بلاغية :

وإنما بناء الجملة القرآنية الذي يقوم على الإلتفات ,بالتنويع مابين ماوصله من جواسيسه مكتوباً وعبر الحمام الزاجل ( الهدهد) , وبين ماهو عائد لله بقوله :" أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) – النمل , كما يقوم على المجاز بإنساب الفعل لغير فاعله , ليكون هو الفاعل , وعبر الإختزال إجمالاً واختصاراً , ترك من لايفهم ذلك , في حيرة من الأمور , فتشابه اشتباهاً , على الناس الأمر , فذهبوا فيما ظنوا فيه , وأذهبونا معهم , في خرافات من تفسيراتهم , حتى نسبوا الفعل لغير فاعله , وصح باطلاً لديهم أن ذلك يدخل تحت بند المعجزات والخوارق , لا العلم بالدربة والتجربة , والعمل بالأسباب .

إن ثمة فجوات معرفية , ومعلوماتية ضمناً , يتركها القرآن لقارئه , ليتدبر , وكان المجاز سيدها ,وبه ,كانت لغة القرآن فخيمة على وجه البلاغة امتيازاً .



" 4 "

جاء في لسان العرب : والأوب : القصد والإستقامة , ومازال ذلك أوبه , أي عادته , وهجيراه .والأوب الرجوع ,قال شمر: كل شيء رجع إلى مكانه فقد آب يؤوب إياباً إذا رجع .

جاء في جمهرة اللغة : يقال سبح الله عزوجل ومجده , أي ذكر الآءه .

وعليه , نقرر , أن تأويب الجبال وتسبيحها لداوود ,بمعنى تسخيرها من الله له بالإلهام , فقد كان الناس لم يكتشفوا بعد استخراج الحديد من الجبال , لصنع المعدات الحربية وغير الحربية حتى ألهم الله داوود , كما , ألهمه استعمال الطير للبريد , مما صنع تحولاً حضارياً في حياة الناس , عبر التواصل السريع , بالحمام ( الهدهد ) , وبالخيل ذات العربات لنقل الأشياء مابين الممالك , فيما بينهم ,نقول ذلك بعيداً , عن قضايا المجاز , وهو مهم هنا , في سياق فهم الجملة القرآنية من بنائها .

وكان سليمان قد ورث العلم , والحكمة , واصطفاه الله , كما اصطفى أبيه من قبل , للملك , والنبوه .

إن كلمة " ألقي إليَّ " في القرآن على لسان ملكة سبأ , علاوة على حجم الرسالة من حيث عدد الكلمات : إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) – النمل .  , تفتح لنا , وقد فتحت, أفقاً جديداً , في تأويلنا بالتفسير للقرآن الكريم , بما يجنبه خرافة الناس , وتصوراتهم , تجاه قضايا عالجها القرآن وتحدث عنها , بواقعية , كحقائق , ووقائع  محضة.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق