وإذا كانت " الأنوثة تعني وحسب الأمومة" لأن " كل المرافئ معنية بالوليد المجيد .." كما يقول عبدالسلام الكبسي، فهل الإجراء الإبداعي المقابل هو إخلاء وحجز كافة المرافئ للعشيق الغادر.. للحبيب العابر.. والمقيم.. وللعابر حينًا بلا وجه ..
لمن لا قيد يشدها إليه سوى الحنين !
لمن لا قيد يشدها إليه سوى الحنين !
لمن تُمنح الأضواء إن غنَّت الأديبات للأمومة !
يبدو أن صنفًا من أصدق المشاعر، وأخلصها، وأبعدها عن احتمالات الزيف لم يدون بعد ..
ومساءلة أدب المرأة عن شغف الأمومة يطرح النتاج كله للتأمل .. للبحث عن الأمومة حسًا وشعورًا لا عنها رسالة أو دورًا تربويًا ..
للتساؤل عن مشاعر تلك المرأة بعيدًا عن تخوم الجسد المسكون/ المهموم بالرغبة ..
عن مدى ضيق ذلك الفؤاد/ الخيال الإبداعي المتسع للحبيب تلو الحبيب، والعشير المؤقت، والطيف الشارد بأحاسيس الأمومة ..
عن حقيقة عجز الذهن الأنثوي المأزوم بسؤال الوجود الذاتي عن مماسّة سؤال الوجود الممتد، إذ الذات المولودة كما يقول الرافعي ليست سوى امتداد للذات الوالدة ..
أفحقا إذن أن الذات الأنثوية المبدعة لم يحركها بشدة نبض ذلك الكائن المزروع في أعماقها
إمكانًا أو فعلاً.. حقيقة أو مجازًا .. لا حسًا ولا فكرًا !
ألم يشدها كثيرًا إحساس الخفقة / الحركة الأولى ..
ألم تطربها شهقة التحام ذلك الجسد الصغير بعالم النور لحظة بدهه للمرة الأولى..
ألا تطيف بها أغاريد الطهر.. أو تهيم بمناغاة تملأ الكون سرورا ..
أينها عن خطوٍ أرضه القلب ..عن وعن و...
كيف استطاعت المرأة الأديبة التمكين لهذا الانشطار بين مساحات وجدانية تتصل وتتحد ببعضها البعض..
بين إما / وإما .. عاشت المرأة أدبًا وفكرًا ..
وفي عالم الإبداع لا في معترك الثقافة العالمة فقط ما زلن الكاتبات يجسدن ذلك الانشطار ..
فغرفة فرجينا وولف (غرفة تخص المرء وحده) ولم تكن لتتسع لصيحات الصغار !
بينما وعلى الضفة الأخرى استطاع الرجل الأديب كتابة المرأتين (أُمّا وحبيبة) وأبدع في ذلك وإن لم يدركهما إلا منفصلتين لأنهما كذلك في واقعه وشعوره.
تسامى الرجل بالمرأة الأم إلى ما فوق الأنوثة بمعطاها المثير للرغبة واستبطن هذه الصورة وارتسمت في الكون من حوله، فذا جبران يقول: " كل شيء في الطبيعة يرمز ويتكلم عن الأمومة فالشمس هي أم هذه الأرض، ترضعها حرارتها، وتحتضنها بنورها، ولا تغادرها عند المساء إلا بعد أن تنومها على نغمة أمواج البحر، وترنيمة العصافير، والسواقي ".
وبالمقابل احتفظت المرأة الأديبة بامرأة واحدة كتبتها وتخلت عن الأخرى ..
تجاهلتها.. أنكرتها .. وأدتها فأخفتها ..
ولم تخف معها تساؤلات لاهثة وعلامات استفهام معلقة عن مدى استدماج المرأة لرأي سبق وأن ثارت عليه رافضة حصرها في ثنائية حادة بين عقل وجسد تصبح معها المرأة فقط هي المرأة/ الجسد، المرأة/ الغانية ، المرأة العابرة للإعجاب بجواز لا تمتد صلاحيته لأكثر من فصلين من عمر الزمن..
ألم تصنع المرأة الأديبة ثنائية جديدة وأكثر حدة من سابقتها داخل الوجدان الأنثوي الواحد فتفصل بصرامة بين عاطفة وعاطفة وامرأة وامرأة.. ليصبح لدينا امرأتان (العاشقة/ الأم)، (المتمركزة حول الذات/ المهمومة بالغير)، امرأتان تستبقي الأديبة إحداهما وتحتفي بها وتقصي الأخرى أو تهمشها على أحسن تقدير.
وإذا كانت الثقافة والاجتماع أحدهما أو كلاهما اختصرا المرأة سابقًا في حدود المعطى (البيولوجي) فيها كما يقال، فالمرأة المعاصرة استبطنت الرؤية الأكثر اختصارًا وحصرت نفسها في حدود المعطى الجنسي فيها.
وإذا كانت " الأنوثة تعني وحسب الأمومة" لأن " كل المرافئ معنية بالوليد المجيد .." كما يقول عبدالسلام الكبسي، فهل الإجراء الإبداعي المقابل هو إخلاء وحجز كافة المرافئ للعشيق الغادر.. للحبيب العابر.. والمقيم.. وللعابر حينًا بلا وجه ..
لمن لا قيد يشدها إليه سوى الحنين !
وحين تحضر الأمومة في كتابات بعض الأديبات فلمَ تحضر شوهاء ذليلة.. منكسة الرأس.. ممزقة الثياب .. مسلوبة الفضيلة .. خارجة من عالم الغواية !
حين تحضر الأمومة في كتابات بعضهن تحضر في سياق (الخطيئة والدنس) فلعالم الغواية واللذة وحده السحر والعِطر .. وللأمومة الوجع والدم !
ثم لماذا تم ترحيل الأمومة في عالم الإبداع من المقدس إلى المدنس ..
أفلأن الأمومة تفرغ المجال من احتمالات الجاذبية والرغبة وتحيط المرأة بهالة من القداسة ..
أم لأن ذيوع الإبداع لا الفعل الإبداعي نفسه مشروط بالنشر، وعالم النشر عمليٌ للغاية ونفعيٌ للغاية وغير مستعدٍ للتورط بنشر أدب عصي على التسويق.. أم هما الأمران معًا !
وهل يقترب ما سبق مما ذكرته ملك حفني ناصف حول حقيقة الانتصارات التحررية النسوية أهي انتصارات حقيقية أم ثورة وافقت هوى المستبد.. وإذا كانت انتصارات المرأة الأديبة ونجاحاتها بريئة تمامًا من أهواء الناشر المستبد تحديدًا فكيف استطعن الأديبات أن يكسرن التابوهات الثقافية والاجتماعية ويفرضن أدبهن المتحرر والثوري بنضال نسوي نقي كما يشاع.. وعجزن بالمقابل عن فرض أدبهن المعبر عن شطرهن الآخر في عالم النشر .. أم أنهن في الواقع استدمجن الرؤية المسبقة عنهن وأذعنّ لها، ثم خدعن أنفسهن بحرية تحوم موضوعاتها حول المرافئ المشغولة أو المهجورة من هذا أو ذاك ..
يبدو أنه الاستدماج والقبول بالتحجيم والتقزيم والنفي المستبد المسبق جبرًا لا اختيارًا..
فمن سيتمتع باكتناه أسرار الأنوثة واكتشافها والتسلي بمباهجها وفضائحها وحده من يطرد أدبًا أموميًا لا يدر أرباحًا ولا يغري بالتصفح ..
والواقع أن الخروج من مدارات الجاذبية الأنثوية أمر مؤرق لكثير من الكاتبات، بل هو سؤال غير مطروح أصلاً للعمل، وبعضهن تزوجت وأنجبت وحرصت على عدم الإفصاح عن حياتها الأسرية الحميمة لأهداف تسويقية وحسب، ولم تضم أي من اللقاءات التي نشرت لها على مدى أعوام عديدة وتعرض المحاورون خلالها لتفاصيل تفاصيل حياة الأديبة لم تضم تلك اللقاءات أي حديث إيجابي عن حياتها الأسرية بل تكررت في لقاءاتها عبارات تصف الزواج بمؤسسة تاريخية لاضطهاد المرأة، ولم تكن تلك الأديبة لتصرح بخلاف ما ذكرت بحال لكنه سرٌ تكشف لقرائها بعد وفاة زوجها، فالذاتية المجسدة في أعمالها الأدبية تتناقض تمامًا مع غيرية الأمومة، والغيرية ذوبان في كون الآخر، وضياع واستلاب للأنا بحسب الثنائية الحادة التي صنعتها المرأة داخل وجدانها أو استدمجتها.. لافرق.. والبيت والأسرة وروح العطاء المتبادل والمسؤول قوالب جامدة وقيمٌ مرذولة، خالية من الجاذبية، صالحة للعيش لا للكتابة، ولا مكان لها في عالم ذرائعي يجعل من جموح الغريزة محددًا للذات الإنسانية الحرة !
ولأن الأدب والنسوية خدينان وأحدهما يمتح من الآخر، ولأسبقية الفكر النسوي الغربي المؤثر في الكتابات الإبداعية العربية فقد تأثرت أعمال الأديبات العربيات بالنسوية الغربية وطُبعت بها وبفردانيتها على الأخص، والفكر النسوي الغربي النابت في أحضان الحداثة والمرتمي فيها استمد نزعته الفردانية منها واستزرعها في الوجدان النسوي فثارت المرأة ضد الزواج والأمومة وسمته بعضهن (عبودية التناسل) ومع تفكك المفاهيم الصلبة للحداثة وسيولة مفاهيم ما بعد الحداثة، لم تنج النسوية هي أيضًا من الميوعة، لكن امرأتها حافظت على صلابة صراعها المعلن حينًا والمستتر حينًا أخرى مع (آخرها/ الرجل).
ومع تحولات ما بعد النسوية استعادت بعض النسويات الأمومة استعادة غير مطلقة استعيدت فيها الأمومة في الفلسفة لا في الحياة ..
فاستعادت بعضهن الأمومة إظهارًا لتفوق المرأة على الرجل فيما يسمى بــ(أخلاق الرعاية) تلك التي امتازت بها المرأة الأم تاريخيًا، دون أن تمثل الأمومة دورًا ذا أهمية حقيقة أو أولوية حياتية بالنسبة لهن، وهنا تبدو المفارقة والتوظيف النفعي للأمومة داخل الإطار النظري قبل العملي، والأمر نفسه ينعكس على الأدب بصورة أو بأخرى توظيفًا ومفارقة !
http://lojainiat.net/main/Content/%D9%84%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%8F%D9%85%D9%86%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B6%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D8%A5%D9%86-%D8%BA%D9%86%D9%91%D9%8E%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AF%D9%8A%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%88%D9%85%D8%A9-
ومساءلة أدب المرأة عن شغف الأمومة يطرح النتاج كله للتأمل .. للبحث عن الأمومة حسًا وشعورًا لا عنها رسالة أو دورًا تربويًا ..
للتساؤل عن مشاعر تلك المرأة بعيدًا عن تخوم الجسد المسكون/ المهموم بالرغبة ..
عن مدى ضيق ذلك الفؤاد/ الخيال الإبداعي المتسع للحبيب تلو الحبيب، والعشير المؤقت، والطيف الشارد بأحاسيس الأمومة ..
عن حقيقة عجز الذهن الأنثوي المأزوم بسؤال الوجود الذاتي عن مماسّة سؤال الوجود الممتد، إذ الذات المولودة كما يقول الرافعي ليست سوى امتداد للذات الوالدة ..
أفحقا إذن أن الذات الأنثوية المبدعة لم يحركها بشدة نبض ذلك الكائن المزروع في أعماقها
إمكانًا أو فعلاً.. حقيقة أو مجازًا .. لا حسًا ولا فكرًا !
ألم يشدها كثيرًا إحساس الخفقة / الحركة الأولى ..
ألم تطربها شهقة التحام ذلك الجسد الصغير بعالم النور لحظة بدهه للمرة الأولى..
ألا تطيف بها أغاريد الطهر.. أو تهيم بمناغاة تملأ الكون سرورا ..
أينها عن خطوٍ أرضه القلب ..عن وعن و...
كيف استطاعت المرأة الأديبة التمكين لهذا الانشطار بين مساحات وجدانية تتصل وتتحد ببعضها البعض..
بين إما / وإما .. عاشت المرأة أدبًا وفكرًا ..
وفي عالم الإبداع لا في معترك الثقافة العالمة فقط ما زلن الكاتبات يجسدن ذلك الانشطار ..
فغرفة فرجينا وولف (غرفة تخص المرء وحده) ولم تكن لتتسع لصيحات الصغار !
بينما وعلى الضفة الأخرى استطاع الرجل الأديب كتابة المرأتين (أُمّا وحبيبة) وأبدع في ذلك وإن لم يدركهما إلا منفصلتين لأنهما كذلك في واقعه وشعوره.
تسامى الرجل بالمرأة الأم إلى ما فوق الأنوثة بمعطاها المثير للرغبة واستبطن هذه الصورة وارتسمت في الكون من حوله، فذا جبران يقول: " كل شيء في الطبيعة يرمز ويتكلم عن الأمومة فالشمس هي أم هذه الأرض، ترضعها حرارتها، وتحتضنها بنورها، ولا تغادرها عند المساء إلا بعد أن تنومها على نغمة أمواج البحر، وترنيمة العصافير، والسواقي ".
وبالمقابل احتفظت المرأة الأديبة بامرأة واحدة كتبتها وتخلت عن الأخرى ..
تجاهلتها.. أنكرتها .. وأدتها فأخفتها ..
ولم تخف معها تساؤلات لاهثة وعلامات استفهام معلقة عن مدى استدماج المرأة لرأي سبق وأن ثارت عليه رافضة حصرها في ثنائية حادة بين عقل وجسد تصبح معها المرأة فقط هي المرأة/ الجسد، المرأة/ الغانية ، المرأة العابرة للإعجاب بجواز لا تمتد صلاحيته لأكثر من فصلين من عمر الزمن..
ألم تصنع المرأة الأديبة ثنائية جديدة وأكثر حدة من سابقتها داخل الوجدان الأنثوي الواحد فتفصل بصرامة بين عاطفة وعاطفة وامرأة وامرأة.. ليصبح لدينا امرأتان (العاشقة/ الأم)، (المتمركزة حول الذات/ المهمومة بالغير)، امرأتان تستبقي الأديبة إحداهما وتحتفي بها وتقصي الأخرى أو تهمشها على أحسن تقدير.
وإذا كانت الثقافة والاجتماع أحدهما أو كلاهما اختصرا المرأة سابقًا في حدود المعطى (البيولوجي) فيها كما يقال، فالمرأة المعاصرة استبطنت الرؤية الأكثر اختصارًا وحصرت نفسها في حدود المعطى الجنسي فيها.
وإذا كانت " الأنوثة تعني وحسب الأمومة" لأن " كل المرافئ معنية بالوليد المجيد .." كما يقول عبدالسلام الكبسي، فهل الإجراء الإبداعي المقابل هو إخلاء وحجز كافة المرافئ للعشيق الغادر.. للحبيب العابر.. والمقيم.. وللعابر حينًا بلا وجه ..
لمن لا قيد يشدها إليه سوى الحنين !
وحين تحضر الأمومة في كتابات بعض الأديبات فلمَ تحضر شوهاء ذليلة.. منكسة الرأس.. ممزقة الثياب .. مسلوبة الفضيلة .. خارجة من عالم الغواية !
حين تحضر الأمومة في كتابات بعضهن تحضر في سياق (الخطيئة والدنس) فلعالم الغواية واللذة وحده السحر والعِطر .. وللأمومة الوجع والدم !
ثم لماذا تم ترحيل الأمومة في عالم الإبداع من المقدس إلى المدنس ..
أفلأن الأمومة تفرغ المجال من احتمالات الجاذبية والرغبة وتحيط المرأة بهالة من القداسة ..
أم لأن ذيوع الإبداع لا الفعل الإبداعي نفسه مشروط بالنشر، وعالم النشر عمليٌ للغاية ونفعيٌ للغاية وغير مستعدٍ للتورط بنشر أدب عصي على التسويق.. أم هما الأمران معًا !
وهل يقترب ما سبق مما ذكرته ملك حفني ناصف حول حقيقة الانتصارات التحررية النسوية أهي انتصارات حقيقية أم ثورة وافقت هوى المستبد.. وإذا كانت انتصارات المرأة الأديبة ونجاحاتها بريئة تمامًا من أهواء الناشر المستبد تحديدًا فكيف استطعن الأديبات أن يكسرن التابوهات الثقافية والاجتماعية ويفرضن أدبهن المتحرر والثوري بنضال نسوي نقي كما يشاع.. وعجزن بالمقابل عن فرض أدبهن المعبر عن شطرهن الآخر في عالم النشر .. أم أنهن في الواقع استدمجن الرؤية المسبقة عنهن وأذعنّ لها، ثم خدعن أنفسهن بحرية تحوم موضوعاتها حول المرافئ المشغولة أو المهجورة من هذا أو ذاك ..
يبدو أنه الاستدماج والقبول بالتحجيم والتقزيم والنفي المستبد المسبق جبرًا لا اختيارًا..
فمن سيتمتع باكتناه أسرار الأنوثة واكتشافها والتسلي بمباهجها وفضائحها وحده من يطرد أدبًا أموميًا لا يدر أرباحًا ولا يغري بالتصفح ..
والواقع أن الخروج من مدارات الجاذبية الأنثوية أمر مؤرق لكثير من الكاتبات، بل هو سؤال غير مطروح أصلاً للعمل، وبعضهن تزوجت وأنجبت وحرصت على عدم الإفصاح عن حياتها الأسرية الحميمة لأهداف تسويقية وحسب، ولم تضم أي من اللقاءات التي نشرت لها على مدى أعوام عديدة وتعرض المحاورون خلالها لتفاصيل تفاصيل حياة الأديبة لم تضم تلك اللقاءات أي حديث إيجابي عن حياتها الأسرية بل تكررت في لقاءاتها عبارات تصف الزواج بمؤسسة تاريخية لاضطهاد المرأة، ولم تكن تلك الأديبة لتصرح بخلاف ما ذكرت بحال لكنه سرٌ تكشف لقرائها بعد وفاة زوجها، فالذاتية المجسدة في أعمالها الأدبية تتناقض تمامًا مع غيرية الأمومة، والغيرية ذوبان في كون الآخر، وضياع واستلاب للأنا بحسب الثنائية الحادة التي صنعتها المرأة داخل وجدانها أو استدمجتها.. لافرق.. والبيت والأسرة وروح العطاء المتبادل والمسؤول قوالب جامدة وقيمٌ مرذولة، خالية من الجاذبية، صالحة للعيش لا للكتابة، ولا مكان لها في عالم ذرائعي يجعل من جموح الغريزة محددًا للذات الإنسانية الحرة !
ولأن الأدب والنسوية خدينان وأحدهما يمتح من الآخر، ولأسبقية الفكر النسوي الغربي المؤثر في الكتابات الإبداعية العربية فقد تأثرت أعمال الأديبات العربيات بالنسوية الغربية وطُبعت بها وبفردانيتها على الأخص، والفكر النسوي الغربي النابت في أحضان الحداثة والمرتمي فيها استمد نزعته الفردانية منها واستزرعها في الوجدان النسوي فثارت المرأة ضد الزواج والأمومة وسمته بعضهن (عبودية التناسل) ومع تفكك المفاهيم الصلبة للحداثة وسيولة مفاهيم ما بعد الحداثة، لم تنج النسوية هي أيضًا من الميوعة، لكن امرأتها حافظت على صلابة صراعها المعلن حينًا والمستتر حينًا أخرى مع (آخرها/ الرجل).
ومع تحولات ما بعد النسوية استعادت بعض النسويات الأمومة استعادة غير مطلقة استعيدت فيها الأمومة في الفلسفة لا في الحياة ..
فاستعادت بعضهن الأمومة إظهارًا لتفوق المرأة على الرجل فيما يسمى بــ(أخلاق الرعاية) تلك التي امتازت بها المرأة الأم تاريخيًا، دون أن تمثل الأمومة دورًا ذا أهمية حقيقة أو أولوية حياتية بالنسبة لهن، وهنا تبدو المفارقة والتوظيف النفعي للأمومة داخل الإطار النظري قبل العملي، والأمر نفسه ينعكس على الأدب بصورة أو بأخرى توظيفًا ومفارقة !
http://lojainiat.net/main/Content/%D9%84%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%8F%D9%85%D9%86%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B6%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D8%A5%D9%86-%D8%BA%D9%86%D9%91%D9%8E%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AF%D9%8A%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%88%D9%85%D8%A9-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق