الأحد، 26 أكتوبر 2014

العمل بالأسباب د.عبدالسلام الكبسي


العمل بالأسباب في القرآن الكريم

جواباً لمن سألني :

 

العمل بالأسباب لينال الإنسان ما يرجوه بدفع المضرة أو جلب المصلحة , مبدأ إجرائي رئيس ٌ في القرآن الكريم , لكن المسلمون لا يعملون به , ولذلك تخلفوا .

ضرب الله به مثلاً بيوسف (ع) , في قوله تعالى : " وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ " , و في موضع آخر يقول الله على لسان يوسف : " قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ " , صدق الله العظيم .

وفي قصة أيوب : " اركض برجلك " لينال العافية من المرض , في قوله تعالى : " وَاذْكُرْعَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْنَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَامُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ " .

وهناك شواهد كثيرة في غير مكان من القرآن , كقوله تعالى بخصوص مريم (ع) : " وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا" , صدق الله العظيم .

إذ لا بد من " نصب السبب " أولاً .

ليس بالحركة البسيطة التي قد يراها الإنسان ظناً منه ,أنها لا تقدم ولا تؤخر في تغيير مجرى الأمور وحسب ُ , و إنما في إنقاذ النفس من الهلاك بالكلمات من الدعاء , كما حصل مع يونس (ع) : " فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ " , صدق الله العظيم .

وهناك غير ذلك من الشواهد , يستطيع القراء استقراءها من الحياة كواقع معاش , ومن الحكمة في بطون الكتب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق