الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

جبريل هو ثاني اثنين إذ هما في الغار د.عبدالسلام الكبسي


غار ثور

 

ثاني اثنين إذ هما في الغار .

إنه جبريل , وليس " أبو بكر " , ولا ابن بكر :

 

" 1 "

 

ينبغي على القراء أولاً , أن يعرفوا بأن السيرة النبوية لم تدون إلا بعد مرور مائة عام على وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله , وينبغي ثانياً , أن يعرفوا بأن التفاسير لم تستجد إلا بعد وفاة رسول الله ب250 عاماً تقريباً مع الطبري ثم توالت التفاسير بالإسرائيليات وغير الإسرائيليات , وعليه فما قلناه بشأن جبريل من أنه ثاني اثنين إذ هما في الغار , وأنه القائل للنبي : لا تحزن ان الله معنا " , هو الحق , فقد أكدت البحوث بأن لا صحة للرواية الزاعمة بأن أبا بكر الصديق هو الثاني في الغار مع النبي , بل ذهبت إلى تأكيد خروج النبي دون علم أحد سوى أهل بيته كما جاء في مسند أحمد , وأن الثاني هو عبدالله بن أريقط بن بكر . ونحن اتجهنا اتجاهاً آخر بقولنا أن القائل للنبي : لا تحزن إن الله معنا " هو جبريل عليه السلام الذي قال لأم موسى بالوحي عن الله : " وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني " , وهو القائل لموسى : "فأوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى " , وهو جبريل نفسه القائل لمريم (ع) : " فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا " ,وهو القائل لنبي الله لوط : " وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ" , من باب التثبيت بالإطمئنان , فما المانع , أن لا يكون أبا بكر , ولا ابن بكر , بل جبرائيل ؟ !!

 

" 2 "

 

وقد وردت الكلمة نفسها من لدن الملاك عن الله بالبشرى والثبات في سياقات متعددة من القرآن الكريم , فتأمل معي الآتي : يقول تعالى : ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر .. " , ويقول مخاطباً النبي : " قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون .. " ,ويقول تعالى : " ولا تحزن عليهم واخفض جناحك .. " , ويقول تعالى : " تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا " صدق الله العظيم.

 

" 3 "

 

إنما تنزل السكينة على الخائف المترقب المثقل بالأحزان , ولو كان القائل " لا تحزن إن الله معنا " هو محمد صلوات الله عليه وآله لغيره سواء كان ابن أريقط ابن بكر , أو كان أبا بكر الصديق لتوجه الخطاب ,من قوله تعالى : " فأنزل سكينته عليه .. " , إلى غير محمد (ص) .

وعليه , فالمعنى ,كالآتي : القائل : " لا تحزن إن الله معنا " ,هو جبرائيل الذي كان قد قال ما سلف مطمئناً الرسول (ص) با عتبار ما كان عليه من الحزن . ولذلك حصل العطف بالفاء السببية تعقيباً ,منصرفاً بالخطاب إلى محمد (ص) : " فأنزل سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها " , صدق الله العظيم علاوةً على تصادم الآيات هنا , مع الروايات الموضوعة بالإخبار في السيرة فيما يتعلق بالحمامة البائضة , والعنكبوت الناسجة على الكهف بحيث لا يفطن الكفار إلى من في الغار , قلنا أنها تتعارض مع قوله تعالى بالتحديد : " فأيده بجنود لم تروها " , وهو يقصد الملائكة , فقد استشعر الراوي والمفسر معاً , من التوراة ما مر من أن العنكبوت نسج خيوطه على فم الغار الخاص بداوود عليه السلام , وأسقطها على النبي محمد (ص) , بالإضافة إلى كذبة ما قيل أن أسماء بنت أبي بكر كانت تذهب وتعود بالغذاء لهما , من حيث لم يفطن الراوي أنها كانت ليلة الهجرة جالسة مع زوجها بالحبشة .أخيراً , نقول أن سورة التوبة مدنية , أرسلها رسول الله مع علي عليه السلام ليبلغ بها الناس في المناسك من السنة التاسعة للهجرة .

 نتمنى على القراء في العصر الحديث الذين يبحثون عن الحقيقة , في سبيل فهم أفضل للقرآن , أن يناقشونا ويبحثوا معنا , لنصل معاً , إلى حيث نريد من الوعي بكتاب الله بعيداً عن منح الألقاب وتوزيع الصكوك فما نزل القرآن من أجل ذلك بل رحمة للبشرية إلى الأبد , وأما الصحابة فهم بشر مثلنا يجري عليهم مايجري علينا إذ لا تقديس ولا تصنيم , من قوله تعالى : " من عمل صالحاً فلنفسه " , صدق الله العظيم .

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق