تَنْوِيْعَاتٌ فِي مَقامِ العِشْقِ
"1"
كَالْحِلْمِ
في الإخفاءِ والإسفارِ
كاليَقْظَةِ الوَسْنَى
بِغَيْرِ دِثَارِ
جَاءَتْ حَبِيْبَتُكَ
الّتِي عَانَقْتَهَا
يَوْمَاً نَشِيْدَاً حَالِمَ
الأَشْعَارِ
سَمْرَاء َ كالصَّحْرَاء
بِكْرَاً كَالرُّؤَى
مَحْجُوْبَة َ الأَلْوَانِ
والأَسْرَار ِ
مِثْلُ المَرَايَا خِلْتُ
رُوْحِيَ مَاثِلاً
فِيْهَا فَخَانَتْنِيْ
مَرَايَا النَّارِ
بَعْضِيْ عَلَى بَعْضِيْ
يُغِيْرُ وإِنّنِيْ
مِنْ لُعبَةِ النِّيْرَانِ
جُرْحٌ عَارِ
1995 – الرباط
"2"
كَانَتْ سَلْمَى
تُشْرِقُ مِنْ عَيْنيّ
الحَالِمَتَيْنِ مَلَاكَا ً,
وتَغِيْبُ خِلاَلِيْ وَثَنَاً ،
تَتَلَمّس ُ فِيْ شَبَقِ العُرْيِّ عَتَادِيْ ,
وتُهِبُّ كَمَا الإِعْصَار ِ عَلَى جَسَدِيْ
لِلْغَارَةِ مِنْهَا طَعْم
ُ المَوْت ِ
وطَعْم ُ البَحْر ِ
ورَائِحَة ٌ فِيْ الرُّوْك ْ رُوْل
ْ,
وأَشْهَى مَا قِيلْ عَن التِّبْغِ الأَ سْوَد ْ
نَدْخُلُ فِي اللجّةِ
مَفتُوْنِيْن ِ
نُغَادِرُ عُرْيَ الأَشْيَاءِ
ونَهْذِي مَحْمُومَيْن ِ
لَنَا لُغَة ُ الخَيْلِ
كأَنَّ الحَرْب َ عَلَى الأَبْوَاب ْ
لِلنَّصرِ نُغَنِّي ,
فالحَرْبُ سِجَال ْ
يَهْزِمُنَا النَّومُ
فَنَضْحَكُ لِلنُّكْتَة
"3"
أَعْشَقُ السِّحْرَ
والغُمُوْضَ
بِعَيْنَيْكِ وأَهْوَى
الحَدِيْثَ مِنْ شَفَتَيْك ِ
أَعْشَقُ الخَمْرَ فَائِرَاً
كَلَظَى الحُبَّ
كَشَوْق ِ الغَرِيْبِ
فِي وَجْنَتَيْك ِ
أَعْشَقُ الفَجْرَ بَاسِمَاً وَضَحُوْكَاً
وآنبلاجَ الصَّباحِ في
خديكِ
أنتِ وحيٌ مِنْ السَّماءِ
وسِرٌّ
في حياتي يشعُ عِطْرَاً
ويَخْضَل ْ
وفتُوْن ٌ مُنَمَّق ٌ
بِنُجُومِ الحُلْم ِ
يَزْهُو على الشُّموسِ
مُدَلل ْ
لستُ أنساك ِ , فالهوى
في فؤادي
شَجَر ٌ مُثْمِرٌ يُغذِّيْ
عُرُوقيْ
أنتِ لِيْ والحياةُ
حوليْ تُغنيْ
برقيقٍ مِنْ الغرامِ مُعَذَّب
ْ
أنتِ لي لا أعيشُ –
إلا بذكراكِ –
سعيداً في غُربتيْ أَتَرَقَّب
ْ ..
أنتَ في كلِّ خافق ٍ نَغَم
ٌ عَذْبٌ
ولحنٌ حُلْو ٌ ونَايٌ
فريدُ
أنتَ فِيْ مَذْهَبِيْ
رُؤىً لا تبيدُ
وخيالٌ حيٌّ وسِحْر ٌ
عَهِيْدُ
1987 – صنعاء
"4"
تَمْضِي الأَيْامُ ,
ويَمْضِي فِيْ غَمْرَتِهَا
حُبِّيْ
تَأْخُذُهُ الدَّهْشَةُ
فِيْ عينيكِ ,
ويَفْنَى وَقْعُ الأَحْلَام
ِ
عَلَى مَخْمَلِ صَوْتِك
ِ مِنِّيْ
حُبِّيْ مَا زالتْ تَأْخُذُه
ُ الدّهْشَة ُ
تُفرغُ فيهِ أَحَاسِيْسَاً
هَشَّه ْ
1991- الرباط
"5"
مازلتِ ، فتاتيْ ،
نجمة َ صُبحٍ تلمعُ ، لؤلؤةً ،
شيئاً يشبه ُ ميلادَ
نبيْ
مازلتِ ، فتاتيْ ،
في الأَحْلامِ الورديةِ عنقوداً للضَّوءِ
وللرؤيا
بُرْعُمَ فجرٍ أَبَديْ
مازلتِ ، فتاتيْ ،
عاشقةً
تتمنى الفارسَ – يوماً
يأتي – في زيً ملكيْ
جامحةٌ أحلامُكِ نَشْوىْ
تحتاجُ إِلى درعٍ وثنيْ
1991- الرباط
"6"
بانتْ سُعاد ْ
ضحكاتها ...!!؟
مازالتْ الضحكاتُ
في جَنَبَاتِ قلبيْ
كالصَّدى
تختارُ رُكناً مِنْ زَهَر
ْ
وعلى الخمائلِ مِنْ
شذاهَا
وردة ٌ للضُّوءِ
تُسْعفنيْ بأَحْلامِ
المَطَر ْ
ما زالَ فَصْلٌ في الرُّوايةِ
لَمْ يَبِن ْ
هُو ، لِيْ ، انتصار ْ
وغداً إذا طلعَ النَّهار
ْ
يرويهِ للعُشاقِ
عَرَّاف ٌ وسَاحِرة ٌ
تذوبُ إِلى القرار ْ
1991- الرباط
"7"
أَيْنَ أَجِدْكِ
فَقَدْ شرَّقتُ ، وغرّبتُ وغَابَتْ خُطُوَاتِيْ مِنِّيْ
في ليلٍ مِنْ دونِ نُجُوْم ٍفي أَيِّ هزيعٍ محفوفٍ بالخوفِ دخلتُ ولم أسْأَل ْ
عنكِ . وفي أيِّ نِداء ٍ مَسْكُونٍ بنداءٍ مَسْجُوْنٍ ، في بئرٍ مني . فلقد ألقيتُ
حصاني للرِّيحِ ، ودرعي للبحرِ ، وصوتي سَاورني ، عند قدومِ الليلِ ، الوجدُ , فخفتُ
من التحديقِ عميقاً في المرآةِ وما عادت شفتاي تغني. قلبي ما عاد هو القلب ُ. إلى
غيركِ ، يا حُبَّاً مَسْكُوْنَاً بالرِّيحِ ، وكالبرقِ العارمِ فاجئني يوماً ، ألقاني فُلّاً ، ساومني عنباً , ومضى مُرْتَحِلاً
أشواقي – أشواقَ اللوزِ – بعيداً عني . وكما الأحلام تمرُّ – سَرِيْعَاً – بِسَلامٍ
تَتَحَوَّلُ مِنْ شيءٍ يُشْبِهُ قنديلاً وهديلاً, مِنْ شيءٍ في عينيكِ الزرقاوينِ
غموضٍ وأَلِيْفٍ ، كاللازوردِ إِلى شَيْءٍ يُشْبِهُ بَحْثِيْ عنكِ المجهولِ ، بِلَا
جَدْوَىْ .
1997 – صنعاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق