شعر عبدالسلام الكبسي
البِلَادُ الَتِي أَرْسَلَتْ فِي النَّشِيْدِ اليَدَيْن
ِ
" 1 "
السَّلامُ عَلِيْهَا
سَرَوْنَا عَلَى الشِّعْر
بِالشِّعْرِ
يَا خَبَبَاَ فِي سُرَانَا
الجَمِيْلِ
إِلِى زَهْرَةٍ إِسْمُهَا فِي النَّشِيْدِ
البِلَادُ
لَهَا وَجْدُ نَافِذَةٍ
وَلَهَا سَتُغَنِّي
الغُيُوْمُ
البِلَادُ عَلَى غُصْنِ
قَاتٍ
وقِيْلَ عَلَى شُرُفَاتِ
العُيُوْن ِ
وقِيْلَ هِيَ الآنَ تُفَّاحَة
ٌ
مَنْ يُقَبّلُهَا قَبَّلَتْهُ
الشُّجُوْن ُ
وقِيْلَ بِدَايَتُهَا
قُبَّرَاتُ ( المَدَاعَةِ)
يَالِلْهَدِيْلِ الَّذِي
يَفْتَحُ الآنَ سُنْبُلَةَ القَاتِ
فِيْ غَيْمِهِ والشِّرَاع
ِ سَنَرْحَلُ
أَيُّ الزَّوَامِلِ نَرْسمُهُ
أَوّلا ًفِي الرَّحِيْل ِ
وأَيُّ الأَسَاوِرِ نَحْمِلُهَا
والعَقِيْقَ
وأَيُّ المَسَانيدِ نَسْكُنُها
فَالرَّحِيْلُ الجَمِيْلُ
جَمِيْل الشُّرُوْدِ
وأَحْلامُنَا فَارِهَاتُ الكُرُوْمِ
البِلَادُ الَّتِي يَنْتَهِيْ
الجَاهِلُوْنَ بِهَا لِلْمَهَاوِيْ
الرِّجُوْمِ
البِلَادُ سَتَخْرُجُ
إِنْ صَلَّتَ الجَاهِلُوْنَ الظَّلَامَ
عَلَيْهَا
البِلَادُ سَتَخْرُجُ
إِنْ فزَّعَتْها الهُوَامُ
البِلَادُ سَتَخْرُجُ
إِنْ قَدَرَاً سَوْفَ نَكْسِرُهُ
بالعَرِيْضِ مِنْ الحُزْنِ
بِالعَادِيَاتِ التَفَاعِيْلِ
فِي خَبَبِ الحُزْنِ
أيُّ التَقَاسِيْمِ نَطْرُقُهَا
أَوَّلاً.
فَالرَّحِيْلُ عَلَى
الشِّعْرِ بِالشِّعْرِ
مِثْلُ الرَّحِيْلِ عَلَى
المَوْتِ بِالمَوْتِ
فِي بَلَدٍ , غَيْرُ تَهْلِيْلِهَا
لايُحِبُّ الرَّحِيْلَ مِنْ القَاتِ
إِلا عَلَى القَاتِ
"2"
يَا حُرْقَةَ
السَّمْحِ
فِي الشَّهَقَاتِ العَرِيْضَةِ
حِيْنَ تُفَرِّدُهُ فِي
الهَزِيْعِ ( الطِّيَالُ)
وحَيْنَ لَهُ كَعْكَة
ٌإِسْمُهَا ( الكِبْسُ)
يَمْتَدُّ فِي طِيْنِهَا
شَاهِق َ التُّوْت ِ
يَعْشَقُهَا فِي البِلَادِ
الَّتِي أَرْسَلَتْ فِي النَّشِيْدِ اليَدَيْن ِ
وكَانَ لَهُ الشَّجَنُ
الخَزْرَجِيُّ هُوَ الأُفْقُ والغَيْمُ . .
البِلَادُ الخَؤوْلَةُ
فِي عِطْرِهَا يُشْرِقُ السَّمْح ُ
إِنْ يَمّمَ الوَجْدَ
يَفْتَحُهُ
فالخؤولةُ رُمَّانُهُ
والزَّوَامِلُ مَوَّالُهُ والحَمِيْم ُ
لِمَاذَا هِيَ الآنَ تُطْفِئُ
فِي الخَطَرَاتِ الشُّمُوْع َ
لِمَاذَا وَتَكْسِرُ مِنْ
غَيْمِهَا العَسَلِيَّ العُيُوْنَ
تُسَاوِمُهُ فِي المَوَدّةِ
يُلْقِيْ عَلَيْهَا
السَّلام َ
فَتُلْقِيْ عَلَيْهِ
الحِجَارَة َ
" 3 "
لَكِنَّهُ السَّمْحُ شَاهِدُنَا
والعَرِيْضُ مِنْ الحُزْنِ
حِيْنَ البِلَادِ تَسِيْرُ
عَلَى قَلَق ٍ أَهْلَهَا
كُلَّمَا يَرْسِمُ السَّمْح
ُ زَهْرَتَهُ وَيُرَقِّشُهَا بِالنَّوَافِذ ِ
تَنْتَابُه ُ فِي البِلَادِ
عَلَى الظَّهْر ِ طَعْنَتُهَا فِي الظَّلَام ِ
البِلَادُ الَّتِيْ قَدَّمَتْ
مِنْ وَسَاوِسِهَا الزَّاجِلَات ِ الغُيُوْب َ
فَأيُّ العَلَاقَاتِ نَرْسُم ُ
أَيُّ المَوَاثِيْقِ فِيْ
بَلَد ٍ يَقْتُلُ النَّاس ُعُشَّاقَهَا
بِالظُّنُوْن ِ
وأَيُّ هَوَىً ( دَوْدِحِيَّاتُهَا ) لِلْمَهَاوِيْ الحُسُوْم
ِ ,
وأَيُّ بِلَادٍ ( صَيَاد
ُ ) تُعَاوِدُهَا فِيْ المَرَايَا ,
وَيَطْوِيْ أَسَارِيْرَهَا
( الزَّارُ)
أَيُّ بِلَاد ٍ عَلَى
وَرَقِ الْقَات ِ يَسْتَلْقِيَ الحَالِمُوْنَ
وَيَعْتَرِشُوْنَ أَسَاطِيْرَهَا
فِيْ الرُّخَام ِ
" 4"
وَلَكِنَّهُ السَّمْحُ
مِنْ قَادِحَاتِ الخِيُوْل ِ الكُمَيْتُ
هُوَ السَّمْحُ فِي
الخَلَجَاتِ الجِبَالِ
عَلَى بَالَة ٍ
يَشْرَئِب ُ الطِّيَال
ُ
وَيَجْتَاحُهُ اللَوْز
ُ والثَّوَرَاتُ الغُنَاءُ
لَه ُ (الدَّان ُ)
يَسْكُنُهُ الشَّجَنُ
المَارِبِيُّ
تُسَاوِرِه ُ بَلْدَة
ٌرَقَّشَ الحُزْنُ أَقْمَارَهَا بِالهَدِيْلِ
وَفَارِهَة ُ اللَوْن
ِ عَاشِقَة ٌ فِيْ امْتِدَادِ الأَمَانِيَ
يَسْتَرْسِل ُ الآه َ
مُنْتَصِرَاً فِيْ الأَغَانِي َ
فِيْ بَلَد ٍ سُوْرُهَا
يَحْجُب ُ القَلْب َ والزَّهَرَات ِ المَعَانِي َ
يَرْتَجِل ُ الآنَ أَحْزَانَهُ
والسُّؤَال َ
سَنَابِكُهُ يَقْظَة ُ
الرِّيْح ِ
أَوْرَادُهُ فِي الدِّمَاءِ
سَتَرْحَل ُ
فِي النَّاس ِ يَرْحَل
ُ
قِيْلَ هُوَ الآنَ يَسْقُط
ُ تُفَّاحَة ً فِيْ التَأَمُّل ِ
يَبْسُم ُ سُنْبُلَة ً
فِي البُرُوْق ِ
تَرَاءَتْ عَلَى القَلْبِ
أَمْطَارُه ُ
قِيْلَ أَنَّ الحُفَاة
َ رَأَوْه ُ و يَلْمَع ُ بَيْرَقُهُ عَبْرَ غَيْم ِ الكَلَام ِ
و قِيْلَ هُوَ الآنَ غَيْر
ُ الكَلَام ِ
ومَا لَمْ نَقُلْه ُ.
الحقيقةُ تَجْرَحُنَا
والسُّؤَال ُإِلَى حَيْثُ
أَدْرَاجِهِ سَيَعُوْد ُ
ومَا كَانَ قَدْ قِيْلَ
ليسَ سِوى بلد ٍ فِي تفاصِيلِهَا
والهُمُوْم ِ الصَّغيرة
ِ
نَمْضَغ ُ أَيَّامَنَا
, نقتل ُ الوَقْت َ,
نَعْرُج ُ في شَطَحَاتِ
السِّياسة ِ
والحِزب ِ والذَّاكرات
ِ القَبِيْلَة ِ
والشُّعَرَاءُ المَجَانينَ
يَشْتَجِرُوْن َ
عَلَى بُقْعَةِ الضَّوْءِ
يَحْتَرِقُوْن َ
يقولون َ غير َ البلاد
ِ,
وغيرَ مَقَايِلِهَا
والطُّقُوْس َ
القليلونَ كانوا على شَجَنِ
القَات ِ يبتسمون َ
القليلونَ كانوا إِلى
حَبَّة ِ القلب ِيرتحلون َ
هُمُ الان َ في غيرِ تُفْاحَة
ِ الماءِ ِينتحرون َ
فأَيّ ُ هَوَى ً سوفَ
نحملُهُ للذينَ سيأَتون َ
نَسْحَبُهُمْ بالحديث
ِ إِلى الغابرينَ ,
إِلى غَيْرِهِ اليوم َ
نَسْلبُهُمْ بالغُيوب
ِ السَّكينة َ و الأَمْن َ,
نَجْرَحُهُمْ فِي عَمِيْقِ
اللِقَاءَات ِ بِالهَمْز ِ واللَمْز ِ
أَغصانُهُمْ تحمل ُ
الفُلَّ والأَصْدقاء َ. . لِمَاذا نُفَزِّعُهَا ؟
أَيُّ جَارِحَة ٍ نَحْن
ُ
آن َ لَهُمْ غَيْرُهُ
الأَمْسُ
غيرُ الطَّرائقِ والمَاء
ِ
أَيّ ُ هَوَى ً سوفَ نَقْرَأَه
ُ,
فالحَرَائقُ سَرْمَدَة
ٌ
سوفَ نُطْفِئُهَا بالرَّحيل
ِ إِلى كَبِد ِ الغَيْم ِ
مِنْ كَبِد ِ الغَيْم
ِ
في كَبِد ِ الغَيْم ِ
ليسَ لنا في الرَّحِيلِ
سِوى لَوْزَة ِ الشِّعر ِ
آن َ لها أَنْ تقول َ
الكثير َ مِنْ الحُزْن ِ
تُشْعِلُه ُ في اللُبان
ِ الذي كانَ بالأَمس ِمَمْلكة َ السَّمح ِ
كانَ تسابيحَه ُ و (
المَهَايِدَ ) والبُنْدُقِيَّات ِ
كانَ المَآذن َ
أَسْرَارُهُ في الحِجَارة
ِ
يُلقِيْ علينَا السَّلام
َ فنلقيْ
, لِمَاذَا , الحِجَارَة
َ ؟!!
" 5 "
لَكِنَّهُ السَّمْح ُ آن
َ لَهَا أَنْ تُطِيْل َ الوُقُوْفَ على قَلَق ٍ
في البِلاد ِ
التي نُطْفَأُ الآنَ
في غيمِهَا
والتقاسِيم ُ تتركُنَا
للغُبَار ِ
البلادُ التي تَتَهَاوىْ
سِوَارَا ً
سِوَارَاً
وتَجْرَحُنَا في القَرَارِ
البلادُ التي كُلَّمَا
يُشْرِق ُ الرُّوْح ُ أَلقتْ عليهِ الجِدارَ
البلادُ التي يكسرُ
الحُزْنُ شُبَّاكَهَا
ويُسَاوِمُ فيهَا الصَّدِيْقَ
الصَّديقُ
البلادُ التي يَتَسَوَّرَهَا
الحُمْق ُ والجُهلاءُ ِالخَوارجُ
نَكْرَهُ في الغيمِ أَوْراقَهُمْ
والرُّوايةَ
نَكْرَهُ أَنْ يَرْشُقُوْنَا
ويَسْتَرْسِلِوا فِي الغِوَايَةِ
يَنْتَظِرُوْنَ لَهُ
السَّمْحُ
يَنْتَجِعُوْنَ لَهُ
السَّمْحُ مِنْ خَيْلِهِمْ
والزَّبيب ِ النِّسَاءَ
البَكَارَىْ
وَنَكْرَهُ تَصْفِيْرَهُمْ
فِي النَّشِيْدِ
وَنَكْرَهُ سِجَّادَهُمْ
والنَّسِيْجَ اللَحَىْ
نَكْرَهُ القِشْرَةَ
المَذْهَبِيَّةَ
نَكْرَهُ شَنْشَنَة َ
المُحْبَطِيْنَ
عَلَى غَيْرِهِ الوَزْنِ
يَفْتَعِلُوْنَ المَقَامَ
مَوَاجِيْدَ مِطْرَقَةٍ
يَخْصِفوْنَ
وَمَرْضَى إِذَا أَبْرَقَ
السَّمْحُ يَضْطَرِبُوْنَ كَأَرْشِيَّةٍ
فِي الطُّوِيِّ البَعِيْدَةِ
يَالَيْتَهَا سَرَقَتْنَا
الأَسَاطِيْرُ قَبْلَ تَوَقِّدِهِ النَّجْمُ
يَا لَيْتَ أَنَّ الرُّجُوْمَ
َتمُرُّ عَلَيْنَا أَظَافِرُهَا
سَنقولُ الكثيرَ مِنْ
الخَوْفِ فِي مَوْتِهَا , سَنُطِيْلُ البُكَاءَ
البِلَادُ بِلَا شَجَن
ٍ والذينَ عليْهَا بِلَا شَجَن ٍ
صَافَحُوْنَا , اسْتَدَارُوْا
سِرَاعَا ً , سِرَاعَاً
مَضَوْا دونَ أَنْ يَتْرُكُوْا
فِي اللِقَاءِ( الحَمِيْمِ
) العَنَاوِيْنَ
مَا تَرَكُوْا غَيْرَ
قَهْقَهَةَ الجَدْبِ
أَجْمَلُهُمْ كانَ يُلقيْ
الكَلَامَ سَعِيْدَاً بِإشْرَاقِ ( بَذْلَتِهِ)
والأَزِرَّةُ بَاذِخَة
ٌ بِالوُعُوْدِ عَلَيْهِمْ
عَلَيْنَا نُصَفِّق ُ
نَبْسُمُ
أَيُّ السَّذَاجَات ِ
حَاطَتْ بِنَا ؟
أيُّ أَصْنَامِهَا سَوْفَ
نَفغِرُ أَفْوَاهَنَا وَنُصَلِّيْ ؟
وأَيُّ السُّقُوْطِ إِعْتَرَانَا
ومَا انْفَكَ يُلقيْ علينا الكثير َ مِنْ الخَوْفِ
يُعْلٍن ُ أَنْ لا مفرَّ
مِنْ الخَوْفِ إِلا إِلى الخَوْفِ
حِيْنَ بَكَينَا , ونَبْكِيْ
رَأَوْنَا.
رَأَيْنَا البلادَ
ولكنها لم تكنا البلادُ
( أبوحمزة ) اليومَ يَطْرُقُهَا
جَبَلاً , جبلا ً
واللئامُ على سُرُر
ٍوالأَرَائِك ِ يَأْتفكونَ
البلادُ التي يفتحُ
السَّمْحُ أبوابَهَا بالسُّؤالِ
لعلَّ هواه ُ الذي تسْألون
َ
لعلَّ مَوَاجِيْدَهُ تَحْمِلُ
الآنَ رُمَانَة َ المَاء ِ والعِنَبَ الرّوحَ
والأُمْنيات ِ العَذَارَىْ
لعلَّ مَدَاه ُ الذي
ترحلون َ
لعلَّ الذي تَسْكُنُوْن
َ هَوَاهُ
لعلَّ سَرَوْنَا على
السَّمْح ِ بالسَّمْح ِ فِي أَلَق ِ الغَيْم ِ
عَلّ السَّلام َ عليْهَا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق