الاثنين، 3 ديسمبر 2012

أي الجوانب يا سمح سوف تميل شعر عبدالسلام الكبسي

 
شعر عبدالسلام الكبسي
 
 
أيُّ الجَوَانِب ِ , يَا سَمْح ُ , سَوْفَ تَمِيْل ُ؟
 
" 1 "
كانَ سَمْحَا ً
وكانَ نَبِيْلا ً , وكانَ يقود ُ البلاد َ إِلى نَجْمَة ِ المَاء ِ
كانَ يقاسمُهَا الكعك َ والخوف َ
في جَدْبِهَا بلدة ً وآصفرار ِ الزَّمان ِ
كانَ بسيطا ً , ويرسم ُ أيامَهَا
مُسْنَدَا ً
مُسْنَدَا ً, والأَمَاني َ
زامِلُه ُ يَلِج ُ القلب َ رُمَّانة ًوالكروم ُ الأغاني َ
تحتَ مَظَلّتِهِ والبيارق ِ أَسْفَارُهَا , بلدةً, تتقاربُ
تحتَ البروقِ الهوىْ والعوالي َ
تنداحُ أمجادُهَا الشُّقرُ والفارهاتُ المعاليَ
كانَ بسيطا ًبِلا عُقَد ٍ أَوْ رُتُوْش ٍ
ويقرأهُ النَّاس ُ مُبتهجين َ
لأَفْكَارِهِ مَرَحُ الشِّعر ِ
والخَطَرَات ِ القُطُوْف ِ الدّواني َ
كانَ رُوَيْدَاً, رُوَيْدَا ً
يُلَمْلِمُهَا , بلدةً , في الشّتات ِالعريض ِ
يُلَمْلمُهَا فِي تَبَاعُد ِ أَقْيَالِهَا
وانقِبَاض ِ تَلاوِيْنِهَا والحُلُوم ِ
 
" 2 "
 
بَسَاطَتُه ُ
مثلُ جَلْسَتُهَا , بلدةً , للمَقِيْل ِ
ومثل ُ أَسَارِيْرِهَا فِي الصَّداقَات ِ
والعِنَب ِ المُسْتديْرِة ِ أَقْمَارِه ِ
والهَدِيْل ِ المُعَلّق ِ يَاجُوْرِه ِ
أَي ُّ أُفْقَيْن ِ مُنْفَتِحَيْن ِ
وقلبَيْن ِ مُؤتلِفَيْن ِويَبْتَسِمَان ِ
عَلَى عُرُوَات ِ العَقيق ِ سَيَجْتَمِعَان ِ
ومِثْل ُ انثِيَال ِ ( المَنَاظِر ِ)
فِي عَسَل ِ العَيْن ِ والسَّابِحَات ِ شَجَى ً , و شَجَى ً
فِي أَمَالِيْدِهَا
و ( المَدَلْاَتِ ) مَاء ِ المَعَانِيْ
مِثْل ُ حَفَاوَتِهَا بِالضّيُوْف ِ
ومِثْل ُ حَفِيْف ِ ( مَهَايِدِهَا )
فِي رِهَان ِ الرِّمَال ِ
وحَيْث ُ التَّأَمُّل ُ أَوْسَع ُ مِنْ حَدَقَات ِ الكَلَا م ِ
ومِثْل ُ انْسِدَال ِ الجِبَال ِ عَلَى سَنَن ِ الوْقَت ِ
مثلُ اللُبان ِ ,
الأَسَاطِيْر ِ
يَرْحَل ُ بينَ القُرَى والمَمَالِك ِ
ذات َ زَمَان ٍ عَلَى الأَرْض ِ
يفتح ُ كوَّتَه ُ لِلْحُفاة ِ
نوافِذُه ُ في امتدادِ السَّمَوات ِ
مِثْل ُ تَوَثُّبِهَا , بلدةً , فِي المَخَافَة ِ والجُوْع ِ
والظُّلُمَات ِ الطُّغَاة ِ الدَّوَاهِي َ
مثلُ تَعَطّشِهَا للفُتُوْحَات ِ
مثلُ سَكَيْنَتِهَا فِي الصَّلاة ِ
وحِيْن َ يُلَطّف ُ ( عَامِر ُ ) أَجْوَاءَهَا بِالفَوَاكِهِ
و الآيُ تَنْسُج ُ سُندسَهَا والعَبِيْر َ الشَّهادة َ
فِي وَقَفَات ِ الغَرَام ِ
 
" 3 "
 
وكانَ يقول ُ كَلَامَا ً جَمِيْلا ً
نُصَدّقُه ُ
يَطْرُق ُ القَلْب َ تُفَاحُه ُ
كُل ُّ بَاب ٍسَيَدْخُلُه ُ
كُل ُّ أفئدة ٍ تَسْتَجِيْبُ
وكانَ نَقَيَّا ً كَمَا زَهْرَة ِ اللَوْز ِ
يفتح ُ كل َّ هَزَيْع ٍ جَدِيْد ٍ ( غِرَارَتَه ُ )
ويُوُزِّعُهَا فُلَّة ً,
فُلَّة ً
يَطْرُق ُ القلب َ تُفَّاحُه ُ
والطُّقُوْس ُ المُكِرَّات ُ حَيْث ُ أَسَاوِرَهَا
النُّجْل ُ أَحْدَاقُهَا و( الجَنَابِي ْ ) البَوَازِي َ
والأَشْتَر ُ النَّخَعِي ُّ : الخُرُوْج ُ عَلَى الظَّالِمِيْن َ
حَمَلْنَاه ُ فِيْ اللون ِ والدَّم ِ والعُنْفُوَان ِ
حَمَلْنَاه ُ فِي الأَلَم ِ الفَذ ِّ والصَّهَوَات ِ الجِرَاحَات ِ
فِي السَّكَرَات ِ الخُطُوْب ِ
لَه ُ مِنْ لَوَاعِجِنَا والشُّجُوْن ِ الأَعَالِي َ
يُتْقِن ُ تَرْوِيْضَهَا , بلدة ً, بالمَحَبَّة ِ
يَغْسِل ُ أَزْمَانَهَا القَاتَ بِالأُمْنِيَات ِ المَرَايَا
ويُتْقِن ُ تَهْلِيْلَهَا شَجَر َ الرُّوْح ِ ,
أَعْرَافَهَا البُن َّ ,
عُرْوَة َ أَجْبَالِهَا
يُتْقِن ُ الغَوْص َ فِيْ الفَلَتَات ِ الكِنَايَات ِ
يُتْقِن ُ أَنْ يَقْرَأَ الكَوْن َ ,
أَنْ يَتَمَاهَى هَدِيْلَا ً ,
وأَنْ يَتَنَفَّس َ أَسْئِلة ً فِيْ سَنَابِلِهَا والمَسَاجِد ِ
فِيْ وَثَبَات ِ الرِّجَال ِ
 
" 4 "
 
كَانَ اسْمُه ُ : " السّمحُ "
قِيْلَ وكانَ اسْمُه ُ : " الأَشْتَر ُ النُّخَعِي ُّ "
وكان عَلِيَا ً
وكانتْ له ُ بلدة ٌ أَهْلُهَا النَّاسُ
في كلِّ يوم ٍ يموتون َ
في كلِّ يوم ٍ يبيعون َ أَنْبَلَهُمْ والبَسَالَة َ
أَعْرَاضُهَا فِيْ المَزَادِ . . ِ فَمَنْ يَشْتَرِيْهَا ؟
ومَنْ سَيُسَاوِم ُ . . ؟
تَرْهَن ُ مِنْ أَجْل ِ كِسْرِة ِ خُبْز ٍ كَرَامَتَهَا والإِبَاء َ,
ويَجْتَاح ُ رُمَّانَهَا
الحَنْظَل ُ الوَثَنِي ُّ
ولا أَحَداً
غَيْر ُ حَاشِيِّة ِ السَّمْح ِ يَعْتَرِشُوْن َ البِلَاد َ
ولا أَحَداً
غَيْرُ حَاشِيِّة ِ السَّمْح ِ يَعْتَوِرُوْن َ البِلَاد َ
ولا أَحَداً
غَيْر ُ حَاشِيِّة ِ السَّمْح ِ يَنْتَهِبُوْن َ البِلَاد َ
إِلَى أَيِّ (عَوْلَمَة ٍ) سَتَقُوْد ُ البِلَاد َ
إِلَى أَيِّ هَاوِيَة ٍ سَوْفَ تُلْقِيْ البِلَادَ
و أَيُّ المَسَاحِيْق ِ حَاشِيِّة ُ السَّمْح ِ تَبْتَاعُهَا
وَتُرَوِّج ُ أَشْكَالَهَا والطَّرَائِق َ فِيْ سَكَرَات ِ البِلَاد ِ
فَأَيْنُكَ يَاسَمْح ُ
والنَّاس ُ فِيْ حَلَقَات ِ الكَآبَةِ
حِيْن َ سَيُلْقِيْ بِهِمْ فِيْ سُلَالَتِهِ القَات ُ
يَسْتَحْلِبُوْن َ النُّجُوْم َ ,
عَلَى الرَّمْل ِ يَضْطَرِبُوْن َ,
يَعِدُّوْنَ أَيَّامَهَا :
عَل َّ يَوْمَا ً جَدِيْدَا ً بِلَا قَلَق ٍ سَيَجِيْء ُ
لَعَلَّ غَدَا ً بَاسِمَا ً سَيَجِيْء ُ
وَكَمْ مِنْ غَد ٍ لايَجِيْء ُ
هو الأَمْس ُ مَازَالَ أَرْنَبَه ُ فِيْ الشَّرَايين ِيَرْكُض ُ
حَاشِيّة ُ السَمْح ِ أَوَّل ُ مَنْ يُطْلِق ُ  النَّار َ,
 يَقْتَرِح ُ المَارَاثُوْنَ الطَّوِيْل َ
القُضَاة ُ المَرَاجِيْح ُ حَمْقَى القُلُوْب ِ مَوَازِيْنُهَا
والزَّعَانِف ُ شُرْطَتُهَا تَتَفَزَّع ُ مِنْ شَبَح ٍ قَائِم ٍ فِيْ الظَّلَام ِ
قَرِيْبَا ً ,
قَرِيْبَا ً ويَقْتَتِل ُ النَّاس ُ مِنْ أَجْل ِ لاشَيْء َ
لاشَيْءَ ثَمَّة َ غَيْر ُ الحَقيقةِ
 نَطْرُقُهَا فِيْ البِلَاد ِ الَّتِيْ
سَمْحُهُا
لا نَرَاه ُ عَلَيْهَا . . فَأَيْنُك َ يَا سَمْح ُ ؟
ليسَ سِوَى وَرَق ٍ أَصْفَرٍ عَلَّقُوُه ُ
وقَالُوْا هُو السَّمْح ُ
هذا الَّذِيْ سَتَرَوْن َ هُو السَّمْح ُ
فآغْتَبِطُوْا فِيْ اللِقَاء ِ السَّلَام َ
 
" 5 "
 
السَّلَام ُ
عَلَى السَّمْحِ
مَا خَانَه ُ النَّاس ُ , مَاخَذَلُوْه ُ
وقَدْ كانَ مِنْ مِنْجَل ٍ
والمَطَارِق ِ
أَدْنَى إِلَى المَوْت ِ
هَلْ يَذْكُر ُ الكَعْك َ , والمِأْذَنَات ِ الدُّعَاء َ العَرِيْض َ؟
وهَلْ يَذْكُر ُ الشُّهَدَاء َ
الذينَ هُمُ الآن َ يَبْكُوْن َ مِنْ أَجْلِنَا والبِلَاد ِ ؟
 
" 6 "
 
فَأَيُّ الجَوَانِب ِ, يَا سَمْح ُ , سَوْفَ تَمِيْل ُ ؟ !!
 
 
من ديوان " البلاد التي كانت الشمس تفاحها " , ط1 , 1999 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق