الأربعاء، 4 ديسمبر 2019

فنظرة إلى ميسرة

ميسرة!
ليس خصمك إلا أنت الآخر  !!
لم يقف القرآن عند هذا الحد،  بل فرض للغارمين وفي الرقاب، من الصدقات.


آية !

وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون " !!


الجواب :
لم يهمل القرآن الحقوق،  ولكنه يأخذ دائما،  بالتيسير على الناس، فالمعسر في السداد،  أو الذي خسر في التجارة ولم ينجز إملاءات العقد، حث القرآن على العمل بواحدة من الإثنتين :
1.إما إمهاله مهلة حتى يفي بالحق، في موعد مناسب له ولطالب الحق.
2. أو العفو ( الصفح ) والتجاوز  من باب التسامح.
وليس أجمل من التسامح في السلوك الإنساني، وفي المعاملات بالذات،  وذلكم هو المعنى من التصدق،  وأن تصدقوا.
والخطاب هنا،  لمن يعلم بحالة المدين، فمن العدل عدم التشديد عليه مادامت حالته المستقبلية معلومة،  وإذ لا معنى للمهلة،  والنتيجة هي هي، بما لا ينتظر منه السداد،  وذلك من باب إقالة العثرات ، وفك الرقاب،  فالأيام يوم بيوم،  ويوم لك،  ويوم عليك، ذلك لأن لا أحد يأمن مكر الحياة الدنيا :" واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون " .
فالتقوى في مثل هذه الأمور أولى، فلا تأخذكم العزة بالإثم،  فليس خصمك إلا أنت الآخر .
ليس إلا أخاك في الدين ، وإنما المؤمنون إخوة، أو في الإنسانية، في موضع الإعسار .
ثم أن القرآن لم يقف عند هذا الحد بل فرض للغارمين وفي الرقاب من الصدقات.
واعلم بأن البغي أنواع،  منه علمك بظروف خصمك،  ومع ذلك تتشدد في طلب حقك،  بما لا تسامح ولا تقدير للظروف القاهرة،  ومن هنا من الممكن استنباط نظرية القوة القاهرة في القانون :"القوة القاهرة في القانون والاقتصاد ، هي إحدى بنود العقود، تعفي كلا من الطرفين المتعاقدين من التزاماتهما عند حدوث ظروف قاهرة خارجة عن إرادتهما، مثل الحرب أو الثورة أو إضراب العمال، أو جريمة أو كوارث طبيعية كـزلزال أو فيضان قد يمنع أحد تلك الأحداث طرفا من التعاقد أو الطرفين معا من تنفيذ التزاماته طبقا للعقد. ولكن بند القوة القاهرة لا ينطبق في حالة الإهمال" ،  فافهم ، وقل رب زدني علما.

د. ع الكبسي. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق