العمل بالأسباب في القرآن الكريم
جواباً لمن سألني :
العمل بالأسباب لينال الإنسان ما يرجوه بدفع
المضرة أو جلب المصلحة , مبدأ إجرائي رئيس ٌ في القرآن الكريم , لكن المسلمون لا
يعملون به , ولذلك تخلفوا .
ضرب الله به مثلاً بيوسف (ع) , في قوله تعالى :
" وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ " , و في موضع آخر يقول الله على لسان يوسف : " قَالَ اجْعَلْنِي
عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ " , صدق
الله العظيم .
وفي قصة أيوب : " اركض برجلك " لينال
العافية من المرض , في قوله تعالى : " وَاذْكُرْعَبْدَنَا
أَيُّوبَ إِذْنَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ
(41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَامُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ " .
وهناك شواهد كثيرة في غير مكان من القرآن ,
كقوله تعالى بخصوص مريم (ع) : " وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ
النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا" , صدق الله العظيم .
إذ لا بد من " نصب السبب " أولاً .
ليس بالحركة البسيطة التي قد يراها الإنسان ظناً منه
,أنها لا تقدم ولا تؤخر في تغيير مجرى الأمور وحسب ُ , و إنما في إنقاذ النفس من
الهلاك بالكلمات من الدعاء , كما حصل مع يونس (ع) : " فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ
وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ
فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ " , صدق الله العظيم .
وهناك غير ذلك من الشواهد , يستطيع القراء استقراءها من
الحياة كواقع معاش , ومن الحكمة في بطون الكتب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق