د.عبدالسلام الكبسي
علاقتنا بالآخر من غير المسلمين
تتحدد بالتقوى أولاً وأخيراً .
الناس جميعاً للجنة إلا من أبى
والمسلمون لايرون الله بالعقلية نفسها , بل إن منهم من يجسد , ومنهم من يوحد .
وجهة نظر
" 1"
...
نحن نقول كما قال إمامنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه , بالنسبة لعلاقتنا بالآخر : " إنما هو نظير لك في الخَلْقِ أو في الخُلُقِ " , ونحن معه في نزوله للتقاضي مع النصراني على درجة سواء أمام القاضي شريح , ومعه عندما غضب لأن القاضي شريح ميزه بكنيته كأمير للمؤمنين , وتجاهل النصراني .
"2"
كما أننا من
قبل ومن بعد , مع قوله تعالى : " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ( 8 ) ) صدق الله العظيم , بالنسبة للذين يعيشون في الخارج أو يتعاملون مع دول وحكومات غير اسلامية , من باب مبدأ المعاملة بالمثل .
"3"
ونحن من حيث التصور العام , مع قوله تعالى على وجه المساواة بين البشر إذ لاعنصرية : " هو الذي خلقكم من نفس واحدة " صدق الله العظيم .
"4"
ومع قوله تعالى بشكل عام , إذ المحك التقوى :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ صدق الله العظيم , ولم يحدد بل جعل التقوى للمسلم ولغير المسلم .
والتقوى تعريفاً :أن لاتفعل في السر ما تستحي فعله بالعلن , وبذلك تنجو من النفاق بالإيمان .
وما تعنيه من عفو عند المقدرة :
( وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ) (البقرة 237)
ومن عدل في الأمر كله مع القريب والبعيد والصديق والعدو
والمسلم والكافر قال الله تعالى : ( وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) (المائدة 8).
ومن صدق في الأقوال والأعمال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ
وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ " ,صدق الله العظيم , إلى آخره ...
" 5 "
وبالنسبة للإيمان بالله , فالناس جميعاً مؤمنون في الجبلة بالله , وفي الواقع , وإنما حدث الإنحراف بالتزوير , وبسوء الفهم ,ولم ينج من ذلك الكتابيون , ولا المسلمون بعضهم , خصوصاً من يجسد الله - مع إن الله يقول : ليس كمثله شيء " صدق الله العظيم , وفي السنن الست لدى السنة , وغيرها لدى الشيعة , مايتجاوز العقل بالخرافة في وجود القرآن الكريم حيث الحقيقة , وحيث ينبغي أن نحتكم , (ألم . ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ)( البقرة - 2)
ثم وصفهم سبحانه وتعالى فقال : (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ . وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ " صدق الله العظيم .
