الاثنين، 13 أكتوبر 2014

ظلال حزينة لأسماء متعبة , الجزء الثاني , شعر عبدالسلام الكبسي 2014





 


 

الأعمى

 

 

 

 

ليس
يدري أيّ الجهاتِ
سيذهبُ...
أيُّ المرافئ يرسو بقاربِ عينيهِ
أي الأماكنِ , يحملها ذكريات ٍ لعمر ٍ مُمض ّ ٍ
ولا نحو شيء ٍ محدد بالضبط ِ , يمضيْ
على شوكِ أيامه ِ ,
دونَ ورد ٍ من الفرح ِ الآدمي ِّ
يسيرُ الهوينا , الهوينا ..
كسائمة ٍ في قفار ِ الظنونِ
كرؤيا على فلوات ِ الجنون ِ
السؤال ُ هنا ,
مَنْ يواسيه ِ وحدتَه ُ
المستمرة ِ بالليل ِ
مَنْ يترفق ُ يقظتَه ُ بالنهار ِ
و مَنْ سوف يأخذُ بعضَ يديهِ
ليقطع َ شارعَ رغبته ِ
للرصيف ِ المقابل ِ
مِنْ خطوات ِ الوجود ِ الممل ِّ ,
يحدثنا :
"
ليس إلا أنا , ها هنا ,
أتناول ُ كالإسبرين َ حياتيْ
وفي الظلمة ِ المستديمةِ ,
أرمق ُ دون عيون ٍ ,
كما تعلمون َ ,
بفلبي فقطْ
كي أرى من جديد ٍ
حياتي ْ
تمر ُّ بلا شكل ,
لا لون غير الحداد ِ
ولا غبطة ٍ غير هذا السواد ِ
من البشر الفرحين بلا أفق ِ ,
ليس هناكَ على الأفقِ غيريْ
تحديتها بالشرود ِ إلى غير ِ ذلك َ
مما ترون َ
بقلبيْ فقطْ
أيها المبصرونَ , فقلبي حديد ٌ ,
وقلبي أيضاً , كل ُّ الوجودْ


 

 

 

 

 

 

 

الكئيبُ
إلى الإنسانية المعذبة بمرض القلق " depression"

 

 




 

" 1 "


الحزين ُ الذي كان حر الجناح ِ...
و طَلْقَ الصباح ِ
هو الآن , أعجزُ مِنْ أَنْ يخلّصَ أوقاتَهُ الحُمْرَ كالجمر ِ ,
مما اعتراها من الحزنِ ,
والخوفِ ,
والوهنِ المستطيل ِ الذي لا يكادُ يزول ُ
و مما اعتراها من الهلع ِ المستثار ِ ,
على قلق ٍ بغتة ً ,
في مسار المرارة ِ

نحو الجنون ِ

 

 


" 2 "


الحزين ُ بمعنى ً وآخر ,
يشعر ُ بالإبتعاد ِ عن الناس ِ ,
مثلَ القطار ِ السريع ِ
إلى غير ما وجهة ٍ ماعدا نقطةَ الضجر ِ المستديم ِ ,
و يشعر ُ بالدوران ِ المريع ِ ,
كمروحة ٍ في مهب ِ الرياح ِ ,
وأيّ رياح ِ
بما يشبه السير ِ كالسيرك ِ فوق جبال الهموم ِ ,
وما بين بين الظنون ِ
بما يشبه الإنحدار إلى هوة ٍ ما لها من قرار ِ ,
لذلك يطلق ُ أنفاسَهُ لاهثاً , للفرار ِ


" 3 "


الحزين ُعلى قلق ٍ ,
يتوقع ُ في كل آن ٍ بالخوف ِ
يا لغباء الأحاسيس ِ ,
يا لدهاء الوساوس ِ ,
يا لجحيم ِ المشاعر عند التناذر ِ
ماذا سيحدثُ بعد قليل ِ هنا ,
ويشيرُ الكئيبُ إلى القلب ِ
ماذا يجول ُ هناك َ , كما الحربِ
مَنْ أيقظ الخوفَ في قلبهِ مثلَ وحش ٍ على غابة ٍ مستعر ْ
مَنْ دعاهُ ليسلكَ بعض سقرْ
ثم شيئاً فشيئاً ,
قد يتوقفُ إحساسهُ بالمخاوفِ مثلَ المطر ْ
ليعاودهُ من جديد ٍ ,
كنافورة ٍ , بالخطر ْ
إنهُ

مثلَ مَنْ هم َّ بالقفز ِ في البحر ِ
مستنقذاً نفسهُ ,
بينما ماتزال السفينة ُ خالية البالِ ,
تجري في اليسر ِ من عسرها , والمصير ِ
أو إنه بالأصح ِ ,
كمثل ِ شراع ٍ بلا دفة ٍ ,
ينتهي غالباً , أمر ُ كل شراع ٍ بلا دفة ٍ , بالصخور ِ


" 4 "


الحزين ُ هنا ,
كانَ قد مر َّ ,
لكننا لا نراه ُ يمرُّ هناك َ ,
يعاني ْ كطفل ٍ وحيداً , دونَ حدود ٍ ,
فأحواله ُ لا تسر القريبَ ,
ولا يرتضيها البعيد ُ ,
يعانيْ ,
لكننا لا نراهُ هنا يتضورُ فوقَ السفودِ ,
لا من قريبٍ ,
ولا من بعيد ٍ
لكنما الحاصل ُ الآن ,
يدخلُ إن شئتَ أن تتصور َ , ضمن الجحيم ِ
فمَنْ أولاً ,سوف يمنحهُ الأمن َ من خوفِ ,
والإرتياح ِ من الحزن ِ
مَنْ ثانياً , سوف يمنحهُ مثلما كان يحلم بالغد ِ
معنى الرجوع ِ إلى الحلم ِ ,
يمنحهُ شارة ً في الطريق الطويل ِ ,

الطويل ِ
ليعرفَ أنّ التوقفَ بالوهم ِ ,
مادام قيدَ الوجود ِ , عن الحلم ِ ,
يعني النهاية َ ,
مَنْ آخر الأمر ِ ,

يمنحهُ في غصاصته ِ المستمرة ِ شيئاً ,
من ثقة العابرين على الجسر ِ

نحو الحياة ْ ؟!!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المجنونُ


 

 


لا يشيب ُ
لمجنون قلبٌ,
ويضحكُ في غبطةٍ من وساوسهِ ,
وقتَ يغرقُ حتى , ...
على الماءِ لا ريب ِ ,
حين تمر الحياةُ عليهِ ,
فليس يراها ,تمر ُّ
يحسّ ُ فقطْ , ربما , بمرارتها
دون حسٍ كسائمة ٍ في المتاهة ,
ليستْ بحل ٍّ من أمرها ,
لتحسَّ بأن الحياةَ تمر ُّ
لذلك عن جَدْ
فهو يلامسُ مغلوبَ أمر ٍ سواها ,
جداراً من اللاوجود ,
بلا حدّْ


 

 

 

 

اليتيم ُ

 

 

 


" 1 "


يتنهدُ في الليل ِ
كالطير ِ ,
يخفتُ كالضوءِ , وجهُ اليتيم ِ الحزين ِ ,...
وفي الحزن ِ يمحو حزناً بآخر َ ,
قلب ُ اليتيم ُ ,
على مَنْ هنا , تركوهُ وحيداً ,
يواجهُ غربتهُ المستديمة َ,
حيثُ الأمانيُّ لا تتحققُ , والوعد ُ لا يتألق ُ
في واقع ٍ شائك ٍ بمريبِ الشجون ِ ,
اليتيم ُ بلا وعد ُ ,
يجلسُ منفرداً ها هنا , ذاهلاً ,
في الشرود الحَرُوْن ِ
كمَنْ فقد السيفَ في الحرب ِ
مَنْ فَقَدَ اللطفّ أيضاً , في الحُبِّ


" 2 "

 


مكر ُ اللياليْ
يكر ُّ عليه ِ ,
بطيئا ً , بطيئا ً بلا وَجْد ِ
ليس هناك َ سوى اليتم ِ ,
بالخوف ِ يقتات ُ ,
بالأَرَق ِ المدلهم ِ ,
يضج ُّ كدغل ِ الظنون ِ بلا حد ِّ
ليس له ُ بطبيعةِ حالِ اليتيم ِ ,
التجاوزُ نحو الأمان ِ من البحر ِ ,
بحر ِ الحياة ِ , في الجزر ِ و المد ّ

 


" 3 "


هذا اليتيم ُ ,
على عتبات ِ المنازلِ ,
يغفو مفترشاً يُتْمَه ُ المستطير َ ,
بأن ْ لا مكان َ, سيأويهُ حتّى ينام َ ,
كأقرانه ِ في السكينة ِ,
والدفء ِ ,
بالوِد ِّ ,
بعد نهار ٍ شقي ٍّ,
من اللعب ِ المتواصل ِ ,
في الهزْل ِ و الجد ِّ
أنْ لا مكانَ إذنْ ,
سوفَ يمنحهُ الظلَ ,
في كل ِّ هذا الهجير ِ اللعين ِ
من القسوة ِ الآدمية ِ ,
من أجل ِ ذلك َ ,عمّنْ أساءوا إليه ِ ,
فلا عفو ,
لا عن ضغائنَ ,
فالطفل ُ لا يعرفُ الكُرْهَ ,
ليس له من دفائن َ
لكنها عادة ٌ في البشر ْ
وبقدر ِ المسيء , يقالُ ,
تكونُ حجار الإساءة ُ أكبرْ


" 4 "


اليتيمُ هنا ,
لا يرى في المسراتِ أماً ,
ولا في الملمات أبْ
حين يمرضُ لا يحزنُ الآخرون عليهِ ,
ولا يفرحونَ إذا شب ّ ,
عند العطاس ِ ,
فليسَ هناك الذي سيُشمّتَهُ بالدعاءِ ,

لذلكَ يضطر أن يتحدثَ للنفس ِ ,
عن نفسه : " ليباركك الله ُ ,

 يرحمكَ الله ُ " ,
ثم يدور ُ كما الحلزون ِ على نفسه ِ,
يمنة ً , يسرة ً يتلفت ُ مسترسلاً , في الشجون ِ
ولا مَنْ يربّتَ كتفيهِ ,

إن أحسنَ القولَ ,عنْ قُرْبْ


"5 "


اليتيمُ هنا ,
مثلُ إسوارة ٍ لا ترنُّ من العاج ِ ,
مثلُ الوعاء المفرّغ ِ من كل شيء ٍ
عدا الحزنَ ,
نحو الفراغ ِ يُحدقُ ,
في الذكريات الأليمة ِ , يرمق ُ
يسقطُ قلب ُ اليتيم ُ
كتفاحةِ الجاذبية ِ , ما بينَ صد ٍّ و صد ِّ


" 6 "


هذا ليتيم ُ أخيراً ,
هنا ,
إنما لا أحدْ

 

 

 



المتوحد بذاته
الإهداء : إلى مرضى التوحد بالذات من الأطفال ( Autism ).

 

 

 



مثلما
الحلزون ِ
يظل يدور على نفسه ,
"
المتوحدُ بالذاتِ "
دون حدود ٍ,
لذلك لا يفصح النهرُ عما يراودهُ
من مسرات ,أو حسرات ٍ ,
لا بالإشارة ,

لا بالكتابة , لا بالكلام ِ,
وإن كان كالببغاء أحايينَ ,
يلغو بما يشبه الكلمات ِ ,
لذلك أيضاً ,
لا يستجيب إلى أي شيءٍ

من حوله ِ
ماعدا الدورانَ , بلا ملل ٍ
بإتجاه ٍ معاكسَ للأرض ِ,
دارتْ عقاربُ أيامهِ الشارداتِ ,بلا عد ِّ
نحو الفراغِ فقطْ بعيون الحقيقة ِ
سوف يحدقُ ,حيث ُ الوجودُ لديه ,
على شكل ِ تفاحة ٍمستطيرة ,
لا تتوقف كالحلزون , بلا حد ِّ
من أجل ذلك َ أيضاً ,
يرفع بعضَ يديهِ
كمستسلم ٍ للهزيمة ,
لا , بل كصارية ٍ ,


تستفز ُ سفائنهُ ( الخضر َ )
نحو بحار أخيرا ً , من الدهشة ِ المستمرة ! ,
مَنْ لأسير الشرود ِ الطويل ,
ومَن للمعنّى بكل ذهول ؟!!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


العاشقُ

 

 



غالباً ,
حين يأتي عليهِ المساءُ ,
يرى صوتَ ياقوتةٍ ,
لا تفارقُ صاحبها ,
مثقلاً بالمرارةِ ,
يسترسلُ الآنَ ,
في صقلها بالكلومِ البليغةِ
لكنه , رغم ذلكَ , مازال يقدرُ أيضاً ,
على أن يواصل , مشوارهُ في الحياةِ ,
فحيثُ تجدهُ
تجدْ رجلاً
ذا جراحٍ أشدَّ ,
وآلامِ أنكد ,
ويسمو على كلِّ شيءٍ , أليم ْ

 

 

 

 

 

 


الغريبُ

 

 



الغريب ُ
أتى فجأة ً ,
كالشعور ِ الغريب ِ
الذي يسبق ُ الريح َ في البحر ِ
والمطر َ المتساقط َ بعد انتظار ٍ طويل ٍ , وقيظ ٍ على البر ِ
مِنْ أين يأتي الغريب ُ ,
فكل ّ ُ الدروب ِ السحيقة ِ
غامضة ٌ , في البداية مثل ُ الحقيقة ِ ؟!!
عين ُ الغريب ِ سماوية ٌ ,
تتجاذب ُ أحوالنا , ما نخبئه ُ دوننا ,
وترى في التفاصيل ِ ما لا نراه ُ بعين ٍ الحقيقة ِ ,
لكننا سنقول ُ بأن َّ الغريب َ يخبئ شيئا ً ,
غير َ الحقيقة ِ ,
في قلبه ِ
ولذا لا نحس ُّ تجاه َ الغريب ِ بغير ِ الظنون ِ
نخاف ُ الغريب َ ,
ولا نتعاطف ُ نحو الغريب ِ ,
ولا نقتني للغريب ِ الشجون َ العميقة َ أيضاً ,
فقد علمونا على صغر ٍ ,
أن نخافَ من الغرباء ِ ,
فقد ربما , يذهبون بعيداً , بنا في معاطفهم
كالرياح ِ التي تقرع ُ الباب َ ليلاً , ثم تعود ُ
من حيث ُ جاءت أدراجها في المتاه ِ
لذا سنظل ُ نخاف ُ الغريبَ ,
و نرتابُ وجه َ الغريب ِ
ونكره ُ صوت َ الغريب ِ
و إن
كان يقطر ُ بالشعر ِ ,
بالحكمة المشتهاة ِ
الغريب ُ أتى ,
الغريبُ مضى ,
الغريب ُ هنا , الغريب ُ هناك ,
الغريب ُ كما الحرب ِ
ليس مريحاً , ولا يستريح ُ الغريب ُ ,
حتى يفارقنا , عندها تضع الحرب ُ أوزارها ,
وتحدث ُ بالإفك ِ أخبارها ..
وعلى كل ّ ِ حال ٍ ,
ليس َ بوسع ِ الغريب ِ الدفاع عن النفس ِ ,
فهو ضعيف ٌ كطفل ٍ ,
وهش ّ ٌ كما البسكويت ِ ,
وقابل ُ للإنكسار ِ
كأيقونة ٍ من زجاج ٍ , كجرة ِ فخار ِ
ليس َ بوسع الغريب ِ سوى الصمت ِ رغمئذ ٍ ,
لا يقول ُ الغريب ُ لنا ما الذي يخطر ُ الآن َ , في باله ِ ,
لا يجازف ُ حتى على أن يقول َ الحقيقة َ ,
ما أسرع الشائعات التي تتقاذف ُ بيت َ الغريب ِ ,
بأقذع ما نتخيله ُ
من كلام ٍ غريب ٍ ,
و دوما ً , يقال ُ أمامَ الغريب ِ ,
وخلفَ الغريب ِ :

" متى سوف َ يغرب ُ وجه ُ الغريب ؟!! " .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


المعلم ُ

 

 



" 1 "


يمنح ُ
الآخرين َ الطريقة َ في العيش ِ ,
بالقيم ِ الحق ِّ ,في كل ِّ درب ٍ ,
و فوق َ غصون ِ السلام ِ ,
بلا حرب ِ
يكسبنا النُّبل َبالصقل ِ ,
يلقي علينا الفضيلة َ
مثل ُ الرداء على البرد ِ ,
يشعرنا بالتقارب ِ ,
بالدفءِ أيضاً ,
ينبت ُ من غير ماء ٍ فينا , المعلم ُ
ورد َ الحقيقة ِ بالودِّ


" 2 "

 


عندما

 ليس ندري إلى أين َ نذهب ُ ,
يأتي المعلم ُ
لا يتلاعب ُ بالنرد ِ
حتى نرى الكون َ يُنْظرُ في راحة ِ اليد ِ
حتى تصير ُ الحقيقة ُ أدنى إلينا من المستحيل ,
بلا حد ِّ

 

 

 

" 3 "

 


إن َّ ضَفْرَ الممالك ِ
بالقوة ِ المستطيلة ِ
أسهل ُ من ضفر ِ قلب َ المريد ِ,
و إنَّ التجاوز َ في هَمْز ِ قلب ِ المريدين أيضاً ,
يجعلهمْ جامحين َ
كمثل ِ القطيع ِ من البهم ِ السود ِ
في ظلمات ٍ مهيلة ِ ,
من كل قلب ٍ شرود ْ

 

 

 

 


" 4 "

 


عندما
يخطئ الدرسَ ,
قلب ُ المعلم ُ ,
في لحظة ٍ لا تُقدر ُ إلا بكارثة ٍ ليس تبقي ,
وليس تذر ْ
ويكونُ الضحايا على عَجَل ٍ ,
ذهبوا في وساوسها ,
عند ألا يعود ُ ,
وما يمكن الآن َ , رؤيتهُ من نشاز ِ الصور ْ
عندها
نعلن ُ الساعة َ الآن َ إلا خطرْ




 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

العبقري

 

 

 



تسقط ُ

 الجاذبية ُ تفاحة ً ,
في التأمل ِ ,
لكنهم لن يروها ,
وأنّى لهم أن يروها ,
فما كل ُّ قلب ٍ بقلب ٍ ,
وما هو بالشوق ِ ليس بشوق ٍ أخيراً ,
لكن َّ
شخصاً وحيداً فقط ,
سيراها ,
سيأتي يوماً ,
كيما يقول ُ : " لماذا ؟ "
ويتلو الكتابَ على غير ِ عادتِهِ ,
بالهوى الفصل ِ
ثم يقطعُ بالقول ِ عرقَ الحقيقة ِ
دونَ البقية ِ ,
بالكلمات ِ فقط ْ ,
يمزج ُ الماءَ بالنار ِ ,
يجعل ُ من كل ِّ فوضى نظاماً ,
ومن كل ِّ حرب ٍ سلاماً ,
بالكلمات ِ فقط ْ,
سيرى الشيءَ , ثم يسميه ُ بإسم لآخر َ ,
يطلقه ُ طائرا ً من عقال ِ السنين ِ
كما الحلم ِ
يمسح ُ عنه غبار َ الظنون ِ
بالعلم ِ
يمنحه ُ بعد نأي ِّ القرون ِ ,
اهتماما ً ,
و يشعل ُ في الغاب ِ كل َّ الحريق ِ
إذ ليس ثمة َ إلا
آختبار َ الحياة ِ العميق ْ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأرملة ُ

 

 

 

وحدها

هي لا شيءَ ,

رغم صغار القطا

من بنيها اليتامى ,

و أيامها  تترحل ُ بالحزن ِ

مثل الشراع ِ الحزين ِ

كذلكَ تذهبُ أيامها كالشعاع ِ الدفين ِ ,

مع الوقت ِتذوي كزهر ِ الأواني هباءً ,

و شيئاً  فشيئاً ,

تذوب ُ كشمعة ِمنتظر الصبح ِ

في ظلمة ِ الشك ِمن كل شيء مبين ٍ,

قبل الأوان ِ

ترسو كقارب نهر ٍ بلا ريح ِ

من شاطئ ٍ لا يبوح ُبشيء ٍ سوى النوح ِ

في أنها وحدها

حيث لا شيء ثمة إلا بنيها الصغار اليتامى ,

و أرملة ٌ

ليس في وسعها أي شيء ٍ

عدا الإنتظار الطويل , الطويل ْ..

 

 

 



الفقراءُ

 

 

 


"1"


يضحك ُ
الفقراءُ من القلب ِ ,
رُغْم ِ المعاناة ِ ,
يسترسلونَ بلاخبز ,
في الإبتسامة ِ ,
رغم الألم ْ

" 2 "

 

يحزن ُ
الفقراء ُ من الموت ِ ,
وقت َ يكونونَ رهن َ الحياة ِ ,
وعندما لا يحزنون َ من الموت ِ ثانية ً ,
يحزنون َ
بشأن ِ الذي هم عليه ِ من الحزن ِ ,
والخوف ِ ,
والفاقة ِ المستمرة ِ ,
لا شيء ثمة َ أصعب في العالمين ,
من الفاقة ِ المستمرة ِ ,
فهي قميص ٌ من النارِ ,
كالقيد ِ ,
أقسى من القيد ِ ,
كالعنف ِ ,
أسوأ من كل عنف ٍ ,
ومن غربة ٍ مستعرّةِ ,حتى القرار ِ
قل لي ,
فمَن ْ يمنح ُ البشر َ الفقراء َ السلام ْ ؟!!

 

" 3 "


يتألق ُ
بالإبتسامة ِ
عند العطاء ِ ,
و بالكلمات ِ من البشر ِ الرائعين َ الكريم ُ وحسب ُ
الكريم ُ الذي لا يبالي
على أي وضعية ٍ سوف يجلس ُ
أيّ الثياب ِ كما الفقراء ِ سيلبس ُ
أي الطعام ِ غداً , سوف يأكل ُ
أي المهمات ِ يحمل ُ
مادام يمنحُ مَنْ يستحق ُ السعادةَ طوعاً ,
من الفقراء ِ

يفيضُ شجى ً مثلما الماءِ
وجهُ الكريم ِ السلامة ُ من كل شر ٍّ
يداه ُ الغمامة ُ و البحر ِ,
مَنْ يمنح ُ البشر الفقراء السلام .

 

" 4 "


ليس عيباً ,
أنْ يولد ُ المرءُ في الفقر ِ ,
بل أن يظل على الفقر ِ ,
في الفقر ِ ,دونَ محاولة ٍ للصعودِ ,
من الوحل ِ ,
وحل ِ المهانة ِ
وحل السؤال ِ , وحل َ العدم ْ


" 5 "


شبهَ عار ٍ ,
وحاف ٍ من " المال ِ " ,في النار ِ
يمشي الفقيرُ بلا قدمين ِ
الهوينا , الهوينا ,
يسير ُ كما رَجُل ِ السيرك ِ ,
فوق جبال ِ الهموم ِ ,حبال ِ الغموم ِ ,
يخشى على نفسه ِ مِنْ سقوط ِ الكرامة ِ ,
دونَ احتفاء ٍ بئر الملامة ِ
في غابة ِ البشر ِ الفرحين َ الطغام ِ
بذُلِّ السؤال ِ ,
فثمة َ مَن ْ بالأذية ِ ,
بالمن ِّ عند النوال ِ,
من البشر ِ الفرحين اللئام ِ
مَن ْ قلبُه ُ كالحجر ْ

 

" 6 "

 


حيثُ
تشرقُ شمسُ العدالة ِ دوماً ,
هنالك خبز ٌ ,
وحيثُ تغيبُ هنالك قطعاً ,
دموع ٌ
و خوف ٌ , وجوع ٌ أمرّ ْ


" 7 "


ليس َ ثمة َ إلا الفضيلة َ
ما يرتدي الفقراء ُ
كما ليس ثمة َإلا الفضيلة َ

 ما يحسن ُ الفقراء ُ
و إلا الفضيلة َ حكمتهم ْ في الزمان ِ الأشر ْ

 

" 8 "

 

 

ليس ثمةَ شيء ٌ
يأتي دون عناء ٍ , و دون رجاء ٍ ,
في العسر ِ و اليسر ِ ,
منذ البداية ِ حتى النهاية ِ
في العالمين َسوى الفقرِ
يا معشر الفقراءُ : الذي فيه ِ أنتم
ليس قضاءً ذا سطوة ٍ و قدر ْ
فآخرجوا من منازلكم للحياة الكريمة ِ
زلزلة ً لا تقر ْ
اخرجوا أيها الفقراء ُالذين إلى الخبز ِ
لا يعرفون َ الطريق َ ,الطريقُ إلى الخبز ِ
يبدأ بالثورة ِ المستطيلة ِ, فآسترسلوا غضباً ,
في صُراخ ِ العُصُر


" 9 "

 

يحزن ُ

الفقراءُ

مِنْ الفقر ِ

كالأنبياء ,

كذلك يحزن ُكالفقراء ِ

الذين يهيمون في الأرض ِ

 

بالحقِّ

مِنْ أجلنا ,

ثم بالحكمة ِ المستطيرة ِ

يرتحلون َ على رسلهمْ حَزَنَاً ,

في العصور ْ

 

 

"10  "

 

 

لا يجيدُ

الكلام َ ,

ولا يحسن ُ الفقراء ُالكتابة َ في الطين ِ

لا يدخلون َ التواريخ َ منتصرين َ ,

و إن فتحوا بالمعاناة ِ

ثم المعاناة ثانية ً ,

كل َّ باب ٍ إلى المجدِ جداً , عظيم ْ

ولذا مَنْ سينصفهم ْغيرنا ,

إن تجاهل أحلامهمْ

شاعرُ القصرِ عبر القرون ِ

بالإنصراف ِإلى غيرهمْ ,

مِنْ علوج ِ النظامِ العقيمْ

 

 

 


" 11"

 




التسامح ُ

بالعفو

أفضل ُ

عند الفقير ِ

مِن ْ

الإنتقام ْ










 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الجندي

 

 

 

 


ليس

ثمةَ  إلا الجنودُ

على شفراتِ الحدود

يقيمون في خدمة الموتِ

كيما يعيشُ البقيةُ ممن يجهلُ بعضَ الأمورِ

أو  إن ذلك ما ينبغي ,

وأحايينَ ,

فالجنديْ سوفَ يفضلُ

أن لا يحاربَ أياً يكونُ

ولكنهُم غالباً ,

وإن كان يدفعُ من أجلِ شهرةِ قائدهِ ( الفذَّ )

مِنْ وَجْدِهِ ثمناً لا يهونُ ,

الحياةْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق