د.عبدالسلام الكبسي
ابن تيمية في 3 حلقات :
ابن تيمية في 3 حلقات :
ابن تيمية في منهاج
السنة
يقول بدخول أهل
بيت النبي (ص) النار , وأن علياً رب النار .
" الحلقة
الأولى "
أهداني الشيخ ر.
ح , وهو من مشائخ السلفيين الشبان في اليمن , منهاج السنة لإبن تيمية، الذي لا يريد
أن ينقض كلام الشيعة والقدرية فيما رآه باطلا فيهم حسب زعمه فحسب، وإنما التقليل من
شأن علي عليه السلام، إبتداءا بتفضيل أبي بكر وعمر وعثمان عليه، وهذا حسب قوله، مما
يعترف به علماء الشيعة الأكابر، من الأوائل والاواخر.
ونحن الزيدية بطبيعة
الحال في اعتدالنا وتوسطنا بين الفرق والمذاهب ن
نكر على ابن تيمية
كل ما قاله، ونقدم علياًعلى كل الصحابة الراشدين، وأنه الأفضل بعد الرسول صلوات الله
وسلامه عليه وعلى آله، ولا نعتقد بأن عليا عليه السلام كان قد أحرق بالنار من قال بأنه
رب النار، حسب زعم ابن تيميه وكذبه وأفترائه، لا لأن عليا أفقه المسلمين بالحدود في
الإسلام وحسب، إذ أن ذلك مفروغ منه، ولا ينكره واحد من المسلمين، وإنما لأن من نسبوا
اليه فعل الحرق كابن تيمية يريدون الإساءة اليه، بنيران صديقة على حد تعبير عصرنا.
الأمر نفسه ينسحب
على ابن تيمية في إساءته ب" منهاج السنة " نفسه لفاطمة الزهراء عليها السلام،
فقد قال ابن تيمية أنها بطلبها حقها من أبي بكر، وإذ لم يمكنها من حقها فقد غضبت، وكونها
لا تستحقه , فهي في حكم المنافقين، الذين قال الله فيهم:" ومنهم من يلمزك في الصدقات،
فإن أعطوا منها رضوا، وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون".
غير ذلك، فقد ذهب
ابن تيمية أن أبا طالب عم الرسول , ووالد رسول الله , وأمه كانوا كفارا. فأبو طالب
حسب ابن تيمية مات كافرا، وقد استشهد لذلك بآية مدنية في حادثة مكية، من قوله تعالى:"
ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين" صدق الله العظيم.
علاوة على إنكاره
نزول : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا و يتيما وأسيرا , من سورة الإنسان, في الإمام
علي وأهل بيته بحجة أنها مكية، مع أنها في الواقع مدنية، مما يدلل على أن انطلاقة هذا
الرجل مشبوهة طعناً في النبي وآله , بالتدليس والتزوير والتلبيس .
- انظر المجلد
3 , 4 , من منهاج السنة لابن تيمية ,ص: 112 / ص: 158 / 10ص: / ص: 70 . دار الحديث
, القاهرة , تحقيق محمد الشبراوي , ط1 , 2004 .
في اليمن :
مازال البعضُ على
حكم الجاهلية, لايورث المرأة , ومازال الفقهاء لايساوونها بالرجل , في دية القتل الخطأ
.
وحديث بخاري لا
ينسخ القرآن الكريم ,
وحق فاطمة الزهراء
هو حق كل نساء المسلمين ,
ومن يطالب بحقه
لا يدعى بالمنافق ,يا ابن تيمية .
الحلقة الثانية
:
يرى ابن تيمية
في منهاج السنة أن أبا بكر ,كان محقاً في منع فاطمة الزهراء عليها السلام , من حقها
بالميراث , لا بتأويله الآيات الواردات المتعلقة بالمواريث , في كل القرآن الكريم
, على النحو الذي ذهب فيه بما عناه بإرث الع
لم والنبوة والملك
, لا
المال والعقار
و الممتلكات , في قوله : وورث سليمان داوود , وقوله تعالى , على لسان زكريا : فهب لي
من لدنك ولياً يرثني ويرث آل يعقوب " , وحسب , وإنما بعدم تجويز أن ترث فاطمة
أبيها النبي (ص) ,في وجود الحديث : نحن معاشر الأنبياء لانورث ماتركناه صدقه , وعليه
كان قد استند أبوبكر , فالحديث , حسب ابن تيمية قد نسخ الآية .
وفي أكثر من عشر
صفحات يترافع ابن تيمية منتدباً نفسه , ضد فاطمة الزهراء باعتبارها رمزاً للمرأة المسلمة
, وهي تطالب بحقها في أن ترث أبيها , فمن المعلوم , يقول ابن تيمية الذي لم يكتفِ بإدانة
غضبها كصاحبة حق بل تجرأ للطعن في حقها تلميحاً وتصريحاً , كمنافقة , يقول ابن تيمية
: " لكل عاقل أن المرأة اذا طلبت مالاً من ولي أمر فلم يعطها إياه لكونها لاتستحقه
عنده , وهو لم يأخذه , ولم يعطه لأحد من أهله ولا أصدقائه , بل أعطاه لجميع المسلمين
, وقيل أن الطالب غضب على الحاكم – وكان غاية ذلك أنه غضب لكونه لم يعطه مالاً , وقال
الحاكم : إنه لغيرك , لا , لك , فأي مدح للطالب في هذا الغضب ؟ لو كان مظلوماً محضاً
لم يكن غضبه إلا للدنيا . ويقول ابن تيمية : أوليس الله قد ذم المنافقين , الذين قال
فيهم " وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا
رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ (58) وَلَوْ أَنَّهُمْ
رَضُوا مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا
اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ (59) – التوبة
, فمن مدح فاطمة بما فيه شبه من هؤلاء ألا يكون قادحاً فيها .
وعلى هذه الوتيره
, سار ابن تيمية في نهجه لحرمان المرأة من حقها في الميراث , متجاهلاً تصحيح عمرابن
عبدالعزيز للخطأ القديم , ليستمر ظلم المرأة الى يوم الدين , وعليه , فقد سعى الفقهاء
بعدم مساواتها كنفس بنفس في الدية عن القتل الخطأ , ومازال في بلادنا البعض ممن لايورث
المرأة , ويحق لهم ذلك حسب منهج ابن تيمية , في دفاعه عن خطأ صحابي ,لم يدع العصمة
أو القداسة يوماً , بحق مسلمة تطلب حقها , فما بالك ببنت رسول الله (ص) .
والسؤال الكبير
هنا , هل بالفعل أن الحديث ينسخ القرآن , وإذا كان الأمر كذلك , فأين تكمن سطوة , وقوة
القرآن باعتباره كلام الله , الذي فيه تبيان كل شيء , والمعصوم من التفريط في أي شيء
, يقول الله تعالى : " ما فرطنا في الكتاب من شيء " – الأنعام .
انظر منهاج السنة
لابن تيمية , ص:112 , المجلد 3 ,و 4 .
احتراماً للعقل المسلم :
لم تكلم البقرة سعد بن أبي وقاص , ولا عبر
الماء العلاء بن الحضرمي ,
ولم يخرج من النار سالماً غانماً أبومسلم الخولاني بل ابراهيم عليه السلام , فآترك
الخرافات ياابن تيمية .
الحلقة الثالثة :
من المعروف أن الله أيَّدَ الأنبياءَ بعدد من
المعجزات , خرقاً للعادة , بالإضافة إلى الشرائع والأحكام , وأن المعجزات قصراً
عليهم , وأنها فعل إلهي لا بشري , يجريه الله على يد رسله , كعصا موسى بأمر الله ,
وكإحياء الموتى مع عيسى بإذن الله , وكنطقه في المهد مع مريم , وكإحضار عرش ملكة
سبأ لدى سليمان , وكالقرآن الكريم مع سيدنا محمد (ص) ,فهو معجزته الكبرى , وبه كان
التحدي للجن والإنس ولوكان بعضهم لبعض ظهيراً , في واقع قرآني يقول ببشرية محمد
(ص) , فقد ارتقى الإنسان بعقله , ونضج بتجربته , حتى صار المنطق قائماً , واللغة
فناً , وحتى تشابه على القوم الأمر , فلا كان نثراً , ولاهو بالشعر , ولذلك سماه
الله قرآناً , ومنه ظهرت الثقافة العربية بأسرها , ودارت من حوله كنص مقدس ,
واستحال على العرب حتى الإمتداد وإلى أن يرث الله الأرض , ومن عليها ,الخروج بأثر
مختلف من تحت سماء القرآن , وبذلك , يشعر الأساطين من العلماء والمبدعين كلما تقدم
بهم الزمان أنهم في مواجهة معجزة إلهية حقه , هي القرآن الكريم .
ولذلك , وبذلك , كان رسول الله مأموراً ,
بتسجيله أولاً بأول , وتوثيقه , وقد تضمن تاريخ الإسلام منذ البدء حتى وفاة رسول
الله (ص) , ووقائعه , وحيثياته , وشرائعه وأحكامه , كاملاً , مكملاً ,بقوله , وهو
الحق المبين : اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً
,- المائدة , صدق الله العظيم .
وعليه , فقد استغربنا , وتعجبنا , ممن ينسب
الخوارق للعادة إلى غير الأنبياء , بل إلى غير النبي محمد (ص) , الذي نفى بوضوح
وجلاء أن يكون إلا مبشراً ومنذراً , وأن لامعجزة معه سوى القرآن الكريم : قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ
وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ
بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا
الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (89) وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ
حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ
وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ
عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ
مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى
تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ
إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93) – الإسراء .
البقرة تكلم سعد بن ابي وقاص :
لعل ابن تيمية , في مقدمة من يخالف القرآن الكريم , بمنهاج السنة ,
ضمن هذا الإطار , بل إنه قد تجاوز
المغالين بمغالاته , والمعتقدين من العامة بمعتقداته , لا من حيث إنساب المعجزات
للصحابة , وهم منها براء وحسب وإنما بدفاعه المستميت على صحة ماذهب إليه , من أن " مثل العلاء بن الحضرمي وعبوره
على الماء , كما تقدم ذكره , فإن هذا أعظم من نضوب الماء , ومثل استسقائه , ومثل
البقر الذي كلم سعدبن أبي وقاص في وقعة القادسية , ومثل نداء عمر " ياسارية
الجبل " , وهو بالمدينة وسارية بنهاوند , ومثل شرب خالد بن الوليد السم ,
ومثل إلقاء أبي مسلم الخولاني في النار فصارت عليه النار برداً وسلاماً , لما
ألقاه فيها الأسود العنسي المتنبئ الكذاب , وكان قد استولى على اليمن , فلما امتنع
أبو مسلم من الإيمان به ألقاه في النار , فجعلها الله عليه برداً وسلاماً , فخرج
منها يمسح جبينه , وغير ذلك مما يطول وصفه " – انتهى كلام ابن تيمية , منهاج
السنة , الجزء 8 , ص: 109 .
فما رأي المسلمين في مثل هذه الخزعبلات ؟ مارأي اتباع ابن تيمية ؟
نترك الموضوع معلقاً ,منفتحين على القراء , فمثل هذا الكلام الغريب ,
لايليق بالمسلمين , ويسيء للإسلام , لا في مصادمته للقرآن الكريم وحسب بل وفي نظرة
الآخرين إلينا , وإنما القرآن بيننا , فهو العصمة , والمحك , وحبل الله المتين ,
فآتركوا الخرافات , ومشائخها الحمقى , سنةً كنتم , أو شيعة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق