الاثنين، 21 يوليو 2014

الإعجاز العلمي في القرآن : مرج البحرين بينهما برزخ لا يبغيان عبدالسلام الكبسي






مرجَ البحرين يلتقيان
دعوة للنقاش

" 1 "
ندعي أن موضوعة "التوافق " في ثلاث آيات من القرآن الكريم بواقع البحر القطبي مع المحيط الأطلسي هو رأينا على نحو الإبتداء , وأن الذين كانوا قد خاضوا في الموضوع من قبلنا لم يحسنوا الطريقة بذهابهم إلى تأوي...
ل ذلك من خلال التقاء مصبات الأنهار بالبحار أو بالبحار المالحة بغيرها من البحار الأقل ملوحة حسب رأيهم .
وعليه فلنبدأ من حيث :
يقول الله تعالى في سورة الفرقان : " وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53)" , صدق الله العظيم .
ويقول الله تعالى في سورة الرحمن : " مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22)" , صدق الله العظيم .
ويقول الله تعالى :" أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61)" , صدق الله العظيم .

و بالعودة إلى ما جاء في الصحاح للجوهري : " مرج البحرين يلتقيان " , أي خلاّهما لا يلتبس أحدهما بالآخر .ويقول ابن دريد في جمهرة اللغة : " والعرب تسمي الماء الملح والعذب بحراً إذا كثر " .والبرزخ هو الحائل .ومما يقوله ابن منظور في لسان العرب : المرْجُ : الأرض الواسعة .جاء في التنزيل : " فهم في أمر مريج " , أي مختلف ملتبس عليهم .
والبرزخ هو الحاجز .أما الحجر , فهو المانع لدى ابن سيدة .
ويقال في بعض اللهجات اليمنية " ملج " , و " مرج " بمعنى صهر شيئاً فوق شيء كالتراب على التراب أو الجص على التراب في البناء الطيني القديم .
" 2 "
وعليه فإن المقصود بالثلاث الآيات السالفة ,هو: " الثلوج فى القطب الشمالى والجنوبى باعتبارها ماء عذباً متجمداً ، أتى من تبخر البحار , ثم هبوط الأمطار بحيث ان درجة الحرارة فى هذه المناطق منخفضة جدا جدا ,فتجمدت الامطاروأصبحت ثلوجاً .
ولعل السر في الموضوع برمته يعود إلى : " وجود بحر من الماء العذب متجمد يعلو المحيط الاطلسي بطبيعة مياهه المالحة , مصداقاً لقوله تعالى : " وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53)" , صدق الله العظيم.
" 4 "
التأويل العلمي :
" الثلج نوع من الهطولات على شكل بلورات دقيقة للجليد تحدث في الفصل البارد لكنها لا تحدث في كل دول العالم. و تزداد غزارة الثلوج وكثافتها كلما اتجهنا قريباً من القطبين الجنوبي و الشمالي. تتم هذه الظاهرة التقاء تيارات هوائية رطبة ودافئة مع تيارات باردة تكون درجة حرارتها 12.5 تحت الصفر و يجب لتكون الثلج توفر نويات التكاثف التي يتكون عليها الثلج وهي عبارة عن جسيمات صلبة صغيرة جدا عالقة في الجو العلوي مثل ذرات الغبار أو الرماد وعند وجودها تتوفر الحالات الثلاث التي تمكن بخار الماء ليتحول من الحالة الغازية إلى الحالة الصلبة مكونا الثلج و يتم ذلك بتكاثف جزيئات الماء على النواة و في أثناء إلتصاقها مع بعضها تتم في العادة بناء بللورة الثلج و تكون في هذه المرحلة عبارة عن صفيحة رقيقة ذات ستة جوانب و عندما تسقط هذه البلورة ترتفع درجة الحرارة يتكاثف عليها قدر أكبر من جزيئات الماء و هكذا تنمو حيث يتفرع من الصفيحة البلورية ست أذرع و في درجات الحرارة الأكثر ارتفاعا تذوب حواف البلورة قليلا و ذلك لإتاحة فرصة الالتصاق مع البلورات الأخرى و بهذا تتكون الصفيحة الثلجية " .

" 5 "
وعليه مرة ثانية , فإن البرزخ في الآيات هو الصفيحة الثلجية التي تفصل بين البحر القطبي من أسفله وبين المحيط الأطلسي .
" 6 "
لا يبغيان :
و يفسر قوله تعالى " لا يبغيان ", ما يسميه العلماء ب"الاحترار الحراري " , فإذا ما ذاب البحر القطبي أوالكتل الجليدية في القارة القطبية،فإنها ستعمل على زيادة حجم الكتل المائية في المحيطات والبحار الداخلية، وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع منسوب سطح البحر بشكل ملحوظ ومؤثر، وطغيان البحر بالتالي على أجزاء واسعة من اليابسة، فيما يشبه طوفانا ثانيا كبيرا.

الخلاصة :
وعليه مرة ثالثة , فإنما قال الله : " مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20) " , في سورة الرحمن , وقال سبحانه وتعالى في سورة الفرقان : " وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53)" , ليس المقصود به " مصبات الأنهار " العذبة , والبحار المالحة , كما يرى كل ( العلماء ) المنشغلين بالإعجاز العلمي في القرآن بإسقاطهم الآيات على ذلك ,في تعسف عجيب , و إسقاطٍ غريب .مع تأكيدنا على أن الأمور في العلم نسبية على الدوام .
ملاحظة : كل المعلومات عن البحر القطبي و ظاهرة الاحتباس الحرار تجدها لمن أراد البحث بصورة أعمق عبر محركات البحث متاحة تحت عناوين متعددة . وقد عملنا على تقديم الموضوع بصورة مبسطة لتنال استحسان القراء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق